رسائل الأدباء رسالة فراس سليمان الى منذر مصري

مساء الخير.. منذر. هل عليّ أن أخبرك أني توقفت عن الكتابة؟ هل تريدني أن أقول إني افكر بالتوقف عن الكتابة؟.
حقيقة.. لا أفكر بأن أضع كلمة على ورقة، أو أن أكبس بأصبعي على كيبورد.. ما يجب أن أقول لك: "إنها رسالة صوتية. علامة في الهواء تقلد حماستك الهادئة الزرقاء، زرقاء (داكنك) أو (آمالك الشاقة) وهي تحتوي (بشرا وتواريخ وأمكنة)". علامة.. ربما ما فتئت تصلح كتأشيرة للدخول الى ماذا؟ الى تلك البراءات التي تعقدت، إلى وقت يبدو قصياً وقريباً يجلس على (رصيف). أو أمام (أحزان مشبوهة)
لشاب لم يتجاوز العشرينات لا ينسى ابتسامتك وأن تعيد جملته: "حفرتُ قبراً وقلت: ما أجمل الحياة"
هذه واحدة من عشرات العلامات التي وهبتها لأصدقائك، لنفسك وللذين عرفوك.. أو كانوا يودون أن يتعرفوا عليك. علامة اعتراف ومحبة لمن أختلف عنك أو شابهك قليلا او كثيراً.
لننس اين ولد والداك، ولنتذكر أنك ولدت سورياً أكثر من الجميع، ليس لأنك تؤمن بتلك الهويات التي رُكبت.. لكنك انتهيت لتكون سورياً اكثر من الكثيرين إن لم نقل الجميع. سيخجل من سيحاول ان يشكك بأنك أنت هو أنت... رجل لا يؤذي.. رجل لايفكر بإيذاء حتى أولئك الذي آذوه.. رجل يصدق الجمال..يصدق تلك البساطات اللآتية من الحياة الذاهبة إلى الحياة. لن أتكلم.. أعني اني لا أكتب، أحكي عن ابتسامتك .شيء صعبٌ بسيط، شيء لا يتكرر كيفما اتفق فكيف لأحد أن يحوش العالم بابتسامة وهو يدرك كمَّ القسوة و الألم اللذين يفيضان من كل شيء.
كان من السهل أن تكون في مكان آخر وكان من السهولة الأصعب أن تبقى في المكان نفسه أعني بيتك، مدينتك، بلدك، قصيدتك. اختلف وسيختلف معك كثيرون وستبقى الأكثر مرونة في ضم ذلك الاختلاف في تصديق أن ما لا يشبهك يمكنه أن يكون بعضاً منك وأنت تمضي تركض باتجاه نفسك على العكس من الذين يظنون انهم يمضون نحو أنفسهم لينتهوا ظلالاً باهتة لغيرهم. منذر أنت واحد من القلة الذين كلما التقتوا بأنفسهم التقوا بالجميع ليتصادقوا.. ربما بحذر لكن بحب حقيقي..
الشاعر فراس سليمان
نيويورك

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى