ميم المسافة طويلةٌ جداً ....
أطول من أيامنا التي نعيشها في المنفى
وأطول من رسائل الشوق التي كتبناها لمن
تركناهم على حافة الوطن ، ومازلنا نشتاق لرحيق أحاديثهم الدافئة .
طعم اللحم الذي وضعوه على العشاء في صحني البارحة
كان مالحاً جداً ومراً ، كمرار سنين الغربة التي تحترق في رماد الغياب .
من يقايضني على حفنة من ياسمين مدينتي بقطعةٍ
من سمك السالمون المدخّن ... أو بصحن من-الفوا غرا - الفرنسي الباهظ الثمن ؟
من يأخذ زجاجة العطر الباريسي من غرفة نومي
مقابل فنجان قهوةٍ مهيلٍ وكأس ماء
من نبع الفيجة مع نقطة ماء زهر ...؟
اشتاق لرائحة الخبز الخارج من التنور
الذي خبزته فلاحةً بسيطة على نار أحلامها الهادئة
تجيد فتح أبواب الفجر ،واستقبال العصافير
الذين طمعوا بلقمةٍ عابرة من أصابعها ،
التي أكل عليها الدهر وشرب .
امرأةً سرق الحزن شبابها ومع ذلك مازالت تعتنق الابتسام ، والأمل .
تعيش في قريةٍ لم تصل إليها يد الحضارة اللئيمة التي لوثت القلوب بزرنيخ الموت .
أشتاق إلى حفنةٍ من الهواء لا تختلط برائحة السيجار الروسي ولا بطعم النبيذ الأمريكي .
ولا برائحة الجبنة الفرنسية .
من يعيدُ إليٌ روحي النقية التي كانت ترفرف كفراشة حالمة ؟
وتبحث عن عشيق من الضوء كل ليلة لتنجب منه أملاً من بصيص نور!
أريد أن أعود لأطارد القطط الكسولات المستلقيات على الدرج
بانتظار ما تبقى من وجبة الدجاج المشوي من عشاء البارحة ....
أريد أن أصعد إلى السطح لأشمّ
رائحة غسيل أُمّي ، المبيّض بحجر الكينا
والذي يتطاير مع نسمات الربيع العليلة !
من يبايعني على حفنةٍ من تراب الوطن لقاء حفنةٍ من دمي ؟
هند زيتوني .
أطول من أيامنا التي نعيشها في المنفى
وأطول من رسائل الشوق التي كتبناها لمن
تركناهم على حافة الوطن ، ومازلنا نشتاق لرحيق أحاديثهم الدافئة .
طعم اللحم الذي وضعوه على العشاء في صحني البارحة
كان مالحاً جداً ومراً ، كمرار سنين الغربة التي تحترق في رماد الغياب .
من يقايضني على حفنة من ياسمين مدينتي بقطعةٍ
من سمك السالمون المدخّن ... أو بصحن من-الفوا غرا - الفرنسي الباهظ الثمن ؟
من يأخذ زجاجة العطر الباريسي من غرفة نومي
مقابل فنجان قهوةٍ مهيلٍ وكأس ماء
من نبع الفيجة مع نقطة ماء زهر ...؟
اشتاق لرائحة الخبز الخارج من التنور
الذي خبزته فلاحةً بسيطة على نار أحلامها الهادئة
تجيد فتح أبواب الفجر ،واستقبال العصافير
الذين طمعوا بلقمةٍ عابرة من أصابعها ،
التي أكل عليها الدهر وشرب .
امرأةً سرق الحزن شبابها ومع ذلك مازالت تعتنق الابتسام ، والأمل .
تعيش في قريةٍ لم تصل إليها يد الحضارة اللئيمة التي لوثت القلوب بزرنيخ الموت .
أشتاق إلى حفنةٍ من الهواء لا تختلط برائحة السيجار الروسي ولا بطعم النبيذ الأمريكي .
ولا برائحة الجبنة الفرنسية .
من يعيدُ إليٌ روحي النقية التي كانت ترفرف كفراشة حالمة ؟
وتبحث عن عشيق من الضوء كل ليلة لتنجب منه أملاً من بصيص نور!
أريد أن أعود لأطارد القطط الكسولات المستلقيات على الدرج
بانتظار ما تبقى من وجبة الدجاج المشوي من عشاء البارحة ....
أريد أن أصعد إلى السطح لأشمّ
رائحة غسيل أُمّي ، المبيّض بحجر الكينا
والذي يتطاير مع نسمات الربيع العليلة !
من يبايعني على حفنةٍ من تراب الوطن لقاء حفنةٍ من دمي ؟
هند زيتوني .
