فاطمة أيوب - الباب..

لا تعشبُ الأرضُ من تلقاءِ مكرمةٍ
تمشي فينبتُ عشبٌ ثم يصطفُّ
وهل سمعتَ ضجيجَ السوقِ صبحَ مسا
قد مرَّ عطرُك
لم يهدا ولم يَصْفُ
ولا يدوخُ أناسٌ في أزقّتنا
لأنّ صوتَك نايٌ كلُّه عزفُ
عودٌ رقيقٌ
يلي أقصى توتُّرِه
جنونُ رقٍّ إذا ما اقتاده دفُّ
ولا يعرِّجُ نحو البيتِ منعطف
سلِّم عليه ففي طياته كفُّ
ولا تدلّى عريشٌ فوقَ أسطحِنا
يدقُّ بابًا وشباكًا ويلتفُّ
نحو القناطرِ حيث الضوء منكسرٌ
في خاطرِ اللونِ والألوانُ لا تغفو
تزورُ كلَّ نواحي البيتِ تصبغُها
تغورُ حينًا وحينًا مرغمًا تطفو
وأنت بعضُك في ألوانِها حُجُبٌ
وأنت كلُّك في أشكالِها كشفُ
لقد أتيتُك
قرعُ البابِ أتعبني
ما زلت ريحًا على أعتابِه أهفو
وأتعبتني تراتيلي وبي نبأٌ
لا توصد البابَ لن يرتدَّ لي طرفُ
كثَّفتُ كلَّ كلامِ الأرضِ في لغتي
ولم يعنّي بها نحوٌ ولا صرفُ
وزَّعتُ كلَّ جهاتي ليس لي جهةٌ
الشَّرقُ والغربُ والقُدَّامُ والخلفُ
اللهُ أكبرُ أذّنْ ها أنا ثملٌ
عطفًا على ثملٍ يا أيُّها العطفُ
أنا تفاصيلُك المجزاةُ في نفَسي
وأنت كفٌّ بأصنافِ الهوى غَرْفُ
أنّى يسرُّكَ أن أشقى بغير هوىً
وهل يُخيَّبُ في محرابك الضيفُ

فاطمة أيوب

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى