سامح رشاد - قطيفة وزعفران

جلستْ على حافة سريرها الضخم الشديد اللين، والغشاوة تكسو عينيها بعد أن كشفتْ عنها الغطاء فأحستْ بالبرد على الفور، وأصطكّت أسنانها، وذلك حينما بدأت البرودة تتسرب عبر كل إصبع من أصابع قدميها. ألقتْ نظرة في المرآة المُعلقة على الجدار، أطمأنت أن وجهها يبدو كما هو.
دست قدميها في خفها الأخضر الزغب، ومشت مُجهدة إلى غرفة الطعام، ومن قبل قد ألقتْ نظرة سريعة على غرفة المكتبة الخاصة بوالدها وقالت: " الحمد لله؛ كل شيء غير مُرتب، يبدو أن أبي كالعادة كان يقرأ، غرفة تشبه السجن، كتب قديمة ومجلدات نادرة، أوراق متناثرة هنا وهناك" استكملت طريقها بعد أن اطمأنت على جدتها "تريز" في غرفتها.
أحضرت عيارا ثقيلا من القهوة السادة، فهي لم تنضم إلى عالم الأحياء دون أن تشرب فنجانا ثقيلا من القهوة "الإسبرسو"، بدأ المكان من الخارج حالك الظلمة، الوقت مبكر. أمسكت الفنجان بيدها اليسرى وأخذت تتشممه بعنف، كانت نكهة القهوة عادية" _كالعادة_ فهي لا يروق لها القهوة تلك المنكهة بالفانيليا، والشيكولاتة، والبندق، بل لطالما فضلت قهوتها سوداء وثقيلة، كما تحب الحقائق المباشرة البسيطة التي تخلو من المجملات.
فرغت من أهم شيء في يومها "شرب قهوتها"، بدأت تعبث باللون المطلي به أظافرها، وكان طلاء أظافرها الزهري الفاقع متقشرًا عند الأطراف، فقامت بوضع طبقة رقيقة من نفس اللون، واستدارت لليمين وفتحت دولابها المليء بالملابس ذات الماركات العالمية والألوان النادرة، دست في قدميها حذاء جلديًّا يحمل ماركة "ليبنو"، مما أضفى عليها شيئًا من الحيوية على كامل هندامها.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى