عباس السوداني - تنهيده على حافة القبر..

دعيني أشرِقُ كالشمسِ على مخابيء قبرِك ِ
أبعثر ُ ذلك الظلام الحالكِ . الوِّحُ لكِ بالصورِ التي التقطناها مؤخراً في مدينة غورغان جنوب نيودلهي .
أردت كثيراً تفادي إسترجاع وجوه َالممرضات ِوالاطباءِ الهندوس الذين كانوا يتابعون حالتكِ .
كم كنت أعاني وأنا بانتظار التقارير التي تفصح عن الداء اللعين . أكاليلَ الورد ِالتي أعددتها لعودَتُك ِمتشافية متعافية ،
ذبُلت ْ. وباتت بلا عطر ٍ . إنحنت الزهور وتساقطت الاوراق ، كأنّ المأتمُ أُعلِنَ مبكراً .
أشيائي التي كنت أتباهى بها . ساعتي الثمينة وخاتمي النادر ونظارتي التي أهديتِها ذات ميلاد . لم تعد تهمني نادراً ما أقلبها في درج ِأشيائي .
تلك السنين وحفنة أشياء وذكريات . وأبناءَ وبنات ٍ كانوا بالنسبة لك أغلى مافي الكون ِ.
كل َّ هذا ورحلتي !!؟؟
أي قلب سأمتلك لكي أتحمل هذا الجرح ؟
أعيديني الى الفوضى التي كنت أعيشها بقربك .
بعدك ، سئمت وضع أشيائي في محلها . وتعليق أوعيتي في مكانها . وأوراقي التي تتفقدينها على الدوام لم تعد تحمل قصيدة غزلٍ كتبتها لعينيكِ . أعيديني الى ألقي ….
لم يعد بوسعي أن أقدمَ لكِ أي شيء سوى الترحمِ وهذه المجموعة التي كتبت لعينيكِ . أسميتها ليلكِ وأطراف الفجرِ . وشعرك الاسودِ الداكِنِ
لاتزال أطرافهُ تغازلني وتدعوني بعناق طويل

عباس السوداني/ العراق


------------------------
* تنهيدة على حافة القبر _عباس السوداني - النص حاز على المرتبة الرابعة في مسابقة الأقصوصة دورة ثانية الهراديبية

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى