قفز عامر ملوحاً بيديّه ناظراً إلي زميله سامي
لن أمكث هكذا ..وأبقى كخيال المآتة
لن أضيع عمري وأنا جالس علي كراسي القهوة…(السنين بتعدي هَوا واللي زينا ركبوا عربيات واتجوزوا وبقا ليهم بيوت)
نفث بركات السيجارة وأمسك شاربه الصغير..(بس آللي بتتكلم عنهم سافروا ليبيا ومكملوش تعليمهم بعد إعدادي)
اصدر عامر صوت ينم عن الإعتراض بطريقة سوقية وشَمّر كُم قميصه مُمسكاً ذراعه بيده الأخري قائلاً …هيء وإحنا أخدنا إيه بتعليمنا
*
لقد قرب ميعاد التجنيد ولم يتبق إلا ثلاثة أشهر
لابد ان أسبق الزمن ولا أدعه يسبقني
(بتحدي صرخ عامر)
…كيف ستمر إلي هناك
مثل الآخرين
…تهريب
وهل هناك حل آخر؟
…لماذا لاتصبر حتي تنهي التجنيد وتسافر كباقي خلق الله
وأُضيع سنة ونصف من عمري دون فائدة…وأظل تحت وطأة لسان أبي الحاد الذي ذهاباً إياباً ينعتني بالفاشل وأني لم أحقق حلمه بدخول كلية الهندسة وما ذنبي أنا في عدم إلتحاقه بالهندسة فأرادني أن أدخلها عُنوة وجعلني أعيد الثانوية مرتين حتي مرَ العمر وجلست بعد أن دخلت كلية نظرية أقضم أظافر الندم وأتحمل لدغات لسانه
*
ذهبت تلك الليلة وبعدها لم يُدركْ الصباح البلدة حتي إتفق عامر مع سمسار السفر التهريبي ونفذ ما إنتوى علي فعله
*
وهو وسط كومة من البشر الذين تم حشرهم بصندوق سيارة وتم تغليفهم بأكياس من الشمع حتي لا تلمحهم أعين جنود حرس الحدود
دار بخلده حديثه مع أخيه الموجود في إحدي دول الخليج وكيف أنه لم يشف غليله ويبل ريقه بوعد أن يرسل إليه ليلحق به هناك وجعل الأمر عائماً دون الرسو لشط وصول فأحس أن عمر آخر في إنتظار مجهول سيؤل إلي البوار
*
فزع من صوت السمسار
الجميع يستعد للهرولة فقد إقتربنا للحدود
*
إنتابته لحظات مختلطة المشاعر مابين الفرح لقرب تحقيق هدفه والخوف من ضياعه
*
ظفر عامر بعد أن تسلل ودخل الحدود الليبية وأخذت رَنّات الريالات تطن في أذنه والخيالات التي عاش معها أضحت حقائق علي خطوات من لمسها
وأخذ يغني…تعيش الوحدة العربية….:
فجأة سكت علي وقع جلبة عنيفة عمت المكان
وفي هذه الأثناء كان موبايل والد عامر يرن والطرف الآخر يخبره
( أن عليه دفع مبلغ ٢٠٠ ألف ريال حتي يفك أسر ابنه عامر)
سقط الموبايل من يده وهو يردد
شغلوه بيهم…
لن أمكث هكذا ..وأبقى كخيال المآتة
لن أضيع عمري وأنا جالس علي كراسي القهوة…(السنين بتعدي هَوا واللي زينا ركبوا عربيات واتجوزوا وبقا ليهم بيوت)
نفث بركات السيجارة وأمسك شاربه الصغير..(بس آللي بتتكلم عنهم سافروا ليبيا ومكملوش تعليمهم بعد إعدادي)
اصدر عامر صوت ينم عن الإعتراض بطريقة سوقية وشَمّر كُم قميصه مُمسكاً ذراعه بيده الأخري قائلاً …هيء وإحنا أخدنا إيه بتعليمنا
*
لقد قرب ميعاد التجنيد ولم يتبق إلا ثلاثة أشهر
لابد ان أسبق الزمن ولا أدعه يسبقني
(بتحدي صرخ عامر)
…كيف ستمر إلي هناك
مثل الآخرين
…تهريب
وهل هناك حل آخر؟
…لماذا لاتصبر حتي تنهي التجنيد وتسافر كباقي خلق الله
وأُضيع سنة ونصف من عمري دون فائدة…وأظل تحت وطأة لسان أبي الحاد الذي ذهاباً إياباً ينعتني بالفاشل وأني لم أحقق حلمه بدخول كلية الهندسة وما ذنبي أنا في عدم إلتحاقه بالهندسة فأرادني أن أدخلها عُنوة وجعلني أعيد الثانوية مرتين حتي مرَ العمر وجلست بعد أن دخلت كلية نظرية أقضم أظافر الندم وأتحمل لدغات لسانه
*
ذهبت تلك الليلة وبعدها لم يُدركْ الصباح البلدة حتي إتفق عامر مع سمسار السفر التهريبي ونفذ ما إنتوى علي فعله
*
وهو وسط كومة من البشر الذين تم حشرهم بصندوق سيارة وتم تغليفهم بأكياس من الشمع حتي لا تلمحهم أعين جنود حرس الحدود
دار بخلده حديثه مع أخيه الموجود في إحدي دول الخليج وكيف أنه لم يشف غليله ويبل ريقه بوعد أن يرسل إليه ليلحق به هناك وجعل الأمر عائماً دون الرسو لشط وصول فأحس أن عمر آخر في إنتظار مجهول سيؤل إلي البوار
*
فزع من صوت السمسار
الجميع يستعد للهرولة فقد إقتربنا للحدود
*
إنتابته لحظات مختلطة المشاعر مابين الفرح لقرب تحقيق هدفه والخوف من ضياعه
*
ظفر عامر بعد أن تسلل ودخل الحدود الليبية وأخذت رَنّات الريالات تطن في أذنه والخيالات التي عاش معها أضحت حقائق علي خطوات من لمسها
وأخذ يغني…تعيش الوحدة العربية….:
فجأة سكت علي وقع جلبة عنيفة عمت المكان
وفي هذه الأثناء كان موبايل والد عامر يرن والطرف الآخر يخبره
( أن عليه دفع مبلغ ٢٠٠ ألف ريال حتي يفك أسر ابنه عامر)
سقط الموبايل من يده وهو يردد
شغلوه بيهم…