غياث المرزوق - ذٰلِكَ ٱلْغَبَاءُ ٱلْقَهْرِيُّ ٱلْتَّكْرَارِيُّ: طُغَاةُ ٱلْتَّقَدُّمِ أَمْ بُغَاةُ ٱلْتَّهَدُّمِ؟ (4)

إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ ٱلْسَّاعَةِ ٱلْهَرْجَ.
قِيلَ: وَمَا ٱلْهَرْجُ؟ قَالَ: ٱلْكَذِبُ وَٱلْقَتْلُ [أَيْضًا].
قَالُوا: أَكْثَرَ مِمَّا نَقْتُلُ ٱلْآنَ؟
قَالَ: إِنَّهُ لَيْسَ بِقَتْلِكُمْ [أَعْدَاءً]، وَلٰكِنَّهُ قَتْلُ بَعْضِكُمْ بَعْضًا!
ٱلْرَّسُولُ مُحَمَّدٌ

(4)

كَمَا قلتُ آنفًا بالمِرَارِ والتَّكْرَارِ، في القسمِ الثالثِ من هٰذا المقالِ على الأخَصِّ، وأيَّةً كانتْ تداعياتُ تلك الجريمةِ النَّكْرَاءِ الشَّنْعَاءِ التي ارتكبتْهَا عِصَابَةُ آلِ السَّعَادِينِ بِحَقِّ الكاتبِ الصِّحَافيِّ السُّعُودِيِّ، جمال خاشقجي، في ذاكَ اليومِ الثانِي من شهرِ تشرين الأول سنةَ 2018 في مدينةِ إسطنبولَ، وفي العُقْرِ من مبنَى قنصليةِ بلادِهِمْ بالذاتِ (على افتراضِ أَنَّهُ مبنًى «آمِنٌ» بِحَقٍّ مُخَصَّصٌ لـ«حمايةِ» المواطناتِ السُّعُوديَّاتِ والمواطنينَ السُّعُوديِّينَ بالذواتِ)، أيَّةً كانتْ تداعياتُ تلك الجريمةِ النَّكْرَاءِ الشَّنْعَاءِ في المشهدَيْنِ العربيِّ والغربيِّ الرَّاهِنَيْنِ، فإنَّهُ لَمِنَ العَسِيرِ جدًّا، إنْ لمْ يَكُنْ مِنَ المُسْتَحِيلِ بَتًّا، أنْ يُصَارَ إلى ذلك الفَصْلِ المُتَعَمَّدِ، أو حتى غيرِ المُتَعَمَّدِ، بينَ ذينكَ الصَّعيدَيْنِ السياسيِّ والاقتصاديِّ المترتِّبَيْنِ على تلك التداعياتِ في حَدِّ ذاتِهَا. حتى أنَّ طاغيةَ عِصَابَةِ آلِ السَّعَادِينِ الفاشيَّ، محمد بن سلمان، حينمَا لمَّحَ إلى قوَّةِ الاقتصَادِ القَطَريِّ في مَعْرِضِ إجابتِهِ «البَهْلَوَانِيَّةِ» عن السُّؤَالِ عن هُوِيَّةِ الآمِرِ الفعليِّ بتنفيذِ تلك الجريمةِ النَّكْرَاءِ الشَّنْعَاءِ (وعلى الرَّغمِ من أنَّ العَالَمَ كلَّهُ صَارَ يعلمُ أنَّهُ هو الآمرُ الفعليُّ، ولا شكَّ يرقى إلى ذلك)، كَانَ يُلَمِّحُ تلميحًا تمويهيًّا بإيعَازٍ أمريكيٍّ خفيٍّ إلى مَدَى إمْكَانِ اسْتِرْدَادِ هٰذِهِ الـ«قطر» من أحضَانِ تركيا في العَلَنِ، ويُلَمِّحُ من ثمَّ تلميحًا أكثرَ تمويهيَّةً بذاتِ الإيعَازِ الأمريكيِّ الخفيِّ إلى مِيدَاءِ إمْكَانِ استردادِهَا المُحَاذي بالحِذَاءِ من أحضَانِ إيرانَ في السِرِّ، هٰذِهِ المرَّةَ. كلُّ ذلك التلميحِ التمويهيِّ وحتى الأكثرِ تمويهيَّةً، في ذلك السِّيَاقِ المعنيِّ، إنَّمَا مَرَامُهُ الخَدَمِيُّ الأوَّلُ والأخيرُ هو عَيْنُ التمهيدِ الجَهِيدِ لتأسيسِ مَا بَاتَ يُدْعى كَلِمًا إبَّانَئِذٍ بـ«التحالف الإستيراتيجي الشرق-أوسطي» Middle East Strategic Alliance، ذلك التحالفِ الحَفِيِّ الذي كانَ عربانُ النفطِ والعَفْطِ المُؤَمْرَكُونَ والمُتَأَمْرِكُونَ، على حَدٍّ سَوَاءٍ، يدعُونَهُ عَمْدًا باختصارِهِ المُنَقْحَرِ بحِلْفِ الـ«ميسا» MESA (وذاكَ تشبُّهًا، بطبيعةِ الحَالِ، بِنَقْحَرَةِ اختصَارِ حِلْفِ الـ«ناتو» NATO الشهيرِ)، والذي أعلنَ عنهُ السِّمْسَارُ معتوهُ أمريكا، دونالد ترامب، إعلانًا «غَيْرِيًّا»، «تَفَانَوِيًّا» و«مُوَحِّدًا خَيِّرِيًّا وإنْسَانَوِيًّا» بينَ دولِ الخليجِ والسُّعُوديةِ بالذاتِ (وبالإضَافةِ إلى دولتَيْ مصرَ والأردنِّ يومَهَا)، وذلك بذَرِيعةِ، أو بالأحرى بخَدِيعةِ، «إجراءٍ دفاعيٍّ وقائيٍّ يحمي أبناءَ السُّنَّةِ (دونَ ذِكْرٍ للبناتِ، بالطبعِ، في مجتمعٍ ذُكُورِيٍّ قلبًا وقالِبًا) من ازديادِ المَدِّ الشِّيعيِّ الفارسيِّ» في منطقةِ الشرقِ الأوسطِ خاصَّةً. غيرَ أنَّ الغايةَ الأولى والأخيرةَ من هٰذِهِ الذَّرِيعةِ، أو من هٰذهِ الخَدِيعةِ، بدورِهَا هي الأُخرى، إنَّمَا هي ازديادُ المَدِّ العسكريِّ الأمريكيِّ إبَّانَئِذٍ (ومن ورائِهِ كذاكَ المَدُّ العسكريُّ البريطانيُّ وَ/أوِ الفرنسيُّ، وهَلُمَّ جَرًّا) في منطقةِ الشرقِ الأوسطِ هٰذِهِ، دونَ سِوَاهَا من مناطقِ ذلك الشرقِ الفسيحِ منظورًا إليهِ بمنظارِ تِيكَ «الهَيْمَنَةِ الاستشراقيَّةِ» Orientalist Hegemony بالمَفْهُومِ السَّعِيديِّ من طرفِ هٰذا الغربِ المدجَّجِ بالسِّلاحِ والمُحَصَّنِ بالعِلْمِ، بصورةٍ عامَّةٍ. حتى أنَّ ثَمَّةَ، في الآونةِ الأخيرةِ، بضعةً من التقاريرِ الأمنيَّةِ المُعَمَّقَةِ التي يتراوحُ نَعْتُ فَحْوَائِهَا مَا بَيْنَ «السِّرِّيِّ» و«السِّرِّيِّ جدًّا» وحتى «السِّرِّيِّ للغايةِ»، والتي تشيرُ إلى أنَّ لكلٍّ من عِصَابَتَيْ آلِ السَّعَادِينِ وآلِ النَّهَايِينِ الإجراميَّتَيْنِ تَيْنِكَ «مِخْلَبًا عسكريًّا»، حَسْبَمَا يردُ في المُسْتَوْرَدِ وَرْدًا من أشكالِ التعبيرِ السياسيِّ الرَّسْمِيِّ الحديثِ، «مِخْلَبًا عسكريًّا» مُسْتَتِبًّا، إذنْ، في الجانبِ الشرقيِّ الشماليِّ من شَطِّ، أو من شُطُوطِ، الفراتِ مَوْضِعًا (في سوريا ذاتِهَا)، «مِخْلَبًا عسكريًّا» مُزَوَّدًا، بَدْئِيًّا، بأجناسٍ شتَّى من مقاتلينَ أشدَّاءَ «أوفياءَ» مأجورينَ أجانبَ تأتيهِمْ متوالياتُ الأوامِرِ العسكريَّةِ وحتى الأوامِرِ اللاعسكريَّةِ، بينَ الفَيْنَةِ والفَيْنَةِ الأخرى، إتْيَانًا مباشرًا من «وكالةِ الاستخباراتِ المركزيةِ (الأمريكية)» CIA بالعَيْنِ: ومن ورائِهَا كذلك، والمَآلُ هُنَا، تقبعُ «هيئةُ الاستخباراتِ العسكريةِ (البريطانية)» MI6 وَ/أوِ «الإدارةُ العامةُ للأمنِ الخارجيِّ (الفرنسية)» DGSE. فلا غَرْوَ، مَرَّةً أخرى، أن تكونَ الأُحْبُولةُ الوَضِيعَةُ والدَّنِيئَةُ هي ذاتُهَا، منذُ الاِبتداءِ حِذْفَارًا بالتَّعْيِينِ المُعْجَمِيِّ وحتى الحَرْفيِّ: «التَّعَاضُدُ الأمْنِيُّ مِنْ أجْلِ مُحَارَبَةِ الإرْهَابِ المُتَمَثِّلِ الآنَ في التنظيمِ المُسَمَّى بـ«الدولةِ الإسلاميةِ في العراقِ والشام» (أو «داعش» ISIS، اختصارًا)، وأمثالِهِ»، كذاكَ مثلمَا هي الحَالُ قبلاً في تنظيمِ «الإخوان المسلمينَ» – تلك الأحْبُولةُ الوَضِيعَةُ والدَّنِيئَةُ التي لَمْ يَكُفَّ أَيٌّ من فَلِّ الطُّغَاةِ الفاشيِّينَ العُتَاةِ المُصْطَنَعِينَ، في «الجمهوريَّاتِ» أو في «الاشتراكيَّاتِ»، عن التذرُّعِ بِهَا بغيةَ الاسْتِوَاءِ الأبديِّ والأزليِّ على عُروشِ الحُكْمِ، من أمثالِ بشار الأسد وعبد الفتاح السيسي وخليفة بلقاسم حفتر، وكذلكَ من أمثالِهِمْ، في «الإماراتِ» أو في «المملكاتِ»، من آلِ النَّهَايِينِ ومن آلِ السَّعَادِينِ ومَا آلوا إليهِ كذاك بالغِرَارِ المُمَاثِلِ حتى هٰذِهِ اللحظةِ بالذاتِ – وتلك الأحْبُولةُ الوَضِيعَةُ والدَّنِيئَةُ التي أدَّتْ شَيْئًا فَشَيْئًا، والأزْرَى من ذلك، إلى الاعتقالِ التَّعسُّفيِّ لِكُلِّ سياسيِّ معارضٍ أو شبهِ معارضٍ لَهُ مِسَاسٌ ناجِزٌ بِأَيِّمَا «تَوَجُّهٍ سَلَفِيٍّ» أو «تَوَجُّهٍ إِخْوَانِيٍّ»، إلى أنْ آلَ المآلُ مُؤَخَّرًا إلى اعتقالِ زعيمِ حركةِ «النهضةِ» التونسيِّ ذاتِهِ، راشد الغنوشي، بِتُهْمَةِ «تمجيدِ الإرهَابِ» وتوصيفِ رجَالِ الأمنِ بـ«الطواغيتِ»، مِمَّا حَدَا حتى بعشراتِ المفكِّرينَ في العَالَمِ، من بينِهِمْ نعوم تشومسكي وفرانسيس فوكوياما وبرهان غليون، إلى المُطَالبةِ المِلْحَاحِ بالإفراجِ عنهُ شخصيًّا، خاصَّةً وأنَّهُ المُنْتَخَبُ انتخَابًا ديمقراطيًّا رئيسًا حَرِيًّا لذاتِ البرلمانِ الذي قَدْ حَلَّهُ رئيسُ «الجمهوريَّةِ» التونسيُّ، قيس سعيِّد، وهو المُبْتَدِئُ الآنَ، ولا شَكَّ، في مَسَارِ تلك العِصَابَاتِ من فَلِّ الطُّغَاةِ الفاشيِّينَ العُتَاةِ المُصْطَنَعِينَ بالذوَاتِ.

وكانتْ لعصابةِ آلِ الأَرَادِيغِ (أو حتى آلِ «الأَرَادِغِ»، بالقياسِ) مآربُها اللاأخلاقيةُ واللاإنسانيةُ، بدورِهَا هي الأخرى، وذاك على لَاحِقِ الاعتبارِ والافتراضِ بأنَّ أيًّا من نشاطاتِ ذينك «المِخْلَبَيْنِ العسكريَّيْنِ» المُسْتَتِبَّيْنِ المعنيَّيْنِ إنَّمَا يُمَثِّلُ تدخُّلاً واضحًا وفاضحًا في السيادةِ والأمنِ القوميَّيْنِ التركيَّيْنِ، من ناحيةٍ أولى، وذاك على سَابِقِ الاعتبارِ والافتراضِ بأنَّ القنصليةَ السُّعُودِيَّةَ الكائنةَ في مدينتِهِمْ إسطنبولَ بالذاتِ إنْ هي إلاَّ مسرحُ ارتكابِ جريمةِ الاغتيالِ المعنيَّةِ بحقِّ الكاتبِ الصِّحَافِيِّ السُّعُودِيِّ، جمال خاشقجي بالعَيْنِ، تلك الجريمةِ النَّكْرَاءِ الشَّنْعَاءِ التي تجسَّدتْ حُوشِيَّتُهَا ووحشيَّتُهَا، لَا بَلْ «قَنْبَلِيَّتُهَا» Cannibalism، في مَدَى تعذيبِهِ الجسديِّ وتزهيقِهِ الرُّوحيِّ وتقطيعِهِ «الطبِّيِّ الشرعيِّ» وتذويبِهِ «الكيميائيِّ الأسيديِّ»، وعلى أيدي فريقٍ مخابراتيٍّ إجراميٍّ مؤلَّفٍ من خمسةَ عشرَ كائنًا مَا دُونَ-حَيَوانِيًّا سُعُودِيًّا بلَحْمِهِ وشَحْمِهِ، من ناحيةٍ أخرى. وفي وُسْعِ حتى القارئةِ الكريمةِ والقارئِ الكريمِ غيرِ المُتَمَرِّسَيْنِ سياسيًّا لتفاصيلِ، أو حتى لمَجَاميلِ، تلك الأحداثِ «الهَيْمَنِيَّةِ الاستشراقيَّةِ» و«الهَمَجِيَّةِ الاستغرابيَّةِ» مجتمعةً، في وُسْعِهما أن يتحقَّقَا بِيُسْرٍ وسَهْلٍ من هٰذِهِ المآربِ اللاأخلاقيةِ واللاإنسانيةِ التي تَأْرُبُ إليهَا عِصَابَةُ آلِ الأَرَادِيغِ أيَّمَا أَرَبٍ بالدُّنُوِّ، فيمَا يتبدَّى، على مستويَيْنِ «براغماتيَّيْنِ» (أو، بالأَحْرَى، ذرائعيَّيْنِ نَفْعِيَّيْنِ) مُكَمِّلَيْنِ لبعضِهِمَا البعضِ، أوَّلُهُمَا سياسيٌّ-دينيٌّ وثانيهما اقتصاديٌّ-ماليٌّ، وأيَّةً كانَتْ كميَّةُ أو كيفيَّةُ المَسَاعِي الدبلوماسيةِ الأردنيةِ، أو حتى غيرِ الأردنيةِ، التي سُعِيَتْ بـِ«ضَمِيرِ شَأْنٍ» حينذاك نحوَ تنسيقٍ ثنائيٍّ سُعُوديٍّ-تركيٍّ مَرَامُهُ الأساسيُّ إنَّمَا هو «لاتَسْيِيسُ» ملفِّ جريمةِ الاغتيالِ المَعْنِيَّةِ ومَا تقتضيهِ اقتضاءً، وإنَّمَا هو «تَدْجِينُهُ» من ثمَّ بوصفِهِ ملفًّا قضائيًّا أو حتى جنائيًّا محضًا، ليسَ غيرَ. فأمَّا المستوى السياسيُّ-الدينيُّ، من زاويةٍ أولى، فيتجلَّى تَجَلِّيًا في لُهَاثِ عِصَابَةِ آلِ الأَرَادِيغِ، بمقتضَى عاداتِ سَلِيفَاتِها «التاريخيَّةِ» (أو حتى «اللاتاريخيَّةِ»، بالخَليقِ) وراءَ استِئْثَارِيَّةِ واحتكاريَّةِ التمثيلِ العِصَابَاتِيِّ «المَافْيَوِيِّ» للمذهبِ السُّنيِّ (الأرثوذكسي) في منطقةِ الشرقِ الأوسطِ، على وجهِ التحديدِ: ففي حينِ أنَّ تركيا من كَنَفِ عِصَابَةِ آلِ الأَرَادِيغِ (اللاأبديةِ) نفسِهَا تزعُمُ هٰذا التمثيلَ بكونِهَا «كانفةَ» الخلافةِ العثمانيةِ الكبرى، نرى أنَّ السُّعُوديةَ من طرفِ عِصَابَةِ آلِ السَّعَادِينِ (الأبديةِ، بدورِهَا) تدَّعي هٰذا التمثيلَ عينَهُ بوصفِهَا «ماهدةَ» الرسالةِ الإسلاميةِ الأولى، ونرى أنَّ مصرَ من جانبِ عِصَابَةِ آلِ السَّيَاسِيسِ (الأبديةِ-اللاأبديةِ، بدورِها هي الأخرى) تعتزي هٰذا التمثيلَ عينَ عينِهِ باعتبارِهَا «ضَامَّةَ» الكثافةِ السُّكَّانيةِ (السُّنِّيَّةِ) الأكبرِ، في هٰذا السِّياقِ بالذاتِ، وهكذا دوالَيْكُمَا. بيدَ أنَّ مَا يجمعُ هٰذِهِ العِصَابَاتِ كُلَّهَا وبِلا استثناءٍ، وإنْ تنازعتْ على حِيَازَةِ هٰذا التمثيلِ السياسيِّ-الدينيِّ «المَافْيَوِيِّ» ذاتِهِ في الجَلَاءِ وفي الخَفَاءِ، إنَّمَا هو أوَّلاً وآخِرًا التذرُّعُ بتلك الأحْبُولةِ الوَضِيعةِ والدنيئةِ في نوعيَّةِ «التَّعَاضُدِ الأمْنِيِّ مِنْ أجْلِ مُحَارَبَةِ الإرْهَابِ»، حتى لو كانَ المقابلُ الإرهابيُّ لتنظيمِ «الدولةِ الإسلاميةِ» ISIS وأمثالِهِ، بالنسبةِ إلى عِصَابَةِ آلِ الأَرَادِيغِ دونَ غيرِهَا، مُتَمَثِّلاً، والحَالُ هٰذِهِ، في «حزبِ العمالِ الكردستانيِّ» PKK وأمثالِهِ كذلك، ذلك الحزبِ الذي أعلنَ بالمِرَارِ عن تمرُّدِهِ وعن عِصْيَانِهِ المسلَّحِ منذُ أكثرَ من ثلاثةِ عقودٍ ضدَّ مَا يَرَاهُ جَلِيًّا في فاشيَّةِ عِصَابَاتِ طبقاتِ الحُكْمِ تيكَ التي بلغتْ ترتيبَها الثاني عشرَ في تركيا كمثلِ هٰذِهِ العِصَابَةِ (أي عِصَابَةِ آلِ الأَرَادِيغِ نفسِهَا). وأمَّا المستوى الاقتصاديُّ-الماليُّ الآخَرُ، من زاويةٍ أُخْرَى، فيتبدَّى تَبَدِّيًا في سَيَلانِ اللُّعَابِ مَجَازًا قَمِيئًا من عِصَابَةِ آلِ الأَرَادِيغِ عينِهَا أمَامَ الملياراتِ السُّعُودِيَّةِ «النَّدِيَّةِ والجَدِيَّةِ»، رغمَ ذلك كلِّهِ حتَّى، وذلك تيمُّنًا بسَيَلانِ اللُّعَابِ مَجَازًا قَمِيئًا آخَرَ من عِصَابَةِ آلِ الطَّرَابِينِ ذاتِهَا أمَامَ هٰذِهِ الملياراتِ بالذوَاتِ – وعلى الأخصِّ، هٰهُنَا، عندمَا صَرَّحَتْ هٰذِهِ العِصَابَةُ الأخيرةُ على لسَانِ معتوهِهَا المُقَاوِلِ، دونالد ترامب، بأنَّ عِصَابَةَ آلِ السَّعَادِينِ هٰذِهِ لَنْ تستمرَّ في تَسَلُّمِ مقاليدِ الحُكْمِ أكثرَ من أسبوعَيْنِ اثنَيْنِ دونَ أيَّةِ «حمايةٍ أمريكيةٍ» مُثْلَى، أو حتى على لسَانِ «مُعَارِضِ» (أو، بالحَرِيِّ، «مُنَافِسِ») ترامب الجمهوريِّ الآخَرِ، ليندْزي غْراهام، بأنَّ السُّعُودِيَّةَ النفطيَّةَ برمَّتِهَا سوفَ تتكلَّمُ اللغةَ الفارسيةَ (لغةَ إيرانَ المُتَنَفِّذَةِ حَوْلاً)، كلغةٍ أُمٍّ أولى، في غُضُونِ أسبوعٍ واحدٍ ليسَ أكثرَ من غِيَابِ هٰذِهِ «الحمايةِ الأمريكيةِ» المُثْلَى في حدِّ ذاتِهَا – وعلى الأَشَدِّ خُصُوصًا، هٰهُنَا كذاكَ في التحليلِ الأخيرِ، عندمَا كانَ اقتصادِيُّو (أو، بالأحرَى، «مَالِيُّو») عِصَابَةِ آلِ الأَرَادِيغِ، ومَا زالوا إذَّاكَ، تيمُّنًا بِنُظَرَائِهِمْ الاقتصاديِّينَ أو «الماليِّينَ» من عِصَابَةِ آلِ الطرابينِ كذلك، في حالةِ ارتقابٍ عُصَابيٍّ شِبْهِ دائِمٍ، جليٍّ أو خَفيٍّ كذاكَ، إزاءَ حَدَثٍ اقتصاديٍّ-مَاليٍّ جِدِّ دَارٍّ «لَمْ يَسْبِقْ لَهُ مَثِيلٌ في تاريخِ البشريَّةِ جَمْعَاءَ»، ألا وهو: الغُدُوُّ العاجلُ، أو حتى الآجلُ، لطاغيةِ عِصَابَةِ آلِ السَّعَادِينِ الفاشيِّ، محمد بن سلمان، كأوَّلِ «تْرِلْيُونير» في العَالَمِ، ودونَ أيِّمَا فردٍ آخَرَ من أفرادِ هٰذِهِ العِصَابةِ، أو حتَّى غيرِهَا – وعلى الأَشَدِّ الأَشَدِّ خُصُوصًا، هٰهُنَا كذاكَ في التحليلِ مَا بعدَ الأخيرِ في هٰذا الآنِ وفي هٰذا الأوَانِ، عندمَا دَعَا طاغيةُ عِصَابَةِ آلِ السَّعَادِينِ الفاشيُّ ذاتُهُ كُلاًّ من طاغيةِ الشامِ الإجْرَامِيِّ، بشار الأسد، والرئيسِ الدُّمْيَةِ الأوكرانيِّ، ڤولوديمير زيلينسكي، إلى حُضُورِ اجتمَاعِ القِمَّةِ العربيَّةِ الذي جَرَى عَقْدُهُ بالدَّوْرِ الثانِي والثلاثينَ في مدينةِ جدَّةَ في هٰذا اليَوْمِ بالذاتِ (يَوْمِ التاسِعَ عَشَرَ من شهرِ أيَّارَ عامَ 2023)، وذاكَ بِالخِلَافِ والبِغَاتِ الصَّاعِقَيْنِ، لَا بَلِ الزَّاعِقَيْنِ، من كلِّ عُرْفٍ أو تَقْلِيدٍ مُنْطَوِيًا، فِيمَا يَبْدُو للعِيَانِ والآذَانِ، انْطِوَاءً على تَخْمِينٍ قَمِينٍ ذي أبْعَادٍ آخَرِيَّةٍ وذاتيَّةٍ عِدَّةٍ، منهَا: في مَقَامٍ «آخَرِيٍّ» أَوَّليٍّ هَامٍّ، عَيْنُ التَّمْوِيلِ المُوَصَّى أمريكيَّا بِمَا يُسَاهِمُ في «إحْيَاءِ» بَلَدَيْنِ مُدَمَّرَيْنِ كُلِّيًّا (أو بالكَادِ) ثَمَنًا مُثَمَّنًا بَدْئِيًّا لِأَيِّمَا تَدَخُّلٍ عَسْكَرِيٍّ، أو حتى لاعَسْكَرِيٍّ، في العَاجِلِ حَاضِرًا وَ/أَوْ في الآجِلِ مُسْتَقْبَلاً؛ وفي مَقَامٍ «ذاتِيٍّ» ثَانَوِيٍّ لٰكِنْ أَهَمُّ حتى، عَيْنُ التَّحْوِيلِ المُسَوَّى سُعُودِيًّا بِمَا يُوَائِمُ في «إرْضَاءِ» ألْبَابِ الغربِ عَامَّةً سَعْيًا سَارِبًا وَرَاءَ تَغَاضِيهِ بِنَحْوٍ أَوْ بِآخَرَ (وإلى حَدِّ «الصَّفْحِ الجَمِيلِ») عن اجْتِرَامِ جَرِيمَةِ الاِغْتِيَالِ بِحَقِّ الكَاتِبِ الصِّحَافِيِّ السُّعُودِيِّ، جمال خاشقجي، تلكَ الجَرِيمَةِ النَّكْرَاءِ الشَّنْعَاءِ في حَدِّ ذَاتِهَا.

ذٰلك نَزْرٌ نَزِيرٌ مَنْزُورٌ، إذنْ، مِنْ مَآرِبَ لاأخلاقيةٍ ولاإنسانيةٍ كانتْ، في منظورِ الكثيرِ من الأقلامِ الصِّحَافِيَّةِ العربيَّةِ حتى هٰذا الحِينِ ذاتًا، دَلَائِلَ دبلوماسيَّةً سُلُوكِيَّةً أكيدةً على مِيدَاءِ مَا يتمتَّعُ بِهِ هٰذا المُزَّمِّلُ الحُوشِيُّ الوَحْشِيُّ «القَنْبَلِيُّ» طَاغِيَةُ عِصَابَةِ آلِ السَّعَادِينِ الفاشيُّ، محمد بن سلمان ذاتُهُ، من «رُوحٍ مَلَكِيَّةٍ قِيَادِيَّةٍ عَبْقَرِيَّةٍ ازْدِوَاجِيَّةٍ»: هٰذا المَشِيجُ المُتَوَخَّى تَوَخِّيًا عن آنِفِ قَصْدٍ وعَمْدٍ من كلٍّ من ذاتِ الخِلَافِ المُثِيرِ للمِرَاءِ والجَدَلِ (لَدَى وُجُودِ طاغيةِ الشامِ الإجْرَامِيِّ، بشار الأسد، تَارَةً) وذاتِ البِغَاتِ المُثِيرِ للرِّئَاءِ والوَجَلِ (لَدَى وُجُودِ الرئيسِ الدُّمْيَةِ الأوكرانيِّ، ڤولوديمير زيلينسكي، تَارَةً أُخْرَى)، بحيثُ أنَّ تأثيرَ هٰذا البِغَاتِ الأَخِيرِ يطغَى طُغْيَانًا مَرْئِيًّا وسَمْعِيًّا لافِتًا على تأثيرِ ذاكَ الخِلَافِ الأَوَّلِ لا لشيءٍ، لا لشيءٍ هٰهُنَا قَطُّ، سِوَى للتخفيفِ الرَّفِيفِ من وَطْأَتِهِ، وَطْأَةِ تأثيرِ الخِلَافِ عَيْنًا، على أَذْهَانِ الرَّائِينَ والرَّائِيَاتِ والسَّامِعِينَ والسَّامِعَاتِ كَافَّةً، وبالأخَصِّ على أَذْهَانِ مَنْ مَا فَتِئُوا يَرْفُضُونَ ومَا فَتِئْنَ يَرْفُضْنَ اسْتِقْطَابَ الطاغيةِ الفاشيِّ الإجْرَامِيِّ المَعْنِيِّ في اجتمَاعِ القِمَّةِ العربيَّةِ ذَاتِهَا، سَوَاءً كَانُوا وكُنَّ في دَاخِلِ سوريا أَمْ صَارُوا وصِرْنَ في خَارِجِهَا كذلك. كُلُّ تِيكَ الدَّلَائِلِ الدبلوماسيَّةِ السُّلُوكِيَّةِ الأكيدةِ أَوْ بالأَدْنَى جُلُّهَا، إذنْ، كَانَتْ قَدْ جَاءَتْ من منظورِ الكثيرِ من الأقلامِ الصِّحَافِيَّةِ العربيَّةِ حتى هٰذا الحِينِ، كَمَا ذُكِرَ للتَّوِّ، إلى أنْ وَصَلَتْ أَشْكَالُ إِخْبَارِهَا أَو حتى إِنْشَائِهَا بِشَكْلٍ أَوْ بِآخَرَ إلى المُقَابِلِ المَاثِلِ من الأقلامِ الصِّحَافِيَّةِ الغربيَّةِ أيضًا، كمثلِ أقلامِ الصَّحِيفَةِ الفرنسيَّةِ، Libération، هٰذِهِ الصَّحِيفَةِ التي وَرَدَ فيهَا تقريرٌ في ذاتِ اليَوْمِ من الاجتمَاعِ المَذْكُورِ يُوَصِّفُ الخُطْوَةَ المَعْنِيَّةَ التي أَقْدَمَ عليهَا طَاغِيَةُ عِصَابَةِ آلِ السَّعَادِينِ الفاشيُّ، محمد بن سلمان ذاتُهُ، بالتَّوْصِيفِ الفرنسيِّ Coup De Maître، أَوْ بالمَثِيلِ العربيِّ الفَصِيحِ «عَمَلٌ مُنْقَطِعُ النَّظِيرِ»، أَوْ حتى بالمَثِيلِ العربيِّ الدَّارِجِ «ضَرْبَةُ مُعَلِّمٍ»، ومَا على فَلِّ الطُّغَاةِ الفاشيِّينَ العُتَاةِ المُصْطَنَعِينَ المَعْنِيِّينَ أولئك إذَّاكَ إلاَّ التَّحْدِيجُ والإِصْغَاءُ مَصْعُوقِينَ وَلْسًا أَيَّمَا صَعِيقٍ ومَزْعُوقِينَ دَلْسًا أَيَّمَا زَعِيقٍ. وهٰكذا، وفي غَلْوَاءِ سَائِرِ تلك المَآربِ اللاأخلاقيةِ واللاإنسانيةِ التي تَأْرُبُ إليهَا عِصَابَةُ آلِ الأَرَادِيغِ أيَّمَا أَرَبٍ براغماتيٍّ، على ذاتِ المستوى الاقتصاديِّ-المَاليِّ تحديدًا، مَا يُفَسِّرُ بِجَلاءٍ كيفَ أنَّ رأسَ هٰذِهِ العِصَابَةِ (اللاأبديَّةِ)، رجب طيب أردوغان، إنَّمَا هو فردٌ دبلوماسيٌّ فاشيٌّ يحترفُ الابتزازَ والنفاقَ في أقصَى مَعَانِيهِمَا، ولا شَكَّ في هٰذا بَتًّا: أردوغانُ الدبلوماسيُّ الفاشيُّ يحترفُ الابتزازَ، أوَّلاً، من خلالِ اتِّبَاعِهِ ذلك الأسلُوبَ التَّدَرُّجِيَّ الرُّوَيْدِيَّ- الرُّوَيْدِيَّ، أو مَا يُسَمَّى في الحديثِ السياسيِّ اليوميِّ بـ«سياسةِ القطرة-قطرة»، في تسريبِ كلٍّ من المعلومَاتِ الصَّوْتِيَّةِ والبَصَرِيَّةِ، وحتى «الرَّسْمِيَّةِ»، المُرِيعَةِ والمُرَوِّعَةِ التي تتعلَّقُ بجَرِيمَةِ اغتيالِ الكَاتِبِ الصِّحَافِيِّ السُّعُودِيِّ، جمال خاشقجي عَيْنِهِ، وفي إطلاعِ كلٍّ من الدولِ الغربيَّةِ «الديمقراطيَّةِ» التي يُحَالفُهَا من «حِلْفِ شِمَالِ الأطلسِيِّ» NATO الآنفِ الذكْرِ، ومن ثمَّ في الوَعْدِ «المبدئيِّ» المُسْتَمِرِّ لهٰذِهِ الدُّوَلِ بتسريبِ المزيدِ من هٰذِهِ المعلوماتِ – مِمَّا يَدُلُّ دَلَالَةً يَقِينيَّةً أو شِبْهَهَا على اعترَافٍ مُعْلَنٍ، أو حتى غيرِ مُعْلَنٍ، مِنْهُ (أي من نفسِ أردوغانَ الدبلوماسيِّ الفاشيِّ المُبْتَزِّ هٰذا) بوُجُودِ أجهزةٍ تَنَصُّتِيَّةٍ مخفيَّةٍ ومتعذِّرةِ الاكتشافِ حتى على «الأذكياءِ» و«الحاذقينَ» من عِصَابَةِ آلِ السَّعَادِينِ أنفسِهِمْ، أجهزةٍ تَنَصُّتِيَّةٍ مزرُوعَةٍ في أمَاكِنَ «مَيِّتَةٍ» كُلِّيًّا (أو بالكادِ) من مبنى القنصليَّةِ السُّعُودِيَّةِ في مدينةِ إسطنبولَ يُديرُهَا عناصِرُ معيَّنُونَ من «جهازِ الاستخباراتِ الوطنيةِ (التركيِّ)» MİT، من وَرَاءِ الكواليسِ، يديرُونَهَا إدارةً «عِصَامِيَّةً» أوْ «عَصْمَاءَ»، إنْ لَمْ تَكُنْ إدارةً بإشرافٍ غيرِ قصيٍّ من لَدُنْ عناصِرَ محدَّدينَ آخرينَ من «وكالةِ الاستخباراتِ المركزيةِ (الأمريكية)» CIA، من وَرَاءِ وَرَاءِ هٰذِهِ الكواليسِ. وأردوغانُ الدبلوماسيُّ الفاشيُّ نفسُهُ يحترفُ النفاقَ، ثانيًا، من خلالِ سَعْيِهِ الافتعاليِّ والافترَائيِّ الحَثِيثِ إلى الظُّهُورِ، قدَّامَ العَالَمِ المخدُوعِ وحتى غيرِ المخدُوعِ طُرًّا، بمَظْهَرِ ذلك السياسيِّ «النظيفِ» و«النزيهِ» و«المُشْبَعِ إشباعًا بمَكَارِمِ الأخلاقِ الإسلاميةِ النَّقِيَّةِ»، وذلك في غَمْرَةِ اهتمَامِهِ وانهمَاكِهِ السَّلِيلَيْنِ بذَيْنِكَ التحرِّي والتقصِّي «الإنسانِيَّيْنِ» و«الإنسانَوِيَّيْنِ» حولَ ذلك الآمِرِ الفعليِّ بتنفيذِ تلك الجَرِيمَةِ النَّكْرَاءِ الشَّنْعَاءِ، جَرِيمَةِ اغتيالِ الكاتبِ الصِّحَافي السُّعُودِيِّ جمال خاشقجي ذاتِهِ (وهو الصَّدِيقُ المقرَّبُ لأردوغانَ الدبلوماسيِّ الفاشيِّ المنافقِ بالذاتِ)، بينمَا كانَ هٰذا السياسيُّ «النظيفُ» و«النزيهُ» و«المُشْبَعُ إشباعًا»، إلى آخِرِهِ إلى آخِرِهِ، ولَمْ يزَلْ كذلك، قَدْ قامَ بِرُمِّ مُقْتَضَى مشيئتِهِ العقليَّةِ والنفسيَّةِ بالحَظْرِ العَسْفِيِّ والتعسُّفِيِّ والاعتسَافِيِّ على شتَّى حُرِّيَّاتِ التعبيرِ وشتَّى حُرِّيَّاتِ إبداءِ الرأيِ، وعن طريقِ اتِّخَاذِ أحكامٍ وإجرَاءَاتٍ قمعيَّةٍ وقسريَّةٍ وقهريَّةٍ أَدَّتْ إلى اكتظاظِ سُجُونِهِ، سُجُونِ آلِ الأَرَادِيغِ أنفسِهِم، بالكثيرِ من الكاتباتِ والكُتَّابِ الصِّحَافيِّينَ (المُعَارضِينِ)، وبالكثيرِ من الكاتباتِ والكُتَّابِ المثقَّفينَ (المُعَارضِينِ) الآخَرِينَ، منذُ أنْ تَسَلَّمَ هٰذا الـ«أردوغانُ الدبلوماسيُّ الفاشيُّ المُبْتَزُّ المنافقُ بامتيازٍ» مقاليدَ الحُكْمِ في دولةِ تركيا في اليومِ الثامنِ والعشرينَ من شهرِ آبَ سنةَ 2014، وذاك بمثابةِ المُمَثِّلِ السياسيِّ «النظيفِ» و«النزيهِ» وحتى «المُشْبَعِ إشباعًا بمَكَارِمِ الأخلاقِ الإسلاميةِ النَّقِيَّةِ»، إلى آخِرِهِ إلى آخِرِهِ، للرئيسِ الثاني عشرَ للبلادِ.

