فتحي مهذب - سرب قطا فوق خيمة زرقاء اليمامة.

صباح الخير يا لوترايامون..
مثلك أمس حي ويقظان..
طردت حراسي الشخصين من أقاصي المجرة..
لم أحدق في مرآة الأبدية..
لم ألبس قميصا جاهزا لارتكاب جريمة..
لم أقتل شاعرا في مستشفى
أو لقلقا يبيع مطريات للأشجار..
لم أهشم دراجة المومس..
وزجاج نافذة الرهبان..
لم أفجر نفسي بحزام ناسف
داخل قافلة من الهواجس..
مر سريعا قطار النوم بين أظافري..
مثل سرب القطا فوق خيمة زرقاء اليمامة..
أراقب بؤس العالم..
دوران الأرض مثل راقصة في دار الأوبرا..
غرابا يرشق شجرة ضريرة بالحجارة..
نيزكا متظاهرا يعمل النار في ذاته ..
متصوفا عالقا بين غيمتين..
فلكيا يجر قطيعا من النجم..
مثلك ساهر يا لوترايامون..
ليلة أمس..
أراقب غواصة نوح في عرض البحر..
تلاحقها طوربيدات العدو..
حيتان الأضداد الفظيعة..
موجة تبكي بصوت متهدج..
غرقى يحاورون قاربا ضائعا في المحيط..
ضريرا يتقرى خرائط الحظ العاثر..
هنودا حمرا يهربون من سجن العبارة إلى ملكوت الرؤيا..
مثلك يا لوترايامون ليلة أمس..
صامت متأملا أحوال العالم..
تشتعل في أحشائي
جمرات الندم .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى