في مجلسٍ عامر بالأشياء، ما رأيتُ «اللاشيء» ولمحتُ فراغَه بين شيئين!
وجّهتُ وجهي شَطرَهما، فغارَ بصري بينَ بينِهما مُنساباً إلى اللاشيء حيثُ اللاحيث..
قلتُ: أيّها اللاشيء، يا مَن لا يستأهل خِطاباً ولا يُحير جَواباً.. ما أنتَ؟!
فإذا الجواب هاتف يَسري في المسام كماءٍ يتسرّب عبر الخلال، دون أن يطرق سمعاً: أنا ما تَرى قبل أن يُوجد ويُرى، وأنا ما يَجري وجرى قبل أن يستوي خلقاً جديداً في يقظةٍ كالكرى.
أنا لستُ فراغاً أو وهماً.. أنا لست خَواء!
أنا حِضنُ كَوْنِكم هذا الذي غاب عنكم مُعظمُه وخفي كُنْهُه، وأنا أنتم قبل النفخة الأولى التي بَثَّت فيكم الرُّوحَ ونَبض الحياة..
أنا ظهيرُ الشيء وانعكاسه، وأصله وارتكاسه، وخفاؤه ووسواسه..
أنا حيرةُ الفلاسفة في بيان الحَدّ بين الأشياء واللاأشياء، والمادّة والهباء، والحياة والفناء..
أنا برزخ بين الوجود والعدم، والحدُّ بين النّور والظُّلَم..
وأنا المظلوم بينكم حين يُشبّه بي من بني جِنسكم «لا شيء» ليس له من اللاشيء شيء، وهذه مقتلتي!
وجّهتُ وجهي شَطرَهما، فغارَ بصري بينَ بينِهما مُنساباً إلى اللاشيء حيثُ اللاحيث..
قلتُ: أيّها اللاشيء، يا مَن لا يستأهل خِطاباً ولا يُحير جَواباً.. ما أنتَ؟!
فإذا الجواب هاتف يَسري في المسام كماءٍ يتسرّب عبر الخلال، دون أن يطرق سمعاً: أنا ما تَرى قبل أن يُوجد ويُرى، وأنا ما يَجري وجرى قبل أن يستوي خلقاً جديداً في يقظةٍ كالكرى.
أنا لستُ فراغاً أو وهماً.. أنا لست خَواء!
أنا حِضنُ كَوْنِكم هذا الذي غاب عنكم مُعظمُه وخفي كُنْهُه، وأنا أنتم قبل النفخة الأولى التي بَثَّت فيكم الرُّوحَ ونَبض الحياة..
أنا ظهيرُ الشيء وانعكاسه، وأصله وارتكاسه، وخفاؤه ووسواسه..
أنا حيرةُ الفلاسفة في بيان الحَدّ بين الأشياء واللاأشياء، والمادّة والهباء، والحياة والفناء..
أنا برزخ بين الوجود والعدم، والحدُّ بين النّور والظُّلَم..
وأنا المظلوم بينكم حين يُشبّه بي من بني جِنسكم «لا شيء» ليس له من اللاشيء شيء، وهذه مقتلتي!