صَحِيحٌ أَنَّ البَادِيَ للأنظارِ من نتائجِ الاِنْتِخَابَاتِ الرِّئَاسِيَّةِ الحَالِيَّةِ في دولةِ تركيا لهٰذا العَامِ يعكسُ حتى هٰذِهِ اللحظةِ بالذاتِ صُورَةً جِدَّ إيجَابِيَّةٍ بالقُرْبَانِ وجِدَّ إيحَائِيَّةٍ بالحُسْبَانِ عن سُلُوكِيَّةِ هٰكذا الـ«أردوغانِ» بوَصْفِهِ مُمَثِّلاً سياسيًّا «نظيفًا» و«نزيهًا» و«مُشْبَعًا إشباعًا بمَكَارِمِ أخلاقٍ إسلاميةٍ نَقِيَّةٍ»، إلى آخِرِهِ إلى آخِرِهِ، وصَحِيحٌ كذاك أَنَّ تَوْجِيهَ الاِنْتِقَادِ بِبَالِغِ الأَشُدِّ إلى المَعْنِيِّ من وسَائِلِ الإعلامِ الغربيِّ فِيمَا لَهُ مِسَاسٌ بأَيِّ مَوْقِفٍ تَخَرُّصِيٍّ مَهِينٍ أو حتى عُنْصُرِيٍّ مَقِيتٍ أو حتى اِسْتِشْرَاقِيٍّ بَغِيضٍ (مِنْ لَدُنْ أَبِي الاِسْتِشْرَاقِ، برنارد لويس عَيْنِهِ) بِإِزَاءِ أَيِّمَا دولةٍ إسلاميَّةٍ كمثلِ تركيا هٰكذا الـ«أردوغانِ» دُونَ غَيْرِهِ – صَحِيحٌ كُلَّ الصَّحَاحِ أَنَّ تَوْجِيهَ الاِنْتِقَادِ بهٰكذا أَشُدٍّ إِنَّمَا هو وَاجِبٌ إنسَانيٌّ مِلْحَاحٌ، قبلَ أَنْ يكونَ وَاجِبًا أَخلاقيًّا كذاكَ حتى، على كُلِّ مُثَقَّفَةٍ نَظِيفَةٍ نَزِيهَةٍ أو كُلِّ مُثَقَّفٍ نَظِيفٍ نَزِيهٍ كَمَا يُحَاوِلُ الكَاتِبُ الصِّحَافِيُّ المُخَضْرَمُ، صبحي حديدي، أَنْ يفعلَ جَاهِدًا في تقريرِهِ الحَدِيثِ العَهْدِ، مَثَلاً لَا حَصْرًا، «انتخاباتُ تركيا: مَنْ يتذكَّرُ برنارد لويس؟» (القدس العربي، 13 أيار 2023)، إِلاَّ أَنَّ هٰذِهِ «النَّظَافَةَ» وهٰذِهِ «النَّزَاهَةَ» لَنْ تَتَجَلِّيَا مُكْتَمِلَتَيْنِ شَكْلاً وَ/أَوْ فَحْوًى على الإطلاقِ مَا لَمْ يلتزمْ هٰذا الكَاتِبُ الصِّحَافِيُّ العربيُّ المَعْنِيُّ، في هٰذِهِ القرينَةِ الجَمُوحِ إحْسَاسًا وحَسَاسِيَةً بالنِّسْبَةِ للمَعْنِيَّاتِ من العَرَبِيَّاتِ والمَعْنِيِّينَ من العَرَبِ تَحْدِيدًا، مَا لَمْ يلتزمْ بِتِبْيَانِ شَيْءٍ بِحَدٍّ نِسْبِيٍّ، على أَقَلِّ تَقْدِيرٍ، من ذلك «الوَجْهِ الزَّرِيِّ» (أو Seamy Side، كَمَا يَنْطِقُ اللِّسَانُ الحَالُ للتَّحْلِيلِ النَّفْسِيِّ السِّيَاسِيِّ الناطقُ باللغةِ الإنكليزيَّةِ) من شَخْصِيَّةِ هٰكذا الـ«أردوغانِ» بالذاتِ، وعلى الأَخَصِّ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بذاتِ الكَمِّ الهَائِلِ من تيك الجَرَائِمِ الحُوشِيَّةِ والوَحْشِيَّةِ التي كَانَتْ قُوَّاتُهُ الخَاصَّةُ، وَلَمَّا تَزَلْ، تَرْتَكِبُهَا ارْتِكَابًا هَمَجِيًّا في كُلٍّ من شِمَالِ سوريا وشِمَالِ العراقِ دَعْمًا وتَدْعِيمًا لرَصِيدِهِ الاِنْتِخَابِيِّ الحَالِيِّ قُدَّامَ بَنَاتِ وأَبْنَاءِ ذاكَ الشَّعْبِ التركيِّ وحَسْبُ، ولٰكِنْ على حِسَابِ الدِّمَاءِ، سَفْكِ الدِّمَاءِ، مِنْ بَنَاتِ وأَبْنَاءِ هٰذِهِ الشُّعُوبِ العربيَّةِ – ولِهٰذَا الكَلَامِ، فِيمَا بَعْدُ، بَقِيَّةٌ!

[انتهى القسم الرابع من هذا المقال ويليه القسم الخامس]

*** *** ***

دبلن (إيرلندا)،
19 أيار 2023

/ تحديثا عن الحوار المتمدن
غياث المرزوق - ذٰلِكَ ٱلْغَبَاءُ ٱلْقَهْرِيُّ ٱلْتَّكْرَارِيُّ: طُغَاةُ ٱلْتَّقَدُّمِ أَمْ بُغَاةُ ٱلْتَّهَدُّمِ؟ (4) (ahewar.org)

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى