مؤسف حقا أن تتردى الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في المغرب الى هذا الدرك من الخسارات .. وتسترخص فيه الارواح، ويشعر المرء بالمهانة والضيم والقهر والاحباط والحگرة وهلم تدميرا للروح، بينما تتسلط شرذمة من الانتهازيين وعديمي الموهبة من المتملقين وذوي القربى على مراكز القرار يعيثون في الارض فسادا، وعنفا وقبحا، يبدرون أموال الدولة، يستفيدون من الاكراميات والسفريات، ويسعون الى تفقير الناس، واحتقارهم وتجويعهم، واغلاق الطريق أمام المواهب الحقيقية..
ما وقع للفنان الشهيد أحمد جواد ـ ليس الاول من نوعه في تاريخ هذا البلد غير السعيد، ولن يكون الأخير في مسلسل الفقدان، بل سيق ان قضى المسرحي حوري الحسين، والشاعران كريم حوماري، وعبدالقادر الحاوفي يأسا وكمدا، وماتت مليكة مستظرف، والمهدي المنجرة، و نور الدين بكر ومحمد جبران والعربي بن مبارك بالتقسيط، وإقصي الفنان التقدمي أحمد السنوسي (بزيز) عنوة، وسعى مثقفون وفنانون وأبطال رياضيون الى استجداء الدواء والأكل، وألجأتهم الحاجة الى امتهان أعمال وضيعة، بينما تستفيد كمشة معينة من الانتهازيين من الهبات السخية والدعم المالي جراء تسويق التفاهة والعبث.. وتسميم هوائنا بالمضحكات من المسلسلات الهزيلة والسخيفة، حتى اصبحنا نكره النظر في سحناتهم القميئة، والاستماع الى كلامهم السمج.
ما معنى أن يدفع الفقر والاملاق بشخص الى احراق نفسه او نصب مشنقة، أو امتطاء قوارب لا تصل ولا تعود، وما معنى أن يصل المغربي الى أقصى درجات الفقر واليأس، ولا يجد ما يعيل به اسرة او يعينه على فتح بيت، او ايجاد مهنة شريفة ومحترمة تقيه غائلة التشرد والضياع والقهر في هذا البلد الذي أصبح كل شيء فيه يدعو على الاشمئزاز والسوداوية، بينما كان الى وقت قريب من ارخص البلاد وأزهاها، يضج حيوية، وينغل فكرا، قبل أن يتحول بين فجيعة واخرى الى مستوطنة للعقاب والموت، يعشش فيها الفقر والغلاء والفساد ونهب المال العام والاثراء اللامشروع، ومحاكمة الشرفاء والزج بهم في غياهب السجون بأسباب ملفقة
ان استشهاد الفنلن أحمد جواد بهذه الطريقة التراجيدية سيظل وصمة عار على جبين وزارة لم توجد سوى الى تكريس الجهل، وتسييح الثقافة، وتعتيم صورتها وتشويهها وفق مقاييس نمطية وسلبية، في وقت غاب فيه الوعي بخطورة المرحلة، وتحول المثقف من مزعج للنظام بحسب توصيف جان بول سارتر للمثقف العضوي إلى جزء من ديكور الثقافة الرسمية، وكومبارس في جوقة بني (وي وي) يلهث وراء ولائم الدعم الحاتمي، وأموال المبادرة الوطنية التي انشئت لتدجين الشعب وتفكيكه، وتكريس مشهد ثقافي بائس وباهت وسقيم..
الشهيد أحمد جواد الفنان الذي عشق المسرح، وآمن برسالته في تهذيب النفوس، وادخال الابتسامة لقلوب الجمهور، وعشق الشعر. واخلص للصداقات حتى لم يعد في قلبه متسع للعشق والمحبة . اعوزته الحيلة الى عيش رغيد وحياة كريمة له ولابنائه، وكي لا ترغمه المذلة والمهانة الى التسول، او الاكل من صناديق القمامة كما يأكل ابناء الشعب في سابقة من نوعها، وفي اسود حقية من تاريخ البلاد منذ سنين "الهيف"، وكي لا تتحول البلاد الى بلاء، وكي لا يتحول احمد جواد الى مجرم لاخماد فورة احتقانه. او ينقلب الى لص أو قاطع طريق، أو إلى تاجر في المخدرات والحبوب المهلوسة، ولعدة كي وكي، اختار اليوم العالمي للمسرح مناسبة . والشارع العام باكسسواراته ركحا، وصب البنزين برغم غلائه الفاحش، واضرم النار في جسده ليموت احتجاجا وقهرا
نقولها بصراحة، لم يعد في هذا البلد ما يفرح، بعد فساد التعليم وغياب الصحة وانعدام الامن، والتضييق على الحريات، وبوار سوق الشغل، ونهب المال العام بالمكشوف، وانتشار الفساد الإداري، والمتاجرة في البشر، وغلاء المعيشة، الا العنف الجسدي سواء بحرق الذات او ركوب البحر بحثا عن ضفة أخرى ووطن آخر آمن
آخر رسالة إنذارية للفقيد الى المعنيين
قصيدة "المعركة" للشاعر أحمد المجاطي بصوت الفقيد المسرحي أحمد جواد
ما وقع للفنان الشهيد أحمد جواد ـ ليس الاول من نوعه في تاريخ هذا البلد غير السعيد، ولن يكون الأخير في مسلسل الفقدان، بل سيق ان قضى المسرحي حوري الحسين، والشاعران كريم حوماري، وعبدالقادر الحاوفي يأسا وكمدا، وماتت مليكة مستظرف، والمهدي المنجرة، و نور الدين بكر ومحمد جبران والعربي بن مبارك بالتقسيط، وإقصي الفنان التقدمي أحمد السنوسي (بزيز) عنوة، وسعى مثقفون وفنانون وأبطال رياضيون الى استجداء الدواء والأكل، وألجأتهم الحاجة الى امتهان أعمال وضيعة، بينما تستفيد كمشة معينة من الانتهازيين من الهبات السخية والدعم المالي جراء تسويق التفاهة والعبث.. وتسميم هوائنا بالمضحكات من المسلسلات الهزيلة والسخيفة، حتى اصبحنا نكره النظر في سحناتهم القميئة، والاستماع الى كلامهم السمج.
ما معنى أن يدفع الفقر والاملاق بشخص الى احراق نفسه او نصب مشنقة، أو امتطاء قوارب لا تصل ولا تعود، وما معنى أن يصل المغربي الى أقصى درجات الفقر واليأس، ولا يجد ما يعيل به اسرة او يعينه على فتح بيت، او ايجاد مهنة شريفة ومحترمة تقيه غائلة التشرد والضياع والقهر في هذا البلد الذي أصبح كل شيء فيه يدعو على الاشمئزاز والسوداوية، بينما كان الى وقت قريب من ارخص البلاد وأزهاها، يضج حيوية، وينغل فكرا، قبل أن يتحول بين فجيعة واخرى الى مستوطنة للعقاب والموت، يعشش فيها الفقر والغلاء والفساد ونهب المال العام والاثراء اللامشروع، ومحاكمة الشرفاء والزج بهم في غياهب السجون بأسباب ملفقة
ان استشهاد الفنلن أحمد جواد بهذه الطريقة التراجيدية سيظل وصمة عار على جبين وزارة لم توجد سوى الى تكريس الجهل، وتسييح الثقافة، وتعتيم صورتها وتشويهها وفق مقاييس نمطية وسلبية، في وقت غاب فيه الوعي بخطورة المرحلة، وتحول المثقف من مزعج للنظام بحسب توصيف جان بول سارتر للمثقف العضوي إلى جزء من ديكور الثقافة الرسمية، وكومبارس في جوقة بني (وي وي) يلهث وراء ولائم الدعم الحاتمي، وأموال المبادرة الوطنية التي انشئت لتدجين الشعب وتفكيكه، وتكريس مشهد ثقافي بائس وباهت وسقيم..
الشهيد أحمد جواد الفنان الذي عشق المسرح، وآمن برسالته في تهذيب النفوس، وادخال الابتسامة لقلوب الجمهور، وعشق الشعر. واخلص للصداقات حتى لم يعد في قلبه متسع للعشق والمحبة . اعوزته الحيلة الى عيش رغيد وحياة كريمة له ولابنائه، وكي لا ترغمه المذلة والمهانة الى التسول، او الاكل من صناديق القمامة كما يأكل ابناء الشعب في سابقة من نوعها، وفي اسود حقية من تاريخ البلاد منذ سنين "الهيف"، وكي لا تتحول البلاد الى بلاء، وكي لا يتحول احمد جواد الى مجرم لاخماد فورة احتقانه. او ينقلب الى لص أو قاطع طريق، أو إلى تاجر في المخدرات والحبوب المهلوسة، ولعدة كي وكي، اختار اليوم العالمي للمسرح مناسبة . والشارع العام باكسسواراته ركحا، وصب البنزين برغم غلائه الفاحش، واضرم النار في جسده ليموت احتجاجا وقهرا
نقولها بصراحة، لم يعد في هذا البلد ما يفرح، بعد فساد التعليم وغياب الصحة وانعدام الامن، والتضييق على الحريات، وبوار سوق الشغل، ونهب المال العام بالمكشوف، وانتشار الفساد الإداري، والمتاجرة في البشر، وغلاء المعيشة، الا العنف الجسدي سواء بحرق الذات او ركوب البحر بحثا عن ضفة أخرى ووطن آخر آمن
آخر رسالة إنذارية للفقيد الى المعنيين
قصيدة "المعركة" للشاعر أحمد المجاطي بصوت الفقيد المسرحي أحمد جواد