فؤاد حداد - العطش يحلى مع المية .. رثاء فريد حداد

إيه اللى بينوّر لى زىّ السراب
إن كنت لسّه داخل السرداب

كنت فى جبل و اسم الجبل محجر
مرسوم و لابس نفسه و مشجّر
زىّ اللى عاوز فجأه يتفجّر
و مركّبينه من الخلا و زرنيخ
من اختراع اسمه العمل والتاريخ
و ابن اليومين الجنّى زىّ الصريخ
بيجرى و بيعْتِل و بينجّر
يجرى السؤال إيه اللى بينوّر

إيه اللى بينوّر لى زىّ السراب
إن كنت لسّه داخل السرداب

أنا كنت باصحى أشبه المجانين
بالليل يجى الكروان و يسألهم
إن كنت قنفد والاّ كنت جنين
والقى العطش يحلى مع الميّه
باشوف و باحلم تانى بعينيّه
ما اقدرش أعمل أمّ للمساجين
كفايه باكتب شعر قلبى انهَبَد
على البلاط و باقول يعيش للأبد
ما احلى الأبد عند السنه الجايه
اللمبه كانت واطيه و بعيده
و انا كنت عاوز أدفا زىّ الصيف
و أحلى منّه أدفا زىّ الشتا
و أحلى منّه أدفا بولاَدى
زىّ الكوفيّه والفّ بالراحه
كباية الشاى اللى بتنوّر

إيه اللى بينوّر لى زىّ السراب
إن كنت لسّه داخل السرداب

انا الترمواى اللى مش ماشى
والقهوه بتشطّب و مطعم فول
و باب على طول الزمن مقفول
كلام جميل لكن ما يسواشى
العسكر اللى بيحملوا الفلقه
و بيضربوا الطفل اللى زىّ الكهل
و بيضربوا العلم اللى زىّ الجهل
و تجيب قوافى سهل لكن سهل
تستسهل السهل اللى ما ينوّرش
استسهل السهل اللى بينوّر

إيه اللى بينوّر لى زىّ السراب
إن كنت لسّه داخل السرداب

رئتين فى حكم الجنّه والاّ السُلّ
الحالِمين بين القمر والذلّ
لما ابن عمّى مات كأنّه الكلّ
قتلوا ابن عمّى قالوا مستورد
قال ابن عمّى أنا طبيب مصرى
ما قالش يا ولاد العرب دكتور
أنا ابن عمّى قال طبيب مصرى
لمّا ابن عمّى ردّ آخر ردّ
و فرّقوا بينه و بين الفلّ
و بيّتوه ميّت فى زنزانه
عريان باقول الحق مش قادر
إلاّ أقول الحقّ فى الآخر
لسّه ابن عمّى من عيونى يطلّ
و يخاف ما يبقاشى طبيب مصرى
إن سقّط الدمعه اللى بتنوّر

إيه اللى بينوّر لى زىّ السراب
إن كنت لسّه داخل السرداب

طول ما انا عايش وابن عمّى شهيد
طول ما انا ميّت وابن عمّى شهيد
أبوس إيديك غنّى لى يا ابو السيد
على الشريط يا مصر يا أمنا
علشان فريد القلب الابيض هنا
فى القلب الابيض حتّه من شبرا
فيها عيادة ابن عمّى فريد
ميعادها لا امبارح ولا بكره
ميعادها دايم دوم فى نور ربّنا
شهيد و شاعر حدّادين حبّنا
من جوّه يفضل برضه من جوّه
بلبل على الشجره أنا و هوّه
صوتنا اللى بينوّر و بينوّر
الليل و بينوّر معاه السراب
وان كنّا لسّه داخل السرداب

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى