محمود سلطان - "الثّعلبُ فَاتْ"

يَا سَيّدَتيْ
لِمَ تَهْجُرُني..
أُصُصُ الوَردِ على الخَدَّينِ
وعلى الشّرفاتْ..؟
وَلَقد كَانتْ تُزهِرُ مِنْ لَمْسَةِ شَفَةٍ مِنّي
والحبُّ يُماَرِسُهُ الشّعرُ عَلَى أَرصِفِةِ الدّفتَرْ
وعلى الطُّرُقَاتْ
يَختَارُ الأشهْى..
والأعلَى شَغَبًا بَينَ الكلِمَاتْ
تَحمِيهِ شُرطَةُ أَمْنِ الدّولَةِ والسّلُطَاتْ
مِنْ غِيرِ التّهمِ الجَاهِزةِ التّحضِيرْ
وَمَعَلّبَةٍ ..
وَمُوَزّعةٍ..
لا فَرقَ: عَلى مَنْ يَحمِلُ سُنبُلةً..
أو يَزرَعُ قُنبُلةً..
مِنْ تَحتِ العَرشْ
إنْ كان صَحَابيًا
أو مِنْ كُفّارِ قُرَيشْ
الكلُّ ثمودٌ أو مدينُ أو عادْ
لنْ يَفرقَ شَيءٌ إنْ كَانَتْ لغَمًا
أو بَاقة وَردٍ لَحبيبي..
لَيلةَ عِيدِ المِيلادْ
وَلأنّكَ تُشْبهُني
في اللّونِ وفي القَسَمَاتْ
لا فُرصَةَ للإفلَاتْ
إرهَابيُّ مُحتَمَلٌ أنتْ
وَسَتبقَى التّهْمَةُ أَقرَبَ مِنْ نَعلِ حِذَائِكْ
وإلى يَومِ عَزَائِكْ
والدّولةُ تَختِمُ رَسْميًا: قَد مَاتْ
لا فُرصَةَ للإفلَاتْ
لا فُرصَةَ للإفلَاتْ
والثّعلَبُ فَاتْ..
فاتَ الثّعلبُ.. قَد فَاتْ
والذَّيلُ عَلَيهِ.. مَا لَا يُحصَى مِنْ لَفّاتْ

** القاهرة ـ محمود سلطان.. قصيدة"الثّعلبُ فَاتْ"

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى