شهادات خاصة عبدالرحيم التدلاوي – عبد السلام مصباح ينبوع شعر يتدفق بسخاء

كنت في حيرة من أمري وأنا أبحث عن كلمات تليق بقامة شعرية مغربية تكاد تعيش في الظل، أقصد الشعر عبد السلام مصباح. فمنذ دعيت إلى تقديم شهادة في حق هذا الشاعر الصموت، والمحب للناس، وأنا أحث ذاكرتي لتسعفني في نسج عبارات تناسب مقامه. اتذكر أني التقيته أول مرة في نشاط ثقافي نظم في مدينة مكناس، وكنت حينها أنفتح على الأسماء المغربية التي كتبت حضورها القوي على المستويين المغربي والعربي. سلمت عليه وكان لا يعرفني، أو لأقل، كانت لديه معرفة ضبابية عني تبددت حين التقينا. كنت أراه يتابع النشاط بهمة، وكان أحد المساهمين الجميلين فيه. وفاجأني بأن أهدى لي ديوانه ذا الغلاف الأزرق، واللافت في الانتباه طريقة كتابته للإهداء؛ فقد صرف وقتا في كتابته لا لعجز في الكلمات، بل لأنه يرقم الحروف بتؤدة وكأنه يرقنها على آلة، وفي الزاوية العليا من الصفحة البيضاء الداخلية وبشكل مائل. فجاءت كلمته الدقيقة والمعبرة جميلة بخطه الرائع. غبطته عليه وعلى شعره الخفيف والعميق واللماح، قصائد الديوان كانت كحبات برتقال تحمل عصارة القلب والفكر، وتقدم للقارئ اطباقا شهية من الاستعارات والمجاز، بلغة يسيرة كماء زلال يفئ الغلة ويشفي من التفاهة التي تكاد تدمرنا.
عرفته رجلا هادئا ورزينا، بشوشا وفكها، لونه الأبيض يعبر عن نقاء قلبه وطهارة فعله. أحببته كثيرا، وزاد حبي له واحترامي له بذلك الإهداء السني والإنساني.
عبد السلام مصباح كان أحد رواد منتدى مطر المهمين، وأحد فرسان كلمته. أشعر بأن تقديم شهادات في حقه قليل في حقه هو الشاعر الذي ينبغي الاحتفاء به وتنظيم موائد لدراسة شعره، والإشارة إلى إسهاماته الثرية في ميدان الشعر والترجمة.
عبد السلام مصباح، وإن كان لا يحب الأضواء، فإن شعره ينبغي أن تلقى عليه الأضواء لأنه شعر بحق ويستحق الدراسا والقراءات المتعددة.
دمت، سيدي عبد السلام، الشاعر الفحل وإن جار عليك النقد اليوم، لكن الغد غربال نقدي مهم، وستجد نفسك فيه الزاد الذي ينفع الناس، وسيرسخ اسمك شاعرا مغربيا وعربيا فذا.

عبدالرحيم التدلاوي – المغرب

– المغرب

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى