حميد العنبر الخويلدي - رحيل مُنشد الشعب..

التاريخ ،،،،٢/٩/٢٠٢٣ بهذا اليوم رحل المُنشد العراقي ياس خضر
لمَّ حقائبَه امتعتَه منذ فترة ، ندري نعم ، كنّا نراقبُ فيه آثارَ الحزن الاخضر
الشيبَ التجاعيدَ ، تغيُّرَ العُوُد ،نعم كَبُرَ ياس نعم جسده ولولا روحه الشَّابّة
كذاك لم يكبر فيه الحب والفرح واسعادنا بفيوضه الصوتية منذ ان عرفناه
بالهَدَل المجنونة ، واختها إعزاز والله إعزاز ، وبالنفسج ، والصوت العذب ياحمد
وعشرات المئات من اغانيه ،
العاشق يهرب له حين يحاصره الهوى ، ياس بابُ العاشقين ، يدخلون جنة امتاعه تذكراته مع حبيباتهم وهوسهم من خلال كلمات ياس خضر ،
ياس ملهم من ربّه سبحانه كان قيثارتَنا المعاصرة
غنّى للحب للحرب للوطن ، كنّا جنوداً في الجبهات في خطوط النّار وكان معنا ننشِدُ معاً للنصر للبطولة للحب ، للعشّاق
الله خلق مملكة الطير ونوّعها باصناف واجناس مختلفة عجيبة وغريبة ،
وخلق البلبل ميّزه من بين الانواع ،
ياس اعطاه الله حنجرةً وقال له اسعد كل قلب صديان
أمره ان يطربنا ليلاً ونهاراً ، سهر وناضل من اجل فرحنا ادّى مهمته بكل ادب
وخلق رفيع
مطربو العراق شخصيات حضارية لاتقل عن الفصيل العربي السامي
كلٌّ بمهمته ووظيفته ،
حاضرون بالسِّلم حاضرون بالحرب حاضرون بكل الوقت
كان ياس يعرف انه ليس لنفسه ولا لعياله ابداً ، عرف انه ثروة شعب
فكم من ضغط وجّه له ازعجوه عكروا مزاجه الوردي ، لكنّما هو صاف عذب ماء قراح
ما تأثّر ولا اهتمَّ
كان نذراً
يسكن شجوننا يسكن وجداننا عواطفنا نشتاق ونذهب له في مقتنياتنا في التسجيلات والتوثيق الموسيقي والاذاعات الراديوية والتلفزيونية وكل اصناف الانترنيت حالياً،
ياس قمر أفل ولكن بالجانب الآخر للارض
نعم مشرق فينا في آفاقنا نفوسنا في دفاتر الحب والذاكرة
عند الصبيات وعند الشباب
ياس جذرٌ سومري رابطه القيثارة وناي ديموزي
هذا تبويب خانته في المكتبة التاريخية
ياس في دفتر الشرف الفني
من اصل كريم مطرب عراقي
من فترة ذَكَر عاشت حرّةً ، يدُه بيد اساتذة الغناء العراقي والعربي النظيف
مثل اهل المقام ، مدرسة داخل حسن وحضيري وناصر حكيم ، مدرسة ابو جيشي وجبار عگار
نرثيك ، افتقدك ليل العراق ونخله وانهاره
افتقدك الافق ايها القمر اللميع
احتشدوا وراك اليوم من البعيد ومن القريب ، تجمعوا حولك زفّوك بالعلم العراقي ، وتستحق ايها الرفيع ،
بكوْكَ البارحةَ سعدون جابر وفاضل عواد وحسين نعمه وحميد منصور والمطربون العرب والكلُّ ونحن شهود
الاسواق الشوارع النخيل المباني العمارات المصابيح انطفأت دقيقةً حداداً
هل انت على موعد مع كريم العراقي ،،،؟
اكيد ونعم ، الا حسبتم مَن ظلَّ في الشواطي الخضر
حزنّا عليكم كثيراً وحشتُكم وحشةُ شعب ، نغبطكم والله على حظ اعطاه الله لكم
وما كنتم البخلاء به
كنتم الطيبين المتفانيين حقّاً
نمْ قريراً بواد السلام
العراق يودّعك ، الطيبون بكوا عليك
عسانا نوفيك
ياس وداعاً
الى رب غفور
حميد




1.jpg

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى