محمود سلطان - ماجدة الرومي ونزار يظلمان ملحن قصيدة كلمات

يوجد ـ عادةً خلف الأعمال الكبيرة ـ جنودٌ مجهولون، المُتلقي في الغالب لا يرى ولا يسمع إلا "المنتج" النهائي، بدون ما يعرف التفاصيل الكثيرة التي تقف خلفه: لا يرى إلا نجومه على صدارة المشهد.
عندنا في الصحافة، يتلقف القارئُ الصحيفة، ليقرأ لفلان ولعلان: أخبار وتحقيقات وتقارير ومقالات وكاريكاتير وحوارات.. والأسماء تكتب بـ"الفونت" حسب وزن الكاتب أو الصحفي.. فيما لا يعرف القارئُ أحدًا من الزملاء المصححين اللغويين وصحفيي الدِّيسك المركزي، وسكرتارية التحرير، والمصممين والمخرجين والمونتير والمنفذين .. والمهندسين والفنيين إلى موظفي البوفيه الذين يسهرون حتى الصباح في خدمة هذا الفريق الذي يمضغه طوال اليوم وإلى ساعات متأخرة من الليل التوتر والقلق.. وإلى أن تُطبع الصحيفة وتُحمل على السيارات.. ومنها إلى الباعة و"الفرْشَات" في القاهرة والأقاليم الأخرى.
نفس المنطق، تجده في أي عمل فني : دراما، سينما ، مسرح، أغاني وما شابه.. على سبيل المثال: عام 1991، صدر ألبوم الفنانة الكبيرة ماجدة الرومي "كلمات"، والذي تضمن رائعتها أيضا أغنية "كلمات" وهي قصيدة للأستاذ نزار قباني.
لعل أغلبية من دلفت إلي ذائقتهم هذه الأغنية واستقرت في وعيهم بوصفها من أكثر الأغاني العربية أصالة.. لعله قد أستقر معها اسمان فقط: المطربة "ماجدة الرومي" والشاعر الأستاذ "نزار قباني" فيما لا يعرفون شيئا عن الموسيقي "المُلحن" الذي قدم واحدة من أجمل كلاسيكيات الأغاني العربية!!
ماجدة ونزار.. اسمان يتمتعان بـ"سلطة إذعان" عفوية وغير مصطنعة، والحضور الطاغي الذي يسرق الأضواء وأعمدة الإنارة.. والكاميرات والصحافة والإعلام وأحاديث الناس في البيوت والمقاهي وقعدات السمر الليلية.. فلا نعرف غير ماجدة ونزار.. فيما يتوارى إلى الظل ملحنُ الأغنية الموسيقي وقائد الأوركسترا اللبناني الراحل إحسان المنذر المولود عام 1947 والمتوفي عام 2022 .
وهي قصة أخرى قد نرويها في مقال لاحق إن شاء الله.. مع قراءة في رائعة نزارقباني.. قصيدته "كلمات":
يُسمعُني.. حـين يراقصني = كلماتٍ ليست كالكلماتْ
يأخذني من تحـت ذراعي = يزرعني في إحدى الغيمات
والمطـر الأسـود في عيني = يتساقـط زخاتٍ.. زخات
يحملـني معـه.. يحملـني = لمسـاءٍ وردي الشـرفـات
وأنا.. كالطفلـة في يـده = كالريشة تحملها النسمـات
يحمـل لي سبعـة أقمـارٍ = بيديـه وحزمـة أغنيـات
يهديني شمسـاً.. يهـديني = صيفاً.. وقطيـع سنونوات
يخـبرني.. أني تحفتـه = وأساوي آلاف النجمات
و بأنـي كنـزٌ... وبأني = أجمل ما شاهد من لوحات
يروي أشيـاء تدوخـني = تنسيني المرقص والخطوات
كلماتٍ تقلـب تاريخي = تجعلني امرأةً في لحظـات
يبني لي قصـراً من وهـمٍ =لا أسكن فيه سوى لحظات
وأعود.. أعود لطـاولـتي = لا شيء معي.. إلا كلمات

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى