مصطفى الحاج حسين - جسدُ النّدى..

جسدّ الندى عطشي
يَسيلُ له لعابُ قلبي
وأشرعةُ روحي تُحتقَنُ
تجمحُ إليه أمواجُ دمي
تتنهّدُ أصابعُ رَغبتي
تفورُ عظامُ دهشتي
تلتهبُ أغصانُ الهمسةِ
تجنُّ شهَقاتُ البوحِ
وتصطفقُ شهوةُ الدّمعِ
وله السّحابُ يهذي
والبراكينُ تتقافزُ
والوردُ يزأر بالعطورِ
الدّروبُ تخنعُ حين تلمسُها قدماه
تؤذِّنُ السّماءُ بسحرِهِ
والبحارُ يأكلّها الشّبِقُ
تدورُ الأرضُ مخمورةَ المسارِ
تغدو المسافةُ أصغرُ
بين القمرِ والجنون
والصباحّ فاقدُ السيطرةِ
على زقزقةِ الضّوءِ
الشجرُ يسجدُ لفتنتِهِ
التّرابُ يعضُّ نواجذَهّ
الأفقُ يتّقِدُ مداهُ
والماء يصبُّ على جسدِهٍ حرائقَهُ
تلملمُ آهتي صحراءَها
تفتحُ دمعتي رمادِها
وتصرُخُ أدغالّ حنيني
على أُبطِ النَّدى الأبيضِ
على زغبِ الأعاصيرٍ
الطَّافحةِ بالصدرِ النّاهدِ
يا وجعِ الوديانِ ثوري
يا قممَ الشّبقِ تفجّري
يا مِقبرةَ الصّواري
أَكمِلي نشيدي. *

مصطفى الحاج حسين.
إسطنبول

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى