زياد أحمد سلامة - دراسة في قصيدة الطين لإيليا أبي ماضي وعلاقتها بقصيدة علي الرميثي

أواسط خمسينات القرن العشرين أذاع الأستاذ روكس بن زائد العُزيزي حديثاً إذاعياً من محطة الشرق الأدنى [1]، اتهم فيه الشاعرَ المهجري إيليا أبا ماضي ، بسرقة قصيدةٍ من الشاعر البدوي (علي الرميثي) الذي كان يعيش في البادية الأردنية ، وأن أبا ماضي قد نسج قصيدته الشهيرة ” الطين” من معاني تلك القصيدة البدوية ، ثم نشر العُزيزي الحديث في شهر شباط 1955 في مجلة ( المنهل) الطلابية التي كانت تصدرها الكلية العلمية الإسلامية في عمان، ثم أعاد نشر الحديث في جريدة ” السائح” المهجرية في 7 آذار 1955م، ثم أعادت مجلة (الأديب) اللبنانية نشر الحديث في عددها الرابع سنة 1955م ، ثم تناقلت الحديث ما لا يقل عن خمس عشرة صحيفة ومجلة ؛ كما قال الأستاذ عيسى الناعوري[2] وعلى إثر ذلك أرسل أبو ماضي إلى مجلة “الأديب” يتهم العُزيزي بأنه مؤلف تلك القصيدة، [3] ثم توالت الردود المختلفة ، والاتهامات المتبادلة ، التي وصلت حد الشتائم ، فقد وصف أبو ماضي العُزيزيَّ بأنه (كذاب عمَّان) ووصف (أبو ماضي) عبدَ المسيح حداد[4] (صاحب جريدة السائح ، والذي ناصر العُزيزي ) بأنه (حمار القافلة) في حين نعت العُزيزيُ وعبدُ المسيح ، الشاعرَ أبا ماضي بأنه (نبَّاح بروكلين ــ وسِرِّيق ــ وشحِّيذ) ونعتاه بنعوت أخرى كهذه، [5] ولكنَّ المهم في الأمر أن القضية لم تنتهي ولم تتقادم بموت أطرافها ، فما زلنا نقرأ من آن إلى آخر حواراً أو نقاشاً أو رأياً جديداً حول هذه القضية ، التي لم (ولن) يفصل فيها أحد بضرس قاطع ، وجواب مانع.
وفي ما يلي استعراض لهذه القضية وآراء كل فريق ناصر مقولة أن أبا ماضي قد (سطا) على قصيدة الرميثي، ومن قال بأنَّ القصيدة هي لأبي ماضي نظماً ومعنى، وهنا أيضاً محاولة للخروج برأي جديد!
مطلع قصيدة علي الرميثي:
يا خوي ما احنا فحمة ما بها سنى ولا انت شمساً تلهب الدو بضيــــاه
لصار ما تاكل ذهب يوم تبلــــــى يا خوي وش نفع الذهب يوم تقنـــاه
ملبوسك أمن البز تبلاه بلــــــــوى مثل الكفان بليت طال مشــــــــحاه
روكس بن زائد العزيزي
ومطلع قصيدة الطين لأبي ماضي:
نسي الطين ساعة أنـــــــــــه طين .. حقير فصال تيـــــــــــــــهاً وعربدْ
وكسى الخزّ [6]جسمـــــــــه فتباهى .. وحوى المــــــــــــالَ كيسُه فتمرّدْ
يــــــــا أخي لا تمل بوجهك عنّي .. مــــــــــــا أنا فحمة ولا أنت فرقدْ[7]
أنت لم تصنع الحرير الذي تلبــــــ ــ ـس و اللـــــــــــــــــؤلؤ الذي تتقلّد
*****
وقد تتبع الأستاذ روكس بن ائد العزيزي المعروف بدراساته للبادية وآدابها وعاداته، قصيدة أبي ماضي وذكر ما لاحظه من تطابق مع قصيدة الرميثي في كتابه “فريسة أبي ماضي” الذي نشره أول مرة في عمان عام 1956
إيليا أبو ماضي …. اللص الظريف
” الطين” قصيدة عظيمة ، تتحدث بمعان سامية إنسانية أن الناس سواسية كأسنان المشط ، هذه القصيدة رفعت من مكانة الشاعر المهجري إيليا أبي ماضي (1889 ـ 1957م) ، وقد لاقت القصيدة استحساناً من النقاد منذ نَشَرَها شاعرها في ديوانه ” الجدائل” عام 1927م ، حتى إن الدكتور طه حسين[8]الذي قال في شعر أبي ماضي ” ولستُ أزعم أن لغة الشاعر رديئة أو منكرة ، ولكنها تقارب الرداءة أحياناً حتى توشك أن توغل فيها إيغالاً”[9] ورغم عدم إعجابه ببناء القصيدة الفني إلا أنه أعجب بمعانيها الإنسانية ، وعدَّ ذلك دليلاً على حب الشاعر للمساواة بين البشر، فقال عنه ” تقرأ قصيدته “الطين” فتسر أنه بلغ من ذلك ، ما لم يبلغه كثير من الشعراء المحدثين في الشرق العربي “، [10] وكان الأديب الأردني روكس بن زائد العُزيزي قد ثبَّت القصيدة في كتابه ” المنهل ـ الجزء الثاني” حتى عام 1951م وكان يدرسها لطلابه ، ويعتبرها من عيون الشعر الإنساني ـ حسب قول الأستاذ عيسى الناعوري [11]ـ إذ كان العُزيزي ولمدة طويلة أستاذاً للأدب العربي في كلية تراسنطة الثانوية في القدس وعمان ، مما يعني أنه كان معجباً بها وبمعانيها ، وكان يمكن للقصة أن تسير على هذه الطريق دون أي ضجة ، إلى أن كان عام 1954م ، فتبدل كل شيء إلى يومنا هذا ، حتى بعد أن انتقل إلى ذمة الله تعالى جميع أطراف القضية ، بل وحتى الشهود أيضاً ! فماذا جرى آنذاك؟ أواخر عام 1954 سجل الأستاذ روكس بن زائد العُزيزي (1903 ـ 2004م) حديثاً لمحطة الشرق الأدنى بعنوان ( أثر البادية في أدبنا المعاصر)[12] تعرض فيه للشاعر إيليا أبي ماضي وبين فيه أن أبا ماضي قد (أخذ) قصيدته الطين من قصيدة مشابهة لشاعر بدوي اسمه (علي الرميثي) عاش في البادية الأردنية منذ نحو مئة وعشرين سنة [ أي في حدود عام 1830م ] وعاش قرابة السبعين عاماً ، فتكون وفاته عام 1900على وجه الظن والتقدير[13]، وسرعان ما تناقلت المفاجأة صحف ومحطات إذاعية كثيرة ، فنشرت الحديث جريدة “السائح” المهجرية التي كانت تصدر في نيويورك لصاحبها عبد المسيح حداد المهجري القادم من سوريا ،وجريدة الإصلاح ، وجريدة الجهاد الأردنية ، وفي شهر شباط 1955 نشر الأستاذ العُزيزي حديثه الإذاعي ذاك في مجلة ” المنهل” التي كانت تصدر في الكلية العلمية الإسلامية في عمَّان بالعنوان نفسه ، ثم نَشر الحديث أيضاً في مجلة (الأديب) اللبنانية ، وحسب الأستاذ عيسى الناعوري فقد نُشر المقال فيما لا يقبل عن خمس عشرة صحيفة[14] ، ثم أذاع الأستاذ أحمد زكي أبو شادي (1892ـ1955م) حديثاً من محطة (صوت أمريكا) [15]عن مؤلفات الأستاذ الناعوري والتي كان من ضمنها كتاب (إيليا أبو ماضي : رسول الشعر العربي الحديث) وقد اتهم أبو شادي أبا ماضي بالسرقة الأدبية لعدد من الشعراء منهم أبو شادي نفسه ، وقال أبو شادي بأن أبا ماضي قد (سرق) قصيدة ” وداعاً يا أماه” من الشاعر فؤاد عقل ، وقال أبو شادي : لولا أن فؤاد عقل حي يرزق (آنذاك) لنسبها أبو ماضي لنفسه ، ولكن أبا ماضي اختار أهون الشرَّين ، فأغفلها من ديوانه (الخمائل) ، هذا ما قاله الناعوري ملخِّصاً حديث أبي شادي الإذاعي ، في معرض رده على قصة (سرقة) أبي ماضي لطين الرميثي . وسرعان ما تدخل أبو ماضي وصب جام غضبه على العزيزي إذ اتهمه بتلفيق مقالته [16]، المهم في الأمر أن روكس العزيزي بحديثه ومقالاته تلك يكون قد فجَّر معركة أدبية حامية الوطيس لم تهدأ للآن ، فما زلنا نقرأ بين فينة وأخرى تعليقات على تلك القضية ، فنقرأ لمن ينتصر للعزيزي ، ويؤكد أنه على صواب وأن القصيدة هي للشاعر المغمور (علي الرميثي) فعلاً ، ونقرأ كذلك لمن ينتصر لأبي ماضي ويؤكد أن شاعراً عظيماً بحجمه لا يمكن له أن ينتظر شاعراً مجهولاً مغموراً ليسطو على قصيدته ، فعبقرية أبي ماضي ليست بحاجة إلى مصدر خارجي تلتقط منه معانٍ لقصيدة . ومما يؤسف له أن بعضاً ممن شارك في هذه المعركة الثقافية الأدبية قد أخرجها عن مسارها العلمي الصحيح، فقرأنا له عبارات لا تليق بعالم الأدب، فبعد تفجر القضية كتب أبو ماضي لصديقه الأستاذ عيسى الناعوري في عمان يسأله عن الرميثي وهل في الأردن من يعرفه؟ وكيف خُلقت هذه القصة؟ [17] فما إن وصل رد الناعوري الذي يخبره فيه أن لا أحد من أهل الأدب في الأردن يعرف شاعراً اسمه الرميثي ، حتى كتب أبو ماضي في جريدته ( السمير) مقالاً بعنوان (كذاب عمَّان) شن فيه هجوماً عنيفاً على العُزيزي كما يتضح من العنوان ، ثم اتبعه بمقال آخر عنوانه (حمار القافلة) فيه هجوم شنيع على عبد المسيح حداد صاحب جريدة” السائح” التي نشر فيها العُزيزي مقاله ، وفي الوقت نفسه كان عبد المسيح يرسل في جريدته تعليقات بقلمه وبقلم العزيزي ينعتان فيها أبا ماضي بأنه ( نباح بروكلين ، وسِرِّيق ، وشِحِّيذ ) ونعوت أخرى كثيرة .[18] وفي العدد التسعين من السمير عام 1955قال أبو ماضي عن العُزيزي بأنه معلم صبيان،[19] تعريضاً به لأنه كان معلماً في كلية تراسنطة في عمان والقدس . وقد رمى العزيزي أبا ماضي بأنه ضعيف لدرجة أنه يكسر الوزن الشعري أحياناً، جاء على أحد مواقع الإنترنت سؤال يقول: “وهل صحيح أن روكس اتهم إيليا بأنه يخطيْ في الوزن كما يستشهد بهذا البيت:
فإن لبنان ليس طودا……….ولا بلادا لكن سماء
والذي هو من وزن مخلع البسيط[20] (ويلاحظ الكسر في الشطر الثاني)، أم أنه أتى بأشياء لانعلمها جميعا؟”[21] وما لنا نلجأ إلى قاريء عابر، ولا نسمع ناقداً له وزن وقيمة لا ينكرها أحد، ومَنْ غير طه حسين؟ يقول عميد الأدب العربي عن ديوان الجداول:” فأما إذا قصدنا إلى نقد الديوان من جهة ألفاظه وأوزانه فنحن بعيدون كل البعد عن مثل هذا الرضا، ونحن مضطرون إلى كثير من التحفظ، وإلى كثير من السخط، وإلى كثير من الضحك أحياناً. فالشاعر لا يحفل بالموسيقى، لا في وزنه، ولا في قوافيه، ولا في ألفاظه، ولعل أوزان الشعر تختلط عليه أحياناً فيلائم بينها ملاءمة لا تستقيم، فقصيدة الطين التي كنا نثني منذ حين على معانيها وحُسْن تصويرها للمساواة؛ من أردأ الشعر العربي قافية، وأنباه عن السمع والذوق، ولعل عنوانها كان يحتاج إلى شيء من الذوق، ولكن انظر إلى مطلع القصيدة:
نسي الطين ساعة أنه طيـ ـنٌ حقير فصال تيهاً وعربدْ
فهو كما ترى اختار الدال الساكنة قافية لهذه القصيدة، وسكون الدال ثقيل، ينقطع عنده النَفَس، فإذا طال وتكرر في قصيدة غير قصيرة، ضاق به السامع ضيقاً شديداً، ولكن الشاعر يضيف إلى هذا الثقل الطبيعي أثقالاً أخرى. فانظر إليه كيف يضيف سكوناً إلى سكون، وانقطاع نَفَس إلى انقطاع نفس في هذا البيت:
لك في عالم النهار أمان ورؤى والظلام فوقك ممتد
فهذه الدال المدغمة لا تُطاق، وأنت إن قبلتها على إدغامها كلفتَ نفسك جهداً ثقيلا، وأنت إن خففتَ الإدغام أفسدتَ اللغة إفساداً بغيضاً، وانظر إلى هذا البيت أيضاً:
أنت مثلي من الثرى وإليه فلماذا يا صاحبي التيه والصد
فالصد هنا ” كممتد ” هناك، ولكن قصر الكلمة هنا يزيدها ثقلاً إلى ثقلها، وانظر إلى هذا البيت:
وأرى للنِّمال ملكاً كبيراً قد بنته بالكدح فيه وبالكد
ألستَ ترى أنَّ قافية هذا البيت توشك أن تكون رطانة أعجمية! أحب أن يتدبر الشبان من الشعراء هذا المعنى! فالدال من الحروف التي تكسب القافية متانة ورصانة وجمالا، إذا تحركت بإحدى الحركات الثلاث، فإذا سكنت منحت القافية ثقلاً ثقيلاً لا يقبله السمع، ولا يطمئن إليه الذوق ” ثم يضرب الدكتور طه حسين أمثلة على وجهة نظره بقصيدة للحطيئة مطلعها: ” ألا طرقتنا بعدما هجعوا هندُ ” وقول طَرَفَة ” لخولة أطلال ببرقة تهمدِ” واستشهد كذلك بشعر لدريد بن الصمة والبحتري”.[22]
جاء في مقدمة ديوان أبي ماضي والتي حملت عنوان ” دراسة عن إيليا أبو ماضي للشاعر زهير ميرزا، أمثلة على عدم عناية أبي ماضي بالنحو والعروض، لا سيما في مراحل أبي ماضي الأولى، مثال ذلك قوله:
الطود يقرأ في السماء الصافيه سفراً جميلٌ شكله والحاشية
فرفع (جميلٌ) وحقها النصب على أنها صفة لسفر، ومثال آخر قوله:
ليطرب من شاء أن يطربا فلست بمستمطرٍ خلبا
فحق (يطرب) أن تُجزم بلام الأمر؛ ولكنك إن جزمتها بالسكون أفسدت البيت وزنا، وإن حركتها أفسدت البيت نحواً، لأنه لا مجال للتحريك، ولا داعي له، فالتمسنا لع عذراً بأن حركناها بالفتح على الاتباع، إلحاقاً بحركة الميم في “من” التي تليها … ؛ وهناك أمثلة أخرى[23]
هذه القصيدة التي لم تعجب طه حسين، رآها عيسى الناعوري، صديقُ الشاعر، بأنها (من عيون الشعر العالمي، لا العربي وحده) وهذا يذكرنا بقول الشاعر ” لكل أمريء فيما يحاول مذهب ” ولكل رأيه وحكمه، وعاطفته!
ثم نشر روكس بن زائد العُزيزي القضية برمتها في كتابه (فريسة أبي ماضي) عام 1956م، وقد أورد العُزيزي ملاحظة في نهاية الكتاب تقول:” كان مقرراً أن يصدر هذا الكتاب عن شركة الطباعة الحديثة في (200) صفحة، (ثم يورد ملاحظة في الهامش تقول: [ونصت الاتفاقية على أن الكتاب يجب أن يظهر في الخامس من شهر حزيران 1956 ـ وهذا آخر موعد وأبعد زمن؟!]) ثم يتابع: لكن أسباباً مجهولة دعت إلى تخلي الأستاذ (عبد الرحمن) عما تعهد به. فعذرناه. وقد أسفنا لأن أصول الكتاب فقد منها أقسام غير قليلة فتولينا إصدار هذا الكتاب بصورته الحاضرة إلى أن يتهيأ لنا طبع القسم الثاني منه “[24] ذكر الأستاذ العزيزي في كتابه “المنهل في تاريخ الأدب العربي ” عن كتابه “فريسة أبي ماضي”، وقد كان مقرراً أن يظهر الكتاب في (200) صفحة، لكن أصوله عُبث بها في المطبعة التي تعهدت أن تطبعه، عبثت بها أيدٍ خفية لأغراض خاصة.[25]
وبطبيعة الحال ظل سبب ما حصل للكتاب مجهولاً ، ولكن الأستاذ محمد الخفاجي يورد رسالة من العُزيزي للناعوري يتهمه فيها بأنه وراء فقدان كتابه من المطبعة ، فنقرأ : “أما الرميثي الذي أنكرتَ وجوده فورّطت أبا ماضي أشنع ورطه لاعتماده عليك ، فقد ثبت وجوده ووجود ديوانه ، ولو كنت إنسانا يحترم الحقيقة لما سعيت لدى الأخ الذي اتفق معي على نشر كل مايتعلق بقضية الرميثي ووقع العقد معي، لما سعيتَ لوأد الكتاب يوم خشيتَ من النور ، فعبثتْ بهمتك الأيدي الطيبة النظيفة بأصول الكتاب بسعيك المشكور، فأنقذتُ أنا ما استطعتُ إنقاذه من الكتاب، ونشرتُه مبتوراً كما أردت أنت. ولم أزد على أن ابتسمت “.[26] ويتضح من ذلك أن إيليا أبو ماضي قد بذل جهده في منع نزول الكتاب، فما هي حقيقة ذلك؟ وماهو الجزء المبتور من ذلك الكتاب؟ وسيبقى هذا السؤال في ظننا بلا جواب، هل صحيح أن عيسى الناعوري وراء سحب الكتاب من الطباعة ؟ وأنه وراء فقدان أجزاء من هذا الكتاب؟ ولماذا لم يقم العزيزي بتجميع المادة ونشرها مرة أخرى، كما فعل مع كتابه (قاموس العادات واللهجات والأوابد الأردنية)[27] الذي فقده إثر الحرب مع اليهود عام 1948 ؟؟ ولم يلبث العُزيزي أن أشار إلى أن أبا ماضي له (سرقات أخرى) فقال في الجزء الثاني من كتابه ” المنهل في تاريخ الأدب العربي بأن بعض الباحثين اكتشف أصولاً لبعض قصائد أبي ماضي، وذكر منها: الطين، الطلاسم، نخب الفارس، ابتسم.[28] وقد نشر العُزيزي اتهامه هذا في طبعة الكتاب المشار إليه الثانية الصادرة عام 1958م.[29]
والآن إلى عرض وجهات النظر المختلفة حول القضية:
أولاً: وجهة نظر أبي ماضي وعيسى الناعوري ومن شايعهما:
ما إن أذاع روكس العزيزي رأيه في قصيدة “الطين” ذاكراً المصدر الذي يعتقد انه أصل القصيدة حتى ثارت ثائرة الشاعر إيليا أبي ماضي، فكتب إلى الأستاذ البير أديب صاحب مجلة “الأديب” قائلاً: (وقفتُ في الجزء الأخير من الأديب [عدد إبريل ص 73] على مقال منقول عن جريدة السائح لروكس بن زائد العزيزي فاستضحكت له وما استطعتُ أن أعزو نقلك إياه إلى صفحات الأديب إلا إلى أمر واحد، هو رغبتك في تفكه القارئين، لأني استبعدتُ كثيراً أن يكون الأمر غاب عن فطنتك ما في الحكاية من خلط وسخف وتلفيق. أما الأبيات التي زعم العزيزي أنَّ معاني قصيدة الطين مأخوذة منها، أو منقولة عنها، فأي رجل له شيء من لطافة الحس ورهافة الذوق وقليل من المعرفة كيف تتكون فكرة إنسانية كالتي تموج بها قصيدة الطين؛ يدرك بالبداهة أن قصيدة الطين ليست من هذا العجين، بل إن هذا العجين من قصيدة الطين. وبعبارة أجلى وأوضح: إن تلك الأبيات المهشمة المحطمة ليست لشاعر بدوي مات منذ سبعين أو ثمانين أو مئة سنة، بل هي لبدوي في قيد الحياة، هو روكس بن زائد العزيزي [ ……..] . )[30] إذاً فأبو ماضي يقول بأن قصيدة الطين له، قولاً ومعنى، وأن الحادثة مفتعلة؛ ومن أبرز ردود فريق أبي ماضي:

عدم التجانس الفني بين القصيدتين، وبعبارة أبي ماضي: (فأي رجل له شيء من لطافة الحس ورهافة الذوق وقليل من المعرفة كيف تتكون فكرة إنسانية كالتي تموج بها قصيدة الطين؛ يدرك بالبداهة أن قصيدة الطين ليست من هذا العجين، بل إن هذا العجين من قصيدة الطين)[31].
الرميثي شخص مجهول أو غير موجود. فقد أرسل إيليا أبو ماضي رسالة إلى صديقه عيسى الناعوري في 18/2/1955 يستفسر فيها عن شخصية الرميثي، وهل في الأردن من يعرفه؟ وكيف خُلقت هذه القصة؟ [32] وهنا قام الناعوري بالاتصال بثلاثة من أدباء الأردن، وهم الأساتذة عبد الحليم عباس، [33] وحسني فريز، [34] والبدوي الملثم (يعقوب العودات)[35] ، وسألهم عما يعرفونه عن الرميثي ، فأبدى كل منهم استنكاره واشمئزازه من هذه الحكاية ، وأكدوا جميعهم أنهم لم يسمعوا قط لا باسم الرميثي ولا حكايته، أو القصيدة المنسوبة إليه ، وكتب الناعوري بذلك لأبي ماضي .[36] ويقول الناعوري: ليس في أدباء الأردن أنفسهم من سمع اسم الرميثي قبل حكاية العزيزي، فكيف بأبي ماضي اللبناني ؟![37] وحديثاً قال الأستاذ محمود الزيودي، وهو باحث مهتم بأدب البادية: ” من خلال بحثي في المصادر المطبوعة من شعر البدو. والمرويات التي سمعتها خلال خمسين عاما، لم أجد أو أسمع ذكراً لقصيدة الدسم (الفريسة) إلا في كتاب فريسة أبي ماضي الصادر عام 1956 ميلادي.” [38]
قصيدة الرميثي منحولة قالها العزيزي نفسه، وبعبارة أبي ماضي: (إن تلك الأبيات المهشمة المحطمة ليست لشاعر بدوي مات منذ سبعين أو ثمانين أو مئة سنة، بل هي لبدوي في قيد الحياة، هو روكس بن زائد العزيزي). [39]
شكك الناعوري في شهادة شهود العزيزي ، يقول عبد الله رشيد :” أما الرواة اللاحقون[40] ، فيعتقد الناعوري أن هناك مجالاً للشك لا تنفع معه شهاداتهم المكتوبة ، ولا يفيد في دحضه شهود و لا ثقات “.[41] يقول عيسى الناعوري ـ وهو أشد المدافعين عن إيليا أبي ماضي ، لا سيما في هذه القضية ، وقد أفرد نحو عشرين صفحة من كتابه ” إيليا أبو ماضي رسول الشعر العربي الحديث ” عن قضية انتحال أبي ماضي لقصيدة الرميثي ـ بأن سند العزيزي واهٍ لأنه سمعها من اثنين توفيا قبل عام 1951 هما سالم القنصل المتوفى سنة 1946م وسلمان العلمات المتوفى سنة 1949م وأما سلامة الشويات فتوفى عام 1952 (قبل أن تصبح الطين مسروقة ـ حسب الناعوري) وأن الناعوري لم يعرف شيئاً عن الرابع وهو محمد الصقور[42] ثم يتابع الناعوري :” فإذا صح أنهم رووا القصيدة الرميثية للعزيزي ، وتنوعت رواياتهم لها ، كما ذكر في مقال له ( أي للعزيزي) ردَّ به على أبي ماضي في ” السائح” عدد يوم الخميس 24/ آذار (مارس) 1955 ، وعاد فبدَّل فيه تبديلاً غير قليل في كتابه “فريسة أبي ماضي” ص 41 إلى 47 ، إذ أنقص من شهوده ورواته واحداً هو سلامة الشويحات ، وليتني أدري لماذا أهمله في الكتاب” [43]. والناعوري بذلك ينسف سند رواية العزيزي. فالرواية كانت عن أموات ومجهولين ؟!.[44]
لو أردنا تطبيق شروط قبول شهادة الرواة ، كما عَرَفها علم الحديث الشريف ومصطلحه ، فيُشترط في الراوي السماع ممن روى عنه ، أو سمع ممن سمع عنه ، والعُزيزي هنا لم يذكر صلة رواته بالشاعر الرميثي ، ولا الكيفية التي وصلت هؤلاء الشهود قصيدة الرميثي ، علماً بأن إمكانية لقاء هؤلاء الشهود بالرميثي واردة ، فقد كان الرواة ذوي شأن في نهاية الأربعينات وبداية الخمسينات ( منهم راوية الشعر ، ورئيس مجلس بلدي ، أو كاتماً لأسرار مجلس بلدي وملاك ومختار لعشيرته ؛ فنقِّدر أعمارهم بأنها قد تجاوزت بين الخمسين والسبعين آنذاك ، مما يعني أنهم سمعوا القصيدة من الرميثي أو ممن سمع منه مباشرة على اعتبار أن الرميثي قد مات في نحو عام 1900م ، فكان على العُزيزي أن يذكر لنا ( سلسلة الرواة بينه وبين الشاعر ) وهذا يُضعف روايته ، ولو أردنا التشدد في قبول الرواية ، لسقطت كل حكاية العُزيزي من هذا الباب .
ليس من دليل على أن أبا ماضي قد سمع قصيدة الرميثي ، والقول بأنه سمعها من والده إنما هو استنتاج من العزيزي وعبد المسيح ، فرواية عبد المسيح تقول بأنه هو سمعها من ظاهر أبي ماضي ، ولم يقل بأن أبا ماضي أسمعها ابنه إيليا ، وإن كان الاحتمال قوياً . يقول الناعوري عن حكاية سماع ظاهر أبي ماضي والد الشاعر إيليا للقصيدة ومن ثم نقلها لابنه إيليا : ( حينما نشرت ” السائح” مقال العزيزي عن سرقة الطين ، كتب عبد المسيح [حداد ، صاحب الجريدة] مقالاً صبَّ فيه كل ما في نفسه من حقد على إيليا ، نتيجة لعداوتهما السابقة ، وقد قال فيه ما يلي : الآن فقط تذكرت أن المرحوم ظاهر أبا ماضي كان كثيراً ما يزورني في مكتب “السائح” وأنه أسمعني هذه القصيدة نفسها ، وكان يرويها بإعجاب شديد ، وقد رواها لابنه إيليا (فلطشها) هذا ونسبها إلى نفسه” [45] فالناعوري يشكك في الرواية ، حيث يذكر فيها أن صاحب السائح تذكر أخيراً حكاية أبي ظاهر الأب ، وأن الابن قد (لطش) القصيدة بعد أن سمعها من أبيه ، فالأمر واضح أنه ( مفتعل ، وان عبد المسيح لفق الحكاية بهذه الطريقة ، وأخذها العزيزي على أنها حقيقة واقعة)[46] فهنا نجد عبد المسيح قد (تذكر) بعد إثارة القضية أن والد إيليا قد أسمعه القصيدة في مكتبه.
يستشهد الناعوري برأي ميخائيل نعيمة في أبي ماضي وقصيدته ، فيؤكد نعيمة أنه يعرف كيف ولدت قصيدة “الطين” من بدايتها إلى نهايتها ، ويؤكد أن لا إيليا ولا أبوه ولا أنا نفهم شيئاً من هذا الشعر البدوي الذي يرويه العزيزي ، ويستطيع أبو ماضي أن يعتز كما يشاء بطينه ، وقد فرحنا كلنا في الرابطة القلمية حينما نظمها واحتفلنا بها احتفالاً حسناً ، وكنتُ (نعيمة) أرعى نظمها بيتاً بيتاً ، وأشجع إيليا على المضي في نظمها بتلك الروح الإنسانية الجميلة التي استهلها بها ، وأنا أشهد أنها لإيليا وحده ، وأنها كانت قائمة في التطور الشعري العظيم الذي عُرف به إيليا فيما بعد “.[47]
يقول الناعوري: (قصيدة ” الطين” ليست شيئاً غريباً عن الروح العامة التي يتميز بها شعر إيليا في الجداول والخمائل، ولها نظائر في قصائده الأخرى، فهل سَرق جميع تلك القصائد عن الرميثي أيضاً)[48]
الجو التي كتبت فيه قصيدة الطين: الحضر/ أمريكا ـ بروكلين؛ نيويورك، هو غير جو البادية، يقول الناعوري على لسان أبي ماضي: (وأبو ماضي نفسه يقول في رده على العزيزي بعنوان “كذاب عمان”: نحن لا نستغرب أن تعرض لأي إنسان أفكار كالتي تعرض لنا، فإن الحياة واحدة في كل مكان، وإن اختلفت المظاهر، ولكن الجو الذي خلق قصيدة الطين هو غير جو البادية).[49]
لماذا تأخر العزيزي في نشر رأيه إلى عام 1954 مع أنه كان يعرف قصيدة الرميثي قبل عام 1946 العام الذي توفى فيه شاهده وراويه للقصيدة سالم القنصل، وأن العزيزي أثبت القصيدة في كتابه “المنهل ج2” قبل عام 1951؟ وكان يدرسها لطلابه في كلية تراسنطة في القدس وعمان دون أن يشير إلى علاقتها بقصيدة الرميثي.[50]
ما أورده العزيزي من تطابق بين بعض أبيات العزيزي والرميثي إنما هو من باب توارد الخواطر، وهذا أمر معروف في عالم الأدب، يقول الأستاذ عباس محمود العقاد: (وأما حين يقع الاتفاق في العبارات والحروف صفحات متوالية فليس من المروءة أن نجزم باستحالة ذلك قبل أن نحتكم إلى الاستقراء العقلي عن طريق علم النفس ودرس الذهن الذي تقع له أمثال هذه الغرائب. فقد يهدينا الحكم الوئيد هنا حيث يضلنا الحكم السريع، ولا ضير علينا إذا تطابق الحكمان في النهاية بعد الموازنة والمقابلة بين جميع الفروض”[51] وقديماً قال الشاعر زهير بن أبي سُلمى:

ما أرانا نقول إلا معارا أو معاداً من الشعر مكرورا
وقال أبو الهلال العسكري: (قد يقع للمتأخر معنى سبقه إليه المتقدم من غير أن يلم به، ولكن كما وقع للأول وقع للآخر. وهذا أمر عرفته من نفسي، فلستُ أمتري فيه. وذلك أني عملتُ شيئاً في صفة النساء: “سفرن بدوراً وانتقبن أهلة …. ” وظننتُ أني سبقتُ إلى جمع هذين التشبيهين في نصف بيت إلى أن وجدته بعينه لبعض البغداديين، فكثر تعجبي، وعزمت ألا أحكم على المتأخر حكماً حتماً “[52] وفي شرح المقامات لشريشي: (سُئل المتنبي عن اتفاقات الخواطر، فقال: الشعر ميدان. والشعراء فرسان. فربما اتفق توارد الخواطر ، كما يقع الحافر على الحافر)[53] ويقول أبو العباس عبد الله بن المعتز: ( ولا يُعذر الشاعر في سرقته حتى يزيد في إضاءة المعنى ، أو يأتي بأجزل من الكلام الأول ، أو يسنح له بذلك معنى يفضح به ما تقدمه ، ولا يفتضح به ، وينظر إلى ما قصده نظر مستغن عنه لا فقير إليه ) وقال ابن طباطبا في القرن الثالث الهجري:( وإذا تناول الشاعر المعاني التي قد سُبق إليها فأبرزها في أحسن من الكسوة التي عليها ، لم يعب ، بل وجب له فضل لطفه وإحسانه فيه) وقال أبو الضياء، بشر بن يحيى النصيبي: (ينبغي لمن ينظر في هذا الكتاب أن لا يعجل بأن يقول: هذا مأخوذ من هذا ، حتى يتأمل المعنى دون اللفظ، ويعمل الفكر فيما خفي، وإنما المسروق في الشعر ما نُقل معناه دون لفظه، وأبعد آخذه في أخذه ). [54] ويقول أبو ماضي نفسه:” نحن لا نستغرب أن تعرض لأي إنسان أفكار كالتي تَعْرِض لنا، فإن الحياة واحدة في كل مكان، وإن اختلفت المظاهر، ولكن الجو الذي خلق قصيدة الطين هو غير جو البادية”. [55] ويقر الناعوري: ” بأن المعاني شأن إنساني عام فقد يلتقي عدة شعراء من البادية ومن الحضر عند معنى معين بغير أن يكون هناك سارق ومسروق “[56] وعليه فيجب التمهل في اتهام أبي ماضي بالسرقة ، رغم توافق العديد من المعاني بينه وبين قصيدة سابقه ” علي الرميثي” .

يرى الأستاذ محمود الزيودي، أنَّ لغة قصيدة الرميثي ليست كاللغة البدوية التي كانت سائدة في تلك المنطقة في تلك الحقبة، فكتب يقول: ” ووجدت أن مفردات القصيدة غريبة عن الشعر البدوي في القرن الماضي والذي قبله “[57] وقال أيضاً: سمعت وقرأت مئات القصائد التي قيلت في زمن الدسم، [58] لم أجد كلمة البز.. (ملبوسك من البز تبلاه بلوى *** مثل الاكفان لميت طال مشحاه) فيقول الزيودي معقباً على قول (الرميثي) أن الميت يطول مشحاه: الميت يكفن بالقماش الخام الأبيض وليس بالبز. ولا يطول المشحى لأن إكرام الميت دفنه. ولا يطول المشحى في القبر بعد الموت. . ثم يورد الزيودي بيتاً آخر للرميثي يقول: (نحلم حلوماً حلوه يوم نرضى*** وتمر يوم السعد ما بان ماطاه ) ويسوق أيضاً الرواية الثانية للبيت القائلة (نغثي بها والسعد تجفل مطاياه ) ورواية ثالثة ، تقول (وتجفل توالي الليل إن سعدنا تاه) [وهذه الروايات الثلاث نقلاً عن العزيزي ص 43 من الفريسة ] ويقول الزيودي معقباً : لم أجد في مفردات الأشعار البدوية التي اطلعت عليها (بالقراءة والاستماع) كلمة حلوم حلوة ، ثم يوضح الزيودي : والثلاث روايات لعجز البيت توحي بغثاثة وتصنيع غير موجود في قصيدة الوصية للشاعر نفسه ، ولا في قصائد الفحول.. فقد وردت المفردة للوصف كما يقول راكان[59] (يا ما حلا الفنجال مع سيحة البال *** أو ياما حلا رص الروح للروح)…. وهذا الضعف الفني في نظر الزيودي يحط من قيمة القصيدة التي اعتبرها العزيزي من عيون شعر البادية. ثم يعلق الزيودي على بيت آخر من شعر الرميثي هو: (دموعنا وايا الضحك فيه سلوى*** متماثلة يا شين لصار تبلاه) يشرح العزيزي البيت كالتالي: دموعنا وضحكنا يشبه ضحكك ودموعك. لأن فيه سلوى لنا كما يسليك ضحكك أيها الرديء، أجل إنها متشابهة يوم تختبرها…. ويقول الزيودي: “كلمة تبلاه أو تبليه أو تتبلاّه أو بلوى الخ… لا تعني الاختبار في كلام العرب وكلام البدو. تدل على معنى آخر ولا حاجة لإيراد الأمثلة التي تملأ الصفحات. ثم يورد الزيودي بيتاً آخر للرميثي ليعقب عليه، وهو (هذا القمر والشمس والنجم تعلى*** ومخومسك مثل الخرابيش تنصاه) فيقول (الزيودي): الناصي هو صاحب الحاجة. طالب المعروف. طالب الإعانة. طالب الحماية. طالب الإنصاف بالحق. اعتقد جازما أن الذي يقول: (وثالث وصاتي تلعه ينعدي به *** تلقى عليها بينات المساريب)[60] لا يمكن أن يجعل القمر والشمس والنجوم تنصى بيت مخومس طلبا للحاجة. ثم يورد الزيودي بيتاً آخر للرميثي يبين الضعف اللغوي فيه، وأنه لا يتفق والتركيب اللغوي في الكلام البدوي: (كليتنا للتراب نسعى ونحيا *** لا توهمك يا لضبع نفسك بمشحاه)[61] يقول الزيودي: يجب أن تكون بمشحاك أو بمشحاها. ولكن الصانع طوّعها لتناسب القافية…(كليتنا) لست من كلام البدو ولا من كلام الفصحى عند القدماء والمحدثين. تقال كلنا جميعنا. والبدو يذكّرون الأنثى في أشعارهم وحتى شعراء الفصحى منهم يقول “عبد الله ابن سبيل”: ليته رديف لي عالهجن هيهات.. ما معي (والا رديف خويايه) ويقول راكان ابن حثلين: (لي صاحب ما نيتي عنه نيه… تراه قضى حاجته وما تناني) ويقول بشار ابن برد [شاعر عباسي]: (بأبي شادن تعلق قلبي… بجفون لواحظ الطرف مرضى).
يقول الزيودي بأن هِنَاتٍ فنية في القصيدة تجعلها عادية، فيُعَقِّب على بيت الرميثي : (يوم الرماح تناوشك ليه تلوي *** والترف يوم يفارقك ليه تشهاه ) إذ شرحه العزيزي ( إذا كنت رجلاُ تام الرجولة أيها المتغطرس لماذا تظهر الجزع والضعف في الحرب متلوياً من إثر الجراح ، وهو ـ أي الرميثي كما في شرح العزيزي ـ يشير إلى أن ابن عمه جُرح في المعركة ، وأنَّ علياً ( الرميثي ) خلصه ، ثم يعيره نقص رجولته قائلاً : لقد أخذ يبدو عليك الجبن يوم فارقك حبيبك اللطيف، وهو هنا يعرض به لأن الفتاة التي أحبها آثرت (علياً ) عليه [ص 44من الفريسة] فيقول الزيودي : ” لا شك أن الفرسان يميلون ويتلوون عن الرماح. ومن يتلوى عن مناوشة الرماح صاحب خبرة في الحرب. ” وهو بذلك يرى أن شرح العزيزي للبيت أظهر أن لا قيمة فنية فيه.
يرى عيسى الناعوري أن الأمر في رمته شخصي وتصفية حسابات بين أحمد زكي أبي شادي وأبي ماضي ، وبأنه هو شخصياً المقصود من هذه المعركة المفتعلة، في حين كان العزيزي أداتها، يقول عيسى الناعوري: “وترجع هذه القصة إلى مدى أبعد قليلاً من العام الذي بدأت فيه (1955) وليس أبو ماضي سوى ضحية بريئة لأهواء طارئة”[62] ، ويعيدنا الناعوري إلى خصومة جرت بينه وبين العُزيزي عام 1951م إذ جرى خلاف بينهما على صفحات مجلة “العرفان” وعندما صدرت الطبعة الأولى من كتاب الناعوري (إيليا أبو ماضي : رسول الشعر العربي الحديث) وجد العُزيزي الفرصة سانحة للتهجم على الناعوري ، فكتب عن إيليا أبي ماضي في مجلة ( العرفان) مقالاً بعنوان (الشيوعية في أدب أبي ماضي) وفهم عيسى الناعوري من هجوم العُزيزي على أبي ماضي أنه هجوم عليه عن طريق الربط والاستنتاج فقال: “وإذن يجب أن يفهم الناس أن الذي يكتب كتاباً عن (إيليا أبو ماضي) هو أحد اثنين: إما مشترك مع أبي ماضي في كل ما اتهمه به العُزيزي، ومؤمن به، وإما محبذ له ومدافع عنه، وهو على الحالين شيوعي أحمر يهدم الدين ورجاله، فهو يستحق السجن، أو على الأقل الطرد من إدارة مدارس الاتحاد الكاثوليكي ـ وكنتُ [ أي الناعوري] أعمل سكرتيراً لها حينذاك ـ … “[63] ويمضي الناعوري في ربط الأحداث ليبين أنه هو المقصود من كل الحكاية، فيذكر أن الدكتور أحمد زكي أبو شادي قد طلب منه مؤلفاته ليتحدث عنها في محطة (صوت أميركا) فأرسلها له ومن ضمنها كتابه عن أبي ماضي ، وفي ذلك الحديث الذي أذيع في تشرين الأول (أكتوبر) 1951م شن أبو شادي هجوماً على أبي ماضي (فكأنما وجد هو أيضاً فرصة مناسبة ليقذف كل ما في نفسه في وجه أبي ماضي، وشعره، وأخلاقه، ولاتهامه بسرقة شعره وادعائه لنفسه)[64] على أية حال هذه خلاصة ما قاله الناعوري، ولم نجد فيه إلا مماحكات غير لائقة، ليس هناك من علاقة بين القول بانتحال أبي ماضي قصيدة الطين، وأي دور للناعوري وسوء العلاقة بينه وبين العُزيزي.

ثانياً: وجهة نظر العزيزي ومن شايعه:

إن قصيدة الرميثي على إيجازها ـ إذ تقع في أربعة عشر بيتاً ـ تحوي أكثر معاني قصيدة ” الطين ” لأبي ماضي[65] ـ والتي تقع في سبعة وخمسين بيتاً.

قام العُزيزي بتعقب الأبيات المتشابهة بين القصيدتين،[66] وبين مقدار التطابق الشديد بينهما ، مما يجعل الأمر أكثر من مجرد توارد خواطر، وتأثر وتأثير، ومن ذلك مثلاً قول الرميثي في مطلع قصيدته :

يا خوي ما احنا فحمة ما بها سنى ولا انت شمسا تلهب الدو بضياه
ومعنى البيت كما فسره العزيزي: يا أخي ما نحن فحمة لا جمال فيها، ولا أنت شمس تلهب الصحراء بضيائها، في حين يقول أبو ماضي:
يا أخي لا تمل بوجهك عني ما أنا فحمة ولا أنت فرقد
ويقول الرميثي:
لصار ما تاكل ذهب يوم تبلى يا خوي وش نفع الذهب يوم تقناه
ومعناه كما يقول العزيزي: أي ما دمت لا تأكل ذهباً يوم تموت، فما فائدة الذهب الذي تقتنيه إذن؟ ويقول أبو ماضي:
أنت لا تأكل النضار إذا جعـ ـــ ـتَ ولا تشرب الجمان المنضد
ويقول الرميثي:
ملبوسك من البز تبلاه بلوى مثل الاكفان لميت طال مشحاه
ومعناه حسب العزيزي: أي ملبوسك من ناعم القماش فيبلى كأنه أكفانٌ ثمينة، سوف تصيبه النكبات، فيبلى كأنه انقضى على موته زمن طويل، أما أبو ماضي فيقول:
أنت في البردة الموشاة مثلي في كسائي القديم تشقى وتسعد
وهكذا تتبع العُزيزي باقي الأبيات التي رأى فيها تطابقاً في المعاني، وكأن الشعر البدوي قد صيغ مرة أخرى بلغة عربية فصيحة.

يُرجح العزيزي أن أبا ماضي قد اطلع على هذه القصيدة من أبناء لبنان الذين كانوا يتاجرون مع البدو في شرقي الأردن ، ويرددون أشعارهم ، ويتشبهون بهم في الملابس وإطلاق شعور رؤوسهم ، وقد تملَّك بعضُهم قرى عند البدو الأرادنة، [67] وكان البدو يدعون هؤلاء اللبنانيين بـ ” الحزارمة” لأن أول من جاء إلى الديار الأردنية جماعة من أهل قرية “حزرم ” فدعي كل من جاء من سوريا ولبنان فيما بعد “حزرمي” [68] وقد جزم العزيزي للكاتب توفيق أبو الرُّب بأنه ثبت لديه أنَّ والد إيليا أبي ماضي كان يتجر مع البدو في منطقة مادبا ، وأنه لا يزال إلى اليوم للشاعر أبي ماضي أقارب في منطقة مادبا ، يحتفظون باسم العائلة ، يقول عبد الله رشيد :” ويجدر القول : إن هناك عائلات من آل أبي ماضي اللبنانيين ، كانوا قد استوطنوا في بلدة مادبا منذ مطلع القرن ( العشرين) . وقد ذَكر لـ (عبد الله رشيد) بعض الرواة: أن معظم أفراد آل أبي ماضي هاجروا إلى أمريكا، وكان آخرهم رجل يدعى إبراهيم أبو ماضي.” [69] ويضيف أبو الرُّب:” إذن فمن المؤكد ـ حسب رأيه ـ [أي العزيزي] أن القصيدة قد تسربت إلى أبي ماضي عن طريق والده أو أحد أقاربه”. [70] ورغم أن أبا الرُّب يرى أن مسألة اتجار والد إيليا أبي ماضي مع البدو مسألة تعوزها الإثبات المادي القاطع ، فإنه لا يستبعد ذلك ، مستشهداً أن مسألة اتجار اللبنانيين مع البدو معروف ، وهذا والد جبران خليل جبران ( 1883 ـ 1931) الشاعر المهجري البارز وحسب رواية صديقه ميخائيل نعيمة[71] يذكر في كتابه عن جبران أن والده كان يتجر مع البدو، وأنه كثيراً ما كان يصطحب معه جبران وهو صغير، كما يذكر أن جبران كان يحفظ بعض الشعر البدوي وأنه كان معجباً بمقطوعة بدوية كان كثيراً ما يتغنى بها في نزعاته، ومطلعها يقول :” يا زين على دروب الهوى ضعنا” وإذن فمتاجرة والد إيليا مع البدو ليست غريبة [72]” على أية حال فإن اتجار والد إيليا مع البدو وسماعه الشعر منهم أمر أكده عبد المسيح حداد كما في النقطة التالية .
لم يجزم العزيزي في بداية الأمر أن أبا ماضي قد سمع القصيدة من شخص معين ، فكتب في مجلة “المنهل” المدرسية التي كانت تصدرها الكلية العلمية الإسلامية في عمان : ( لكن على أي حال فإننا نرانا مضطرين إلى الاعتقاد أن الشاعر المهاجر كان قد سمع هذه القصيدة في لبنان ، فأوحت له بقصيدة الطين)[73] ثم مال العزيزي بعد ذلك إلى الجزم بأن أبا ماضي قد سمع القصيدة من والده على وجه التحديد ، وهذا ما أورده في كتابه [74] بل صرح العُزيزي بأن أبا ماضي قد ( سطا ) على قصيدة الرميثي ، فقال : (الآن ، بعد أن أثبتنا القصيدة التي سطا عليها أبو ماضي رواية عن والده ظاهر أبي ماضي الشاعر الشعبي، لا بد لنا من إثبات القصيدة ، موازنين بين المعاني المسروقة بيتاً بيتاً، ويجب أن نلاحظ أنَّ قصيدة “الطين” على طولها ؛ كان أساسها ثلاثة عشر بيتاً من قصيدة هذا البدوي الغبين، الذي اعتدى عليه أبو ماضي في قبره)[75] ولكن جريدة ” السائح” الصادرة في نيويورك يوم 7/3/1955م أكدت ذلك فجاء في مقال ( لعل كاتبه هو عبد المسيح حداد صاحب الجريدة) :” إن قصيدة الرميثي التي اكتشف العزيزي أن إيليا أبا ماضي أغار على معانيها وسرق منها الكثير فصاغ منه قصيدة “الطين” ليست كما ظن السارق غير متداولة ، فلقد سمعناها مراراً عديدة في إدارة هذه الجريدة منذ زهاء ثلاثة عقود من السنين، وكان الذي رواها لنا هو من أشد الناس تعلقاً وإعجاباً بها المرحوم (ظاهر) أبو ماضي والد إيليا أبو ماضي نفسه ، وقد كان رحمه الله شاعراً قومياً ومن الذكاء بمكان ، وقد أسمعنا الكثير من قصائد بدوية لشعراء آخرين حفظتها ذاكرته ، كما حفظت معظمها جيبته ، وكنا نترقب أحياناً كثيرة وفوده علينا لنصغي إلى ما يرويه مستأنسين به ومستغربين كيف أن ذلك الشيخ الجليل ولع كل ذلك الولوع بشعر البدو الأميين الذين تختلف لغتهم ولهجتها عن لغته ولهجتها الإقليمية “. [76]
قال العُزيزي (إن قصيدة الرميثي مشهورة متداولة في الديار الأردنية، وهذا أمر معروف)[77] ولهذا أورد العُزيزي القصيدة بعدة روايات لأربع من روات شعر البادية هم: محمد الصقور، وسالم القنصل، وسلمان العلمات[78] وسلامة شويحات، [79] وعندما شكك أبو ماضي بوجود شاعر اسمه علي الرميثي ، كتب العزيزي لمجلة الأديب يؤكد صحة موقفه ؛ حيث أردف الأستاذ العزيزي شهوده هؤلاء بشهود خمسة آخرين هم:
سلامة جريس الغيشان، من مادبا، وهو شاعر شعبي مشهور وراوية للشعر البدوي.
يوسف سليمان الصوالحة، من مادبا أيضاً، وهو راوية لأشعار البادية، وفي شهادته نص قصيدة الرميثي وقصته.
شحادة عواد المصاروة، وهو شاعر شعبي وراوية للشعر البدوي.
محمد بن حماد بن غرير العقيلي وهو شاعر شعبي وراوية للشعر البدوي.
عيسى عودة الله الزعمط من عمان.[80]

وقال العُزيزي في رسالته لمجلة الأديب:” وها أنذا أبعث إليكم بصورة شمسية لشهادات الذين يعرفون قصة الرميثي وقصائده، وأنه من شعراء البادية المشهورين، فإذا رأيتم أن تحفروا روشماً للصورة الشمسية وتنشروا الصورة في الأديب شكرتُ لكم صنيعكم لأن فيه خدمة للحقيقة وللتاريخ. [81]” لقد نشرت الأديب رسالة العزيزي وأسماء شهوده ، وكذلك مجلة العرفان ، لكن الأديب لم تنشر صورهم (ولا نعرف موقف العرفان) ، ويقول الأستاذ روكس العزيزي بأن مجلة ( الحكمة) اللبنانية نشرت روشماً للشهادات.[82]

قال العزيزي بأنه قَدَّر عُمْرَ الرميثي وزمن ولادته بناء على أقوال رواة شاهدوه.[83] وبناء على ذلك فإن مسألة وجود الرميثي التي أنكرها أبو ماضي وعيسى الناعوري، أمر يؤكده شهود عيان للعزيزي. منهم الراوي توما الحمارنة من وجهاء عشيرة الكرادشة من أهالي مادبا،[84] والذي ترأس المجلس البلدي في مأدبا ، إذ روى للعزيزي قصيدة الرميثي ” شيخة القصيد” في 7/1/1939 والتي مطلعها :

يا اخوي عندي لك وصاة مصيبة ترى وصاتي تلمس القلب وتصيبْ
ويقول العزيزي بأن هذه القصيدة مع نسبتها لقائلها كانت معروفة في البادية، وقد دُعيت قصيدته هذه “شيخة القصيد” لأن نقاد الشعر البدوي عدوها المثل الأعلى في شعر البادية واعتقدوا أن فحول الشعراء قصروا عن أنْ يأتوا بمثلها، فدعوها “شيخة القصيد” لما فيها من الحِكَم البليغة والمعاني الشعرية الرائعة، وهي عندهم بمنزلة المعلقات، ويتنافس البدو في حفظها لأنها ترسم المثل الأعلى للبداوة الكاملة ” [85] فهذا شاهد على وجود الرميثي .

قال الناعوري بأن المسألة في أصلها خصومات شخصية أطرافها: الناعوري والعُزيزي وأبو شادي، وأن الناعوري هو المقصود شخصياً وراء إثارة العُزيزي وأبي شادي للقضية، [86] ولكن بعد النظر فيما قدمه الناعوري لإثبات ذلك لم نجد فيه إلا مماحكات غير لائقة ، ليس هناك من علاقة بين القول بانتحال أبي ماضي قصيدة الطين، وأي دور للناعوري وسوء العلاقة بينه وبين العُزيزي في القضية، وكأن الناعوري قد أقحم نفسه .
يقول الأستاذ الناعوري بأن الدكتور أحمد زكي أبو شادي قد سبق له واتهم أبا ماضي بسرقات أدبية أخرى، فقد اتهمه بسرقة قصيدة (وداعاً يا أماه) من الشاعر فؤاد عقل، وأن أبا ماضي أيضاً قد سرق قصيدة (هي) وأن هذه القصيدة مترجمة عن قصيدة إنجليزية لشاعر اسمه ” أنتوني وونز” وعنوانها (نخب الفارس) وأن القصيدة قد ترجمها أبو شادي، ولم يشر إليها أبو ماضي عندما نشرها في ديوانه “الجداول”[87] ومعنى ذلك أن أبا ماضي (معتاد على السرقات الأدبية). وقد ألمح أبو شادي والعُزيزي إلى سرقات أخرى لأبي ماضي فكتب أبو شادي في مجلة المقتطف: ” ونذكر على سبيل المثال فيما يخص أبا ماضي الشعراء : إدجار ألن بو، [88] وروبرت جرين إنجرسل ،[89] وأنطوني ونز ، فعن الأولين أخذ معاني ملحمته ” الطلاسم ” وما إليها ، وعن الأخير نقل قصيدة ” نخب الفارس” بحذافيرها ( ويطلب منا أبو شادي العودة إلى كتاب ( كشكول توني ص 65) ثم يتابع أبو شادي : وقد عنونها ” حي ” وهذه هي القصيدة التي جعلها الأستاذ [عيسى] الناعوري في نهاية كتابه [ إيليا أبو ماضي رسول الشعر العربي الحديث ] “مسك الختام على حد تعبيره ـ قائلاً : ” إنه موقف لا يستطيع أن يصوره بهذا الشكل الرائع المؤثر إلا شاعر كبير موهوب ، وكذلك هو الشاعر المهجري إيليا أبو ماضي ” [90] وأما العُزيزي فيلمح إلى أخذ أبي ماضي من الرصافي[91] والأخطل الصغير[92] ، فقال العُزيزي في رسالة منه للناعوري عن أبي ماضي : ” ولا أريد أن أقول لك إن قصيدة (اليتيم ) لأبي ماضي تذوب خجلاً واستحياء من نفسها إذا وُزنت بـ ( أم اليتيم ) للرصافي . وأن قصيدة (الفقير) تتمنى لنفسها الوأد إذا وزنت بـ (الريال المزيف) للأخطل الصغير “[93] ويقول العُزيزي بأن قصيدة ” ابتسم: لأبي ماضي (مسروق أغلب معانيها)[94] وفي كتاب العزيزي (المنهل في تاريخ الأدب العربي) بأن بعض الباحثين أكتشف أصولاً لبعض قصائد أبي ماضي: الطين، الطلاسم، نخب الفارس، ابتسم. [95]
الأدباء الذين استشهد الناعوري بشهادتهم، والذين قالوا بأنهم لم يسمعوا بالرميثي [انظر: ثانياً: وجهة نظر أبي ماضي وعيسى الناعوري، النقطة الثانية] لم يكونوا من أهل الاختصاص بأدب البادية، [96] ومعروف عن الأستاذ العُزيزي اهتمامه المبكر بدراسة الأدب الشعبي ، لا سيما البدوي ، فقد كان يذهب إليهم في مضاربهم ويستمع إليهم ، وألف في ذلك المؤلفات منها : قاموس العادات واللهجات والأوابد الأردنية ، وكتابه معلمة التراث الأردني .
يقول عبد الله رشيد معقباً على إنكار الناعوري شهادة شهود العزيزي لا سيما الخمسة الأخيرين: “فإن أبسط قواعد الضرورة تقتضي قيام الناعوري من فوره بالتوجه إلى الرواة الأحياء ـ أو غيرهم من الرواة الذين كانوا على قيد الحياة ومنهم من عاصر أحداث القرن الماضي (التاسع عشر) ـ الذين ساق العزيزي شهاداتهم الخطية، فهؤلاء بحسب ما ذكره العزيزي ليسوا نكرات، فمنهم من كان رئيس مجلس بلدي أو شاعراً شعبياً مشهوراً أو مختاراً لطائفة مسيحية كبيرة في عمان “. [97]
ليس من سبب يجعل الناعوري يرد شهادة الشهود الخمسة الأخيرين، فالناعوري لم يقدم سبباً لرد شهاداتهم، وهل وفاة الشهود الأوائل سبب لرد شهادة الشهود الأواخر؟ وكما يقول رشيد ” فهل يصح الاستنتاج أنهم باعوا ذممهم للعزيزي مجتمعي”. [98]
القول بأن الأستاذ العزيزي هو قائل القصيدة ثم نحلها للرميثي، يرده أمران: الأول أنه لم يُعرف عن العزيزي قوله الشعر العامي باللهجات البدوية، مع أن له ديوان شعري باللغة العربية الفصيحة عنوانه (جَمُدَ الدمع) قاله رثاء في زوجته التي توفيت بعد زواجهما الذي استمر خمساً وخمسين سنة، والأمر الثاني أن الأستاذ العزيزي يُعرف بموضوعتيه ونزاهته العلمية، “وليس هناك ما يجرح الثقة فيه”[99] أضف إلى ذلك أن الشاعر إيليا أبا ماضي عندما اتهم العزيزي بنحل القصيدة للرميثي لم يقدم دليلاً على ادعائه.
شهادة “ميخائيل نعيمة” على نظم أبي ماضي قصيدة الطين، ليست دليلاً على عدم استقاء أبي ماضي أصول القصيدة من الرميثي، لأن نُعيمة شهد أبا ماضي وهو يكتب القصيدة، بينما لم يطلع على خفايا نفسية أبي ماضي وبواطنه، أو لنقل على عقله الباطن الذي اختزن القصيدة سابقاً، وأعاد نظمها بالفصحى.
القول بأن عبد المسيح قال بعد أن أثيرت المعركة : “الآن فقط تذكرت أن المرحوم ظاهر أبا ماضي كان كثيراً ما يزورني في مكتب السائح ، وأنه أسمعني هذه القصيدة نفسها ، وكان يرويها بإعجاب شديد ، وقد رواها لابنه إيليا ” فلطشها” هذا ونسبها إلى نفسه ” هذه الرواية بهذه الصيغة أوردها عيسى الناعوري [100] بنما أورد عبد المسيح حداد نفسه الرواية بصيغة أخرى ، تفيد أنه لم يتذكر القصيدة فجأة بعد اشتعال المعركة ، بل هي في باله أصلاً ، فيقول : ” إن قصيدة الرميثي التي اكتشف العزيزي أن إيليا أبا ماضي أغار على معانيها وسرق منها الكثير فصاغ منه قصيدة “الطين” ليست كما ظن السارق غير متداولة ، فلقد سمعناها مراراً عديدة في إدارة هذه الجريدة منذ زهاء ثلاثة عقود من السنين ، وكان الذي رواها لنا هو من أشد الناس تعلقاً وإعجاباً بها المرحوم (ظاهر) أبو ماضي والد إيليا أبو ماضي نفسه ، وقد كان رحمه الله شاعراً قومياً ومن الذكاء بمكان ، وقد أسمعنا الكثير من قصائد بدوية لشعراء آخرين حفظتها ذاكرته ، كما حفظت معظمها جيبته ، وكنا نترقب أحياناً كثيرة وفوده علينا لنصغي إلى ما يرويه مستأنسين به ومستغربين كيف أن ذلك الشيخ الجليل ولع كل ذلك الولوع بشعر البدو الأميين الذين تختلف لغتهم ولهجتها عن لغته ولهجتها الإقليمية “[101] إن قول الناعوري بأن عبد المسيح قد تذكر علاقة ظاهر أبي ماضي بالقصيدة وروايته فجأة يوحي بأن عبد المسيح قد اختلق الحكاية ليؤيد موقف العزيزي لخصومة كانت بين الصديقين القديمين : إيليا أبي ماضي وعبد المسيح حداد .
حاول الباحث عبد الله رشيد التثبت من وجود (علي الرميثي) ومطابقة ذلك برواية العزيزي ، فذكر رواية عن الشاعر الأردني رشيد زيد الكيلاني والذي كان لديه اهتمام بشعر البادية عبر الإذاعة الأردنية ، وهذه الرواية نقلاً عن السيد محمد مقداد ( من سكان مدينة الرمثا ، أي من نفس المنطقة التي يُرجح أن الرميثي قد عاش فيها ) وخلاصة الحكاية أن الرميثي هو علي بن حسين الكيفي من قبيلة عْنِزَةْ، وقد لُقِب بالرميثي نسبة إلى خربة الرميث القريبة من الرمثا ، وأنه ورث ثروة عن والده بددها في الكرم ، ولما أصبح معدماً لجأ إلى صديق له يدعى علي الخريصي ، لكن الخريصي أخفى نفسه عن صديقه علي الرميثي ، مما حدا هذا الأخير أن ينظم قصيدة على مسامع صديقه الذي خذله ، ويحفظ الراوي محمد مقداد الأبيات الثلاثة الآتية :

إليا صار ما حْنا فحمة ما بيها سنى و لا انت شمساً تلهب الدو بضياهْ
الله يخونك ما انْتْ للنـــــاس منصى حتى العشا لمخموســـــك ما لقيناه
لا صار ما تاكل ذهب يوم تبلــــــى يا خوي وِش نفع الذهب يوم تقنـاه[102]
ويذكر رشيد أيضاً رواية الباحث السعودي عبد الله بن عبَّار [103]عن وجود (علي الرميثي) فقد ورد لرشيد عن طريق الباحث في التراث علي عبيد الساعي الذي يُعِد برنامج “أدب الريف والبادية” في التلفزيون الأردني :” لم يصل إلى علمي شيء عن علي الرميثي ، ولعله قصور مني … غير أن هناك من ضَنَا لحيدة من الخْرِصْةْ من الفدعان يقال لهم الرمث ومفردهم الرميثي ” ثم ترجم عبد الله بن عبَّار لشاعر بدوي يُدعى محمد بن حسين الدسم ” عاش في مطلع القرن الحالي ـ العشرين ـ وقد عاصر الشيخ محمد بن دوخي السمير ، ولا يزال له أبناء منهم عطا الله بن محمد الدسم ، ويذكر ابن عبار أن محمد الدسم وقع أسيراً عند بني صخر في الأردن ، وكان هؤلاء قد اعتقدوا أنه أحد شيوخ الفدعان بسبب وسامته وهيبته، ومن أشهر قصائده التي مطلعها :
يا اخوي عندي لك وصاةٍ مَصيبِةْ ترى وصاتي تِلِمْسَ القلب وتْصيبْ
ويقول عبد الله رشيد بأن الشاعر الدسم هو محمد بن حسين الذي ثبت نسبه عند عبد الله بن عيار، وأن أشهر قصائده تلك التي دونها، ومطلعها: ” يا اخوي عندي لك وصاةٍ مَصيبِةْ …. ” وأن هناك تشابهاً بين الرواية التي ذكرها توما حمارنة [ للعزيزي عام 1939] والرواية التي ذكرها عبد الله بن عبار ، من حيث ثبوت نسبة القصيدة الآنفة الذكر إلى الدسم مع فارق في تحديد المقطع الأول من اسم الشاعر ، ثم يخلص عبد الله رشيد إلى القول : ” وهكذا يُخلص إلى القول باحتمال ثبوت وجود شاعر يحمل اسم (علي الرميثي) الذي نَسب العُزيزي إليه القصيدة البدوية التي تشبه في بعض معانيها قصيدة ” الطين” لإيليا أبي ماضي ، وجاء في موقع على الإنترنت للأستاذ خالد البلادي في 28/8/2001م : ” لكن الأستاذ والراوية المعروف عبد الله بن عبّار العنزي يرى أن اسم الشاعر موضع البحث اسمه محمد بن حسين الدسم ، والأستاذ عبد الله بن عبار قد التقى بأبناء محمد وهما عودة وعطا الله. وقد استقر عودة بالأردن وعطا الله استقر بحفر الباطن وتوفى فيها؛ كما حدثني بذلك هاتفياً ابن عبار، ومحمد بن حسين الدسم العنزي هذا عمّر طويلاً فقد توفي وعمره المئة سنة وتوفي في حدود 1360هـ [1940م] تقريباً كما حدثني عبد الله بن عبّار” [104]
وقد استدرك الناعوري على احتمال وجود الرميثي فقال: ” وليس من قصدنا أن ننفي كون الرميثي قد وجد حقاً، أو أنه قال شعراً بدوياً جاء فيه معان كتلك التي نجدها في الطين، ولكن قضية السرقة هي الشيء الذي يستحق النظرة المنصفة المجردة عن الأهواء ” [105]

لو كان موقف أبي ماضي سليماً لما قابل الأمر بثورة هوجاء ، ولرد على التهمة رداً علمياً خالياً من الانفعال العنيف ، يقول عيسى الناعوري واصفاً رد فعل صديقه أبي ماضي :”أن الشاعر إيليا أبا ماضي ، قد جُنَّ جنونه ، فلم يستطع أن يكتم ثورته ، ولم يتورع عن صب نقمته على العزيزي وعبد المسيح حداد معاً فما كاد يصل إليه كتابي ـ الذي ينفي فيه معرفة أحد من أدباء الأردن بوجود شاعر اسمه الرميثي ـ حتى بادر إلى نشر مقال في جريدة ” السمير” بعنوان ” كذاب عمان” ثم أردفه بمقالين عن عبد المسيح حداد بعنوان ” حمار القافلة”. [106]
ما أورده الأستاذ محمود الزيودي [107]جدير بالملاحظة ، فهو مهتم بأدب البادية ودارس له ، ولكن الأستاذ العزيزي كذلك مهتم بأدب البادية وخبير به ، لا سيما باللهجات البدوية ، يؤكد ذلك أبحاثه لا سيما في كتابه (معلمة التراث الأردني ) ، وهو بحث يقع في خمسة أجزاء ، وكتابه ( قاموس العادات واللهجات والأوابد الأردنية (3 أجزاء) ، جاء في ورقة الدكتور عبد الله رشيد للندوة التي عقدتها وزارة الثقافة الأردنية تكريماً للعزيزي (بعد وفاته) أن العزيزي : ” بدأ بتدوين الألفاظ منذ بداية القرن العشرين ، فكانت حصيلتة عشرات الدفاتر من الحجم الكبير وتراوحت مصادره بين الميدانية والمكتوبة . وقد دون أسماء الشعراء الذين عرفهم ثم وظف أشعارهم لتفسير الألفاظ واستنباط دلالاتها، ومن أشهر هؤلاء الشعراء سالم القنصل وهو أحد أقربائه، وعبد الله العكشة من محيط أصدقائه “. [108]
القول بوجود توارد خواطر بين الشاعرين [ انظر النقطة العاشرة من ( وجهة نظر أبي ماضي وعيسى الناعوري ومن شايعهما)] فنقول : من خلال تعريف السرقات الأدبية نستطيع أن نقول إن في القضية شيئاً من الالتباس ، فلو كان الأمر مجرد توارد خواطر، وأن الشعراء قد يتحدثون عن أفكار متشابهة ، وقد تتماثل عندهم الصور الشعرية ، والتشبيهات البلاغية ، فقد يقع هذا في بيت أو بيتين أو حتى ثلاثة بين قصيدتين لشاعرين مختلفين ، أما أن يقع التشابه والتماثل و ( توارد) الخواطر في نصف قصيدة مع نصف قصيدة أخرى ، أو ثلثها ، أو ثلثيها ، فأمر يبعث على الريبة ، فكيف لقصيدة مثل “الطين” تقع في سبعة وخمسين بيتاً ، أن يتشابه الكثير من أبياتها مع قصيدة لشاعر آخر تقع في ثلاثة عشر بيتاً ؟

هذه هي آراء الفريقين، ويرى كل حزب أنَّ أدلته قاطعة لا يُشق لها غبار، وأنها أوقعت الخصم عن ظهر حصانه، ولهذا كان لا بد من وقفة يتم من خلالها النظر في وجهتي النظر! وهي لا تعدو عن كونها وجهة نظر وحسب، وليست رأياً قاطعاً وحكماً فاصلاً.
الخلاصــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
لا يمكن لأحد أن يأتي بحكم قاطع، في هذه القضية التي مات شهودها وأطرافها جميعاً، ولم يبق أمامنا سوى نصين كالتوأمين، فيهما من نقاط التطابق والتشابه الكثير، وفيهما من نقاط الاختلاف الكثير أيضاً، فهل من تفسير جديد يقرب الوشائج بين النصين، والشاعرين [أبي ماضي والرميثي] والناقدين [العزيزي والناعوري] وفريقي المتخاصمين؟ نحن هنا أما الاحتمالات التالية:

أن يكون أحد الرجلين: أبو ماضي والعُزيزي، صادقاً، والأخر كاذباً
أن يكون كلا الرجلين صادقاُ، وأن الأمر مجرد التقاء معان سامية متشابهة ليست حكراً على أحد! وقريباً من هذا أن تكون المسألة من باب توارد الخواطر!
أن يكون أبا ماضي قد اطلع على قصيدة الرميثي وتأثر بها وصاغ ما أُعْجِبَ به منها شعراً دون العزو إلى المصدر، أما استخفافاً بصاحبها، أو لاعتقاده عدم الحاجة لذلك.

إذ كان أمر توارد الخواطر ووقع الحافر على الحافر يبدو بعيداً، وغير قابل للهضم. فماذا إذاً؟ ما رأيكم فيما سنسميه ” التخزين في العقل الباطن ” أو في اللاوعي؟ دعونا نصدق رواية عبد المسيح حداد من أن ظاهر أبا ماضي ، والد الشاعر إيليا قد سمع القصيدة ، وحفظها ورواها ، وكان من جملة من سمعها منه بالإضافة لعبد المسيح وزوار مكتبه في جريدة ” السائح” الشاعر إيليا أبي ماضي نفسه ، فمن المعقول أن يسمع إيليا ( الشاعر) من والده ( راوية الشعر) وأن إيليا قد خزّن في ذاكرته القصيدة بعد أن استوعب معانيها ، وأُعجب بها ، وأن القصيدة نامت في أرشيف ذاكرة الشاعر ، ونسيها كما ننسى الكثير مما يعرض لنا ، ثم استحضر معانيها دون وعي منه أنه يستحضر قصيدة (علي الرميثي) فكتب قصيدة “الطين” وشهد ميخائيل نعيمة ولادتها ، ورأى إيليا أبا ماضي وهو يكتبها ، وما هو إلا أن أتحف إيليا أبو ماضي الناس بهذه القصيدة الإنسانية ؛ رائعة المعنى . ولكن قد يقول قائل: أما من شاهد على ما تقول؟ نقول : نعم ، ولنترك المجال للأستاذ إبراهيم عبد القادر المازني يحدثنا عن تجربة مرَّ بها تشابه هذه القصة ، فقد كتب المازني في مجلة الرسالة[109] مقالاً و أعادته مجلة الدوحة[110] بيَّن فيه أمراً طريفاً حدث معه ملخصه أنه قد قرأ بعمق رواية روسية عنوانها “سنين” ثم قام بترجمتها إلى العربية وسماها “ابن الطبيعة” وبعد مدة من الزمن كتب المازني قصة ” إبراهيم الكاتب” ، وعندما نشرها تلقى نسخة من مجلة “الحديث” الحلبية وفيها فصل يقول كاتبه إن المازني سرق فصلاً من رواية “ابن الطبيعة” ، وعندما تحقق المازني من الأمر وجده صحيحاً ، وقال المازني” فقد اتضح لي أن أربع أو خمس صفحات منقولة بالحرف الواحد من ابن الطبيعة في روايتي” إبراهيم الكاتب” سال بها القلم وأنا أحسب أن هذا كلامي . حرف العطف هنا هو حرفه هناك. أول السطر في إحدى الروايتين هو أوله في الرواية الأخرى …. وقد فسر المازني الأمر بأن (صفحات أربعاً أو خمساً من رواية ابن الطبيعة علقت بذاكرتي ــ وأنا لا أدري ـــ لعمق الأثر الذي تركته هذه الرواية في نفسي فجرى بها القلم وأنا أحسبها لي ) وهذا ربما ما حصل لأبي ماضي ، فشدة إعجابه بقصيدة الرميثي جعله يخزنها في ذاكرته ، لتظهر بعد حين على شكل قصيدة ” الطين” بلغة عربية فصحى ، لم يصدق الكثيرون المازني في تخريجه هذا وتفسيره لإيراده صفحات مطابقة للرواية الروسية سنين” لروايته ” إبراهيم الكاتب” فقالت الناقدة نعمات أحمد فؤاد :” لكننا إذا اغتفرنا للمازني تأثره بالجاحظ ومحاكاته له في بعض التعبيرات في بدء تكوينه الأدبي ، أو تأثره ببعض أدباء الغرب إبان شبابه من عكوفه على مطالعتهم ، فإننا لا نغتفر له بعد أن تكونت شخصيته أن ينقل صفحات من (سانين) إلى (إبراهيم الكاتب) أو يأخذ موضوعاً بكل مقوماته وتفاصيله كما فعل في (غريزة المرأة). [111]
هنا نقول ما قاله الأستاذ توفيق أبو الرُّب: ” وإذن فالترجيح أيضاً ينبغي أن نشفعه بالقول: والله أعلم ” [112]
(فصل من كتاب: فريسة أبي ماضي:” أول دراسة علمية للشعر في البادية، تأليف: روكس بن زائد العزيزي، دراسة وتعليق وتحقيق، (مع دراسة حول السرقات الأدبية)، تحقيق وتعليق ودراسة: زياد أحمد سلامة. والكتاب ما زال مخطوطاً)





[1] إذاعة الشرق الأدنى، أو محطة الإذاعة الفلسطينية، محطة إذاعية أنشأتها بريطانيا، بدأت البث من يافا عام 1941، كانت الإذاعة جزءاً من جهود الدعاية الإعلامية البريطانية لتمرير سياساتها، وقبيل انسحاب بريطانيا من فلسطين عام 1948 نُقلت المحطة إلى قبرص ، وعند العدوان الثلاثي عام 1956 أصبح اسم المحطة ( صوت بريطانيا) وفي شهر آذار 1957ضُمت المحطة رسمياً إلى هيئة الإذاعة البريطانية ، وتوقفت هيئة الإذاعة البريطانية الناطقة باللغة العربية عن البث يوم 27/1/2023 بعد 85 سنة (بدأ بث B.B.C. باللغة العربية يوم 3 يناير 1938).

انظر مقال (إذاعة الشرق الأدنى / صوت بريطانيا: محطة الإذاعة العربية البريطانية “السرية” وكارثة دعاية حرب السويس؛ بقلم: دوغلاس أ. بويد ــ حوليات القدس، العدد الخامس، ربيع 2007 ص 85ــ والمقال على الإنترنت

[2] عيسى الناعوري: إيليا أبو ماضي: رسول الشعر العربي الحديث، منشورات عويدات، بيروت ـ لبنان ” 2 (1958) ص 135

[3] إيليا أبو ماضي؛ مجلة “الأديب” بيروت، العدد السادس 1955 ص 64 (قصيدة الطين لأبو ماضي و” أثر البادية في أدبنا المعاصر”)

[4] عبد المسيح حداد (1888 ـ 1963م) ولد في حمص، وفيها تعلم دراسته الابتدائية، ثم درس في دار المعلمين الروسية في الناصرة، وبعد عمل قصير في سوريا هاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1907، وأصدر هناك جريدة”السائح” التي أصبحت لسان الرابطة القلمية، التي ساهم في تأسيسها مع جبران خليل جبران وميخائيل نُعيمة وآخرين، استمرت “السائح “إلى عام 1959م، توفى في نيويورك ودفن فيها. ومن أعماله حكايات المهجر، انطباعات مغترب.

[5] عيسى الناعوري: إيليا أبو ماضي: رسول الشعر العربي الحديث، منشورات عويدات، بيروت ـ لبنان ” 2 (1958) ص 136

[6] الخز: من الثياب؛ ما يُنسج من الصوف.

[7] الفرقد: نجم قريب من القطب الشمالي، ثابت الموقع تقريباً، ولذا يُهتدى به، وهو المُسمى [النجم القطبي] وبقربه نجم آخر مماثل له وأصغر منه؛ وهما فرقدان .2/686

[8] طه حسين (1306ـ1393هـ 1889ـ1973م) كُف بصره في صغره، تعلم في الأزهر ولم يُكمل تعليمه فيه، ثم أتمه في الجامعة المصريّة (الأهلية) فنال درجة “العالِميّة” (الدكتوراه)عام 1914، ثم حصل على دكتوراه ثانية من فرنسا، ثم عاد واشتغل في الجامعة المصرية عام 1919. وتقلد مناصب علميّة وإداريّة وسياسيّة. ففي عام 1942، أصبح مستشاراً لوزير المعارف ثم مديراً لجامعة الإسكندرية حتى أُحيل للتقاعد عام 1944، وفي عام 1950 عُين وزيراً للمعارف. ثم اعتزل العمل العام إلى وفاته.

[9] طه حسين؛ حديث الأربعاء ج 3؛ دار المعارف ص 95

[10] توفيق أبو الرُّب. مجلة العربي (العدد 294 مايو 1983 ص 64) مقال: [هل سرق إيليا أبو ماضي قصيدة الطين؟!]

[11] عيسى الناعوري: إيليا أبو ماضي: رسول الشعر العربي الحديث، منشورات عويدات، بيروت ـ لبنان، ط 2 ص 124و 137

[12] روكس بن زائد العزيزي؛ فريسة أبي ماضي: أول دراسة علمية للشعر في البادية، ط 1 (1956) ص 48، ثم نشر العزيزي نص الحديث في مجلة ” المنهل التي كانت تصدرها الكلية العلمية الإسلامية في عمان (ال عدد2، السنة 5 ص21 ـ 26) وفي مجلة ” الأديب ” اللبنانيـة (ال عدد4، 1955 ص 73)

[13] استنتجنا تاريخ ولادة ووفاة الرميثي من قول العزيزي بأنه عاش من نحو مئة وعشرين عاماً من نشر المقال عام 1955 ص 49 من فريسة أبي ماضي (فقدرنا الميلاد بنحو عام 1830 ثم إن العزيزي قال بأن الرميثي مات منذ نصف قرن وعمّرَ من 70 ـ 80 عاماً، فقدرنا وفاته عام 1900 إذا قلنا بأنه عاش سبعين عاماً، والله أعل).

[14] عيسى الناعوري: إيليا أبو ماضي: رسول الشعر العربي الحديث، منشورات عويدات، بيروت ـ لبنان، ط 2 ص 135

[15] عيسى الناعوري: إيليا أبو ماضي: رسول الشعر العربي الحديث، منشورات عويدات، بيروت ـ لبنان، ط 2 ص127

[16] مجلة الأديب العدد السادس (6/1955 ص 64)

[17] عيسى الناعوري: إيليا أبو ماضي ص 135

[18] عيسى الناعوري: إيليا أبو ماضي ص 133

[19] توفيق أبو الرُّب. مجلة العربي (العدد 294 مايو 1983 ص 66

[20] هو نوع من مجزوء البسيط وتفعيلاته:

مستفعلن / فأعلن / فعولـن مستفعلن / فأعلن / فعولن

ومثال ذلك قول الشاعر:

أصبحت والشيب قد علاني يدعو حثيثاً إلى الخضــاب

وقال محمود حسن إسماعيل:

مسافر زاده الخيـــــــــال والفن والعشق والجمـال

سمعت في شطك الجميل ما قالت الريح للخمــيل

[21] النسخة الإلكترونية من صحيفة الرياض اليومية الصادرة عن مؤسسة اليمامة يوم الثلاثاء 19جمادى الأولى 1428هـ 5يونيو 2007م

[22] أنظر: طه حسين؛ حديث الأربعاء ج 3؛ دار المعارف ص 198 ـ 200، وتوفيق أبو الرُّب. مجلة العربي (العدد 294 مايو 1983 ص65

[23] ديوان إيليا أبو ماضي؛ المقدمة؛ ص 34 وما بعدها.)

[24] روكس بن زائد العزيزي؛ فريسة أبي ماضي ص 70

[25] روكس بن زائد العزيزي: المنهل في تاريخ الأدب العربي ج1 سنة 1958 ص 144 و. ج 2 ص 269 ط 2 (1958م)

[26] قصة الأدب المهجري / د. محمد عبد المنعم خفاجي؛ دار الكتاب اللبناني ـ بيروت؛ ط 3 (1980م) ص 523 والنسخة الإلكترونية من صحيفة الرياض اليومية 5يونيو 2007م

[27] أشار الأب أنستاس ماري الكرملي على العزيزي عام 1938 أن يجمع التراث الأردني ، فشرع العزيزي بالمهمة فوراً وتكونت لديه مادة ثرية أتمها في نهاية ذلك العام ، ووقعت في أربعة مجلدات أسماها ( المعجم الأردني) ولكن هذا الكتاب فُقِد عندما ضاعت مكتبة العزيزي في القدس عام 1948 ، فأعاد تأليف المادة مجدداً ، وأخرجها عام 1973 في ثلاثة مجلدات ، وأما المجلد الرابع فلم يستطع إعادة كتابته لأنه كان عن وسوم القبائل ودلالاتها الدينية ، الأمر الذي يحتاج إلى الرحلة بين القبائل لنقل الوسوم رسماً (انظر الورقة التي قدمها الأستاذ كايد مصطفى هاشم للندوة التي عُقدت في المركز الثقافي الملكي بعمان [ 7 ـ 8 /8/2005] وعنوانها : روكس العزيزي ورواد عصره : أثر الأب أنستاس ماري الكرملي ورسائله في حياته العلمية . ص 20.

[28] روكس بن زائد العُزيزي: المنهل في تاريخ الأدب العربي ج2 ص 236

[29] أشار العُزيزي كذلك إلى أنَّ الأديب المهجري (جيران خليل جبران) قد اقتبس كتابه (النبي) عن فيلسوف الألمان (نيتشه) في كتابه “هكذا تكلم زرادشت”؛ المرجع السابق؛ ص 232

[30] إيليا أبو ماضي: مجلة الأديب (العدد 6/1955ص64) [قصيدة الطين لأبو ماضي و”أثر البادية في أدبنا المعاصر”].

[31] إيليا أبو ماضي: مجلة الأديب (العدد 6/1955ص64)

[32] عيسى الناعوري: إيليا أبو ماضي: رسول الشعر العربي الحديث ط 2 ص135

[33] عبد الحليم عباس (1332ـ 1400هـ 1913ـ1979م) ولد في السلط. درس في مدرسة السلط الثانوية وتخرّج فيها سنة 1928 وكان من أساتذته الشيخ نديم الملاّح الذي أعجب بموهبته وشجعه على الاستمرار في الكتابة. درس في معهد الحقوق في دمشق عام 1929، ثم عمل في التدريس، وتنقل في وظائف مختلفة إلى أن أصبح مستشاراً في وزارة الأعلام، يعتبر من رواد الرواية في الأردن.

[34] حسني فريز (1325هـ 1411هـ :1907ـ1990م) ولد في السلط، وتخرّج في الجامعة الأمريكية في كلية الآداب سنة 1932م.بعد تخرّجه عمل في التدريس بين السلط، وعمّان، والكرك إذ درّس الأدب العربي والتاريخ، والجغرافيا. أصبح مديراً لمدرسة السلط الثانوية سنة 1944م، ثم تقلب في وظائف وزارة التربية إلى أنْ أحيل على التقاعد سنة 1963، ولكنّه لم يلبث أن عيّن مستشاراً أدبيّاً في وزارة الإعلام. ظلّ حسني فريز يكتب مقالة أسبوعية في صحيفة الرأي الأردنية عدّة سنوات، وكانت آخر مقالة كتبها قبل وفاته بيوم واحد، من أعماله (هياكل الحب، بلادي، طاغور، كيلوباترا، أساطير الإغريق والرومان، ونشر قصصاً عن شكسبير وغيرها).

[35] يعقوب العودات (1909ـ1971) المعروف بالبدوي الملثم، ولد في الكرك، وكان أبوه أول رئيس لبلديتها، اشتغل بالتعليم، ثم تنقل في عدة وظائف أخرى، كتب في عدة صحف، وله له عدد وافر من الدراسات والبحوث والقصص القصيرة.

[36] عيسى الناعوري: إيليا أبو ماضي: رسول الشعر العربي الحديث ط 2 ص 136

[37] عيسى الناعوري: إيليا أبو ماضي ص 138

[38] الدستور 2/8/2009

[39] إيليا أبو ماضي: مجلة الأديب (العدد 6/1955ص64)

[40] يقصد بهم الشهود الخمسة الذين أرسل العزيزي أسماءهم وصورهم لمجلة الأديب، راجع النقطة الخامسة من فقرة (وجهة نظر العزيزي)

[41] عبد الله رشيد؛ روكس بن زائد العزيزي وجهوده في تدوين التراث الشعبي الأردني، عمان ـ الأردن 1999ص156

[42] عيسى الناعوري: إيليا أبو ماضي: رسول الشعر العربي الحديث ط 2 ص 138

[43] عيسى الناعوري: إيليا أبو ماضي: رسول الشعر العربي الحديث ط 2 ص 138

[44] انظر ما كتبه الناعوري ص 137و138 في كتابه عن إيليا أبي ماضي.

[45] عيسى الناعوري: إيليا أبو ماضي ص 139

[46] عيسى الناعوري: إيليا أبو ماضي ص140

[47] عيسى الناعوري: إيليا أبو ماضي ص 141

[48] عيسى الناعوري: إيليا أبو ماضي ص 142

[49] عيسى الناعوري: إيليا أبو ماضي ص 142

[50] يرد العُزيزي على هذه النقطة بقوله “أما ما يتعلق بإعجابي بأبي ماضي ـ يرحمه الله ـ فإني كنتُ وما زلتُ معجباً ببعض قصائده، ولم تكن الطين في يوم من الأيام واحدة منها (قصة الأدب المهجري / محمد الخفاجي ص 522)

[51] نجدة فتحي صفوة: السرقات الأدبية، مجلة ” الأقلام ” بغداد ص 35 نقلاً عن مقال للعقاد في مجلة ” الرسالة ” س5 ع 220 سنة 1937 ص 1526.

[52] المرجع السابق ص 28 وقال كاتب المقال: والبغدادي الذي أشار إليه العسكري هو أبو القاسم الزاهي ويقول:

سفرن بدوراً وانتقبـــن أهلـــــــــة ومِسْنَ غصوناً .. والتفتن جآذرا

وأطلعن في الأجياد بالدر أنجمــــــا جعلن لحبات القلوب ضــــرائرا

[53] المرجع السابق ص 28

[54] زياد سلامة: السرقات الأدبية، جريدة الغد 16/9/2005 الملحق الأدبي [شرفات].

[55] عيسى الناعوري: إيليا أبو ماضي ص 142

[56] عيسى الناعوري: إيليا أبو ماضي ص 142

[57] محمود الزيودي: الدستور 2/8/2009

[58] الدسم هو الرميثي، كما ورد في أكثر من موقع في المراجع التي تحدثت عن القضية.

[59] يبدو أنه الشاعر الشعبي راكان بن حثلين الوارد ذكره في مقالة الزيودي

[60] يشير الزيودي إلى بيت من الشعر للرميثي أورده العزيزي في قصيدة (شيخة القصيد) ص 20 من الفريسة

[61] أورد الزيودي الكلمة الأخيرة من البيت بلفظ (مشحاه) في حين هي في كتاب الفريسة (بمشهاه) ص 44

[62] عيسى الناعوري: إيليا أبو ماضي ص123

[63] عيسى الناعوري: إيليا أبو ماضي ص 126

[64] عيسى الناعوري: إيليا أبو ماضي ص 127

[65] مجلة الأديب ” اللبنانيـة (العدد4، 1955 ص74)

[66] روكس العزيزي: فريسة أبي ماضي ص51، مجلة ” المنهل ع 2 س 5 ص 22 مجلة ” الأديب ” اللبنانيـة (العدد4، 1955 ص 74)

[67] يحرص العُزيزي على استخدام كلمة (الأرادنة) بدلاً من كلمة (الأردنيين) لأنه يقول: إنَّ كلمة الأردنيين جمع مذكر سالم، تعني: القلة، أما كلمة: الأرادنة، فجمع تكسير، وتعني الكثرة، ويقول: وما دمتُ أسمي أهل الأردن؛ فهم كثرة وليسوا قلة. (عبد الله رشيد روكس بن زائد العزيزي وجهوده في تدوين التراث الشعبي الأردني، عمان ـ الأردن 1999ص 47

[68] روكس العزيزي: فريسة أبي ماضي ص51، مجلة ” المنهل ع 2 س 5 ص 22 مجلة ” الأديب ” اللبنانيـة (العدد4، 1955 ص 74)

[69] عبد الله رشيد؛ روكس بن زائد العزيزي وجهوده في تدوين التراث الشعبي الأردني، عمان ـ الأردن 1999ص 158

[70] توفيق أبو الرُّب. مجلة العربي (العدد 294 مايو 1983 ص 67).

[71] ميخائيل نُعيمة (1889ـ1988) لبناني الأصل، هاجر إلى أمريكا، وأنهى دراسته المدرسية في مدرسة الجمعية الفلسطينية، تبعها بخمس سنوات جامعية في بولتافيا الأوكرانية بين عامي 1905 و1911 حيث تسنّى له الاضطلاع على مؤلّفات الأدب الروسي، ثم أكمل دراسة الحقوق في الولايات المتحدة الأمريكية (منذ كانون الأول عام 1911) وحصل على الجنسية الأمريكية. انضم إلى الرابطة القلمية التي أسسها أدباء عرب في المهجر وكان نائبا لجبران خليل جبران فيها. عاد إلى بلده في لبنان “بسكنتا” عام 1932 واتسع نشاطه الأدبي. لقّب ب”ناسك الشخروب”، بدأ بممارسة الأدب مبكراً نشر نعيمة مجموعته القصصية الأولى سنة 1914 بعنوان “سنتها الجديدة” كتب عدداً من الدراسات والقصص والروايات والدواوين الشعرية، وبلغت كتبه اثنين وعشرين كتاباً.

[72] توفيق أبو الرُّب. مجلة العربي (العدد 294 مايو 1983 ص 67).

[73] روكس العزيزي: مجلة ” المنهل ع 2 س 5 ص 26(وهذه الفقرة ليست موجودة في غير المنهل، رغم أن العزيزي قام بنشر المقال نفسه في الأديب، وكتابه؛ فريسة أبي ماضي)

[74] فريسة أبي ماضي ص40. و46

[75] فريسة أبي ماضي ص 46

[76] فريسة أبي ماضي ص 60و61

[77] فريسة أبي ماضي ص 59

[78] فريسة أبي ماضي ص 41

[79] عيسى الناعوري: إيليا أبو ماضي: رسول الشعر العربي الحديث ط 2 ص138

[80] مجلة الأديب يونيو 1955 ص 68(حول قصيدة الطين) روكس العزيزي. فريسة أبي ماضي ص 63

[81] مجلة الأديب يونيو 1955 ص 68(حول قصيدة الطين) روكس العزيزي.

[82] روكس العزيزي. فريسة أبي ماضي ص 62

[83] روكس العزيزي. فريسة أبي ماضي ص 57

[84] روكس العزيزي. فريسة أبي ماضي ص 18

[85] روكس العزيزي. فريسة أبي ماضي ص 18

[86] انظر كتاب عيسى الناعوري: إيليا أبو ماضي ص 123ـ 134 والبند 13 من فقرة وجهة نظر أبي ماضي وعيسى الناعوري ومن شايعهما

[87] عيسى الناعوري: إيليا أبو ماضي ص 134

[88] إدجار ألن بو شاعر وقاص أمريكي ولد عام 1809 في بوسطن وتوفي عام 1849 في بالتيمور

[89] روبرت جرين أنجرسول، محام وخطيب أمريكي. ولد في مدينة نيويورك، عمل بالمحاماة عام 1854 شغل منصب النائب العام عام 1867 أُطلق عليه لقب أكثر من تحدث الإنجليزية فصاحة. توفي عام 1899

[90] اقتبسنا هذا النص من كتاب (قصة الأدب المهجري / د. محمد عبد المنعم خفاجي؛ دار الكتاب اللبناني ـ بيروت؛ ط 3 (1980م) ص 517 نقلاً عن مقال لأبي شادي في مجلة “المقتطف” عدد نوفمبر 1951م

[91] معروف بن عبد الغني البغدادي الرصافي (1294ـ1364هـ:1877ـ1945م) شاعر عراقي مشهور، من أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق، رحل إلى الأستانة، وعمل معلماً هناك، ثم انتخب نائباً في مجلس المبعوثان، وبعد الحرب العالمية الأولى انتقل إلى القدس، وعين معلماً في دار المعلمين، وأصدر جريدة يومية سنة 1923، ثم انتخب في مجلس النواب العراقي، زار مصر عام 1936، وبعد قيام ثورة رشيد الكيلاني في العراق كان من مؤيديها وخطبائها.

[92] الأخطل الصغير: بشارة عبد الله الخوري (1885ـ1968م) شاعر وصحافي لبناني لقب نفسه بالأخطل الصغير تيمناً بالشاعر الأموي الأخطل التغلبي، له شعر عذب، وديوان مطبوع وتغنى بشعره بعض المطربين.

[93] د. محمد عبد المنعم خفاجي: قصة الأدب المهجري، ص 520

[94] قصة الأدب المهجري / د. محمد عبد المنعم خفاجي ص 522

[95] روكس بن زائد العُزيزي: المنهل في تاريخ الأدب العربي، ج 2 ص 236

[96] توفيق أبو الرُّب. مجلة العربي (العدد 294 مايو 1983) ص 67

[97] عبد الله رشيد؛ روكس بن زائد العزيزي وجهوده في تدوين التراث الشعبي الأردني ص 156 و161

[98] عبد الله رشيد؛ روكس بن زائد العزيزي وجهوده في تدوين التراث الشعبي الأردني ص 156

[99] توفيق أبو الرُّب. مجلة العربي (العدد 294 مايو 1983) ص 67

[100] عيسى الناعوري: إيليا أبو ماضي ص 139

[101] فريسة أبي ماضي ص 60و61

[102] عبد الله رشيد؛ روكس بن زائد العزيزي وجهوده في تدوين التراث الشعبي الأردني ص 163

[103] عبد الله بن دهيمش بن عبار بن محمد بن فدعان بن عبيد العنزي من الرياض، شاعر ونسابة وراو، له عدد من الإصدارات منها 1-حنين الشوق 2-ديوان الوائلي 3-قطوف الأزهار 4-أصدق الدلائل في أنساب بني وائل 5-شجرة قبائل عنزة 6-موجز تاريخ أسرة الطيار 7-قطرات من الشعر الشعبي 8-لقطات شعبية 9-من سوالف التعاليل، وله مشاركات في الإذاعة والتلفزيون وهو أول من أسس صفحة الشعر الشعبي في جريدة اليوم وله مساهمات في الصحف والمجلات

[104] موقع على الإنترنت للأستاذ خالد البلادي في 28/8/2001م

[105] عبد الله رشيد؛ روكس بن زائد العزيزي وجهوده في تدوين التراث الشعبي الأردني ص 164 وعيسى الناعوري: إيليا أبو ماضي ص 142.

[106] توفيق أبو الرُّب. مجلة العربي (العدد 294 مايو 1983) ص66 وعيسى الناعوري: إيليا أبو ماضي ص136

[107] محمود عليوي منصور الزيودي هو أردني وكاتب شهير للمسلسلات أيضا ولد عام 1945 في قرية غريسا بمحافظة الزرقاء. عمل في أولى سني حياته في قوات البادية من عام 1961 – 1972 ثم عمل في الإذاعة الأردنية كمنتج برامج ، ثم رئيسا لقسم الفنون الشعبية في وزارة الثقافة الأردنية، وهو كاتب غزير الإنتاج ، له مئات الأعمال المسرحية والإذاعية والتلفزيونية وغيرها.

[108] عبد الله رشيد: منهج العُزيزي في استنباط المظاهر اللغوية في اللهجات الأردنية، ورقة مقدمة للندوة المنعقدة في المركز الثقافي الملكي في 7 ـ8/ 8 / 2005 ص 3و4.

[109] 21/آب/1936)

[110] مجلة “الدوحة” القطرية، أغسطس1983 (ع 92)، انظر أيضاً مقال:” نجدة فتحي صفوة: السرقات الأدبية؛ مجلة الأقلام، العراق؛ ص 33

[111] نجدة فتحي صفوة: السرقات الأدبية؛ مجلة الأقلام، العراق؛ ص35 وكتاب غريزة المرأة هو مسرحية للكاتب الإنجليزي “جون غالزورثي عنوانها ” الشاردة” ترجمها المازني نفسه (انظر نجدة فتحي صفوة: السرقات الأدبية؛ مجلة الأقلام، العراق ص 33)

[112] توفيق أبو الرُّب. مجلة العربي (العدد 294 مايو 1983) ص67

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى