يستيقظ خالد من نومه مبكراً، ينظر إلى الساعة المنبهة بجانب رأسه وغبش النوم يصبغ رؤيته، وبشيء من التأمل يكتشف أنه أفاق قبل أن توقظه دقاتها، وبكل كسل يضغط مفتاح التنبيه ليمنعها من الرنين وإزعاج أم بدر الغارقة في النوم عميق أشبه بالموت السريري بعد سهرة طويلة أمام شاشة التلفاز.. ينادي الشغالة الإندونيسية ويطلب منها تحضير القهوة وإشعال الفحم ثم يتحرك في كسل ليأخذ حماماً ينعشه.
يخرج من الحمام ليرتدي ملابس الخروج، ولا ينسى أن يضع شيئاً من العطر، وفي طريقه إلى الصالة ينظر إلى ساعة الحائط.. يأخذ مكانه على الأريكة ويتناول الريموت كنترول ويبدأ البحث عن قناة الأخبار محدثاً نفسه:
- كويس.. لسَا باقي ساعة كمان على الدوام.. يمديني آخذ لي نفس أرجيله.
ينادي الشغالة بصوت عال:
- يا أمينة.. أمينة..
ترد متوجهة نحوه بالقهوة:
- أيوه بابا.
- فين الشيشة؟
- شويا.. فحم على نار.
يرتشف القهوة حتى تأتي الشيشة، وما أن تأتي حتى تعانق أصابعه (لي) الشيشة ليأخذ نفساً عميقاً ثم ينفخه دخاناً كثيفاً يملأ المكان وعيونه شاخصة على التلفاز يتنقل بين المحطات حيث يشاء وبلا هدف بعد أن شاهد موجز الأخبار.
يستمر بالضغط على مفاتيح الريموت كنترول بلا تركيز.. يرجعه تنقله العشوائي إلى محطة شده فيها شيء ما.. شخص ببصره، وركز انتباهه، وتوقف عن نفخ الدخان، ورشف القهوة.. وهو يستمع مشدوهاً كأنه يسمع فيروز لأول مرة..
حبيتك تا نسيت النوم.. يا خوفي تنساني.
حابسني برات النوم.. تاركني سهراني.
أنا حبيتك.. حبيتك..
يسرح خياله بعيداً.. يعود إلى تلك الأيام.. انفتحت هوة الذكريات ليسقط بين تفاصيل الحب الجميل الذي عاشه تفاصيل حميمة.. اندفعت أحداث الماضي كقطار يدهس مخيلته.. وبقي حنوناً عليه فقط صوت فيروز.. الصوت الذي اقترن بذوقها ومزاجها.. الذي ارتبط بنكهة الحب.. يتذكره الآن ويتذوقه وكأنه حقيقة.. كأنه جني من الأساطير غادر قمقمه وتجسد أمامه مذكراً إياه بتلك التي ذاق معها طعم الحب يوما من الأيام.. يسأله.. ترى أين هي وماذا تفعل الآن؟
تنتهي أغنية فيروز وتستمر الأغاني دون أن يشعر أن الأغنية انتهت.. ما زالت تسيطر عليه.. انقطعت قدرته على السماع بأذنيه، وتجسدت الكلمات في وجدانه مشاعر حارقة.. يسبح في خياله.. القهوة تبرد.. الشيشة تحترق.. الوقت يمضي.. الدوام يقترب وهو في حلمه سابح.
- بابا.. بابا خالد.. يا الله أنت فيه تأخير دوام.
ينظر إلى ساعته مفزوعاً.. يرمي ب(لي) الشيشة.. يهرع إلى عمله.
قاد سيارته نحو مقر عمله وهو يشعر بخليط من الشجن والفرح.. بعدما وصل العمل دعاه زملاؤه للإفطار، فاعتذر.. أي إفطار بعدما أفطر على نكهة الحب في صوت فيروز.
امتدت يده نحو المعاملات ينهيها، وكله أمل أن تنبعث فيه الحياة من جديد ويكون كل صباح كهذا الصباح.
يخرج من الحمام ليرتدي ملابس الخروج، ولا ينسى أن يضع شيئاً من العطر، وفي طريقه إلى الصالة ينظر إلى ساعة الحائط.. يأخذ مكانه على الأريكة ويتناول الريموت كنترول ويبدأ البحث عن قناة الأخبار محدثاً نفسه:
- كويس.. لسَا باقي ساعة كمان على الدوام.. يمديني آخذ لي نفس أرجيله.
ينادي الشغالة بصوت عال:
- يا أمينة.. أمينة..
ترد متوجهة نحوه بالقهوة:
- أيوه بابا.
- فين الشيشة؟
- شويا.. فحم على نار.
يرتشف القهوة حتى تأتي الشيشة، وما أن تأتي حتى تعانق أصابعه (لي) الشيشة ليأخذ نفساً عميقاً ثم ينفخه دخاناً كثيفاً يملأ المكان وعيونه شاخصة على التلفاز يتنقل بين المحطات حيث يشاء وبلا هدف بعد أن شاهد موجز الأخبار.
يستمر بالضغط على مفاتيح الريموت كنترول بلا تركيز.. يرجعه تنقله العشوائي إلى محطة شده فيها شيء ما.. شخص ببصره، وركز انتباهه، وتوقف عن نفخ الدخان، ورشف القهوة.. وهو يستمع مشدوهاً كأنه يسمع فيروز لأول مرة..
حبيتك تا نسيت النوم.. يا خوفي تنساني.
حابسني برات النوم.. تاركني سهراني.
أنا حبيتك.. حبيتك..
يسرح خياله بعيداً.. يعود إلى تلك الأيام.. انفتحت هوة الذكريات ليسقط بين تفاصيل الحب الجميل الذي عاشه تفاصيل حميمة.. اندفعت أحداث الماضي كقطار يدهس مخيلته.. وبقي حنوناً عليه فقط صوت فيروز.. الصوت الذي اقترن بذوقها ومزاجها.. الذي ارتبط بنكهة الحب.. يتذكره الآن ويتذوقه وكأنه حقيقة.. كأنه جني من الأساطير غادر قمقمه وتجسد أمامه مذكراً إياه بتلك التي ذاق معها طعم الحب يوما من الأيام.. يسأله.. ترى أين هي وماذا تفعل الآن؟
تنتهي أغنية فيروز وتستمر الأغاني دون أن يشعر أن الأغنية انتهت.. ما زالت تسيطر عليه.. انقطعت قدرته على السماع بأذنيه، وتجسدت الكلمات في وجدانه مشاعر حارقة.. يسبح في خياله.. القهوة تبرد.. الشيشة تحترق.. الوقت يمضي.. الدوام يقترب وهو في حلمه سابح.
- بابا.. بابا خالد.. يا الله أنت فيه تأخير دوام.
ينظر إلى ساعته مفزوعاً.. يرمي ب(لي) الشيشة.. يهرع إلى عمله.
قاد سيارته نحو مقر عمله وهو يشعر بخليط من الشجن والفرح.. بعدما وصل العمل دعاه زملاؤه للإفطار، فاعتذر.. أي إفطار بعدما أفطر على نكهة الحب في صوت فيروز.
امتدت يده نحو المعاملات ينهيها، وكله أمل أن تنبعث فيه الحياة من جديد ويكون كل صباح كهذا الصباح.