محمود سلطان - خطاب التنحي لزعيم عربي..

أيَا "سُوقَة"َ الشّعبِ..
أنتمْ قَليلُو الأدَبْ
ألمْ تَقرَأوا سِيرَتي فِي مَغازي العَربْ ؟!
زَعيمٌ أنَا لا كذبْ
زَعيمٌ أنَا لا كذبْ
وجَديْ..
أبو الأنبياءَ عليَّ السّلامْ
أنّا والرّسُولُ.. مَعاً في النّسبْ
ألَمْ تَعرِفوا في تَفَاسِيرِ قُرآنكمْ ؟
أناجيلِكُمْ.. وتلمُودِكُمْ
صِفَاتيْ..
وَكمْ نَجمةٍ نِلتُها مِنْ ذَهَبْ
جُنُوديْ.. سُجُوني..
ومَنْ مَاتَ فيهَا
ومَنْ قَد هَرَبْ
وَطُولي وَعَرضيْ
و"مَاركَةُ" النَّعلِ.. مَذكُورَةٌ في الكُتُبْ

أنَا المُصطَفَى ـ أيَّها النّاسُ ـ مِنْ بِينِكُمْ
وسُبحَانَ مَنْ قَالَ كُنْ
فكنتُ أنا مَنْ عَليكمْ.. رَكَبْ

دَعُوني أُفكّرُ عنكُمْ..
فليسَ كَمِثليْ أَحدْ
أنَا واحدٌ لا شَريكَ لَهُ
تَمُوتُونَ.. أنتمْ وَمَنْ بَعدكُمْ
وبَاقٍ أنَا فَوقَكُمْ
أنا غَيرُكُمْ
أنَا أولٌ.. وأنا آخرٌ
فَلا شَيءَ بَعدي..
زَعِيمٌ عَليكُمْ أنَا لِلأبدْ

فَمَن ذَا الّذيْ يَعرفُ الطبَ مِثلي
ويَعرفُ كِميَاءَ.. فِزيَاءَ مِثليْ
وَمِثلي..
يُجيدُ كِتَابةَ شِعرِ الغَزَلْ
وَفَنَ القُبَلْ
وَسبّحَ بَينَ يَديهِ الحَصَى
وصَلّى إمامًا بِكُلِّ الرُّسلْ
وَمَنْ ـ أيّها النّاسُ ـ مِثلِي
أديبٌ.. أريبٌ.. عليمٌ بنقدِ الأدبْ
وَفنِ الغِناءِ وعِلِم الطّربْ
دَعُوُني إذنْ..
أُخططُ عنكمْ.. أفَكرُ عنكمْ..
عَلَام َالتّعبْ؟!


** محمود سلطان.. قصيدة: "خطاب التنحي لزعيم عربي"
كتبتها من وحي "نكسة" 5 يونيو 1967.. خاصة وأن الخطاب "النكسوي" و"النخبوي"العربي يحتفظ بذات الأداة الستينية بكل مفرداتها واكسسواراتها التي أدت إلى هذه الهزيمة المُرَّة في التاريخ العربي.. كما أن التطبيع الجماعي "النِّفطوي" الساخن حاليًا .. هو "الهزيمة التالية" والكبرى بعد هزيمة يونيو في ستينيات القرن الماضي
ـــ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى