رمضانيات أحمد كفافي ــ2023

(1)

من أين أتى ذو القرنين؟ جميع الدلائل تشير إلى الأمريكيتين

مع اكتشاف العالم الجديد زُرعت ثقافة العالم القديم وتراثه على الأرض الجديدة وبالرغم من ذلك بقى فى أذهاننا اعتقاد راسخ أن تاريخ الأرض الجديدة قد بدأ فقط مع اكتشاف كريستوفر كولومبس للأمريكيتين.
لكن هناك أثار ومواقع أثرية تنفى ما نظل نعتبره اليوم من المسلمات، فمن وقت لآخر تومض إضاءات تاريخية تجعلنا نتناول تاريخ أمريكا القديم بالتحليل والتمحيص..وتأتى قصة البطل الأسطورى ذو القرنين كواحدة من تلك الإضاءات.
هناك من الأدلة ما تربط الرحالة المغوار الذى ورد ذكره فى العهد القديم والقرآن الكريم بالعالم الجديد. فمن هو ذو القرنين؟ولماذا تشير الدلائل التى ظهرت فى قصته إلى العالم الجديد أكثر منها إلى العالم القديم الذى تنتهى حدوده الغربية عند شواطىء شرق الأطلنطى وتبدأ عند حدود المحيط الهادىء الشرقية التى لم يكن يُعرف ما ورائها؟
ارتبط ذوالقرنين عند المسلمين والمسيحيين بالإسكندرالأكبر لسببين: أولهما أن القائد اليونانى وصل إلى أقصى مشارق الأرض ومغاربها فى العالم القديم وثانيهما أن لقب (ذو القرنين) كان أحد الألقاب التى عرف بها الإسكندر. لكن البحوث الحديثة التى تناولت الموضوع تشير إلى أنهما شخصان مختلفان رغم التشابه فى تاريخهما. أحد هذه البحوث ما تقدمت به منذ عدة سنوات كل من د.أسماء الخطابى من جامعة الإمارات وسارة خورى ضمن مجموعة من الأوراق التى قدمت فى (المؤتمر الدولى السابع للأدلة العلمية فى القرآن والسنة).
وهناك ما يدعو إلى تأكيد هذا الاختلاف: أولا أن الإسكندر الأكبر جاء بعد ظهور العهد القديم بقرون عديدة، فاليهود يعتقدون أن ذا القرنين هو الملك الفارسى كورش الذى خلصهم من أسرهم فى بابل وهذا يجانب الحقيقة.
ثانيا أن أخر نقطة توقف عندها الإسكندر كانت بلاد الهند والسند حيث ظن أنه قد وصل لأقصى حدود الأرض الشرقية، وهناك تقهقر بعد أن تم ردعه بالأفيال التى أخافت الخيول.
ثالثا حدثنا القرآن أن ذا القرنين كان موحدا بينما كان الإسكندر وثنيا..زار معبد آمون وآمن بديانة المصريين التعددية، ثم أمر قومه قبل موته أن يعبد كإله.
رابعا أن ذا القرنين لم ينقذ من استنجدوا به ضد قوم يأجوج ومأجوج إلا طمعا فى مرضاة الله وليس تحقيقا لأى مكاسب مادية.
خامسا وهو الأهم والأكثر صلة بموضوع المقال أن الوصف الذى ورد فى آيات سورة الكهف المرتبطة بذى القرنين تصف العالم كما نعرفه اليوم وليس كما كان متعارفا عليه فى العالم القديم..فأين مغرب الشمس؟ ليس فى بلاد المغرب إنما قطعا وراء المحيط..وأين مشرقها؟ ومن هم الأقوام الذين قابلهم وتحدث إليهم؟ بالتأكيد وراء مسافات من سواحل المحيط الهادىء..وكيف كان يتسنى له أن يصل لشرق الأرض ومغربها إلا من داخل العالم الجديد؟
وهذا ما يدعو إلى الاعتقاد أنه كان يعيش فى مملكة من ممالك الأمريكيتين ولقب بذى القرنين لأن أقصى نقطة على الأرض كان يطلق عليها (قرن)، وتحدثنا المراجع أنه لم يكن ملكا أو نبيا بل محاربا جسوراعادلا صالحا ومغامرا مغوارا أراد أن يجوب الأرض بحثا عن المعرفة..ولا توجد أية إشارات تدل على معرفته بأى من الأنبياء الذين نعرفهم وربما عاش فى زمن يسبق عصر
الأديان السماوية.
تشير الورقة البحثية إلى أن القصة كما يرويها القرآن الكريم فى أقل من عشرة سطور..وبالرغم من أن هوية البطل مجهولة إلا أن الآيات لها أبعاد جغرافية وجيولوجية وانتروبولوجية عديدة ترتبط بعلوم عدة كالهندسة والتعدين والتاريخ واللغات. وتضيف أنها بذلك تفسر القرآن الكريم فى ضوء الحقائق العلمية المؤكدة.
ربما تكون الآيات التى تصف ذا القرنين الوحيدة التى تبوح بشىء عن العالم الجديد وإن كان بصورة غير مباشرة. نزلت الآيات على الرسول (صلى الله عليه وسلم) عندما سأله يهود المدينة عن البطل المغوار: (ويسألونك عن ذى القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكرا) الكهف.83.
يفترض البحث أن أحداث القصة قد وقعت منذ 4000 عام وأن ذا القرنين قد شد رحالة من الشاطىء الشرقى لأمريكا متجها نحو العالم القديم من خلال الساحل الغربى للقارة الجديدة..
كان قوى البنية عسكرى النشأة.. ما مكنه من قطع أميال وأميال دون أن يكل أو يتعب. لم يكن خارقا للعادة كالنبى سليمان كما أنه لم يكن مُلهما ذو بصيرة نفاذة ولكنه كان واسع الثراء وعلى قدر كبير من العلم..وهما ميزتان ساعداتاه على أن يرضى طموحه للسفر والمعرفة. ولا يمكن أبدا أن يكون قد عاش فى العالم القديم لأنه بدأ رحلته من موضع غروب الشمس وكما تشير الآية:
(حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا) الكهف. 86. ولا توجد العيون الحمئة (Geysers)إلا فى هاواى غرب الولايات المتحدة وهى عيون بركانية ترسل نوافيرا من المياه بصورة متقطعة ويصاحب هذا الإندفاع للماء بخار مكثف وهى ظاهرة نادرة لا توجد إلا فى أماكن قليلة على الأرض وتتشكل بسبب عوامل هيدرولوجية وعامة ما تقترب من المناطق البركانية وتختلط بالغازات والطين وهى تقع فى أقصى نقطة فى غرب الكرة الأرضية حيث تغرب عندها الشمس.
فلو عاش البطل الأسطورى فى العالم القديم لكلفه ذلك السفر عبر المحيط الهادى أو الأطلنطى ولكن ليس فى الرواية ما يدل على ذلك..ما يؤيد النظرية التى ترجح رحيله من الشاطىء الشرقى لأمريكا..فظاهرة العيون الحمئة لم تظهر فى العالم القديم.
من العيون الحمئة تقدم ذو القرنين حتى وصل إلى موضع شروق الشمس حيث (وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا) الكهف.90
وتنوه تلك الآية إنه وصل إلى سيبريا فى شمال شرق آسيا وهناك وجد قوما تطلع عليهم الشمس لعدة شهور دون إنقطاع وتشرق كل يوم..وهذا الوصف ينطبق على بلاد( الإسكيمو)،والتى من المحتمل أن يكون قد عبر إليها عبر مضيق (بيرنج) الذى عامة ما يغطيه الجليد. وعن طريق الصدفة سلك البطل طريقا أوصله إلى ممر يقع بين جبلين أو سدين كا تقول الآيات..
(ثمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا) الكهف.92
(حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلا) الكهف.93
(قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا)الكهف.94
ويؤكد البحث أن الرحالة لو أستمر فى السير غربا فإنه سيهبط فى جبال القوقاز حيث يوجد حاليا حاجز صناعى بالقرب من قرية (بارباند) الروسية..أما الحاجز فيتكون من كتل من الحديد والتى أكدت الفحوصات الهندسية أن عمرها لا يقل عن أربعين قرنا..أما سكان الوادى الجبلى فقد تحدثوا إلى ذى القرنين بصعوبة شديدة حيث أن القلة القليلة من هامش التفاهم بينهما قام أساسا على أن هناك أصل مشترك بين لغات العالم الجديد والقوقاز وسيبريا حيث أثبتت البحوث اللغوية تلك الحقيقة.
ومن الواضح أن هؤلاء السكان البدائيين كان قد سمعوا عن قدرات البطل وعلمه لأنه أتى من خلفية حضاريةأكبر فأستنجدوا به لينقذهم من شرور يأجوج ومأجوج.
لكن من أين أتى ذو القرنين يظل لغزا كبيرا.. فبما أن البحث قد أثبت أن مغامراته حدثت فى العالم الجديد، فبلاشك أنه كان ينتمى لواحدة من حضاراتها كـ(المايا) فى أمريكا الوسطى أو(الأولميك) فى خليج المكسيك أو(الزابوتيك) وأشهرهم المايا.
ولكن لا يوجد دليل على أنه أتى من هناك لكن أمتدت (المايا) إلى الغرب وربما كان ذو القرنين واحدا من قواد جيوشها.
والأهم إن هذا البحث الذى تم إعداده منذ عدة سنوات كان من أوائل الأوراق البحثية التى تحدثت عن علاقة ذى القرنين بالعالم الجديد..أما اليوم فإلانترنت زاخر بالعديد من الروابط والفيديوهات التى تشير إلى ذلك فالدليل الجغرافى أصبح برهانا لا جدال فيه على حدوث القصة هناك.


****


رمضانيات (2)ــ 2023

الجذور العربية للرأسمالية الأوروبية..كتاب نادر يسلط الضوء على قضية غير مطروقة..المؤلف الذى صدر عام 2008 للخبير الاقتصادى جين هيك عن (الدار العربية للعلوم)ــ أبوظبى لا يزال وثيقة هامة وجادة رغم مرور أكثر من عشر سنوات على صدوره.
أحمد كفافى

لعل أكثر ما يفتخر به الغرب هو نظامه الرأسمالى القائم على السوق الحرة حيث يعزون إليه التطور الذى نقل الغرب إلى بحور التقدم والرخاء منذ بدايه عصر النهضة.. وقد زاد من هذا الفخر إنهيار الشيوعية العالمية البارزخلال العقدين الأخيرين مخلفا الرأسمالية التجارية كأكثر النظم اقتصادية استمرارية. ذاك الانتصار لقى استحسانا كبيرا من مختلف القطاعات التجارية والسياسية والاجتماعية والإعلامية التى عبرت عن إعجابها بنظام السوق الحرة الذى عرف كاختراع غربى رائع.
لكن
"أين تجذرت أولا هذه الرأسمالية الملقبة بالغربية؟ألم تنبثق من ثقافات وديانات سابقة لاسيما تلك السائدة فى الشرق الأدنى؟تحمل الدراسة الجدية و المركزة التى تبحث عن تلك الجذور معلومات تفيد التأريخ الاقتصادى فى الشرق والغرب على حد سواء."
بتلك المقدمة الهامة بدأ كتاب (الجذور العربية للرأسمالية الأوربية) للمؤرخ الاقتصادى (جين هيك) الذى تناول فى ستة فصول تحليلية الأصول العربية للسوق الحرة.. وهو سؤال ربما لم يخطر ببال المواطن العربى وغير العربى العادى نظرا لإرتباط السوق الحرة منذ بداية عصر الاستعمار بالتجارة العالمية، وربما يعزى ذلك إلى قلة البحوث المهتمة بتاريخ الاقتصاد والاستثمار ورسوخ فكرة أن السوق الحرة اختراع غربى بحت.
لكن لا يمكن بأى حال من الأحوال أن يكون أى علم من العلوم أو ثقافة من الثقافات محض اختراع متفرد لأمة من الأمم، فالحضارات تتعاقب و تستعير من بعضها البعض وتطور تلك العلوم المستعارة. الإحتكاك الحقيقى مع الغرب جاء بعد أن قطع المسلمون شوطا كبيرا فى التقدم..فالفتوحات الإسلامية التى بدأت شرقا فى القرن السابع الميلادى استولت على ممتلكات الفرس والروم فى بلاد فارس والعراق والشام، ثم امتدت إلى الهند والصين واليابان وغيرها من بلاد جنوب وشرق آسيا والفارق بينها وبين غيرها من الغزوات أنها أستقرت فى تلك البلاد لتعيروتستعير وتقدم نموذجا واقعيا للعولمة..صدر المسلمون الشريعة الإسلامية ونظموا بها المعاملات التجارية وما قد يجهله البعض أن الدين الإسلامى فى بعض هذه البقاع الآسيوية قد انتشرعن طريق التجار المسلمين.
تأخر الغزو الإسلامى غربا فبقت أوروبا فى حالة من العزلة خاصه بعد سقوط الأمبراطورية الرومانية على يد قبائل الغال فى الغرب وعلى يد العرب فى الشرق.. لكن ما الذى دمر العمل الحر فى بلاد الغال؟
ليس كما يدعى بعض المستشرقيين بسبب سيطرة المسلمين على طرق التجارة وحرمان أوروبا منها..فلقد شهدت الإمبراطورية الرومانية انحلالا منذ القرن الثالث الميلادى، إذ بدأ الوهن والطاعون والحروب الأهلية والتعديات البربرية فى إضعاف البنية التحتية للدولة فانعدم الأمن وتراجعت معظم النشاطات التجارية وزاد العبء الضريبى..ثم نقلت عاصمة الدولة إلى القسطنطينية (استانبول) وبقى سقوط روما مسألة وقت لا أكثر..ووصل ذلك الإنحدار إلى أدنى مستوياته فى القرن السابع الميلادى.
من القرن السابع الميلادى حتى الحادى عشر توسعت الإمبراطورية الإسلامية كما لم تتوسع غيرها وظهرت التجارة كعامل محفز فى تطوير الدولة، فلقد كانت سهولة تطبيق الشريعة الإسلامية على عمليات التبادل التجارى والتى وضعها كثير من الفقهاء الذين يعملون بالتجارة ــ كانت لها عظيم الأثر فى تقديم مجموعة قوية من التسهيلات المتعلقة بالشراكة والتسليف والتوكيل التى أمدت تجار القرون الوسطى بكل ما كان يلزمهم لتفعيل التبادل التجارى.
كان مسلمو القرون الوسطى فائقو البراعة فى أقلمة عقيدتهم مع الواقع الاقتصادى وليس غريبا أن علماء المسلمين الذى نقلوا أيدلوجيات اليونان والرومان فى الفلسفة والديانات والعلوم أن ينقلوا نسختهم الفريدة من الرأسمالية التجارية القائمة على السوق الحرة إلى أوروبا المسيحية عبر المدن الإيطالية حيث كتب هيك: "تجذرت البذور الأولى للرأسمالية الحديثة..وتغذت بشكل أساسى على تربة العمل الحر التى تبناها الصليبيون وازدهرت سريعا فى القارة بأسرها."
بالعودة إلى التأخر الذى ساد أوروبا عقب سقوط الإمبراطورية الرومانية فإنه زاد على الفوضى التجارية والمالية التى أعقبت السقوط سيطرة الكنيسة على الأفراد حيث حرمت على المسيحى التقى التربح بالمال وإلا طُرد من ملكوت السماء فكان العمل بالتجارة مقصورا على اليهود والفئات الأخرى غير المسيحية.. وكما جاء فى كلمات (هيك) فإن أباطرة الكنيسة: "أعادوا ترتيب إدارة بلاد الغال بالتوافق مع إرادة الله."
"الربح الذى تجنيه من التجارة كان ربا.." ويضيف هيك :"كان رأس المال عقيما ولا يمكنه أن يثمر..التجارة بالكاد تستطيع أن ترضى الله..هذا إذا أرضته أصلا..بالتالى باع العديد من المواطنين ممتلكاتهم وتبرعوا بمردودها إلى الكنيسة ليضمنوا مكانا فى الجنة..أما ثروة الميت فكان يتم التبرع بها للكنيسة التى منعت السعى وراء الربح والفائدة والتزمت بإظهارفضائل الفقر من أجل أن تضاعف ثروتها الخاصة."..وبفضل تعاليم الكنيسة كا يقول الكاتب: "باتت أوروبا الغربية محرومة من المستثمرين المحليين والخبراء الماليين والإتحاد التسويقى الممول من قبل الرأسمال المشترك وغيرها من الأدوات اللازمة لارتقاء السوق الحر...ظاهرة عرفت على أنها (المرض الدينى)."
يكرس الكتاب جزءا كبيرا حول بناء مستلزمات التجارة فى الدولة الإسلامية..فعند غزو الأمصار كانت أحوال البلاد فى حالة يرثى لها من أثر حروب الغزو وفوضى حكم الرومان والفرس المتأخر، فعملت الدولة الإسلامية على تشييد المدن وتوسيعها وبناء مدن جديدة وتوفير المصادر من المواد الخام وقيام الصناعات وتطويرها وإلا فما الذى كانت تقوم عليه التجارة!ثم كان لعب الدولة الإسلامية الوسيط التجارى بين الشرق الأقصى وبلاد العالم المختلفة..ويشدد الكاتب على استمرارية حركة التجارة بين بلاد المشرق والغرب حتى فى عصور الظلام وذلك عن طريق وساطة المدن الإيطالية فكانت الدولة الإسلامية تستورد الأخشاب والحديد وغيرها من المواد الخام اللازمة للبناء من أوروبا ووُجدت منتجات مصنعة فى الشرق الأدنى فى مختلف البلدان الأوروبية ما يدل على أن التبادل التجارى لم ينقطع وإن كان فى صورة محدودة بسبب التحفظات الكنسية.
ويطنب الكاتب فى أن التطبيق الإسلامى لقواعد السوق الحرة كان قائما على مبادىء الشريعة، فبينما كانت أوروبا تعادى الربح والتربح أثبتت المصادر أن دافع الربح كان القوة الفعلية الأولى خلف النجاح التجارى الإسلامى العالمى..يمكن تلخيص هذا النجاح فى ثلاثة مبادىء تؤيدها آيات القرأن الكريم: أولها "دافع الربح الخاص والرغبة فى زيادة رأس المال، ثانيهما توفر الأدوات المستخدمة لاستثمار رأس المال بشكل إنتاجى..وثالثهما أن كل العمليات تعمل فى بيئة اقتصادية منظمة مؤاتية لعمليات تجارية منتجة."
وطبعا لن أخوض فى التفاصيل التى قد لا يفهمها إلا المتخصص فقد تحدث الكتاب عن أمور كالفائدة والدين والقروض والتأمين والشراكات والمبادرات التجارية المشتركة وغيرها مما أتى بها المسلمون والتى كانت توليفة من قواعدهم وقواعد الأمم الأخرى.
فى الجزء الأخير يتسأل الكاتب: "ما الذى كان وراء جذور الرأسمالية فى أوروبا؟ومن أين أتت هذه التقنيات الجديدة جدا على أوروبا؟ وما الذى عجل حدوث النهضة التجارية التى بدأت فى عصرخلال القرن الحادى عشر الميلادى؟" يجيب هيك: "تتقبل الدراسات الغربية الآن دون اعتراض بأن العلماء المسلمين حافظوا خلال القرون الوسطى على العلوم المادية والفلسفات الماورائية التى ساهمت فى تطوير مفاهيم العصور الإغريقية الرومانية القديمة التى غرقت فيها أوروبا خلال العصور المظلمة ثم أعادت إرسالها إلى الغرب بعد أن خرجت من الهاوية الاقتصادية التى وقعت فيها. وتعتبر هذه الحقيقة جزءا غير قابل للجدال فى الشرق والغرب على معا."
أدى التاثير الاقتصادى للدولة الإسلامية على ظهور طبقة جديدة من التجار والحرفيين لتحل محل طبقات الكهنة والفرسان والفلاحين فى المجتمع الاقطاعى القمعى بأوروبا. شكلت هذه الطبقة الجديدة باتحادها معا نواة المشروع الاقتصادى الجديد القائم على الربح..وبزغ دور (الرجل الاقتصادى).
لكن رغم هذا التنظير الرائع لهيك ينبغى ألا ننسى أسبابا أخرى أسهمت فى إحداث هذا التغيير وهى الحروب الصليبية واستقرار الاستعمار الصليبى فى الشرق لفترة تربو على القرن..خلال عشرات السنين وقف الأوروبيون على مدى التقدم فى الشرق وأذهلهم تفوقه العلمى والمعرفى واتساع ثرواته..فقرروا البقاء فيه لأنه لم يقنعوا بالاحتكاك به عن طريق التجارة فقط..أدركوا موقع الشرق الفريد فى مكة ودمشق وبغداد والقاهرة والثروات الهائلة التى كانت تتدفق عليه..ثروات نهض بفضلها بالعلم والبحث والبناء ومجالات عدة كالأدب والفلسفة والفقة ومقارنة الأديان.
لم يصبروا على الحصول على خيراته بالتجارة والسفر..راودتهم فكرة الاحتلال فطُردوا بعد الإحتلال الصليبى، ثم عادوا فى أواخر القرن الثامن عشر بحملة نابليون بونابرت التى دشنت عصر الإمبريالية البغيض..لكنهم أدركوا قبل ذلك أهمية موقعه الإستراتيجى، فحالفهم الحظ باكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح الذى حول مسار التجارة حول القرن الإفريقى فحرم العالم الإسلامى من إتاوات مرور القوافل التى كانت تلعب دور فعالا فى اقتصاده..ثم حالفهم الحظ مرة ثانية باكتشاف العالم الجديد فى الأمريكيتن الذى أغدق على أوروبا ثروات لا حصر لها وغير مسار مستقبله إلى الأبد فى صراعه مع الشرق..وما زال الصراع مستمرا.


****

رمضانيات (3) 2023

المعجزة العلمية لأهل الكهف
إ
نها معجزة من المعجزات أن يظل عدد من الرجال نائمون لثلاثة قرون لكن لها تفسيرها البيولوجى القائم على قراءة متفحصة لآيات سورة الكهف...
أحمد كفافى

إنها معجزة بكل المعايير..فسبع أو ثمانى رجال يفرون من الملك الطاغية الرومانى (دوقانوس)،والذى ظل يهددهم بالقتل إن لم يتخلوا عن عقيدتهم التوحيدية. لقد التجئوا وكلبهم إلى كهف مظلم خارج المدينة. بعد أن غلبهم التعب خلدوا إلى النوم ولما أفاقوا ظنوا أنهم ناموا يوما أو يزيد..لكن عندما نظر كل إلى الآخر أرتعدت فرائسهم فقد كانت شعورهم طويلة كثيفة مشعثة ..أما أظافرهم الطويلة وثيابهم الرثة المهلهلة فلم تدل على أنهم ناموا لليلة واحدة فقط..وبعد سؤال وتمحيص أشرقت الحقيقة ساطعة: فقد نام الرجال وكلبهم لأكثر من ثلاثمائة عام.
وقد حدث ذلك حينما ذهب أحدهم ويدعى (أماليكا) إلى المدينة ليشترى بعض الطعام مستخدما الدينار الذى يحمل صورة (دوقانوس)، فما كان من البائع أن ظن أن الرجل عثر على كنز فأبلغ عنه الملك..فى ذلك الوقت كان قد صعد إلى العرش ملك تقى كان قد انشغل بقضية البعث، فلقد اختلف الناس حول إذا كان البعث يتم بالروح فقط أم بالروح والجسد معا، دار النقاش حينما دخل (أماليكا) إلى بلاط الملك وروى له ما حدث.. وقد صدقه الملك على الفور فقد سمع من قبل عن قصة أهل الكهف من أجداده..وقد صدقت (أماليكا) جموع الناس بعد أن رأت من هيئته الشاذة المرعبة ما جعلتهم يظنون أنه جاء من عهود مضت. هرعوا جمع من أهل المدينة إلى الكهف وعلى رأسهم الملك وأماليكا وهناك رءوا دليلا عينيا على صحة البعث جسدا وروحا.
وقد وردت القصة فى سورة الكهف حيث ذكر أن الرجال الذين عرفوا بــ (أهل الكهف) ظل عددهم غير محدد، وبالرغم أن حادثة الكهف لا تعتبر معجزة المعجزات، إلا أنها ظلت مجالا كبيرا للتحليل والجدل، فالعظة التى تميزها واضحة لا جدال فيها، فهى تؤكد على حقيقة البعث وتمنح المؤمنين الثقة فى أن الله سوف يمد لهم يد العون وقت الضيق. أما حديثا فلقد برهنت الأبحاث العلمية على مصداقية العظة وذلك بتركيزها على الناحية الفسيولوجية لتجربة أهل الكهف..فما هو التأثير البيولوجى الذى ساعد على الحفاظ على تلك الأجساد لثلاثة قرون! وهل ساعدت أجواء الكهف وتركيبه على ذلك؟
فلقد أشيع أن كهفا يحوى ثمانية قبور ويتطابق وصفه مع ذلك الذى ورد فى سورة الكهف قد تم اكتشافه فى الأردن عام 1963..ولا يهم إذا كان كانت أجواء الكهف أو الحالة البيولوجية هى المسؤولة عن الحفاظ على الرجال فى الحالة التى تم وصفها لأن رفاتهم لم يتم العثور عليها مطلقا، فالأبحاث موضوع المقال قائمة على النص القرآنى نفسه، والذى نزل على النبى محمد (صلى الله عليه وسلم) عندما بدأ أهل مكة يختبرون معرفته بالأديان الأخرى..فسألوه عن قصة أهل الكهف فأنزل الله عليه هذه الآيات:
(أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا) 18.9
(إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا) 18.10
(فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا)18.11
الجسد:
أثبتت البحوث العلمية أن حاسة السمع، علاوة على كل الوظائف الفسيولوجية الأخرى قد تم تعطيلها..فلم يبصروا رغم أن عيونهم ظلت مفتوحة..فلثلاثة قرون لم تفلح أى ضوضاء فى قطع نومهم، ولم تظهر أى جروح أو قروح على أجسادهم..فلقد خضع الرجال لعملية حفظ تشابه تلك التى تخضع لها الأعضاء البشرية التى يتم تجميدها فى درجات حرارة منخفضة وذلك لاستخدامها لاحقا عند الحاجة. وقد شددت البحوث على أن تعرض الجسد لدرجة حرارة شديدة الانخفاض يسفرعن حالة أشبه بالموت لكنه لا يحرم خلالها من نقص الأوكسجين أو انخفاض ضغط الدم أو تعطل فى الدورة الدموية. فلو كان هؤلاء فى حالة نوم عادية لأيقظتهم الحاجة إلى الطعام والشراب لكن وظائفهم الفسيولوجية تبقى معطلة بنفس الطريقة التى تبقى عليها الأعضاء البشرية قبل أن يتم زرعها فى جسد آخر.
السمع والأذن
وتشير البحوث إلى أن التشديد على الأذن فى الآيات أكثر من السمع يحمل الكثير من الأهمية، فالأذن ما هى إلا عضو يعمل وسط جميع الظروف ولهذا فإن الأصوات عامة ما تزعج النائم..وعصب السمع هو الذى يحفظ التوازن فى جسم الإنسان فتعطيل العصب لابد وأن ينتج عنه غيبوبة وهذا فعلا ما حدث للمؤمنين القدامى.
الجلد والعضلات
(ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال) 18.18
فتقليب الجسد يمينا ويسارا ما كان يعنى إلا حماية الرجال من القروح والجلطات الدموية وهى تقنية تستخدم اليوم مع المرضى الذين يعانون من الشلل. (وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال وهم فى فجوة منه) 18.17 وذاك نوع عجيب من الحماية فالأجساد كانت قد حفظت بفضل برودة الكهف ولكن دخول الشمس إلى الكهف عند الشروق والغروب وفر لهم الحماية اللازمة ضد مساؤى الظلمة الكثيفة والرطوبة، فالفجوة التى رقدوا فيها وسط الكهف أمدت المكان بالتهوية وضوء الشمس الضرويين.
العيون
وتحسبهم أيقاظا وهم رقود 18.18
وتشير الآية إلى أن أعينهم كانت تتحرك، فلا يمر أحد بالقرب من الكهف ويراهم إلا ويظن أن أعينهم تتفتح وتغمض بصفة منتظمة، فالعيون المفتوحة بشكل دائم عامة ما تكون عرضة لجميع أنواع العدوى..اما لو أقفلت بصورة مستديمة فإن عصب العين يتأثر بالسلب، إذن فحركة الأعين كانت بمثابة حماية لها ضد العدوى وضعف الإبصار.ومن وجهه نظرسيكولوجية بحتة، فإن الأعين البارزة كأعين الموتى من شأنها أن تخيف أى متطفل يريد العبث بالأجساد الراقدة. (لو أطلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا) 18.18
أما الكلب فقد خضع أيضا لنفس الظروف الطبيعية التى حفظت الأجساد على مدى السنين، لكن كان وجوده إشارة إلى أن الحيوانات أيضا مخلوقات تعبد الله وكغيرها فإنها تتضرع إليه طلبا للحماية والرحمة. هناك الكثير مما يمكن أن نتعلمه من قصة أهل الكهف ولكنها نموذج حى لقوة الخالق ورحمته.

****

رمضانيات (4) 2023
مفكرين من الغرب أنصفوا الإسلام ورسوله

جورج برنارد شو (1856-1950)
إنَّ أوروبا الآن بدأت تحسُّ بحكمة محمد، وبدأت تَعشَقُ دِينه، وإنَّ أوروبا سوف تُبرِّئ الإسلام مما اتهمته به من أراجيف رجالها ومفكريها في العصور الوسطى، وسيكون دين محمد هو النظام الذي تؤسس عليه دعائم السلام والسعادة، وتستندُ على فلسفته في حل المعضلات وفك المشكلات، وحل العقد، وإني لأعتقد أن رجلًا كمحمد لو تسلم زمام الحكم المطلق في العالم بأجمعه اليوم لتم له النجاح في حكمه وقاد العالم إلى الخير، وحل مشاكله على وجه يحقق للعالم السلام والسعادة المنشودة، ثم يقول: أجل.. ما أحوج العالم اليوم إلى رجل كمحمد ليحل قضاياه المعقدة بينما هو يتناول فنجانًا من القهوة. لقد درست دين محمد ولدى تقدير كبير له وذلك لحيوته المدهشة. إنه الدين الوحيد الذى له القدرة على مسايرة تلك الحقبة المتغيرة فى تاريخ الإنسانية.. ما يجعله يتماشى مع كل عصر..لقد درسته فهذا الرجل الرائع أبعد ما يلقبة البعض بالمسيح الدجال بل هو مخلص الإنسانية ومنقذها..وإنى أتنبأ أن ُيقبل دين محمد فى أوروبا غدا مثلما بدأ البعض فى قبوله اليوم.
لامارتين (1790-1869)
لم يحدث أبدا أن وضع رجل هدفا بهذا السمو نصب أعينه سواء عن قصد أو عن غير قصد، فهذا الهدف كان يفوق مستوى البشر: فلقد جاء ليمحو كل الخزعبلات التى فرضت على العلاقة بين العبد وربه..لقد جاء ليثبت أن العبد جزءا من خالقه ويعيد بناء عقلانية وقدسية الإيمان وسط فوضى العقائد. لم يحدث حتى الآن أن حمل رجل حملا ثقيلا يفوق طاقة البشر بوسائل بسيطة كالتى استخدمها محمد..فلم يملك فى مهد الدعوة وتكوينها ثم فى نشرها إلا حفنة قليلة من الرجال ممن عاشوا فى ركن من أركان الصحراء. لم يحدث فى تاريخ البشرية أن أنجز رجل ثورة بهذا الحجم من الشمول و الخلود فى العالم إلا هو، ففى أقل من قرنين بعد دعوته انتشر الإسلام بالاقناع والغزو فى جميع بقاع الجزيرة العربية وبلاد فارس وغرب الهند وسوريا ومصر والحبشةوجميع بلاد شمال أفريقيا وجزر فى وسط المتوسط وإسبانيا وجزءا من بلاد الغال. كل حرف فى القرآن الكريم أصبح قانونا واستطاع بذلك أن يخلق هوية روحية جمعت بين الناس جميعا على إختلاف أجناسهم وألسنتهم. لقد ترك سمة لا تمحى من تلك الهوية وهى عبادة الإله الواحد اللامرىء..كانت وطنية المسلمين تكمن فى محاربة الكفر والخزعبلات التى ارتبطت بخالق الكون فمضوا ليغزوا ثلث الارض وهى معجزة لكنها لا تحمل سمة الإعجاز الإنسانى بقدر ما حملت سمة العقل.
توماس كارليل (1795-1881)
أما المفكر السياسى وعالم التاريخ الإنجليزى توماس كارليل فقد كتب منذ 200 سنة قائلا:
"كان العرب رجالا معروفين بالشراسة، لا يكفوا عن الصراع والإقتتال بلا سبب أو حق ولم يكن هناك رجل يأتمرون بإمرته...ظلت الأمور على هذا الحال إلى أن جاء محمد فوقف أمامهم وجها لوجه دون غموض يغلف حديثه..بثوب بسيط وحذاء صنعه لنفسه ـــوقف وسطهم يأمر وينهى، يحارب ويعظ..بالتأكيد عرفوا مكانته ومعدنه..فلم يأت أبدا إمبراطور أُدين له بالطاعة..إمبراطور كان يصنع جلبابه بنفسه..بعد كفاح دام ثلاثة وعشرون عاما أجد أمامى بطلا جسد البطولة نفسها.لقد بدأت أوروبا اليوم تتيقن من حكمة محمد وتولى دينه إهتماما وهى بذلك فى طريقها لأن تحرر عقيدته من كل الإتهامات التى أُلصقت بها فى العصور الوسطى...سيصبح الإسلام أساسا لنظام يسوده السلام والسعادة. فى فلسفته ستجد أوروبا حلولا لكل مشاكلها وأحيار أمورها ومعضلاتها..وإنى أتنبأ أن الإسلام الأوروبى قادم لا محالة..نعم فالعالم اليوم يحتاج بصورة ملحة إلى رجل كمحمد ليخرجه من مشاكله المعقدة...
المفكر الإنجليزى توماس أرنولد (1864-1930)
(الإسلام دين عقلانى بمعنى الكلمة حرفيا ومعنويا)
الكاتب المسرحى الفرنسى فولتير: (1694-1778)
( جاءت اللحظة الحاسمة فى تاريخ الجزيرة العربية حينما أزفت الساعة فقامت فجأة أكمل وأغرب ثورة حدثت فى أى أمة على وجه الأرض)
الكاتب الأمريكى جيمس ميتشنر:
"لم ينتشر أبدا دين بهذه السرعة كالدين الإسلامى..يعتقد الغرب أن ذلك تم بحد السيف ولكن لا يقبل تلك المقولة مفكر معاصر..والقرآن الكريم واضح جدا فى فى تأييده لحرية الإعتقاد والتفكير..فكل تعاليم محمد كانت فى غاية العملية، فعندما مات ابنه إبراهيم حدث كسوف للشمس فأعزاه البعض لموت ابن الرسول فنفى محمد الأمر قائلا أن الكسوف ظاهرة طبيعية ولا علاقة لها بموت إنسان..فتلك حماقة كبرى."
ليو تولستوى (1828-1910)
أما المفكر الروسى ليو تولستوى فكان أعظم من أنصف محمدا والإسلام، فله كتاب شرح فيه الدين الإسلامى بالتفصيل لكل روسيا الأروثوذكسية، والذى ترجم إلى العربية وأثنى عليه الشيخ محمد عبده فى مراسلات بينهما. كتب تولستوى:"إن محمدا لا يعتبر الله إنسانا ولا يُرقى نفسه إلى مرتبة الآلهة..فالمسلمون لا يعبدون إلا الله ومحمد هو رسول الله ولا غموض فى ذلك..ولا شك أن النبى محمد كان مصلحا عظيما أسدى خدمة جليلة للمجتمع الإنسانى...فلقد هدى أمة بأكملها إلى نور الحق ونشر الاستقرار والسلام فى ربوعها وجعلها تميل إلى الزهد فى حياتها. بفضل محمد توقف سفك الدماء ومنع منح البشر كقرابين للتقرب للآلهة. لقد فتح الباب للرخاء والحياة المدنية، فهذا إنجاز هائل لا يتأتى إلا من شخصية قوية، فهو جدير بكل إحترام وتقدير."

***

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى