محمد أمين صالح - فتحي مهذب واحد من جيل المبدعين الجادين...

فتحي مهذب واحد من جيل المبدعين الجادين والمخلصين لنتاجهم الشعري ، يكتب كأنه يحيا ، او يحيا كأنه يكتب ، الكتابة عنده هم مقيم ، وفعل أصيل ، يثق فيها تمام الثقة ، يحملها علي كتفيه كلما غدا او راح ، يمنحها قوت أولاده وأرقه ، صحوه وغفوته ، أحلامه وانكساراته ، نجاحة وفشله ، رضاه وسخطه ، يري انه لا خلاص في هذا العالم بغير الشعر ، يحوي بين جنبية ذخيرة حية من المفردات اللصيقة به والتراكيب ذات الخصوصية التي يبتكرها ويشكل منه عالمه الشعري المائز، الهدم والبناء آليتان أساسيتان في قصيدته وبما يتفق مع منطق العبث ، او لامنطق العبث ، فهو يهدم العالم وقت يبنيه ، وتتشكل معالمه وملامحه حين يهم بهدمه في متوالية لا يمل منها قارئه وربما يقوم بالدور نفسه مشاركا له ، القارئ فاعل في كتابة فتحي مهذب وفق احدث آليات التلقي .
وتلعب الانزياحات دورا محوريا في تشكيل نصه الشعري ّ،
ويتبدي قلقه الوجودي وتوتره بين ثنايا قصائده كما تتبدي شكوكه ، يقينه لحظيّ ويكمن فيما يخطه ، وسرعان ما ينقض عليه بحثا عن يقينات أخري يطالها الهدم والبناء المستمر ، القصيدة عنده لا تنتهي بل تدور في فلك الدلالات المنفتحة علي مصرعيها .
لفعل التوتر والقلق الوجودي والارتياب آثارها الجلية علي النصوص فتبدو الكتابة مدببة
رغم قدرته الكبيرة علي التخييل والتي تتبدي جليا في كل نصوصه والتي لا تحكمها آلية واحدة في البناء حيت كل نص هو تاريخ جديد للكتابة .
الحديث عن فتحي مهذب وابداعه يطول ، وقريبا لنا عودة .

محمد أمين صالح
14/8/2019

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى