وبعد أن جاء دوري عقب انتظار ممل، دخلنا سوية. حدق بوجهي بأمعان مشوب بتساؤل.
- هل تعرفه؟
- بالتأكيد. نحن كالأخوه منذ طقولتنا.
- ولكن!
- ولكن ماذا؟
- هويتك. بحاجة إلى صحة صدور.
- ألهذه الدرجة يثير شكلي الريبة يا أستاذ؟
- عفوا. هذا لمصلحتكما.
- محافظتي بعيدة والوقت يحاصرنا و....
- التعليمات تحتم هذا. أرجو المعذرة. أنتهى الوقت.
ورقة تحاصرها الأختام ترجعنا لقرون من التخلف المشوب بريبة من الآخر وكأن الحياة مبنيه على الشك. "أنا أشك فأنا موجود..." ياترى لو قدر "لكانت" أن يعيش، هل سيفرح أو يندم على رأيه الذي دافع عنه طيلة حياته؟ وأين أنت يا "ديكارت" عندما اعتبرت التفكير أصل الوجود ولكن ما جدواه إن أدخلنا الشك بين ثناياه؟
في دوائر المرور والمحاكم والضريبه والتسجيل العقاري .. دوائر إعاقة وابتعاد عن المنطق الحضاري. صحة صدور. صحة صدور.. كلمات بت ارددها قي اليقظة وفي المنام. وبين الجدية والتهكم تتطاير أوراقها ونحن نلهث خلفها.
وعندما رجعتُ متعبا وضجرا ذات مساء وانحشرت في فراشي، حاولت أن اقلب صفحات كتاب استقر قرب وسادتي لأكثر من شهر. ناديت زوجتي فلم تأتي متظاهرة بأنها مشغوله في تصحيح أوراق طلبتها الأمتحانية.
- تعالي يا عزيزتي.
- وماذا تريد؟
- لأهمس في أذنك بشىء يسرك.
- غير صحيح. لن أثق بك..
- حتى أنت؟ أتحتاجين إلى موعد مسبق لتحديد موعد للحديث معك، أو ربما لصحة صدور تثبت أنك زوجتي!
- لا. لا. إطمئن ليست لهذه الدرجة.
- سيارتك يا حبيبتي..
- ما بها؟
- أحتاجها ريثما استلم سيارتي من الورشه. غدا أمطار غزيرة وأنتِ في إجازة.
- وكيف عرفتَ أنها غزيره؟
- النشرة الجوية كما تعلمين؟
- لن أثق بها ابدا أبدا..
- غريب أمرك..
- وما الغرابة؟
- قلت لك لن أصدق بأية نشرة جوية وأنا بحاجة إلى...
- إلى ماذا؟
- إلى كتاب صحة صدور يثبت صحة إدعائك.
- لا بأس. لا بأس..
- يبدو أنك وافقتَ يا حبيبي؟
- إطمئني. لكن الأهم أنك تحتاجينه مرفقًا مع شهادة وفاتي يومًا. لا أريد أن أتعبكِ.
- ما هذا؟ أتحاول تحويل المزاح إلى جد . كل ما في الأمر، لابد أن تثبت وبصورة رسمية لا لبس فيها أن ما تدعيه من هطول الأمطار، صحيح وستكون سيارتي تحت تصرفك وأنت تعرف كم أحبك وأخاف عليك.
- حسنًا. حسنًا ولأجل ما تحملينه لي من حب، لابد أن أبرهن لك أنني احبك أكثر. حبًا بوسع الدنيا ؟
- وماذا ستعمل؟
- سأجلب تأييدًا لصحة وفاتي غدًا إليك..لأطمئن بأنني لن أبقى في العراء طويلًا.. إطمئني. هناك طرق في غاية السهولة نحصل على ما نريد أو نلغي ما يريدون. المهم. هل أستعمل سيارتك غدا؟
- بالتأكيد يا حبيبي ولكن بعد أن....
- فهمت. فهمت. يبدو أنني لن أبقى في العراء طويلًا...
- الموضوع: صحة صدور شهادة وفاة
نؤيد أن الموما إليه قد توفى وحسب تواقيع الطبيب والشاهدَين أدناه
ملاحظة: زود بهذا التأييد بناء على طلبه.
التوقيع
الطبيب المسؤول
- هل تعرفه؟
- بالتأكيد. نحن كالأخوه منذ طقولتنا.
- ولكن!
- ولكن ماذا؟
- هويتك. بحاجة إلى صحة صدور.
- ألهذه الدرجة يثير شكلي الريبة يا أستاذ؟
- عفوا. هذا لمصلحتكما.
- محافظتي بعيدة والوقت يحاصرنا و....
- التعليمات تحتم هذا. أرجو المعذرة. أنتهى الوقت.
ورقة تحاصرها الأختام ترجعنا لقرون من التخلف المشوب بريبة من الآخر وكأن الحياة مبنيه على الشك. "أنا أشك فأنا موجود..." ياترى لو قدر "لكانت" أن يعيش، هل سيفرح أو يندم على رأيه الذي دافع عنه طيلة حياته؟ وأين أنت يا "ديكارت" عندما اعتبرت التفكير أصل الوجود ولكن ما جدواه إن أدخلنا الشك بين ثناياه؟
في دوائر المرور والمحاكم والضريبه والتسجيل العقاري .. دوائر إعاقة وابتعاد عن المنطق الحضاري. صحة صدور. صحة صدور.. كلمات بت ارددها قي اليقظة وفي المنام. وبين الجدية والتهكم تتطاير أوراقها ونحن نلهث خلفها.
وعندما رجعتُ متعبا وضجرا ذات مساء وانحشرت في فراشي، حاولت أن اقلب صفحات كتاب استقر قرب وسادتي لأكثر من شهر. ناديت زوجتي فلم تأتي متظاهرة بأنها مشغوله في تصحيح أوراق طلبتها الأمتحانية.
- تعالي يا عزيزتي.
- وماذا تريد؟
- لأهمس في أذنك بشىء يسرك.
- غير صحيح. لن أثق بك..
- حتى أنت؟ أتحتاجين إلى موعد مسبق لتحديد موعد للحديث معك، أو ربما لصحة صدور تثبت أنك زوجتي!
- لا. لا. إطمئن ليست لهذه الدرجة.
- سيارتك يا حبيبتي..
- ما بها؟
- أحتاجها ريثما استلم سيارتي من الورشه. غدا أمطار غزيرة وأنتِ في إجازة.
- وكيف عرفتَ أنها غزيره؟
- النشرة الجوية كما تعلمين؟
- لن أثق بها ابدا أبدا..
- غريب أمرك..
- وما الغرابة؟
- قلت لك لن أصدق بأية نشرة جوية وأنا بحاجة إلى...
- إلى ماذا؟
- إلى كتاب صحة صدور يثبت صحة إدعائك.
- لا بأس. لا بأس..
- يبدو أنك وافقتَ يا حبيبي؟
- إطمئني. لكن الأهم أنك تحتاجينه مرفقًا مع شهادة وفاتي يومًا. لا أريد أن أتعبكِ.
- ما هذا؟ أتحاول تحويل المزاح إلى جد . كل ما في الأمر، لابد أن تثبت وبصورة رسمية لا لبس فيها أن ما تدعيه من هطول الأمطار، صحيح وستكون سيارتي تحت تصرفك وأنت تعرف كم أحبك وأخاف عليك.
- حسنًا. حسنًا ولأجل ما تحملينه لي من حب، لابد أن أبرهن لك أنني احبك أكثر. حبًا بوسع الدنيا ؟
- وماذا ستعمل؟
- سأجلب تأييدًا لصحة وفاتي غدًا إليك..لأطمئن بأنني لن أبقى في العراء طويلًا.. إطمئني. هناك طرق في غاية السهولة نحصل على ما نريد أو نلغي ما يريدون. المهم. هل أستعمل سيارتك غدا؟
- بالتأكيد يا حبيبي ولكن بعد أن....
- فهمت. فهمت. يبدو أنني لن أبقى في العراء طويلًا...
- الموضوع: صحة صدور شهادة وفاة
نؤيد أن الموما إليه قد توفى وحسب تواقيع الطبيب والشاهدَين أدناه
ملاحظة: زود بهذا التأييد بناء على طلبه.
التوقيع
الطبيب المسؤول