في سَنَوات صِباهَا الأُولَى ، تَقَلَّدَت رَأْس شَخْص مَهْوُوس بِالمُرْتَفَعات
كَان مُرَوِّض عَضَلَات الحِبال ، يَرْقُص عَلى ظُهورِها وَعلى أَحْزانِها المَفْتولَة .
في ذَلِك الزَّمَن الأَغْبَر ، كانَت الطَّبيعَة مَسْكونَة بِفُوبْيا الفَراغ وَالإِنْتِظار
فَعَمَدت إِلى مَلْء جُيوبِه الخاوية العُرُوش ، بِالأَحْجار وَالفَواتِير المُشْبَعة بِالدُّيُون
إِخْتلّ تَوازُنُه وَهو يُحاوِل القَفْزعلى مَشاكِل الحَياة ، فَخَرّ مُعانِقاً إِيَاها على الرَّصِيف
وَقَبْل أن يَلْفظ أنَفاسَه المُتَبَقِّية،تَأَكّد أن الطبيعة أشَدُّ مَكْراً مِن السحَرة وَالنِّساء
وتَذَكَّر مَجْدَه الأوَّل ، لَمَّا إِنْخَلَع سِرْوالُه وَهو يُصارِع مَلاكاً هَبَط إلَيْه مِن السَّماء
كانَت أيَّام التّرَمُّل الثّلَاثَة عَصيبَة على القبَّعَة المَكْلومَة
لَكِن الرِّيح المُتَأبِّطة دوْماً مِكْنَسَة حَتّى خارِج كُرّاسَة الصِّغار
أسْعَفتْها بِمُهرِّج عَجوز ، إِقْتَات مِن عَرَق جَبينَها مُجْبِراَ أيّاهاعلى إجْتِراح المُعْجِزات
أخْرَجَت أصابِعُها الصَّقيلَة مِن كَثْرة الوُضُوء مَنادِيل وَأرانِب دَمْثَة ، يَعْقُبُها ذُهُول الشُّهود.
فِيما بَعْد كَفَّت القُبّعة عِن الإِنْحِناء وَالإِنْجاب ، فَساءَت عَلاقَتُها بِسَيِّدها العَجوز
وَلَم يَكُن حَظُّها أَوْفَر مِن المَرّات السّابِقَة ، لَمّا تَرَجَّلَت عَلى رَأْس صَلْعاء
كانَت الصَّلْعَة مِن نَصِيب شاعِر جَوَّال أَعْمَى ، يَهْتَدي إِلَى الطَّرِيق بِحُداء عُكّازَتِه
لم يَحْظ بِميزَة وَلَم يَنْفَعه تَفَوّقُه فِي لَيِّ أَعْنَاق الكلِمات وَسفْكِها عَلَى عَتَبات القُصور
ولم يَجِد الكَائِن اللَّبَدِي ما يَأْكُله مِن رَأْسِه غَيْر أشْعَار تَتَعَفّن في رُكْن مِن ذاكِرَتِه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحماد بوتالوحت
كَان مُرَوِّض عَضَلَات الحِبال ، يَرْقُص عَلى ظُهورِها وَعلى أَحْزانِها المَفْتولَة .
في ذَلِك الزَّمَن الأَغْبَر ، كانَت الطَّبيعَة مَسْكونَة بِفُوبْيا الفَراغ وَالإِنْتِظار
فَعَمَدت إِلى مَلْء جُيوبِه الخاوية العُرُوش ، بِالأَحْجار وَالفَواتِير المُشْبَعة بِالدُّيُون
إِخْتلّ تَوازُنُه وَهو يُحاوِل القَفْزعلى مَشاكِل الحَياة ، فَخَرّ مُعانِقاً إِيَاها على الرَّصِيف
وَقَبْل أن يَلْفظ أنَفاسَه المُتَبَقِّية،تَأَكّد أن الطبيعة أشَدُّ مَكْراً مِن السحَرة وَالنِّساء
وتَذَكَّر مَجْدَه الأوَّل ، لَمَّا إِنْخَلَع سِرْوالُه وَهو يُصارِع مَلاكاً هَبَط إلَيْه مِن السَّماء
كانَت أيَّام التّرَمُّل الثّلَاثَة عَصيبَة على القبَّعَة المَكْلومَة
لَكِن الرِّيح المُتَأبِّطة دوْماً مِكْنَسَة حَتّى خارِج كُرّاسَة الصِّغار
أسْعَفتْها بِمُهرِّج عَجوز ، إِقْتَات مِن عَرَق جَبينَها مُجْبِراَ أيّاهاعلى إجْتِراح المُعْجِزات
أخْرَجَت أصابِعُها الصَّقيلَة مِن كَثْرة الوُضُوء مَنادِيل وَأرانِب دَمْثَة ، يَعْقُبُها ذُهُول الشُّهود.
فِيما بَعْد كَفَّت القُبّعة عِن الإِنْحِناء وَالإِنْجاب ، فَساءَت عَلاقَتُها بِسَيِّدها العَجوز
وَلَم يَكُن حَظُّها أَوْفَر مِن المَرّات السّابِقَة ، لَمّا تَرَجَّلَت عَلى رَأْس صَلْعاء
كانَت الصَّلْعَة مِن نَصِيب شاعِر جَوَّال أَعْمَى ، يَهْتَدي إِلَى الطَّرِيق بِحُداء عُكّازَتِه
لم يَحْظ بِميزَة وَلَم يَنْفَعه تَفَوّقُه فِي لَيِّ أَعْنَاق الكلِمات وَسفْكِها عَلَى عَتَبات القُصور
ولم يَجِد الكَائِن اللَّبَدِي ما يَأْكُله مِن رَأْسِه غَيْر أشْعَار تَتَعَفّن في رُكْن مِن ذاكِرَتِه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحماد بوتالوحت