محمد محمود غدية - ستائر فى بهو انيق

هناك ستائر من الدانتيل الرقيق، الموشاة بخيوط الذهب، والألوان المبهجة التى تسر الناظر فى بهو أنيق، ستر يحجب الكثير من الأسرار، ولغه المحبين البكماء يحدث أحيانا أن يسكب القمر فضته الذائبة على ظلمة الحياة فيضيئها، حين يتسلل عبر الستائر دون إستئذان، وكذلك تفعل الشمس جمال رائق شفيف،
- هناك ستائر من القماش السميك، لا تتدلى من مواسير مذهبة أو فضية، علقت بمسامير صدأة فوق شباك متداع، تختلف الستائر باإختلاف الأماكن تشبهنا وتعرفنا، وتفرق بين أوجاعنا الوجع الغير متشابه، لا تنبش الجرح لكنها أكثر توحش حين تبرز إنفلات ثوب يبرز تقاطيع أجسادالبنات متحررات الضفائر، غرائب الحياة والصدف والتوافقات لا يمكنك رؤيتها دون كاميرات أو نظارات معظمة، لكنها خلف الستائر شفيفة وواضحة،
مما يجعلك ترتاب فى منطق الأشياء،
- هذه الفتاة التى تجلس خلف الستائر المواشاة برقائق الدانتيل، منتصبه الجذع كحرف الألف، ليست وحدها لكنها مزدحمة المشاعر، آسفه على الحب الذى ولى فى أول مطب عاصف مع من أحبته، ورؤيتها له بصحبة إمرأة أخرى،
كيف للسماء التى تبلغ كل هذا الصفاء أن يعيش تحتها أناس يجرحون بعضهم البعض بكل هذه القسوة،
سؤال ساذج ؟
جوابه : الغرقى لا يهتمون بالبلل الستائر وحدها تتذكر ما جرى خلال الليل والنهار، يمكن للصباح أن يكون باردا وضبابيا ضباب يؤدى إلى صفرة تحجب الستائر كلها الرقيقة والسميكة، والتى لا يمكنها كشف العواطف الصادقة والزائفة والطلاء الكاذب، والإبتسامات المتملقة ما اقسى أن يبطن المرء عكس ما يظهر !
وهناك خلف الستائر السميكة باهتة اللون، كان هناك ضوء مصباح شحيح مشنوق فى سقف حجرة قليلة الأثاث، شاردة فى ليل العالم الواسع، تشبه إبتسامة مفاجئه فى وجه إنسان متعب قلما تنفرج أساريره، الستائر فى رقصها كما الطير المذبوح، تخفى أحلاما رمادية موشاة برقائق الدانتيل، تضرب وجه فتاة واسعة الحدقتين شاحبة الوجنتين، تنم عن إنفراط الآسى والتعب والهم .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى