شهادات خاصة لمصدق مصطفى* - سي حاميد اليوسفي المبدع الأصيل

يعتبر يوم الاحد 21 ماي 2023 يوما تاريخيا بكل المواصفات، يوم الاحتفاء بالأستاذ المحترم سي حاميد اليوسفي، من خلال توقيع وقراءات مختلفة ومتباينة، لمجموعته القصصية، المعنونة بالكأس المكسورة والتي لها معاني كثيرة وعريضة وذات بعد انساني.

هذا الاحتفاء يستحقه سي حميد اليوسفي... الانساني العميق في مواقفه الاجتماعية الى ابعد حدود، وفي علاقاته مع أصدقائه، حيث يعتبر كمحطة مركزية لجمع شمل الاصدقاء وتوثيق جميع اللقاءات .

بالإضافة إلى ذلك، فهو مبدع اصيل، له كتابات قصصية غزيرة ومتنوعة، وذات بعد واقعي امبريقي/ تجريبي. والواقع هو أصل السرد المحض.

فكل شخص، يلاحظ المظاهر المتنوعة للواقع، على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والأخلاقي، لكن القاص المبدع الحقيقي هو الذي يستطيع، او يمتلك مهارة التقاط تفاصيل، وجزئيات، المظاهر الواقعية في كل ابعادها. وهو الذي له القدرة على القراءة التأويلية للواقع، كي يبنيها رمزيا، بركائز لغوية قوية، عن طريق انتاج المفاهيم التعبيرية الواضحة عن هذه المظاهر الواقعية.

ويعتبر سي حاميد اليوسفي من هذا الصنف، صنف المبدع الأصيل. فكل قصصه توحي بتلك الواقعية التي لها اهمية كبيرة كخلاصة للتجربة والحياة والحكمة التي يعيشها الانسان. وهذا ما عبر عنه سي اليوسفي في مداخلته: "اكتب لإرضاء رغبه دفينه في النفس...". فمثلا في قصته (كرامة) التي هي قصة رائعة مستوحاة من الواقع، اعتمد فيها لغة قوية بمفاهيمها، واسلوب سلس، وسرد جذاب ومنطقي، فهي قصة مليئة بالرموز... مثل مفهوم الجمال والحب الأفلاطوني المثالي، والانتظار الميتافيزيقي (الذي يأتي أو لا يأتي). كل هذه الرموز يجد القارئ ذاته داخلها... (قمة الابداع). وهذا يسري على جميع قصصه بطرق ومنهجيات مختلفة...



وفي الختام مزيدا من التألق الابداعي سي حميد اليوسفي الذي فعلا كما "قيل" فجّرَ الخجل في مواقفه الإنسانية/الاجتماعية، وفي قوته الإبداعية الرائعة. والخجل سمة أساسية للمبدعين الأدباء والمفكرين والفلاسفة.

ملاحظة:

ـ الاستاذ لمصدق مصطفى: من رعيل هيأة تدريس مادة الفلسفة في النصف الثاني من سبعينات القرن الماضي. وقد درّسني (حاميد اليوسفي) مادة الفلسفة بثانوية محمد الخامس (باب أغمات) بمراكش في موسم 1977 ـ 1978. وقد فرقت بيننا السبل لأكثر من أربعين سنة، حتى نشرت وشما حول درس الفلسفة، فشاءت الصدف أن يتجدد اللقاء في الربع الأخير من العمر.




لمصدق مصطفى .jpg





تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى