عبيد عباس - لو أنني أقفزُ من رأسي

بكلِّ الصورِ التي
أريدُ ان أراها حيَّةً تسعى
لتأكل المُسمَّياتِ والأسماءَ،
لو أنني، فيما أنا مهيمنٌ بذلكَ المجازِ،
أركل الواقعَ بالشلُّوتِ،
أو أشيرُ للمُدّججينَ حولَهُ
بالإصبعِ الوسطى ازدراءَ،
أطردُ العاديَّ من غارِ الذينَ ينظرونَ للنجومِ،
أحرسُ الطفلَ السماويَّ الذي
يعجزُ أن يسيرَ فوقَ الأرض،
حتى لا يرافقَ المُشاةَ الأدعياءَ،
لو أبدِّلُ الألوانَ تلكَ،
أجعلُ السياقَ بالأبيضِ والأسودِ، كالأفلامِ،
حتى نُخفىَ الترابَ،
نُخفىَ التجاعيدَ التي
تنشعُ من وجوهنا عناءَ
لو، بخلوةٍ، أُجرّدُ الجميلةَ التي أحبُّها،
من حزنِها البالي
لكي نعودَ للطينيّ من حنينِا،
ونجعلَ الجَنَّةَ تتركُ السماءَ،
لو ألامسُ الحنينَ والغِناءَ
لو أمنعُ من دخولِ حجرةِ الصغيرِ والصغيرةِ البكاءَ،
لو أعاتبُ البردَ الذى يُذيبُ قطةً،
وأصفعُ المساءَ،
لو أقولُ: عُدْ لصاحبي الذى هناكَ الآنَ فكرةً،
أقولُ عُدْ؛ فيسمعُ النداءَ،
ثم يتركُ الفَنَاءَ،
لو أصيرُ فجأةً إلهًا
أملكُ القدرةَ كي أعطيَ للإنسانِ
حقَّ الاختيارِ
كي يعيشَ أو يموتَ حيثُ شاءَ،
لو ألخبطُ الأشياءَ
كي أرتّبَ الأشياءَ،
لو أرتّبُ الأشياءَ
كي ألخبّطَ الأشياءَ,
لو ..
ولو ..


عبيد عباس

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى