محمد محمود غدية - حين تميل السحب للغياب

لماذا ..
يامحرقة الأشواق
ياجرح غائر فى الأعماق
يادمى المسفوح ..
والمراق
طفلنا الذى جاء
بعد طول إنتظار ..
ضيعناه ؟
.........
آه ياطفلنا الذى غاب
تأتيني صرخاتك ..
من وراء السحاب
يلفنى ثغاءك ..
والعذاب
لماذا حلمنا بالسراب
وبطيف الأصدقاء ..
والأحباب
وما تسلحنا يوما ..
بظفر وناب ؟
لماذا أنت ياطفلنا
مالت بك السحب ..
نحو الغياب ؟
بعد أن أعددنا لك فاخر الثياب
وملئنا السلال ..
بالأزهار .. والثمار
كنت ياطفلنا مبهم الحنين ..
والأسرار
كنت الصحاب والسمار
فى عينيك تآلق النوار
وفى كفيك وتر القيثار
فى أنفاسك يضوع العطر ..
والأزهار
فقدناك .. فى ليل اعصار
آه .. ياوهج النار
..........
جراح ..
الطير الذى كان يداعبه طفلنا
أبصرته اليوم ..
مذبوح الجناح
سكت بعد أن أعياه النواح
فلتفرغ الكؤوس والأقداح
وليرحل الصباح
.........
ولأننا يامحرقة الأشواق
ياجرح غائر فى الأعماق
خارج مسطح جلدنا ..
حملناه
وصلبناه
وتركناه ..
مجروحة كفاه
دامية شفتاه
دامعة عيناه
فقدناه
............
لو كنا بالحب ..
والكلم الصادق ..
أرضعناه
وبالدفء والأشواق ..
دثرناه
وفى عيوننا ..
أخفيناه
ولم نبخس هداياه
ورددنا له بعض عطاياه
ماكنا ضيعناه ..
ولا فقدناه
محمد محمود غدية / مصر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى