عبدالله عيسى - لا تقفْ في طريقِ العُصاةِ

لاتقفْ في طريقِ العُصاةِ
فتستوطنُ الريحُ ظلّكَ في المنحنى
مثل ذاكرةٍ لقرابينِ شعبٍ تلاشى وراءَ الكهوفِ ،
ولا تبصرِ الطيرَ في شجرِ السروِ
ينبُش ُبعد الغروبِ قبورَ الحلازين ِ بين يدَيْ صائدِ الوعلِ ،
أو تحتفي باقترابكَ من هندباءِ السهول مبللة ً بِحُنُوّ قباب السماء..
ويخطئُ قلبُكَ عشبَ الطريقِ إلى البيتِ .
لا تقتفي أثراً للدعاةِ
فينشغل ُ الموت ُ عمّن سواك َ بموتك َ
لا الأرضُ تأتيك َ إلا بطين ِ وصايا رماها بمجرى السواقي رَسُولٌ قديم ٌ ،
ولا السموات ُ تعودُ إليكَ سوى بشحوبِ دعائكٓ
بين يديّ الملاكِ المؤجّلِ
أدنى إلى جنباتِ الحلازين من ظلّها .
فتضلّ كلون إشارات ِ موتاك َ في رجفةِ الصوت ِ
لا تكترثْ للصدى في حديثِ الرُواةِ
فللوقت ِ أسماءُ أخرى
معلٌقة ٌ بين معاصمِ أبطالَ لم يُٰذكروا في التواريخ
إلا ليخرج َ منها المراؤون َ
والسادة العائدون من الحربِ مبتسمين
بأذرع مبتورةٍ لرعاياهمُ الطيبين َ،
ولا تذكرِ الواقفين على ضفّة الأبدِيّةَ
إلا لتروي حكايةَ شعبكَ كاملة ً دون سوءٍ ،
وتنسى لتغفر ما شئتَ ،
دعْ أيّ شيء ، إذا شئت َ ، أو كلّ شيء
متى شئتَ ، يدفنٌ موتاهُ في بئْرِ ذاكرةِ الموتِ ،
لاتلتفت للبلاغة راقصةً في مديحِ الطغاةِ
وكن شاعراً مثلما أنتَ
صوت َ الحياةِ


* ( من ديوان وصايا فوزية الحسن العشر . دار ابن رشد . القاهرة ٢٠١٧. و ديوان عبدالله عيسى .فلسطين ٢٠٢٢)

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى