اخبار أهرام جمهورية ، علي صوت زينهم بائع الجرائد صاحب الصوت الجهورى الموقظ لمن في القبور ، يستيقظ ياسر السمالوطي ، بعد أن سحب صوت زينهم اخر حلم من أحلامه التي اعتاد أن يراها من ايام خوالي ، ينسل من تحت غطائه يبحث عن صوته العالق بآخر حلم رأه منذ بضع ثواني فيخرج متحشرج : زينهم الأهرام
وحين يعود علي صوت المنبه الذي أعلن عن وقت الاستيقاظ ينظر إليه مبتسم فقد اعتاد أن يستيقظ قبله ، حتي فكر كثيرا انه قد يستغني عنه ، ودخل الي الحمام مصطحب الأهرام وعاد الي المطبخ القديم المورث عن امه المتوفاة منذ أكثر من سبع سنوات وقد ابقي علي كل ما فيه ، وضع الماء في البراد ثم ذهب يرتدي ملابسه علي مهل ، وأشعل المذياع الموضوع أعلي الخوان بجوار باب الشقة ، أصداء صوت فيروز أعادت الحياة الي البيت وأعلنت عن بدء اليوم ....شط اسكندرية يا شط الهوى.
صب كوب الشاي ووضع قليل من الحليب وقليل من السكر مع ما تبقي من كعك المساء علي صنية وذهب الي منضدة في منتصف الصالة ، وضع الصينية علي المفرش القديم المطرز بازهار اللوتس وارتاح علي الكرسي وتناول فطاره البسيط .
أشعل سيجارة ثم تأهب للنزول ، دار في خلده الي متي سابقي هكذا في الحياة أُجسد دور الحي ؟
افعل ما اعتدت فعله بحكم العادة ، واعيش كما يعيش الناس وليس كما أود أن أعيش ، كيف لا اتمتع بالحرية وانا أحيا في البيت وحيد رغم ذلك يعتريني شعور بأني مراقب ، من يراقبني ؟ ولما وانا لم افعل شيء ؟
لماذا لا يظل كل في حاله ؟ انا انسان مسالم وحيد اعمل موظف واقرأ ولا احب الصدام مع أحد ورغم ذلك اشعر بأني مراقب ...كانت أمي تقول لي وانا صغير الحيطان لها ودان...
وانا أذهب اتفحص بأناملي وعيني تلك الودان وابحث عن سماعات موضوعة أعلي الحائط اوبداخل اباجورة
لما يا أمي للحائط أذن ..؟
لما الناس ترمقني وترقب ما افعل وما أقول ..؟
نزل الي الشارع ومازل شلال الأسئلة يصب في رأسه
يمشي علي مهل ينظر الي المحلات فيلقي السلام علي بعض ويتغافل عن البعض دون عمد ، يصل الي محطة الأتوبيس والزحام يضرب بقوة في الشارع كل يسعي الي مبتغاه وليت الناس تسعد بهذا السعي والزحام بل الوجوه مازال عالق بها أخاديد الهم .
لم يصل الأتوبيس في موعده كالعادة ومتي يأتي اتوبيس في موعده ؟
تلوث سمعي وبصرى غزا المكان والناس بلااكتراث ترحب بالضجيج المصاحب لضجيج الأفكار والتلوث الفكرى الذي اعتاد عليه الناس فافقدهم حاسة التذوق وصنع الجمال ، من الذي اورث الناس هذا الهم ...؟
لم يصل الأوتوبيس حتي الآن ويبدو اني تأخرت علي موعد العمل...
: مش تحاسب ياحمار
التفت علي صوت سائق توكتوك يسب عربجي يسوق عربة كارو بحمار فاختلط عليه الأمر ايقصد بالسب الحمار ام الذي يسوقه ..
: انا اللي حمار يابن ستين حمار
رد عليه العربجي
ودارت عركة بالسب والضرب تعطل علي صداها الشارع والمارة وذاد الصخب والصراخ وتراقصت الشياطين علي العزف الجماعي الغير منتظم حتي بداء التراشق بالطوب وانا عن ذلك لست ببعيد توجهت طوبة شاردة الي وجهي افقدتني الوعي طنين وعدم اتزان اصابني فوضعت يدي أعلي وجهي أتحسس موضع الارتطام فوقعت ارض والتف الناس حولي وانا اغيب عني وأشعر بصمت يكسوا المكان ، ألوان شتي تعرض علي تدور كاتنور راقصي التنورة ، وفي أثناء هذا الصمت اسمع صوت اخبار أهرام جمهورية فيخرج صوتي متحشرج انادي علي زينهم بعد ان دفعت الغطاء ...أهرام يازينهم
....
عمرو صلاح الغندقلي
وحين يعود علي صوت المنبه الذي أعلن عن وقت الاستيقاظ ينظر إليه مبتسم فقد اعتاد أن يستيقظ قبله ، حتي فكر كثيرا انه قد يستغني عنه ، ودخل الي الحمام مصطحب الأهرام وعاد الي المطبخ القديم المورث عن امه المتوفاة منذ أكثر من سبع سنوات وقد ابقي علي كل ما فيه ، وضع الماء في البراد ثم ذهب يرتدي ملابسه علي مهل ، وأشعل المذياع الموضوع أعلي الخوان بجوار باب الشقة ، أصداء صوت فيروز أعادت الحياة الي البيت وأعلنت عن بدء اليوم ....شط اسكندرية يا شط الهوى.
صب كوب الشاي ووضع قليل من الحليب وقليل من السكر مع ما تبقي من كعك المساء علي صنية وذهب الي منضدة في منتصف الصالة ، وضع الصينية علي المفرش القديم المطرز بازهار اللوتس وارتاح علي الكرسي وتناول فطاره البسيط .
أشعل سيجارة ثم تأهب للنزول ، دار في خلده الي متي سابقي هكذا في الحياة أُجسد دور الحي ؟
افعل ما اعتدت فعله بحكم العادة ، واعيش كما يعيش الناس وليس كما أود أن أعيش ، كيف لا اتمتع بالحرية وانا أحيا في البيت وحيد رغم ذلك يعتريني شعور بأني مراقب ، من يراقبني ؟ ولما وانا لم افعل شيء ؟
لماذا لا يظل كل في حاله ؟ انا انسان مسالم وحيد اعمل موظف واقرأ ولا احب الصدام مع أحد ورغم ذلك اشعر بأني مراقب ...كانت أمي تقول لي وانا صغير الحيطان لها ودان...
وانا أذهب اتفحص بأناملي وعيني تلك الودان وابحث عن سماعات موضوعة أعلي الحائط اوبداخل اباجورة
لما يا أمي للحائط أذن ..؟
لما الناس ترمقني وترقب ما افعل وما أقول ..؟
نزل الي الشارع ومازل شلال الأسئلة يصب في رأسه
يمشي علي مهل ينظر الي المحلات فيلقي السلام علي بعض ويتغافل عن البعض دون عمد ، يصل الي محطة الأتوبيس والزحام يضرب بقوة في الشارع كل يسعي الي مبتغاه وليت الناس تسعد بهذا السعي والزحام بل الوجوه مازال عالق بها أخاديد الهم .
لم يصل الأتوبيس في موعده كالعادة ومتي يأتي اتوبيس في موعده ؟
تلوث سمعي وبصرى غزا المكان والناس بلااكتراث ترحب بالضجيج المصاحب لضجيج الأفكار والتلوث الفكرى الذي اعتاد عليه الناس فافقدهم حاسة التذوق وصنع الجمال ، من الذي اورث الناس هذا الهم ...؟
لم يصل الأوتوبيس حتي الآن ويبدو اني تأخرت علي موعد العمل...
: مش تحاسب ياحمار
التفت علي صوت سائق توكتوك يسب عربجي يسوق عربة كارو بحمار فاختلط عليه الأمر ايقصد بالسب الحمار ام الذي يسوقه ..
: انا اللي حمار يابن ستين حمار
رد عليه العربجي
ودارت عركة بالسب والضرب تعطل علي صداها الشارع والمارة وذاد الصخب والصراخ وتراقصت الشياطين علي العزف الجماعي الغير منتظم حتي بداء التراشق بالطوب وانا عن ذلك لست ببعيد توجهت طوبة شاردة الي وجهي افقدتني الوعي طنين وعدم اتزان اصابني فوضعت يدي أعلي وجهي أتحسس موضع الارتطام فوقعت ارض والتف الناس حولي وانا اغيب عني وأشعر بصمت يكسوا المكان ، ألوان شتي تعرض علي تدور كاتنور راقصي التنورة ، وفي أثناء هذا الصمت اسمع صوت اخبار أهرام جمهورية فيخرج صوتي متحشرج انادي علي زينهم بعد ان دفعت الغطاء ...أهرام يازينهم
....
عمرو صلاح الغندقلي
عمرو صلاح الغندقلى
عمرو صلاح الغندقلى is on Facebook. Join Facebook to connect with عمرو صلاح الغندقلى and others you may know. Facebook gives people the power to share and makes the world more open and connected.
www.facebook.com