محمود سلطان - أنا والزبَّاءُ ونزار..

أيا زبَّاءُ..
قد بالتْ خُيُولُ الرُّومِ في بَرَدَىْ
وغَاطَ.. على عُرُوشِ "أُميَّة" القَيصَرْ
وليلُ دمشقَ مِشنقةٌ
تدلى حَبلُهُا بِرؤوسِ قَتلانَا
دَمَاً يقطرْ
وبِيعتْ للمِلشياِتِ البَنَاتُ..
رَهَائِنًا قُصَّرْ
ومِنْ أثدَائِهنَّ.. نَبيذُهُا.. ولكلِّ مَنْ مَرّوا
سَواءً كانَ مُرتزقًا..
ومِنْ مُتواطئيِ العَسكَّرْ

أيا زبَّاءُ..
تَسألُني سَماءُ دِمَشقْ
عَنِ الصَّافاتِ من لَقلقْ
وعَنْ بَجَعَاتِ غَوْطَتِهَا
وعَنْ يَاقُوتِها الأزرَقْ
وعن فجرٍ..
دمُ الأطفالِ يَطلُبُهُ
وحتى الآنَ لمْ يُشرِقْ

أيا زبَّاءُ..
تسْألُني نِسَاءُ دِمَشقْ
تُسَائلُني..
وتَسْألُني..
عَنِ الأشعارْ
وعنْ مِشكَاةِ شِعرِ نِزَارْ
وعنْ قارُورةِ الأحبَارْ
جَريدتِهِ..
وَمِعطَفِهِ ..
سَجَائِرِهِ..
وقَهْوَتِهِ .. وَكَمْ يَحتَاجُ مِنْ سُكَّرْ

فكم نَامتْ ضفائرهنْ
على أكْتَافِ دَفتَرِهِ
يُمَشِطُهَا..
ويَعقِدُ مِنْ قَصَائِدهِ.. "فِيُنكاتٍ"
تُناسبُ لونَهَا الأسمرْ
ويُطعمهنَّ تُفاحًا وبَرقُوقًا
مَنَ الكَلِمَاتِ ..
واليَاقُوتِ والعنبرْ
ويَرسمُ مِنْ "شَفَايفهنْ"
عناقيدًا تُقبّلُ أَحرُفَ الدّفتْر

أيَا زبَّاءُ..
مَا أقوىَ دِمشقيَّ الهَوَىْ
ذاكَ الفتى الأشقرْ
فَقدْ نَامتْ عيُونُ دِمشقَ دَامِعةً
بلا خُبزٍ وَلا زَعترْ
وَسَيّدُهَا لدَى الأبوَابِ يَدفعُهَا
إلىِ جِنكِيزِهَا الأخطرْ
ومِنْ كِسرى.. إلى قَيصَرْ
ومَا بَاعَ الفَتَى..
شَرَفَ الدّمِشقِيّاتِ بِالدّولارِ والآبارْ
وَلا بِلْقيسَ.. قِصةَ حُبهِ الأشهرْ
ويَكرهُهُ مِنَ الأعرابِ مَنْ جَاءَتْ..
بهِ الثكَنَاتُ سَيَّافًا.. ولا أكثرْ
يُعَلِقُهُ على أعوَادِ دَفترِهِ
وَيَجلِدُهُ..
وَمِنْ سُلطَانِهِ يَسخرْ.

** القاهرة/ محمود سلطان

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى