حسين عبروس - الطفل والخيال الموجّه...

الخيال :هولغة العقل التي تتصل بالجسد،وهو عبارة عن تدفّق موجات من الأفكار التي يمكن تحوّلها إلى واقع.تتجسّد في الرّؤيةأوالسماع ،أوإحساسهاأو تذكّرها،تلك الأفكارالتي تموج في داخل تصوّر الشخص العادي حسب تقدير العلماء،والتي تقارب عشرة آلاف فكرة يومياوتذهب
وتذهب في الغالب بشكل سلبي دون الإ ستفادة منها،وفي هذالمجال يقول: "والكر-وولسون"
"إنّ الناس يعيشون التخيّل في ثلاث صوّر
- 1-صورعفوية تلقائية -2- صور محفززة مستثارة
😚

صور عن طريق التوجيه الذاتي
الداخلي..،فليس كلّ متعلّيم يجنح به الخيال إلى أبعد منتهاه،وقليل هم أصحاب المواهب الذين يطوّح بهم الخيال بعيداإذا ازدحمت في مخيلاتهم تلك الصوّر التي تجعلهم يحلقون في ملكوت الخالق إذا قرؤا نصا إبداعيا رائعا ،أو إذا كتبوا نصا فأبدعوا فيه مالا يحتويه واقعهم العادي البسيط... ،
فالخيال بالنسبة للصغاريشبه إلى حد بعيد القلم ،والورقة بالنسبة للكاتب المبدع ، أوالريشة والألوان بالنسبة للرسام الموهوب، فمخيلة الطفل هي الأداة التي تتيح له تجاوز ظروف الواقع وحدود الزمان والمكان، وتطلق العنان للتعبير عن حاجاته ورغباته وتصور تحقيقها وحدوثها.
والتخيل أيضاً من أدوات التجريب والاختبار والتفكير والتحليل والتركيب والتعلم، فمن خلال الخيال يسافر الطفل إلى أماكن بعيدة ويتذكر أشياء حدثت في الماضي أو يفترض أحداثاً سوف يحققها في المستقبل، ولهذا كله كان للخيال أهمية كبيرة لدى مختلف العلوم التربوية أو النفسية أو حتى التعليمية وتطوير المواهب والابداع، ويظل اخيال فضاء رحبا لا حدودله يشمل العديد
من الأفكار والأمنيات والرغبات، فكل ما يعجز الطفل عن تحقيقه في الواقع يلجأ لتعويضه من خلال الخيال والأحلام، ولكن هناك بعض الأمور التي تعد عمومية يتخيلها معظم الأطفال ويفكرون بها نتيجة لتشابه اهتماماتهم وأفكارهم ورغباتهم..وهواجسهم ،ومخاوفهم ، وقد تكون تلك القصص الخيالية والأساطيرالتي يطالعها أو يشاهدها ،أو يسمعها تكون
المحفز الأساسي لفعل التخيّل ، وتكون تلك الشخصيات من بين العوامل الدافعة للتخيل في الأوساط الأسرية والإجتماعية والمدرسية، وقد يكون فعل التخيل يصنع للطفل عوالم متعددة ذات فوائد كثيرة، من حيث تطوير قدراته ومواهبه الفكرية والنفسية، الإبداعية ومهاراته التعلّمية،وذلك مايحقق
النجاح والتفوّق لدى الموهوبين من الأطفال.وقد يكون عامل التخيّل سلبيا في حياة الطفل إذا
كان دافعاللإنتقام ،والإجرام مالم يكن تخيّله موجّها توجيها صحيحا سليما.
في هذا المجال يرى الفيلسوف الألماني إ"يماويل كانط" 1724-1804.بأنّ الخيال نوعان - الخيال المبدع، والخيال التكراري.

فالخيال المبدع: هوالذي يقوم بتوليف محتوى حسّي، وتحويله إلى معنى كامل مثل. ما تشتمل عليه هذه العبارة في قولنا:"شيئ يغطيه ريش ناعم يسبح في الفضاء، ويحطّ على الأرض في هدوء...." فهذه العناصر المذكورة للشيئ ريش، يسبح في الفضاء، يحطّ على الأرض.."تحددالصورة الوضحة لذلك ذلك الشيئ الذي هو الطائر.
- الخيال التكراري : هو كل خيال متعلق بشكل أكبربالإستذكار، فعندما يسمع الطفل
خبراسمعه أو شاهد من قبل على الشاشة عن تلك القطة التي قفزت من الطابق الخامس
فبمجرد سماع الخبريستذكر الصورة لتلك القطة.ويظل الخيال عاملا من عوامل التفوقوالنجاح
للطفل إ ذا كان موجها توجيها صحيحا سليما من قبل أصحاب الخبرة والتجربة من المعلمين والمبدعين والأولياء ، ويبقى للخيال علاقة بالغدد المناعية ،والغدد الصماءوالجهازالعصبي، كما يبقى للخيال دور دوركبير في حلّ المشكلات المعقدة عند أطفالنا في الحياة.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى