أنا تعرَّضت للسرقة، للأسف الشديد، ولا أستطيع أن أتهم أحداً منكم.. لأنكم أحبتي وأنا أثق بكم جداً.. لا أحد منكم غريب عني، فأنتم أخوتي وأصدقائي، وأعرف أنكم تحبونني، ولا يمكن لأحد منكم أن يغدر بي، ويطاوعه قلبه على تحطيمي، والتسبب بدخول السجن بتهمة النصب والإحتيال، ويسيء لسمعتي أمام الناس، وخاصة أمام رفاقي في الوسط الأدبي، الذي أنتمي إليه..
وأنتم تعرفون أن رأس المال الذي أعمل به، ليس لي.. فهو أمانة عندي، أعطاني الدكتور نقوده بهدف التشغيل، فهو يستفيد وأنا أستفيد، وأنا بدوري أمَّنت لكم فرصة عمل مريحة بأجور جيدة.. الآن ماذا فيني أن أفعل؟!.. كيف سأواجه الدكتور؟!.. كيف أقابله
؟!.. وماذا أقول له؟!.. هل أخبره أني سُرقت؟!.. وهل سيصدقني؟!.. وطبعاً سيسألني :
- من الذي سرقك؟!.
ماذا سأجيبه؟!.. وأنتم كلكم محسوبون عليّ، أي أنتم جميعكم من طرفي.. هو لم يختر أي واحد منكم.. بل هو لا يعرفكم، ولا يتعرف على أي واحد منكم.. هو يعرفني أنا فقط.. أعطى نقوده لي.. لأنه كان يثق بي، ويريد لي الخير.. فقد سحب من البنك ما كان قد أودعه، وهو حصيلة شقاء عمره في التدريس بالجامعة وتأليفه الكتب ونشاطه الثقافي الكبير.
كنت مميَّزاً عنده، كان بمثابة الأب لي.. شجعني على الكتابة، مدَّ يد العون لي.. سلط على موهبتي الأضواء.. منحني الجوائز القيمة.. قرَّبني منه، وأنا الذي لا يحمل الوثيقة الإبتدائية، في حين كان العشرات يلتفون حوله، بل المئات ممن يحملون الشهادات الجامعية، والماجستير والدكتوراه.
كنت محسوداً من قبل أغلبيتهم، بسبب اهتمامه ورعايته وحبه لي.
فماذا أقول له الآن؟!.. وأنا عليّ في كل مطلع شهر أن أذهب إلى بيته وأدفع له أرباحه.. لو أخبرته سيقول :
- أنت وحدك المسؤول عن عمالك فهم جاؤوا من قبلك، وهم إخوانك وأقرباؤك وأصدقاؤك..و لا دخل لي بهم.. أنا أعرفك أنت، وسند الأمانة أنت من وقع عليه عند المحامي.
وربما يسألني بمن تشك؟!.
بماذا أجيبه؟!.
أنا لا أشك بأحد منكم.. مستحيل أن أفكر بهذه الطريقة.. فأنتم أعزاء وجديرون بثقتي.. ولكن كيف أرد عليه؟!.
ستكون فرصة عظيمة لمن يحسدونني ليتحدثوا عني، خاصة لمن لم يحالفه الحظ ويفز بالجائزة العربية، التي نلتها أنا في هذه السنة.. فقد جعلت كرههم لي يزداد ويتفاقم.. والآن صار لهم ممسك عليً ، سوف يلطخون اسمي الذي تعبت عليه كثيراً، وينسبون لي أقذر الصفات وأبشعها.. منهم من سيجعل مني زير نساء، وبعضهم سيؤكد بأنني ألعب القمار، وأتعاطى الخمر أو ربما المخدرات.. أو أنني قمت بإخفاء النقود، ثم أدعيت خسارتها.
وأنا ليس بمقدوري الدفاع عن نفسي.. ولا يمكنني أن أوجه تهمة السرقة لأحد منكم، لأن من أقدم على سرقتي، كان حتماً شديد الذكاء، ولئيماً، وهو قادر على الدفاع عن نفسه، وقادر على دفع التهمة عن نفسه.
مصطفى الحاج حسين
إسطنبول
وأنتم تعرفون أن رأس المال الذي أعمل به، ليس لي.. فهو أمانة عندي، أعطاني الدكتور نقوده بهدف التشغيل، فهو يستفيد وأنا أستفيد، وأنا بدوري أمَّنت لكم فرصة عمل مريحة بأجور جيدة.. الآن ماذا فيني أن أفعل؟!.. كيف سأواجه الدكتور؟!.. كيف أقابله
؟!.. وماذا أقول له؟!.. هل أخبره أني سُرقت؟!.. وهل سيصدقني؟!.. وطبعاً سيسألني :
- من الذي سرقك؟!.
ماذا سأجيبه؟!.. وأنتم كلكم محسوبون عليّ، أي أنتم جميعكم من طرفي.. هو لم يختر أي واحد منكم.. بل هو لا يعرفكم، ولا يتعرف على أي واحد منكم.. هو يعرفني أنا فقط.. أعطى نقوده لي.. لأنه كان يثق بي، ويريد لي الخير.. فقد سحب من البنك ما كان قد أودعه، وهو حصيلة شقاء عمره في التدريس بالجامعة وتأليفه الكتب ونشاطه الثقافي الكبير.
كنت مميَّزاً عنده، كان بمثابة الأب لي.. شجعني على الكتابة، مدَّ يد العون لي.. سلط على موهبتي الأضواء.. منحني الجوائز القيمة.. قرَّبني منه، وأنا الذي لا يحمل الوثيقة الإبتدائية، في حين كان العشرات يلتفون حوله، بل المئات ممن يحملون الشهادات الجامعية، والماجستير والدكتوراه.
كنت محسوداً من قبل أغلبيتهم، بسبب اهتمامه ورعايته وحبه لي.
فماذا أقول له الآن؟!.. وأنا عليّ في كل مطلع شهر أن أذهب إلى بيته وأدفع له أرباحه.. لو أخبرته سيقول :
- أنت وحدك المسؤول عن عمالك فهم جاؤوا من قبلك، وهم إخوانك وأقرباؤك وأصدقاؤك..و لا دخل لي بهم.. أنا أعرفك أنت، وسند الأمانة أنت من وقع عليه عند المحامي.
وربما يسألني بمن تشك؟!.
بماذا أجيبه؟!.
أنا لا أشك بأحد منكم.. مستحيل أن أفكر بهذه الطريقة.. فأنتم أعزاء وجديرون بثقتي.. ولكن كيف أرد عليه؟!.
ستكون فرصة عظيمة لمن يحسدونني ليتحدثوا عني، خاصة لمن لم يحالفه الحظ ويفز بالجائزة العربية، التي نلتها أنا في هذه السنة.. فقد جعلت كرههم لي يزداد ويتفاقم.. والآن صار لهم ممسك عليً ، سوف يلطخون اسمي الذي تعبت عليه كثيراً، وينسبون لي أقذر الصفات وأبشعها.. منهم من سيجعل مني زير نساء، وبعضهم سيؤكد بأنني ألعب القمار، وأتعاطى الخمر أو ربما المخدرات.. أو أنني قمت بإخفاء النقود، ثم أدعيت خسارتها.
وأنا ليس بمقدوري الدفاع عن نفسي.. ولا يمكنني أن أوجه تهمة السرقة لأحد منكم، لأن من أقدم على سرقتي، كان حتماً شديد الذكاء، ولئيماً، وهو قادر على الدفاع عن نفسه، وقادر على دفع التهمة عن نفسه.
مصطفى الحاج حسين
إسطنبول