كرة القدم أ. د. عادل الأسطة - مقعد رونالدو

هذا الاسبوع، رأيتني، على غير عادة، اتابع، وأنا اقرأ الجريدة، صفحات الرياضة فيها، وحين كنت صباح الاحد (15/5) التفت الى اعلانات الصفحة الاولى، فقد اصررت على شراء عدد الاثنين، ولكنني لم احصل عليه من البائع، لأن الاعداد نفدت مبكراً، ونسيت، في غمرة انشغالي، الحصول على عدد. ولما تذكرت ضرورة ان اقرأه، فقد حصلت صباح الثلاثاء (16/5) عليه، واحتفظت به وبصورة (رونالدو).
ومنذ علمت بأن (رونالدو) سيزور فلسطين، قررت ان اكتب عن هذا الحدث التاريخي، فأنا احب لعب (رونالدو)، وأشعر بأنه قريب منا، ربما لأنه يشبه اخي الكبير، وربما لأنه يذكرني ببرازيلي تعرفت اليه في العام 1987 وأنا اتعلم اللغة الالمانية في (فرايبورغ)، وكان هذا البرازيلي هادئاً ووديعاً، وكان مثله مثل كثيرين من ابناء القارة الاميركية الجنوبية، يشعرون معنا، ويظهرون معنا تعاطفاً كبيراً. بل انهم كانوا يلتقطون لنا معهم الصور، ويصرورن على ضرورة ان نتواصل معاً في قادم الايام.
ومع انني اكون حذراً، حين اكتب عن علم بارز، لأنه قد يتغير مع قادم الايام، اذ التجربة قالت لنا هذا، ولنا في (مارادونا) خير دليل، هذا الذي تعاطف معه الفلسطينيون لدرجة ان محمود درويش كتب عنه مقالا نقلته الصحف الى الاسبانية، ثم خيب (مارادونا) ظننا حين زار حائط المبكى، ووضع القبة على رأسه، مع انني اكون حذراً حين اكتب عن علم بارز الا انني لم افوت الفرصة، ووجدتني اتابع الحدث، وأفكر في الكتابة عنه. ولقد واصلت قراءة ما كتب عنه في الايام بقلم صلاح هنية، وعلى الصفحات الرياضية، بل ولقد تمنيت ان يحتفل به الفلسطينيون اكثر، لعله يتحدث عن عدالة قضيتهم، علماً بأن رئيس البرازيل لم يقصر في دعم قضيتنا، وهذا ما افصح عنه فهمي هويدي في مقاله في "الايام" (18/5) متى يصبح للشارع العربي دور في صناعة القرار؟
ولعل ما شجعني ايضاً على كتابة المقال تحقق نبوءة القاص محمود شقير، هذا الذي كان نشر في احد اعداد مجلة الكرمل قصة عنوانها "مقعد رونالدو"، اعاد نشرها في مجموعته "صورة شاكيرا" (2003)، ثم عاد وكتب قصة ثانية عنوانها "مقعد بابلو عبد الله" ظهرت في مجموعته "ابنة خالتي كونداليزا" 2004 ويبدو ان الكاتب خاب ظنه في (رونالدو) وإن لم يبد هذا على لسانه مباشرة، وإنما بدا من خلال شخصية كاظم علي السائق الفلسطيني المعجب بـ (رونالدو)، لدرجة انه ظل يحجز له المقعد الاول، في سيارته العمومي، يومياً، منتظراً ان يلبي (رونالدو) دعوة كاظم الذي راسله عبر (الانترنت)، ما سبب له مشاكل عديدة مع اهل قريته الذين ذهبت بهم الظنون مذاهب شتى، لأن المقعد ظل فارغاً، اذ كان كاظم يرفض ان يجلس اي راكب الى جانبه، فالمقعد مخصص لـ (رونالدو)، ولم يكتف الناس بالظن، فقد اشتكوا كاظماً الى عشيرته، ولحق به من الضرب والمهانة ما لحق، بسبب الاشاعات التي كان اقلها انه يترك المقعد فارغاً لفتاة ما، يمارس معها الحب، علماً بأن الناس تعرف انه متزوج وأنه يجب زوجته.
وقد بدا التغير في موقف كاظم من (رونالدو) في القصة الثانية، بخاصة حين عرف ان (رونالدو) وافق على الجلوس مع رجال الاعمال الاثرياء، مقابل مبلغ مليون دولار، ما جعل كاظماً لا يلتفت الى (رونالدو)، لأنه رأى فيه رجلاً جشعاً.
وما مِنْ شك في ان وراء القصة ما وراءها، وأن التغير في موقف كاظم، يعكس نظرة شقير نفسه، الى هؤلاء الاعلام الذين نحب لعبهم، وقد نستاء من بعض تصرفاتهم.
وأنا اتابع اخبار زيارة (رونالدو) الى فلسطين، سأتذكر قصتي محمود شقير هاتين، وسأعيد قراءتهما، وسأتذكر ما كتبه محمود درويش في (مارادونا)، وزيارة هذا الاخير لحائط المبكى، لبراقنا وسألحظ احتفال الناس بهذا النجم البرازيلي (رونالدو) واحتفاءهم به، ربما يجدر ان توجه الدعوة لزين الدين زيدان لزيارة فلسطين، ولا ادري لماذا لم يكتب الصديق القاص محمود شقير عن علاقة كاظم بلعبه؟

أ. د. عادل الأسطة
2005-05-22

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى