نجوة الحسيني تسأل الأديب مصطفى الحاج حسين

@ - نجوة :
- عندما تكون لديك حقيبة جاهزة قُربَ الباب تدعوك للرحيل دون أن تعرف إلى أين ستتجه... حقيبة قد تحمِلها وتمضِي، وقد تُسافر قبل أن تحملها... ربما لن يسعفك الوقت، فقد اعتدت على الترحال دون هدف... لقد هاجرت موطنك لتستقر روحك، ولكن القدر أبى إلا أن يوجعك كما أوجع الكثير، ليهرب من هرب، ويبقى تحت الأنقاض من بقي، وتشرد من تشرد...
كيف لك أن تصف لنا حالك وحال الكثير أمثالك؟.
** مصطفى :
- حقيبتي لا تّتسع لدموعي ، ولا تتناسب مع مرارتي وخيبتي، تضيق على ذرّة من عشقي لبلدي، لذلك أنا لا أحمل في غربتي حقيبة، بل أحمل على ظهري التّربة والبحر والسّماء، وحتّى شجر بلادي، لو فتّشوني لحظة تسلّلت إلى بلاد الإغترابَ لوجدوني أحمل قبور أحبّتي، قبل بيوتهم، أبواب قلوبهم ونوافذَ أرواحهم، وبصمات ورودهم، أنا حملت معي جبال من الذّكرياتِ، وأوّديّة من الحبّ.. حين الموت نهش مدخل بيتي، واقترب من بسمة أولادي،
وكاد أن ينقضّ على رغيف خبزي، أجبرت على المغادرة ، بجعبة فيها أحرف أبجديَّتي ، وبعض باقات من دعاء أمّي ، التي رحلت بعد أن خيّبت عندها غريزة الانتظار ، والأمل بالعودة، وبعد أن قتلوني، أمروني أن أحفر قبري
، العالم كلّهُ اليّوم يصرّ على المقتول، أن يحفر بأصابعه مثواه الأخير ، وإلّا وصموه بالإرهابي!!!.



344917811_823000799186716_3553359846856202307_n.jpg
  • Like
التفاعلات: هجيرة نسرين بن جدو

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى