عصري فياض - شعب عظيم مضحٍ... وقيادة عجوز متهالكة

هذا باختصار ما يمكن وصف حال الفلسطينيين في هذه الايام،ففي عزِّ شلالات الدم ونماذج التضحيات والإقدام والبذل والعطاء،والجود بأغلى ما يملك شعب فلسطين من أرواح أبناءه وشبابه الثائر وشعبه المحتضن لهذه الثورة ألصاعدة، أبتليَّ هذا الشعب للأسف بقيادات عجوز عاجزة،ضعيفة متهالكه،جُلُّ همّها أن تحافظ على خيوط العناكب في مشروعها الوهميّ،وتجني اكثر ما يمكن من حصاد متعة جلوسها على كراسي الريح،وحث المال والامتيازات لها ولعائلاتها،وأكاد ان أقول ان لا اجعل استئناء يدفعني للفول إلا من رحم ربي"،فالبرعم من أوحال الذلِّ والمهانة والاستجداء الذي أسقط كل خلايا الدم واللحم من الجسم،وبخرَّ كل من تبقى من ماء الوجه،والمواقف والتجارب المؤلفة من اليقين بأن هذا العدو ومن خلفه لا يريد إلا فلسطين كاملة فارغة من أصحابها،مستعمرة واحداة يهودية له ولشراذم شذاذه كحدٍ أدنى،لا تريد قادتنا ان يصدقوا هذا القول المقرون بالفعل اليومي على الارض،وما زالت ألسنتهم تراهن على ما تبقى من حلم السراب والوهم الذي أدمنوا عليه،وصدقوه بعد أن اخترقوا أكاذيبة،بل وعملوا في الليل والنهار على تجسيد خيالاته بخدمة عدوهم مقابل إنتظار النقير من عدوهم،ولم يحصلوا عليه ابدا ولا يكون لهم حتى النقير.
بالأمس مجزرة نابلس،وقبلها مخيم جنين وعقبة جبر،الشهداء بالعشرات حتى أنهم كادوا ان يبلغوا الثلاثماية خلال عام وشهرين،وما زالت القيادة تراهن على قهر شعبها،بالأمس القريب ادعت انها أوقفت التنسيق الامني،وبعد أيام جاءها "بلنكين"،ورمى في حجرها الخطة،فتحفظت ظاهريا،لكن بضغط من مصر النظام حبيبها والأردن جارها،لانت،وما اسهل ما تلين،وبعد اتصالات امريكية مع طرفيّ الصراع،سبحت القيادة مشروع قرار كان سيقدم الى مجلس الامن كان الفيتو سيئده قبل أن يولد،تم ارضاء الجانب الفلسطيني " الرضيع" في هذا الموقف،بـ"لاهاية" الوعد باستقبال القائد الاول في البيت الابيض لاحقا،ونقل تعهد كاذب على لسان اسرائيل بتخفيف إجتياح المدن والمخيمات والقرى الفلسطينية،بالمقابل ترسل السلطة ثلاثة ألاف من عناصرها لتدريبهم في الاردن لاعادة السيطرة على البقعتين المتمردتين على المحل بالنار نابلس وجنين.الامر الذي دفع بدمع ممثل فلسطين في هيئة الامم إلى الانسياب وهو يتلو التفاهم من فرط القهر والعجز.
الاسرائيلي جاهز " لادخال إصبعه في وهمنا وهبلنا "،لم يتوقف للحظة ولا لثانية عن جز رقابنا،وجعل شوارعنا مجرى لدماء فخر ابنائنا،ليخرج علينا ثلة من المسؤولين القادة من هذه القيادة الهرمة المتهالكة السابحة في بحر الوهم والسراب، وتصرح أن "اسرائيل" بفعلتها هذه تريد إحباط اتفاق كان من المقر ان يوقع معها في السادس والعشرين من الجاري!!، وهذا التصريح جاء على لسان "أكثر" لسان في مركزية فتح التاريخيين حرارة وهو عباس زكي،المحسوب والقريب من تيار "الكفاح والقتال"،هذا التصريح فاجأ الشعب الذي لا يعمل بما يجري...محافظ البلدة المجروحة والذي سبق ونعت امهات الشهداء بما نعت،يقول ما جرى يفرض الابقاء على سلاح واحد والتوجه للمقاومة الشعبية،يقصد الفعل السلمي،والسلم من كل العالم يرحل لان الكرة الارضية لم تعد تطيق الظلم والذل،وحسين الشيخ مرشح الرئيس الاقوى القادم،فعّل نداء استغاثة طلب الحماية الدولية لشعب فلسطين،تلك " الزميره " المتهالكة التي عافها حتى الاطفال...
أين شعبنا وما يجري له وما يسكن قلبه وفكره وتفكيره من قيادته؟؟ ألأم تشاهد هذه القيادة عشرات الالف التي تهب كل مرة لتشييع جثامين الشهداء في استفتاء على أي مقاومة يريدون؟؟ أو أي خيار هم به مقتنعون؟؟
أين شعبنا وشبابه الثائر من قيادته،أن الجسد وهو الشعب مفصول على الرأس،الرأس الذي وصل مرحلة من الاضمحلال والذوبان والتفسخ،لم يعد متصلا بشعبه،ولا يحس ولا يشعر بوجعهم وألمهم ولا بحلمهم ولا بما يريدون...
خلافا للقاعدة الطبيعية بين معظم شعوب العالم الحرة التي تكون القيادة فيها متصلة بجهاز عصبيّ حساس بين الرأس والجسد،بين القيادة والشعب...
فيال بلاءك يا شعبي،ويال ميلان حالك،وأنت المسكون بهذا الواقع المزي،عدو لا يخاف الله يُذَّبح ابناءك صباح مساء، ورأسٌ ثَمِلُ مُخَدَّرْ غائب وغارق في الوهم والخداع والعجز،وأنت تسير دون بلا بصر،لكن بصيرتك الصائبة لن تتيه عن الطريق.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى