يبدو الاهتمام الحالي بالمؤخرات والعناية بها، ليس إلا امتدادا لشغف قديم للمجتمعات العربية بهذا الجزء من الجسد، الذي استهوى الكثيرين منها، بل وشكل على امتداد التاريخ عنصرا من عناصر تقييم الجمال لدى الذكور والإناث باختلاف ميولاتهم الجنسية.
وحملت المؤخرات تسميات عديدة، تداولها العرب القدماء في آدابهم من أشعار ونثر مأثور، إذ ظهر هذا الاهتمام حتى في الشعر القديم، إذ تغزل في “عجيزة» المرأة الشاعر المتوكل الليثي، الذي عاش في عهد الدولة الأموية قائلا:
«إذا تمشي تأود جانباها = وكاد الخصر ينخزل انخزالا
تنوء بها روادفها إذا ما = وشاحها على المتنين جالا».
وأطلق العرب قديماً على المرأة التي ترتج عجيزتها وهي تمشي بـ «المرمورة»، بينما أطلقوا على المرأة التي تُخرج عجيزتها ليراها الناس بـ «البزواء».
وكان العرب يفضلون المرأة الرفيعة من الجزء العلوي والممتلئة من الجزء السفلي، وعند امتلاكها الميزتين تصبح المرأة المثالية ليقدموا عليها ويطلبوها للزواج.
ومن الشعراء الذين تغزلوا بعجيزة المرأة، النابغة الذبياني، إذ قال:
مخطوطة المتنين، غير مفاضة = ريَّا الروادف، بضّة المتجرّد
وفي الموضوع نفسه، قال الشاعر ابن الرومي الذي عاش في عهد الدولة العباسية:
«وشربتُ كأس مُدامة من كفها = مقرونة بمدامة من ثغرها
وتمايلت فضحكت من أردافها = عجباً ولكني بكيت لخصرها…».
لم يعكس الشعراء وحدهم حب العرب للعجز منذ العصور الأولى بل كان ذلك جلياً أيضاً في كتبهم، ولعل خير دليل على ذلك، قاموس لسان العرب لابن منظور،إذ هناك أسماء كثيرة ومرادفات أطلقها العرب على المؤخرة، كما نجد أن العرب قديماً كانوا يميلون للنساء الممتلئات من الأسفل في إشارة للعجيزة.
وكما جاء في كتاب “دولة النساء.. معجم ثقافي واجتماعي ولغوي عن المرأة” صدر عام 1945، لمؤلفه عبد الرحمن البرقوقي، أنّ العرب “كانوا يفضلون المرأة الرفيعة من الجزء العلوي والممتلئة من الجزء السفلي، وعند امتلاكها الميزتين تصبح المرأة المثالية ليقدموا عليها ويطلبوها للزواج».
وتحدّث كتاب “نثر الدر” لمنصور بن الحسين الآبي (الذي عاش في القرن الخامس الهجري/ الحادي عشر الميلادي)، أيضا عن هذا الاهتمام الكبير، فجاء فيه موقف للخليفة العباسي المتوكل يعكس هذا العشق للعجيزة عندما لام إحدى جارياته لعدم امتلاكها مؤخرة ممتلئة إذ قال: إنك لرسحاء – أي لا تملك عجيزة كبيرة- فقالت: يا سيدي ما نقصناه من الطست زيادة في التنور. ومما جاء في الكتاب أيضاً، للتأكيد على هوس العرب بالعجيزة بل والفرس كذلك، موقف الحارث بن كلدة طبيب العرب عندما قاد وفدا إلى كسرى أنو شروان ملك الفرس، فسأله كسرى أي النساء أحسن، فقال: صغيرة الفم، عظيمة الأرداف، بارزة النهدين.
الكتاب ذاته نشر مقولة للخليفة الأموي عبد الملك بن مروان لما سأل رجلا حكيما من حاشيته عن صفات أحسن النساء، فكان رده “ناعمة الأليتين، ناهدة الثديين، حمراء الخدين، كحلاء العينين، نحيلة الخصر”.
وفي السياق نفسه تحدث الشاعر والباحث العراقي الدكتور فالح الكيلاني عن الشعر الجاهلي القديم وكيف تغنى الشعراء القدامى بكل منطقة في جسد المرأة من خلال دراسة له بعنوان “مواطن جمال المرأة في الشعر الجاهلي”، قال: «أحب العرب الأرداف الطويلة الضخمة الممتلئة والأفخاذ المليانة المكتنزة المدورة الملساء والخالية من الشعر أو الزغب مع بياض مشوب بحمرة. وكانت عندهم فُسحة مُضيئة في خريطة الجمال والأنوثة والرغبة لديهم، وقد شبّهوا الردفين بكثيب الرمل، بالدعص، وبالموج”.
عزيز المجدوب
وحملت المؤخرات تسميات عديدة، تداولها العرب القدماء في آدابهم من أشعار ونثر مأثور، إذ ظهر هذا الاهتمام حتى في الشعر القديم، إذ تغزل في “عجيزة» المرأة الشاعر المتوكل الليثي، الذي عاش في عهد الدولة الأموية قائلا:
«إذا تمشي تأود جانباها = وكاد الخصر ينخزل انخزالا
تنوء بها روادفها إذا ما = وشاحها على المتنين جالا».
وأطلق العرب قديماً على المرأة التي ترتج عجيزتها وهي تمشي بـ «المرمورة»، بينما أطلقوا على المرأة التي تُخرج عجيزتها ليراها الناس بـ «البزواء».
وكان العرب يفضلون المرأة الرفيعة من الجزء العلوي والممتلئة من الجزء السفلي، وعند امتلاكها الميزتين تصبح المرأة المثالية ليقدموا عليها ويطلبوها للزواج.
ومن الشعراء الذين تغزلوا بعجيزة المرأة، النابغة الذبياني، إذ قال:
مخطوطة المتنين، غير مفاضة = ريَّا الروادف، بضّة المتجرّد
وفي الموضوع نفسه، قال الشاعر ابن الرومي الذي عاش في عهد الدولة العباسية:
«وشربتُ كأس مُدامة من كفها = مقرونة بمدامة من ثغرها
وتمايلت فضحكت من أردافها = عجباً ولكني بكيت لخصرها…».
لم يعكس الشعراء وحدهم حب العرب للعجز منذ العصور الأولى بل كان ذلك جلياً أيضاً في كتبهم، ولعل خير دليل على ذلك، قاموس لسان العرب لابن منظور،إذ هناك أسماء كثيرة ومرادفات أطلقها العرب على المؤخرة، كما نجد أن العرب قديماً كانوا يميلون للنساء الممتلئات من الأسفل في إشارة للعجيزة.
وكما جاء في كتاب “دولة النساء.. معجم ثقافي واجتماعي ولغوي عن المرأة” صدر عام 1945، لمؤلفه عبد الرحمن البرقوقي، أنّ العرب “كانوا يفضلون المرأة الرفيعة من الجزء العلوي والممتلئة من الجزء السفلي، وعند امتلاكها الميزتين تصبح المرأة المثالية ليقدموا عليها ويطلبوها للزواج».
وتحدّث كتاب “نثر الدر” لمنصور بن الحسين الآبي (الذي عاش في القرن الخامس الهجري/ الحادي عشر الميلادي)، أيضا عن هذا الاهتمام الكبير، فجاء فيه موقف للخليفة العباسي المتوكل يعكس هذا العشق للعجيزة عندما لام إحدى جارياته لعدم امتلاكها مؤخرة ممتلئة إذ قال: إنك لرسحاء – أي لا تملك عجيزة كبيرة- فقالت: يا سيدي ما نقصناه من الطست زيادة في التنور. ومما جاء في الكتاب أيضاً، للتأكيد على هوس العرب بالعجيزة بل والفرس كذلك، موقف الحارث بن كلدة طبيب العرب عندما قاد وفدا إلى كسرى أنو شروان ملك الفرس، فسأله كسرى أي النساء أحسن، فقال: صغيرة الفم، عظيمة الأرداف، بارزة النهدين.
الكتاب ذاته نشر مقولة للخليفة الأموي عبد الملك بن مروان لما سأل رجلا حكيما من حاشيته عن صفات أحسن النساء، فكان رده “ناعمة الأليتين، ناهدة الثديين، حمراء الخدين، كحلاء العينين، نحيلة الخصر”.
وفي السياق نفسه تحدث الشاعر والباحث العراقي الدكتور فالح الكيلاني عن الشعر الجاهلي القديم وكيف تغنى الشعراء القدامى بكل منطقة في جسد المرأة من خلال دراسة له بعنوان “مواطن جمال المرأة في الشعر الجاهلي”، قال: «أحب العرب الأرداف الطويلة الضخمة الممتلئة والأفخاذ المليانة المكتنزة المدورة الملساء والخالية من الشعر أو الزغب مع بياض مشوب بحمرة. وكانت عندهم فُسحة مُضيئة في خريطة الجمال والأنوثة والرغبة لديهم، وقد شبّهوا الردفين بكثيب الرمل، بالدعص، وبالموج”.
عزيز المجدوب