واخذ العصير وقدمه لامي كما قدم لي علبة منه واخذ ايضا واحدة من ذات العصير وقال لنا: اشربوا العصير وانطوني رأيكم.. فقالت امي: فعلا طيب وكذلك انا حيث وجدت طعمه جيدا.. وبعد انتهاء العشاء طلب مني ان اعمل له شايا ونهضت ودخلت المطبخ وقلت في سري لعله يريد الاختلاء بأمي لمحادثتها او لاشياء اخرى.. وانا في المطبخ كنت اسمع ضحكاتهم وهم يتحدثون.. وعندما خرجت لاقدم له الشاي وجدته جالسا الى جوارها ولقد لف ساعده حول عنقها وكأنه كان يقبلها وما ان شاهدني حتى سحب نفسه منها.. وقدمت له الشاي ودخلت غرفتي.. فاحسست في دوخة اعتقدت انها جراء التعب او هي من حالة نفسية غير مستقرة.. فتمددت على السرير.. ونمت نوما عميقا.. وعندما استيقظت من نومي عند ظهيرة اليوم التالي وجدت نفسي وكأني خارجة من معركة كبيرة.. وثيابي غير مهندمة ومرفوعة عني.. كما وجدت حماله صدري قد نزعت مني وطرحت ارضا.. فنهضت مسرعة الى المرآة لفحص نفسي.. فوجدت آثارا زرقا على صدري وزندي واسفل رقبتي وعلى اعلى ساقي.. الا اني والحمد لله مازلت عذراء وادركت اللعبة التي قام بها لينال مني.. فانه قام بتخديرنا انا وامي من اجل ذلك.. فسارعت الى امي لاجدها مازالت نائمة وهي مغطاة بشرشف فايقظتها.. فقالت: ما ادري شبيه اشو راسي ثكيل ويوجعني.. فقلت لها: اخاف تعبانه يلله كومي صار الظهر.. وتركتها لترتدي ملابسها فكانت مجردة من الثياب.. لانه يريدها كذلك.. وكان يقول لها: انه يريد ان يراها كذلك ليتمتع بجمال مفاتنها.. ولقد كان جمال امي سببا في جعلها مرغوبة من الجميع ولقد عانت من ذلك ولاسيما بعد وفاة والدي.. والكثيرون عرضوا عليها الزواج وكانت امكانياتهم المادية كبيرة جدا الا انها احبت العم كامل واستطاع هو بكلامه المعسول ان يدخل اعماقها وعرف من اين تؤكل الكتف..؟ وكنت حائرة من امري.. ماذا افعل؟.. هل اصارح امي بما حدث؟.. وكنت ادعو الله ان يساعدني وينقذني مما انا فيه. وكانت امي ايضا هي الاخرى حائرة بأمري وكأنها تدرك معاناتي.. وبكيت كثيرا.. وامي تنظر وتقول: ماما نجلاء احجيلي هم تعرضلج.. سوالج شي.. فقلت: والله ما ادري انا حايرة شنو اللي اسويه.. فقلت: شنو اللي اسويه يوم احنه مثل الحمامة المكسورة جناحها لا حول ولا قوة.. فقالت امي: اي والله مثل متكولين لكن نعمة الله واسعة وهو اللي يرحمنه برحمته.. فقلت: ونعم بالله.. وما كان مني الا ان نهضت وتوضأت ودخلت غرفتي لاقرأ بعض الآيات في المصحف الكريم لادخل السكينة الى قلبي.. وتعودت ان افعل ذلك دائما.. وكنت بعدها اشعر براحة نفسية كبيرة واستقرار ذهني وحقا بذكر الله تطمئن القلوب.. طلبت امي ان اعمل كيكة وجلست معي في المطبخ وانا اجهزها.. وقالت لي ان اعمل شايا لانها تريد شايا مع الكيك وكنا نتحدث بامور عدة عن الثياب والموديلات والألوان وقلت لها: اني شفت فد ثوب يخبل اريد اشتريه من استلم الراتب.. فقالت امي: اي يوم شنو اللي يعجبج اخذيه.. فعدت اقول لها: اني باجر استلم الراتب شتكولين انروح اني وياج للسوك.. فقالت: ان شاء الله.. وسمعنا طرقا على الباب فسارعت امي لترى من القادم.. وسمعتها تقول: يا اهلا وسهلا.. زارتنا البركة ولم استطع ان اميز الاصوات لاعرف من القادم.. وصاحت امي من الداخل: نجلاء تعالي.. اجتي شريفة وامهه وكدت اطير من الفرح فسارعت الى غرفتي لاستبدال ملابسي على عجل.. وشريفة هي صديقتي الوحيدة في المدرسة الثانوية الا انها دخلت الجامعة.. وكانت دائما نقوم بزيارتي وشيء اخر ايضا كان لها اخ ضابط شرطة اسمه نبيل قد اعجب بي ولم يخفي مشاعره عني فقال لشريفة ذات مرة وانا معها: اني كلش تعجبني نجلاء.. لان اشوف بيهه مثال للطيبة والتواضع والرزانة.. وشكرته في حينها على هذا الاطراء.. ولم يسبق لشريفة ان تزورني برفقة والدتها.. وهذه اول زيارة لها لنا.. فخرجت لاستقبالهم.. وكان عناقا حارا بيني وبينها كما قبلت خالتي ام شريفة وانا ارحب بهم وبقدومهم وعاتبت شريفة لابطائها في زيارتي واعتذرت لانشغالها بالدراسة ثم نهضت شريفة لتأخذني من يدي وهي تقول: تعالي شوفيني ششتريتي ما اشتريتي.. وعرفت ان شريفة تريد محادثتي.. ودخلنا الى غرفتي وجلست على السرير وهي تقول: تعالي اكعدي عندي اخبار حلوة.. فقلت: انتي كلج حلوة.. فقالت لي شريفة: اولا نبيل يسلم عليج هواية هواية فقلت: الله يسلمه والله اني مشتاقتله فقالت: وهو مشتاقلج اكثر.. ودزني اني وامي حته نخطبج شتكولين: فصعقت لما سمعت وتاهت الكلمات في فمي وقلت: الله شريفة هذا احلى شيء اسمعه بحياتي وانتي تدرين شكد احب نبيل واحترمه.. قالت شريفة: نبيل يعرف كلش زين انتي تحبيه وجان يكول نجلاء صارحتني بعواطفها بلا متدرين.. وسألته: شلون قال: عيونهه كالت كلشي.. فضحكت وقلت لها: صحيح حته اني اعرف هوه يحبني ولو ما صارحني.. ثم خرجنا الى غرفة الاستقبال حيث امي وامها.. وقدمت انا واجب الضيافة.. وتحدثت ام شريفة الى امي طالبة يدي لولدها نبيل.. ووافقت امي وقالت: قابل احنه نلكه ناس احسن منكم هيه بنتكم.. فقالت ام شريفة: مثل متكولين هيه بنتي الثانية مثل ما اشوف شريفة اشوفهه ثم طلبت امي منهم يومين حتى تخبر زوجها باعتباره رب الأسرة.. فقالت ام شريفة: اني انتظر تلفون منكم.. وبالنسبة لنبيل مجهز كلشي وما ناقصه غير النيشان.. فقالت امي: الله يتمم بخير.. وغادرونا وانا طائرة فرحا بكل ما سمعته.. اخيرا عوض الله صبري واكرمني بتحقيق امنيتي.. بالزواج من نبيل ذلك الانسان الذي عرف كيف يلعب باوتار قلبي ؟..
محمد عباس اللامي – بغداد
* المصدر
الزمان
محمد عباس اللامي – بغداد
* المصدر
الزمان