سوزان إبراهيم - مستغرقةً في شأنٍ هادئ

بتولٌ لم تلدْ، أنجبتْ نفسَها
الحقيقةُ أولُ خلقٍ لهُ ظلٌّ،
أولُ خلقٍ يرصُدُ ضِدَّه.
في العتمةِ كُلُّ سَواءٌ
أشباهٌ بإسنادٍ مقدّسٍ، وحقيقةٌ مُختَلَفٌ عليها!
هذه الليلةَ تصلُ الأبديةُ المطلقةُ متأخرةً،
لكن الوحشَ سيأتي أيضاً.
بينَ كُمونِ القصدِ وتظهيرِ المعنى
تحدثُ المعجزة.
***
تملكينَ ما تذهبينَ إليهِ، الطريقَ.
بسببِ الجاذبيةِ أو القدرِ، كاسمٍ حَرَكيٍّ، تهبطُ المآلاتُ.
متيقنةً من ثَرِّ التأويلِ
تعرفينَ، على وجهِ الدِّقةِ، أن الموتَ ليس مثيراً للاهتمام.
مستغرقةً تماماً في شأنٍ هادئٍ، تتركينَ لمطرِ النيازكِ أن يحدثَ
أنتِ أنثى الذئبِ تعرفُ كيف تعضُّ،
البومةُ يقتُلها لحمُ المُكرَّسِ المتعفنُ
ويُعيدُ بعثَها مُستَغلَقُ السرِّ.
***
يا نُسّاكَ الهاويةِ،
الذاتُ خوارزمياتٌ لاستئناسِ التغيير.
هذهِ يقظةُ الجوهر تتوسطُ زيفَ الأضدادِ
هذا توهُّجُ الروحِ عندَ الثالثة فجراً، بعد تربيعِ الكواكبِ
وأنتِ تفتحينَ أربعة عشر باباً في بيتِ الحكاية.
لا تموتي إذنْ لسببٍ أقلَ من إدراكِ الطريق.
***
خلالَ هدنةِ فكِّ الارتباطِ ينهارُ جسرُ الوعيِّ
في رأسكِ جهنمُ متحركةٌ،
في يدِكِ كارثةٌ وتذاكرُ قطار.
ثمة ما يتدفقُ داخلكِ وما عدتِ كافيةً له:
فائضُ رغبةٍ في انتزاعِ العطالةِ من نيكاتيف العالم.

أيار/ مايو 2023


سوزان إبراهيم / سورية

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى