أدب السجون أ. د. عادل الأسطة - أسرى الحرية

وأنا أتجول اليوم في شوارع المدينة قادتني قدماي إلى الدوار .
ثمة بضع عشرات من الرجال والنساء يشكلون دائرة ، وثمة شاب يلقي كلمة .
الأجواء خريفية بامتياز ولما يسقط اليوم المطر ، علما بأن النشرة الجوية كانت تشير إلى أن الأمطار ستتساقط هذا النهار بغزارة . اليوم لما ينته بعد وربما تتساقط الأمطار في ساعات ما بعد الظهيرة .
٤٧٠٠ أسير يقبعون في السجون ؛ منهم ما لا يقل عن ١٥٠ طفلا ، وهناك ماجدات أسيرات وأسرى مرضى من بينهم من هو مصاب بسرطان الدم ومن هؤلاء الأسير وليد الدقة وناصر أبو حميد ، وهناك أيضا ٦٥٠ معتقلا إداريا .
غالبا ما أكرر : " كلنا أسرى بطريقة أو بأخرى " ثم سرعان ما أتذكر عنوانا فرعيا في رواية غسان كنفاني " أم سعد " هو " خيمة عن خيمة تفرق " وعليه ف " سجن عن سجن يفرق " .
أم سعد التي قالت " خيمة عن خيمة تفرق " هي نفسها التي قالت لغسان كنفاني / السارد :
- أتحسب أننا لا نعيش في الحبس ؟ ماذا نفعل نحن في المخيم غير التمشي داخل جدران الحبس العجيب . الحبوس أنواع يا ابن العم ! أنواع ! .... " الجريدة حبس والراديو حبس و ... إلخ .
وعلى من يريد النص الحرفي أن يعود إلى الرواية .
وأنا أقرأ في كتاب عمر نزال " كباسيل الأسرى " ٢٠٢١ انتبهت إلى سرور الأسرى بالمسيرات التي تتعاطف معهم . إنها لا تشعرهم بأنهم منسيون ، فأي نشاط يدعم مطالبهم يرفع معنوياتهم .
الحرية لوليد دقة وناصر أبو حميد والزوال للاحتلال ودولة إسرائيل ، وما سمعته بأن يافا وحيفا والناصرة وعكا ليست مختلفة عن القدس ونابلس وجنين أثلج قلبي ، ذلك أنها الحقيقة وأنها ما نشأنا عليه أصلا .
هل تضامنت الطبيعة مع المتضامنين ، وبالتالي مع الأسرى ، فلم تمطر هذا النهار ؟
في الصباح سمعت ان عدد معتقلي هذا النهار فجرا بلغ ٢٢ شابا ، ولا أدري إن كان المتكلم أضافهم إلى الرقم ٤٧٠٠ .
اللافت أنني في ١٢ / ١٢ لم ألحظ احتفالا بذكرى انطلاقة الجبهة الشعبية . أيعود السبب إلى أنني كنت في هذا الوقت أحاضر عن فدوى طوقان ؟!
ربما ! غير أنني لم أقرأ على صفحات التواصل الاجتماعي ما يذكر بذكرى الانطلاقة . " هل أدرك التعب القافلة ؟ " والعبارة للشاعر أحمد دحبور ينفي فيها أن يكون التعب أدركها ، وهو من قال :
" وفلسطين ليست فلسطين إلا إذا طلبت كاملة " .
مساء الخير
خربشات
١٤ /١٢ / ٢٠٢٢

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى