خطوتك الأولى غادرها الليل ..،
الآسيوية التي لم تكن أمس رأيتها،ولا من قبل كانت لها صفحة بالدفتر اليومي
أشجارها الصيف، وواحة نخل ينزّ بها الماء
الثلاثة القادمون من بلد السواد
ظللتهم غمامة في ليل باريس ،توضأ الليل بها
الهاربون من الشرطة في أنفاق المترو
في المحطات لهم جلبة
لكنها :
البوليس ..،
تلفظها ألسنة شتى
الناجح اشتبكت عليه المساءات بعري المدينة
أشار عليك أن تذهبا للفندق ،
امرأة سوداء فاضت بدانتها
تستقبل القادمين ببسمة غادرتها الأنوثة
لكنما الشجر المشرئب على الطرقات في الحديقة
نادى على الباب
- انهم النزلاء
من صحارى الغربة ،
متاهات الفقراء،
أماكن الموت للحالمين بشمس ترقص الأطيار في حلباتها،
افتحي الباب سيدتي ..،
لسنا نتقن الفرنسية
هل تعشقين النبيذ؟
في حقيبتي صنف ،عتقه الغرباء من كروم البلاد البعيدة
حيث السادة يعتصرون الكروم التي نهب الجنود أساورها
أطلقوا الصيحات كما أفاعي تبث فحيحها على صدور النساء
التي تهتز تحت الليالي الخاليات ،
الا من الطارئين وجند الأبالسة
لبغداد صورتها ، اذ تسكن الطرقات شارات لبس الخوف خوذتها،
واستدارت لأول العابرين تسأله : أعندك الباج ؟
أأنك من فسائل هذي المدينة؟،
أين صورتك في قوائم المطلوبين؟،
متى ضحك الصباح في داركم؟،
وهل زارت عصافير دجلة أشجارا بحديقتكم؟،
لانظنّك طيرا أليفا،أنما أنت ماكيت بثّه الغرباء في صناديق القمامة ،
عد حيث جئت أو تأتيك سيدة ،تشهد أنك في ظلماء ليلتها كنت عاشرت صورتها،وأودعتها ماء جنونيّا ليس تعرفه .
التفتت لمقعدك التي جنبك ،ابتسمت بعينيها حرارة البحر في المدن الآسيوية،
ارتجفت أصابعك المائة بعد الألف في يدك اليمين،
اقتحمتك سادرة بالذي أترع الكأس،
ساقها اليسرى كان الأرتجاف لها لعبة ..، البحث عن عش لعصفور تخبئه،
انشطرت بهجتك بين دفء البساتين ،
وبرد باريس الذي احتوت رغبة منه ثلجا لم تره الصحارى بقلب سكنت ناسه اللهفة.
قلت احتو رغبتي أيتها المدينة ،
ارسميها على الطاحونة الحمراء أحلاما ،لكهل ما أنصفته الحسان بأرض توهم الساكنون بها،أنّ الملائكة يوما سينزلون
وفي أكفهم بطاقات ذات لونين..،
من يدسون له الخضراء يلقى المدينة بابها مشرعة ،
وقرب الرتاج فاتنة في يدها الخمرة تشتهي الشاربين،
ومن يضرب بالحمراء ليس له الا اللهاث ببقعة سوداء عاف الزمان على بابها يدا مغلولة للحزن ،
ليس لها أن تمسك الخضرة يوما.
ما هذا الهذيان سيدي ..أظنك للآن مسكونا بتعتعة ليس للخمرة دخل بها،
لكنّ الذي شاهدك الأمس في طرقات المدينة بثّ بأوصالك الريح منها.
أصح لنفسك الطرقات سالكة ،واللاهثون بأنفاق المترو لم يقرأوا الحلم في عين باريس،
لم يروا ستراتها الصفراء أشجارا للحليب،
ولا شاهدوا الخبز أنهارا ليس بها الماء.
لاينكسر عودك
لاتخشى الأقاويل أنها ملكتك
ألم تقل أنك صافحت رامبو
وشاهدت بودلير دائرا في الطرقات يخشى الكنيسة
وبيكاسو الذي اشتريت لوحاته
كي يزرن بابل التي لم يأتها يوما
سوى في المجلات وأوراق الجرائد
عد لنفسك ..،
المدينة خجلى
طرقاتها ليست بها باريس
وأهلها لايمتلكون ضحكات لهم
أكفهم تصرخ الريح فيها
وغصّت حقائبهم بالهواء.
**********
عادل الياسري
باريس
2018
الآسيوية التي لم تكن أمس رأيتها،ولا من قبل كانت لها صفحة بالدفتر اليومي
أشجارها الصيف، وواحة نخل ينزّ بها الماء
الثلاثة القادمون من بلد السواد
ظللتهم غمامة في ليل باريس ،توضأ الليل بها
الهاربون من الشرطة في أنفاق المترو
في المحطات لهم جلبة
لكنها :
البوليس ..،
تلفظها ألسنة شتى
الناجح اشتبكت عليه المساءات بعري المدينة
أشار عليك أن تذهبا للفندق ،
امرأة سوداء فاضت بدانتها
تستقبل القادمين ببسمة غادرتها الأنوثة
لكنما الشجر المشرئب على الطرقات في الحديقة
نادى على الباب
- انهم النزلاء
من صحارى الغربة ،
متاهات الفقراء،
أماكن الموت للحالمين بشمس ترقص الأطيار في حلباتها،
افتحي الباب سيدتي ..،
لسنا نتقن الفرنسية
هل تعشقين النبيذ؟
في حقيبتي صنف ،عتقه الغرباء من كروم البلاد البعيدة
حيث السادة يعتصرون الكروم التي نهب الجنود أساورها
أطلقوا الصيحات كما أفاعي تبث فحيحها على صدور النساء
التي تهتز تحت الليالي الخاليات ،
الا من الطارئين وجند الأبالسة
لبغداد صورتها ، اذ تسكن الطرقات شارات لبس الخوف خوذتها،
واستدارت لأول العابرين تسأله : أعندك الباج ؟
أأنك من فسائل هذي المدينة؟،
أين صورتك في قوائم المطلوبين؟،
متى ضحك الصباح في داركم؟،
وهل زارت عصافير دجلة أشجارا بحديقتكم؟،
لانظنّك طيرا أليفا،أنما أنت ماكيت بثّه الغرباء في صناديق القمامة ،
عد حيث جئت أو تأتيك سيدة ،تشهد أنك في ظلماء ليلتها كنت عاشرت صورتها،وأودعتها ماء جنونيّا ليس تعرفه .
التفتت لمقعدك التي جنبك ،ابتسمت بعينيها حرارة البحر في المدن الآسيوية،
ارتجفت أصابعك المائة بعد الألف في يدك اليمين،
اقتحمتك سادرة بالذي أترع الكأس،
ساقها اليسرى كان الأرتجاف لها لعبة ..، البحث عن عش لعصفور تخبئه،
انشطرت بهجتك بين دفء البساتين ،
وبرد باريس الذي احتوت رغبة منه ثلجا لم تره الصحارى بقلب سكنت ناسه اللهفة.
قلت احتو رغبتي أيتها المدينة ،
ارسميها على الطاحونة الحمراء أحلاما ،لكهل ما أنصفته الحسان بأرض توهم الساكنون بها،أنّ الملائكة يوما سينزلون
وفي أكفهم بطاقات ذات لونين..،
من يدسون له الخضراء يلقى المدينة بابها مشرعة ،
وقرب الرتاج فاتنة في يدها الخمرة تشتهي الشاربين،
ومن يضرب بالحمراء ليس له الا اللهاث ببقعة سوداء عاف الزمان على بابها يدا مغلولة للحزن ،
ليس لها أن تمسك الخضرة يوما.
ما هذا الهذيان سيدي ..أظنك للآن مسكونا بتعتعة ليس للخمرة دخل بها،
لكنّ الذي شاهدك الأمس في طرقات المدينة بثّ بأوصالك الريح منها.
أصح لنفسك الطرقات سالكة ،واللاهثون بأنفاق المترو لم يقرأوا الحلم في عين باريس،
لم يروا ستراتها الصفراء أشجارا للحليب،
ولا شاهدوا الخبز أنهارا ليس بها الماء.
لاينكسر عودك
لاتخشى الأقاويل أنها ملكتك
ألم تقل أنك صافحت رامبو
وشاهدت بودلير دائرا في الطرقات يخشى الكنيسة
وبيكاسو الذي اشتريت لوحاته
كي يزرن بابل التي لم يأتها يوما
سوى في المجلات وأوراق الجرائد
عد لنفسك ..،
المدينة خجلى
طرقاتها ليست بها باريس
وأهلها لايمتلكون ضحكات لهم
أكفهم تصرخ الريح فيها
وغصّت حقائبهم بالهواء.
**********
عادل الياسري
باريس
2018