حفاة كنا نجرى في الوحل والمطر والويل لمن يقع نجرى وقلوبنا وجلة، وأنفاسنا لاهثة: ” اجري يا واد اجري سيلحق بنا ” “على بُعد خطوات منا، لا تنظر خلفك اجري “.
ويأتينا صوته المرعب: ” لن أدعكم تفلتون منى هذه المرة يا أولاد ال....“
وفلتنا منه هذه المرة، وأمسك بنا من قبل مرات ، وأشبعنا ضرباً، ولكنا أبداً لم نكف عن التسلل إلى الجنينة طمعاً في سرقة العنب والبلح والبرتقال والخوخ والليمون، فجنينة البيه لا أول لها ولا آخر، فيها من الفواكه ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، لا يحول بينها وبيننا سوى “حمد ” الذى يخفرها، فكنا نبغضه ونخشاه وندعو عليه بالموت
نأخذ ما نجحنا في الحصول عليه من فواكه، نتقاسمهما، ونتبادلها، فالعنب أحبه أنا، وليلى تموت في البلح، وفي غفلةٍ من الزملاء أدس في جيبها البلح وتسرب هي لي العنب، أنظر في عينيها، وتنظر في عيني، يدور بيننا حوار صامت خفي ، أكتم ضحكة، فتوئد هي بسمة ، ونعود إلى اللعب بعد أن نأكل ،وليلى معي دوماً لا ضدي .
ويوماً بعد يوم بدأت ليلى تضيق بنا وبألعابنا، ظننت أن أحداً ضايقها أو أغضبها فأقسمت أن أعرفه، وأضربه، بل أقتله، فمن ذا الذى يجرؤ على مضايقة ليلى أو إغضابها!! ، هو ابن سنية القرعة أعرفه ، لسانه برئ منه”
” لا صدقني أنا بس اللي تعبانة “.
وانسحبت ليلى ، فأحسستُ بأن اللعب فقد معناه، ورحت أرقبها وهى عائدة ، شعرت بخواء غريب، وتضاءل الكل أمامي، ولم أتمالك نفسي فعدوت خلفها ، ولحقتها بالقرب من الجنينة ، فاستوقفتها ، ورحت أحادثها:
” ليلى أحقا أنت تعبانه ؟”
نظرت إلىَّ ونظرتُ إليها ، تسلل إلى قلبي بريق عينيها، فأحسستُ به يختلج ، عاجلتها بالحديث، همت أن تنطق، ولكنها في آخر لحظة ترددت، ابتلعت الكلمات ، ذابت على شفتيها، يحدثني قلبي بأن ثمة شئ ما يقلقها، بأنها تحمل هماً في قلبها الصغير ، فقلت وأنا ألمح دمعاً يترقرق في مقلتيها .
= خبريني ليلى عما بك ، فأنا أفعل المحال من أجلك.
ابتلعت ريقها وحملقت في اللاشئ وقالت في صوت كسير:
– أنـا
= ” أنت ماذا “
وقبل أن تنطق، خرج “حمد” فجأة وانتهرني قائلاً: ” قلت لك ميت مرة يا بن الملعونة ما عدت تمر من هنا ” فعدوت، وأفزعني أن أراه يأخذ ليلى من يدها ويسير بها إلى داخل الجنينة، تسمرت مكاني فاغراً فاهي كالأبله ، لا أصدق أنى سأصبح بدون ليلى بعد الآن، وقعت في قبضته، الويل لها إذاً كل الويل ، بكيت خوفاً عليها، ومن بعيد رحت أزعق بأعلى صوتي ليلى ليلى، لعلَّ صوتها يأتيني فأطمئن عليها ، فلم يتناه إلى مسامعي ما يؤكد أنه يضربها فصمت مخيف يخيم على المكان وسكون مرعب يلف الدنيا كلها، لا بد أنه قتلها، نعم، لابد أنه خبطها بيده الطرشة على نافوخها، فهوت، وماتت، جلست أبكى تحت الصفصافة ، ولا أدرى ماذا أفعل من أجل ” ليلى ” ولكنى أفقت دهشاً على ليلى بجانبي، وحجرها مملوء بالبلح والعنب والجوافة، فقلت دهشاً: أنت ليلى أم عفريتها، خبرينى ماذا فعل بك حمد ؟ وأنى لك بهذه الفواكه؟!
لَوت بُوزها وعلى غير عادتها جلست تأكل، ولم تعطني شيئاً.
أيقنت أن حمد ذو قلب رهيف، وعزمت بيني وبين نفسي ألا أتسلل إلى الجنينة خلسة بعد اليوم، فأستئذنه في قطف عنب أو ثمرة جوافة، وجهرت بهذا الخاطر لليلى، بيد أنها لم تُبد رأياً
00 وذهبت إليه أطلب منه العنب بيد أنه سبني، وجرى ورائي، وكاد يضربني ، فضحكت ليلى وقهقهت، فتملكني الحنق الشديد، وصفعتها على وجهها، فنحبت وأجهشت، وقفت أنظر إليها ورأسها محشورة بين ذراعيها، ودموعها تتسَّاقط على خديها، أحسست بجرم ما فعلته ، فجلست إلى جوارها أترضاها، ربت على كتفها، هدهدتها، مسحت دموعها ، رفعت ذقنها لأعلى ، نظرت في عينيها المغرورقتين بالدموع، مررت بيدي على خدها، فكفت عن النحيب ، انسابت يدي إلى عنقها ،وقعت يدي على صدرها، فتلألأ لي قرصين من عجين، ارتجفت، وأنا أخطفهما وصرخت في ضعف : بالراحة، وابتلعت ريقي وأحسست بخدرٍ لذيذ يتسلل إلى بدني وأنا أضمها إلى صدري بعنف – وصرختُ ملتذاً، حينما كان حمد يعدو نحونا – فعدوت – ومن بعيد رأيته يتسلل وليلى إلى الجنينة ، فظللت أبكى وأبكى 00وتمنيت لو معي سكيناً أغمده في قلبه.
ويأتينا صوته المرعب: ” لن أدعكم تفلتون منى هذه المرة يا أولاد ال....“
وفلتنا منه هذه المرة، وأمسك بنا من قبل مرات ، وأشبعنا ضرباً، ولكنا أبداً لم نكف عن التسلل إلى الجنينة طمعاً في سرقة العنب والبلح والبرتقال والخوخ والليمون، فجنينة البيه لا أول لها ولا آخر، فيها من الفواكه ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، لا يحول بينها وبيننا سوى “حمد ” الذى يخفرها، فكنا نبغضه ونخشاه وندعو عليه بالموت
نأخذ ما نجحنا في الحصول عليه من فواكه، نتقاسمهما، ونتبادلها، فالعنب أحبه أنا، وليلى تموت في البلح، وفي غفلةٍ من الزملاء أدس في جيبها البلح وتسرب هي لي العنب، أنظر في عينيها، وتنظر في عيني، يدور بيننا حوار صامت خفي ، أكتم ضحكة، فتوئد هي بسمة ، ونعود إلى اللعب بعد أن نأكل ،وليلى معي دوماً لا ضدي .
ويوماً بعد يوم بدأت ليلى تضيق بنا وبألعابنا، ظننت أن أحداً ضايقها أو أغضبها فأقسمت أن أعرفه، وأضربه، بل أقتله، فمن ذا الذى يجرؤ على مضايقة ليلى أو إغضابها!! ، هو ابن سنية القرعة أعرفه ، لسانه برئ منه”
” لا صدقني أنا بس اللي تعبانة “.
وانسحبت ليلى ، فأحسستُ بأن اللعب فقد معناه، ورحت أرقبها وهى عائدة ، شعرت بخواء غريب، وتضاءل الكل أمامي، ولم أتمالك نفسي فعدوت خلفها ، ولحقتها بالقرب من الجنينة ، فاستوقفتها ، ورحت أحادثها:
” ليلى أحقا أنت تعبانه ؟”
نظرت إلىَّ ونظرتُ إليها ، تسلل إلى قلبي بريق عينيها، فأحسستُ به يختلج ، عاجلتها بالحديث، همت أن تنطق، ولكنها في آخر لحظة ترددت، ابتلعت الكلمات ، ذابت على شفتيها، يحدثني قلبي بأن ثمة شئ ما يقلقها، بأنها تحمل هماً في قلبها الصغير ، فقلت وأنا ألمح دمعاً يترقرق في مقلتيها .
= خبريني ليلى عما بك ، فأنا أفعل المحال من أجلك.
ابتلعت ريقها وحملقت في اللاشئ وقالت في صوت كسير:
– أنـا
= ” أنت ماذا “
وقبل أن تنطق، خرج “حمد” فجأة وانتهرني قائلاً: ” قلت لك ميت مرة يا بن الملعونة ما عدت تمر من هنا ” فعدوت، وأفزعني أن أراه يأخذ ليلى من يدها ويسير بها إلى داخل الجنينة، تسمرت مكاني فاغراً فاهي كالأبله ، لا أصدق أنى سأصبح بدون ليلى بعد الآن، وقعت في قبضته، الويل لها إذاً كل الويل ، بكيت خوفاً عليها، ومن بعيد رحت أزعق بأعلى صوتي ليلى ليلى، لعلَّ صوتها يأتيني فأطمئن عليها ، فلم يتناه إلى مسامعي ما يؤكد أنه يضربها فصمت مخيف يخيم على المكان وسكون مرعب يلف الدنيا كلها، لا بد أنه قتلها، نعم، لابد أنه خبطها بيده الطرشة على نافوخها، فهوت، وماتت، جلست أبكى تحت الصفصافة ، ولا أدرى ماذا أفعل من أجل ” ليلى ” ولكنى أفقت دهشاً على ليلى بجانبي، وحجرها مملوء بالبلح والعنب والجوافة، فقلت دهشاً: أنت ليلى أم عفريتها، خبرينى ماذا فعل بك حمد ؟ وأنى لك بهذه الفواكه؟!
لَوت بُوزها وعلى غير عادتها جلست تأكل، ولم تعطني شيئاً.
أيقنت أن حمد ذو قلب رهيف، وعزمت بيني وبين نفسي ألا أتسلل إلى الجنينة خلسة بعد اليوم، فأستئذنه في قطف عنب أو ثمرة جوافة، وجهرت بهذا الخاطر لليلى، بيد أنها لم تُبد رأياً
00 وذهبت إليه أطلب منه العنب بيد أنه سبني، وجرى ورائي، وكاد يضربني ، فضحكت ليلى وقهقهت، فتملكني الحنق الشديد، وصفعتها على وجهها، فنحبت وأجهشت، وقفت أنظر إليها ورأسها محشورة بين ذراعيها، ودموعها تتسَّاقط على خديها، أحسست بجرم ما فعلته ، فجلست إلى جوارها أترضاها، ربت على كتفها، هدهدتها، مسحت دموعها ، رفعت ذقنها لأعلى ، نظرت في عينيها المغرورقتين بالدموع، مررت بيدي على خدها، فكفت عن النحيب ، انسابت يدي إلى عنقها ،وقعت يدي على صدرها، فتلألأ لي قرصين من عجين، ارتجفت، وأنا أخطفهما وصرخت في ضعف : بالراحة، وابتلعت ريقي وأحسست بخدرٍ لذيذ يتسلل إلى بدني وأنا أضمها إلى صدري بعنف – وصرختُ ملتذاً، حينما كان حمد يعدو نحونا – فعدوت – ومن بعيد رأيته يتسلل وليلى إلى الجنينة ، فظللت أبكى وأبكى 00وتمنيت لو معي سكيناً أغمده في قلبه.