محمود سلطان - من قصيدة "أنا والمطر في شارع طلعت حرب"

فمنذَ الذي يَا صَدِيقي
على صَهْوةِ الجُوعِ منهمْ..
يقودُ الجياعْ
وَيُجبرُ كَسرًا لشَعبٍ شُطرْ
ومِثلُ المَسيحِ ـ عليهِ السَّلامُ ـ الذي يُنتظرْ
يُقسِّمُ بالعدلِ.. شَمسَ النّهارْ
وقَوسَ قُزحْ
ونورَ النُّجومْ
وضوءَ القمرْ
يُزيحُ الكمائنَ من كلِّ عطفهْ
يُحيلُ قنابلَ غازِ البنادقْ
ونظرةِ شكِ الجنودِ وراءَ الخنادقْ
وشرقِ المشانقْ
إلى زهرِ مِشمشْ
قَنانِيِّ عطرٍ..
وسِربِ حمامٍ
وطوقِ زنابقْ
أكاليلِ فلٍ تُميطُ الأذى عنْ عُيُونِ المناطقْ
وفوقَ ضَفائرِ شَعرِ الحدائقْ
وينثرُ قمحًا أعالي الجبالْ
وفوقَ الشجرْ
وينزعُ شَوكَ البداوَةِ عنْ خِصرِ تِينِ الحضرْ
فقلْ يا صديقي
أعِندكَ حلٌ
قبيلَ احتضَاري
وغيرُ انتحاري
وبيعِ جواهرَ أمِّي لأجلِ السفرْ..؟!!
وغيرِ انتظاري هُروبَ القوَاربْ
وموتي المُرَجحِ في البحرِ هَاربْ
أعِندكَ حلٌ..
بهِ ننتصرْ.. ؟!
وما قيمةُ الشّمعدانِ
بِأركانِ بيتٍ لأعمى البَصرْ..؟!


** محمود سلطان .. من قصيدة "أنا والمطر في شارع طلعت حرب"

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى