- تعالي.. إنه قلبي.. يهدر شاسعٌ في اختلاس تلاوته، يتَبَتِّلُ كالنبوءةِ بيننا.. في كلّ مرة يُتاوره حذر الصهيل.
تناهى إليها خطو ندائه البعيد، يُهرول نحوها ثمل الجوى، إيقاع آخر تغازله خطى “السِسِّعيتْ“* يضوع بذات العطر، كأنما هي المرة الأخيرة.. ومجرى البوح بينهما يلتقط رتم إيقاعه الحميم، عصفٌ يعشوشوب داخلها كلما مرّت من قربها تلك التراتيل؛
- رُبّما يسعفه حدثٌ واحد فقط لِـ ...
تمتمت برفق و ارتباك اللحظة.. العطر من حولها، تنبت كالأزاهرِ، حيث الأشياء هناك في وحدتها، عارية إلّا.. منه، دفء يتمادى في مباغتته، وغريبان التقيا في مكانٍ ما.. كل منهما يرمم الآخر، عشبٌ نبتَ الفرح عليه خجولا، واجتازا معاً خدر النَّهر.
تصاعدت تمتماتها، وإشتهاء حنون يتنامى في المنتصف:
كم تبدو مربكة تفاصيلي دونكَ.. كحبّةِ كستناءٍ تُراود في افتضاحها.. غلالة عطرها..
ياتيها صوته حنوٍّ آسر:
- هذا الحب أنجب كلا منا بطريقة وأخرى..
لا تغادرينني.. أبقى معي إلى الأبد.
تتسلّل إنثناءات الوشاية.. حيث لا مفرَّ أبدًا، عصفور صغير يستأنس حقول قلبها، وخطوات ”السَسّعيتْ“ تتقارب في تمايلها كيفما شاءت. لا تدري كيف وجدتُ نفسها هناك، وقد استكانت ألوان عزلتها معه بدفءٍ حميم .. يتورّد حزنها بين يديه فيما يشبه الغيم، وطعم “القُشْر“ في قهوته المُرّة يتقاطر مع تلك الخطوط الساكنة بأسرارها.. تطير عصافير الوجع من أقفاصها لتحلق في فناء قلبه الفسيح. كان كل ما هنالك يُخبىءُ نجوم الليل في دفاتره، حقل من السونتات تعزف مَدافِئَ الحُب، وسحر الدهشة الآسرة هناك.. . كأنه يمشى على دفقةِ موجٍ!
- لا شأن لنا بالبعد بين مسافات الصمت، والحذر المرابط هناك.. قال لها؛
المسافة لمن هم عاجزون عن القربِ، وأضاف بذات البريق في عينيه:
- أوردة الوصال لا تفرّط في أسرارها،
بيني وبينك حديقة وبحر وسماء
غمازتان وشامة
يشبهكِ هذا الجكال، أنت المكان، مجدليّة البلاد التي أعشقُ،
كأننا كائن واحد يتكئ على الآخر.. ويُولدنا صدف المحار.
أخذ بيدها، نمى نجم وقمر وحقل توليب، كأنما وحيٌّ يشاركه هذا النزق الحنون، والألوان ترسم ذاكرة الربيع، تتقارب خطى “السِسِّعيتْ“ أكثر من ذي قبل.. مناداة تُراقص زنابق الوجد العالقة على مزهرية صدرها، وضحكة تحتضن هديل البوح البعيد، تقود كلاهما نحو الآخر.. روح يعانق الليل قلبها وقُبلتها المشتهاة.
13 فبراير 2023
منى محمد صالح
- سِسِّعيتْ: من تراث الرقص الإرتري.
تناهى إليها خطو ندائه البعيد، يُهرول نحوها ثمل الجوى، إيقاع آخر تغازله خطى “السِسِّعيتْ“* يضوع بذات العطر، كأنما هي المرة الأخيرة.. ومجرى البوح بينهما يلتقط رتم إيقاعه الحميم، عصفٌ يعشوشوب داخلها كلما مرّت من قربها تلك التراتيل؛
- رُبّما يسعفه حدثٌ واحد فقط لِـ ...
تمتمت برفق و ارتباك اللحظة.. العطر من حولها، تنبت كالأزاهرِ، حيث الأشياء هناك في وحدتها، عارية إلّا.. منه، دفء يتمادى في مباغتته، وغريبان التقيا في مكانٍ ما.. كل منهما يرمم الآخر، عشبٌ نبتَ الفرح عليه خجولا، واجتازا معاً خدر النَّهر.
تصاعدت تمتماتها، وإشتهاء حنون يتنامى في المنتصف:
كم تبدو مربكة تفاصيلي دونكَ.. كحبّةِ كستناءٍ تُراود في افتضاحها.. غلالة عطرها..
ياتيها صوته حنوٍّ آسر:
- هذا الحب أنجب كلا منا بطريقة وأخرى..
لا تغادرينني.. أبقى معي إلى الأبد.
تتسلّل إنثناءات الوشاية.. حيث لا مفرَّ أبدًا، عصفور صغير يستأنس حقول قلبها، وخطوات ”السَسّعيتْ“ تتقارب في تمايلها كيفما شاءت. لا تدري كيف وجدتُ نفسها هناك، وقد استكانت ألوان عزلتها معه بدفءٍ حميم .. يتورّد حزنها بين يديه فيما يشبه الغيم، وطعم “القُشْر“ في قهوته المُرّة يتقاطر مع تلك الخطوط الساكنة بأسرارها.. تطير عصافير الوجع من أقفاصها لتحلق في فناء قلبه الفسيح. كان كل ما هنالك يُخبىءُ نجوم الليل في دفاتره، حقل من السونتات تعزف مَدافِئَ الحُب، وسحر الدهشة الآسرة هناك.. . كأنه يمشى على دفقةِ موجٍ!
- لا شأن لنا بالبعد بين مسافات الصمت، والحذر المرابط هناك.. قال لها؛
المسافة لمن هم عاجزون عن القربِ، وأضاف بذات البريق في عينيه:
- أوردة الوصال لا تفرّط في أسرارها،
بيني وبينك حديقة وبحر وسماء
غمازتان وشامة
يشبهكِ هذا الجكال، أنت المكان، مجدليّة البلاد التي أعشقُ،
كأننا كائن واحد يتكئ على الآخر.. ويُولدنا صدف المحار.
أخذ بيدها، نمى نجم وقمر وحقل توليب، كأنما وحيٌّ يشاركه هذا النزق الحنون، والألوان ترسم ذاكرة الربيع، تتقارب خطى “السِسِّعيتْ“ أكثر من ذي قبل.. مناداة تُراقص زنابق الوجد العالقة على مزهرية صدرها، وضحكة تحتضن هديل البوح البعيد، تقود كلاهما نحو الآخر.. روح يعانق الليل قلبها وقُبلتها المشتهاة.
13 فبراير 2023
منى محمد صالح
- سِسِّعيتْ: من تراث الرقص الإرتري.