أيقظتني زوجتي من القيلولة بعنوةٍ، لاحظتُ على وجهها غيوماً تريد أن ترعد ، قالت " أنهض فوراً، هناك امرأة على الباب تريدك " فزعتُ ، نهضتُ بسرعةٍ، بحثتُ في الغرفة عن شيءٍ يسترني، فألتقطتُ بيجامتي المرمية على الارض بجانب السرير ، ذهبتُ الى باب الشقة، كانت المرأةُ واقفةً في الباحة ، تبدو في الأربعين من العمر ، جميلة بيضاء شاحبة الوجه واسعة العينين، تضع على رأسها خمارا أحمر ، ترتدي ثوباً وردياً يلتصق على جسدها الممتلئ ، لما رأتني المرأة أبتسمت، ثم دخلت الى الصالة تسبقني، نظرتُ الى زوجتي، وجدت الغيوم تبرق على وجهها، على وشك أن ترعد، ثمة غضب في عينيها، لا أعرف متى ستندلع الكوارث.
جلست المرأة على الأريكة بجانب التلفاز ، وضعت ساقاً فوق الآخرى ، بقيتُ أنظر إليها واقفاً وسط الصالة، زوجتي خلفي، لا أعرف مشاعرها في هذه اللحظة، تصورتها ، تحمل المقلاة أو " الطاوة " ستضربني بها، بمجرد أن تشك بإمر ما، لكنني، أعول على كياستها وحكمتها، فهي لا تبدأ الهجوم الا إذا توصلت الى أدلة وبراهين، لا أعرف هذه المرأة المثيرة الجالسة الآن في صالتنا، ولما طال صمت المرأة أكثر مما يجب قالت " أريدك أن تحلّ مشكلتي مع زوجي، قالوا إنك تكتب أدعية وطلاسم تحل بها المشكلات بين الازواج " .. ألتفت الى زوجتي ، فوجدتها قد أختفت ، يظهر إنها ذهبت الى المطبخ تعد الشاي للضيفة . قلت " وما هي مشكلتك مع زوجك ؟" .. جلست بجانبها وأنا أنظر الى عينيها العسليتين، لمحت زوجتي كانت تراقبنا بحياد وهي في المطبخ تسكب الشاي في الاكواب ، قالت " زوجي يستيقظ بعد منتصف الليل ثم يختفي ساعة أو ساعتين في الصالة لا أعرف ماذا يفعل ثم يعود الى الفراش يغني " زي الهوا لعبد الحليم " قلت " وماذا في ذلك ؟ ربما الأرق يمنعه من النوم ، ألم تتلصصي عليه لتعرفي ماذا يفعل؟ هل يحمل معه الموبايل خاصته ؟" قالت " هذا ما يحيرّني ويزيدني رعبا من أمره، إنه يترك هاتفه على منضدة السرير " ، سألتها " لكن أين المشكلة ؟ قالت بتذمر " إنه يعود الى الفراش يغني زي الهوا ، المشكلة إنه يغني ، لماذا يغني ؟ " . أردت أن أضحك، لكن منعني خوفي من زوجتي، لئلا تتصور أن الامر خرج عن نطاق سيطرتها، سألتها " وما المطلوب مني القيام به لاجلك ؟" قالت بإرتياح بالغ " أريدك أن تكتب لي طلاسم أو أدعية تمنعه من الغناء والابتعاد عني بعد منتصف الليل " ، جلبت زوجتي ثلاثة أكواب من الشاي، ثم جلست بجانبي، ألتفت إليها ونظرت الى عينيها كي تساعدني في العثور على حل لمشكلة هذه المرأة، قلت لزوجتي وأنا أزدرد لعابي " تريد هذه السيدة أن تمنع زوجها من الغناء عندما ينهض من نومه بعد منتصف الليل مدة ساعة أو ساعتين ، هذه هي مشكلتها " هزت زوجتي كتفيها دلالة على عدم قدرتها معرفة حاجة المرأة، فضلا عن غموض طلبها، قالت المرأة ،" قبل سنتين كانت أختي تسكن معنا وزوجها، زوجها أنسان بخيل حريص جدا، جاءت إليك وحدها، فكتبت لها طلاسم، كانت أختي تحب شابا ، أستطاع أن يقنعها بالهرب من زوجها البخيل، ونجحا في عبور بحر ايجه الى جزر اليونان، تركت زوجها، وهو الان يذرع شوارع هذه المدينة التركية، لايعرف الناس ماذا حل به ؟ كما انه لا يسطيع أن يعود الى العراق، وقد قُبلت أختي فيما بعد كلاجئة في النمسا مع الشاب الذي كانت تحبه، تعيش الآن حياة سعيدة معه" . غضبت لاجل الزوج " فقلت لها " كيف أمكنها أن تعيش مع رجل آخر وهي على ذمة زوجها ؟ " قرصتني زوجتي من فخذي، ألتفت إليها بسرعة، ثم عدت أنظر الى المرأة حائرا، سألتها " هل تريدين أن أكتب لك دعاء كي تهجري زوجك ؟ فقالت " كلا ، أريدك أن تكشف لي عن سبب تركه فراشنا بعد منتصف الليل ثم يعود إليه يغني " فأكملت أنا عبارتها " زي الهوا ". قرصتني مرة ثانية " ألتفت الى زوجتي متذمرا " نعم عزيزتي ماذا تريدين ؟ " قالت " أشرب شايك لايبرد " ، أخذت رشفة منه، وأنا أفكر كيف أجد حلا لمشكلة هذه المرأة، قلت لها " الحياة فيها كل شيء، أجمل ما فيها إنها حياة غامضة لا نعرف سببا لما يحصل، فما الضير في أن يغني الإنسان زي الهوا ؟ ثم بعد صمت قصير ، وجدتني عاجزاً عن إيجاد الحل، قلت لها " أنا آسف لا أستطيع فعل إي شيء لك " . لم تشرب المرأة شايها، نهضت غاضبة، وقالت مع السلامة .
بعد أسبوعين، ألتقيت المرأة نفسها، بخمارها الاحمر، في سوق الخميس، كانت تبدو مغتبطة وسعيدة، تغني لوحدها وهي تقلب ثمار الفاكهة أمام البائع الذي كان مبتهجا بها، همستُ من خلفها " أمازال زوجك يغني زي الهوا؟ " ألتفتت مذعورة، حتى أن البائع التركي أندهش وغضب، ظن إنني أتحرش بها، نظرت اليّ، وهي تدندن باغنية زي الهوا، لكنها بمجرد أن رأتني كانت أبتسامتها التي تبادلها البائع قد أختفت، تغيّرت مشاعر الإغتباط على وجهها الابيض المدور، وقطبت حاجبيها، ثم قالت باكية " تركني وذهب الى اليونان مع شابة صغيرة، أنت خذلتني لم تكتب لي الطلاسم كي أحتفظ به " . ثم ألتفتت الى البائع وأخذت تغني له زي الهوا وهي تضاحكه .
جلست المرأة على الأريكة بجانب التلفاز ، وضعت ساقاً فوق الآخرى ، بقيتُ أنظر إليها واقفاً وسط الصالة، زوجتي خلفي، لا أعرف مشاعرها في هذه اللحظة، تصورتها ، تحمل المقلاة أو " الطاوة " ستضربني بها، بمجرد أن تشك بإمر ما، لكنني، أعول على كياستها وحكمتها، فهي لا تبدأ الهجوم الا إذا توصلت الى أدلة وبراهين، لا أعرف هذه المرأة المثيرة الجالسة الآن في صالتنا، ولما طال صمت المرأة أكثر مما يجب قالت " أريدك أن تحلّ مشكلتي مع زوجي، قالوا إنك تكتب أدعية وطلاسم تحل بها المشكلات بين الازواج " .. ألتفت الى زوجتي ، فوجدتها قد أختفت ، يظهر إنها ذهبت الى المطبخ تعد الشاي للضيفة . قلت " وما هي مشكلتك مع زوجك ؟" .. جلست بجانبها وأنا أنظر الى عينيها العسليتين، لمحت زوجتي كانت تراقبنا بحياد وهي في المطبخ تسكب الشاي في الاكواب ، قالت " زوجي يستيقظ بعد منتصف الليل ثم يختفي ساعة أو ساعتين في الصالة لا أعرف ماذا يفعل ثم يعود الى الفراش يغني " زي الهوا لعبد الحليم " قلت " وماذا في ذلك ؟ ربما الأرق يمنعه من النوم ، ألم تتلصصي عليه لتعرفي ماذا يفعل؟ هل يحمل معه الموبايل خاصته ؟" قالت " هذا ما يحيرّني ويزيدني رعبا من أمره، إنه يترك هاتفه على منضدة السرير " ، سألتها " لكن أين المشكلة ؟ قالت بتذمر " إنه يعود الى الفراش يغني زي الهوا ، المشكلة إنه يغني ، لماذا يغني ؟ " . أردت أن أضحك، لكن منعني خوفي من زوجتي، لئلا تتصور أن الامر خرج عن نطاق سيطرتها، سألتها " وما المطلوب مني القيام به لاجلك ؟" قالت بإرتياح بالغ " أريدك أن تكتب لي طلاسم أو أدعية تمنعه من الغناء والابتعاد عني بعد منتصف الليل " ، جلبت زوجتي ثلاثة أكواب من الشاي، ثم جلست بجانبي، ألتفت إليها ونظرت الى عينيها كي تساعدني في العثور على حل لمشكلة هذه المرأة، قلت لزوجتي وأنا أزدرد لعابي " تريد هذه السيدة أن تمنع زوجها من الغناء عندما ينهض من نومه بعد منتصف الليل مدة ساعة أو ساعتين ، هذه هي مشكلتها " هزت زوجتي كتفيها دلالة على عدم قدرتها معرفة حاجة المرأة، فضلا عن غموض طلبها، قالت المرأة ،" قبل سنتين كانت أختي تسكن معنا وزوجها، زوجها أنسان بخيل حريص جدا، جاءت إليك وحدها، فكتبت لها طلاسم، كانت أختي تحب شابا ، أستطاع أن يقنعها بالهرب من زوجها البخيل، ونجحا في عبور بحر ايجه الى جزر اليونان، تركت زوجها، وهو الان يذرع شوارع هذه المدينة التركية، لايعرف الناس ماذا حل به ؟ كما انه لا يسطيع أن يعود الى العراق، وقد قُبلت أختي فيما بعد كلاجئة في النمسا مع الشاب الذي كانت تحبه، تعيش الآن حياة سعيدة معه" . غضبت لاجل الزوج " فقلت لها " كيف أمكنها أن تعيش مع رجل آخر وهي على ذمة زوجها ؟ " قرصتني زوجتي من فخذي، ألتفت إليها بسرعة، ثم عدت أنظر الى المرأة حائرا، سألتها " هل تريدين أن أكتب لك دعاء كي تهجري زوجك ؟ فقالت " كلا ، أريدك أن تكشف لي عن سبب تركه فراشنا بعد منتصف الليل ثم يعود إليه يغني " فأكملت أنا عبارتها " زي الهوا ". قرصتني مرة ثانية " ألتفت الى زوجتي متذمرا " نعم عزيزتي ماذا تريدين ؟ " قالت " أشرب شايك لايبرد " ، أخذت رشفة منه، وأنا أفكر كيف أجد حلا لمشكلة هذه المرأة، قلت لها " الحياة فيها كل شيء، أجمل ما فيها إنها حياة غامضة لا نعرف سببا لما يحصل، فما الضير في أن يغني الإنسان زي الهوا ؟ ثم بعد صمت قصير ، وجدتني عاجزاً عن إيجاد الحل، قلت لها " أنا آسف لا أستطيع فعل إي شيء لك " . لم تشرب المرأة شايها، نهضت غاضبة، وقالت مع السلامة .
بعد أسبوعين، ألتقيت المرأة نفسها، بخمارها الاحمر، في سوق الخميس، كانت تبدو مغتبطة وسعيدة، تغني لوحدها وهي تقلب ثمار الفاكهة أمام البائع الذي كان مبتهجا بها، همستُ من خلفها " أمازال زوجك يغني زي الهوا؟ " ألتفتت مذعورة، حتى أن البائع التركي أندهش وغضب، ظن إنني أتحرش بها، نظرت اليّ، وهي تدندن باغنية زي الهوا، لكنها بمجرد أن رأتني كانت أبتسامتها التي تبادلها البائع قد أختفت، تغيّرت مشاعر الإغتباط على وجهها الابيض المدور، وقطبت حاجبيها، ثم قالت باكية " تركني وذهب الى اليونان مع شابة صغيرة، أنت خذلتني لم تكتب لي الطلاسم كي أحتفظ به " . ثم ألتفتت الى البائع وأخذت تغني له زي الهوا وهي تضاحكه .