***
12 اكتوبر 2023..فجرا
بعد قصف عنيف.
في المدرسة التابعة للأنروا تمارس الحياة في أسوأ حالاتها، لن يختلف شيء مما ترى أو تسمع عما كان قبلا من تناحر من أجل المبدأ السائد "نفسي نفسي".
الأغطية لا تكفي، لانوم إلا إعياء، فأصوات القصف لا تتوقف، الناس قسموا أماكن المبيت قسمان:
الصفوف للنساء والأطفال الأصغر من غيرهم، وأما أسفل المبنى الأرضى المحمي بسقف باطون مفتوح هو للشباب فما فوق والأطفال الكبار الذين لم يبلغوا الحلم.
الغالبية لا يمتلكون فرشات، معظمهم لديهم بطانيات خفيفة لا تقي جوا عاديا، فما بالكم بجو أجراس الشتاء!
الوصف يتراوح بين مزري فأكثر، لن تحصل على علامة يمكن وصفها بالسيء، هي أسوأ مما يتصوره عقل.
هناك من لا يملك شيئا إلا بضعا من الأوراق المالية القليلة، فهذه المرة لا تقدم وكالة الأنروا للاجئين شيئا من المساعدات الغذائية، ناهيك عن عدم الاكتراث بإحصاء الموجودين، فقط لمن لديهم أطفال رضع "بامبرز" .
الأفق مغلق تماما، الكل يراهن على حدث يجعل الكيان ال ص ه ي و ن ي يطلب من أمريكا عبر مجلس الأمن إصدار قرار وقف إطلاق النار، لكنهم يعلمون أن هذا الأمر مستبعد في هذه الأيام.
هناك من يراهن على صحوة لحكام دول خوفا من الغضب الشعبي بالضغط نحو إدخال مساعدات غذائية أو الضغط لنيل بضع ساعات من التهدئة اليومية.
نحن في غزة فقدنا الإحساس بالزمن، المحلات أغلقت باستثناء المحلات الغذائية وبسطات الخضار والفواكه، والمخابز، والالكترونيات التي تبيع شواحن الجوالات والبطاريات والباور بانك وهي قليلة والأسعار ارتفعت جدا، وهناك القليل من المحال.
في آخر المطاف الناس تريد أن تعيش، تشتري وتبيع وتأكل وتشرب، هم معتادون على هذا النمط البائس، لكنهم يعلمون أن هذه المرة مختلفة تماما عما سبق، ستكون شديدة وستصل القلوب الحناجر، لكننا متيقنون أن مع العسر يسرا، لا نعلم ماهية اليسر، فنحن غارقون في العسر، يبدو أنه يسر سيبقينا أحياء ونمتلك بعض العقل لإكمال الحياة إن عشنا، أو أنه الذاكرة "إن رحلنا" أن عشنا الأيام التي انكشف وهن بيت العنكبوت بكل وضوح.
أولى إنجازات مابعد هذه الحرب:
1-تبيض السجون ال ص ه ي و ن ي ة كاملا.
2: التعهد بوقف اقتحامات الأقصى ووجود رقابة دولية على شكل مجموعات أمنية أو شرطية أو أي صيغة.
3-توجه الدول الغربية والعربية إلى تحريك ملف التفاوض بشكل جدي قد ينشأ عنه واقع جغرافي جديد.
4-ستستمر سنوات طوال في ملف إعمار غزة وستمارس ضغوطات مابين مدد متفاوتة وبين مراقبة حسن سير السلوك أثناء ذلك.
لا أعلم متى ستتوقف الحرب، لكني أحس بأن الكيان ال ص ه ي و ن ي لن يكون مسيطرا على كل ماكان تحت سيطرته.
قد أكون كتبت ما كتبت من إحساس بأنه تنفيس من حالة الملل والقرف والتفكير المستمر حتى في إغفاءات الحال.
في يوم ما، كانوا يقولون أن الشيكل لا قيمة له؛ اليوم الشيكل يبقيك حيا لمدة يوم كامل= (سندويتش فلافل)، مع ماء من حنفيات الوكالة.
وبس.
طلعت قديح
****
***
شهداء عائلة قديح هم حتى اللحظه
1_الش&هيد حماد خضر قديح
2_الش&هيد سيف حماد قديح
3_الش&هيد عبود سليمان قديح
4_الش&هيد أحمد ابراهيم قديح
5_الشهيد سلمان جلال قديح
6_الش&هيد علاء فؤاد قديح
7_الش&هيدة جواهر سلمان قديح
8_الش&هيد رجب ابراهيم قديح
9_الش&هيد صلاح ابراهيم قديح
10_الش&هيد ايمن صلاح قديح
11_الش&هيد شوقي رجب قديح
12_الش&هيد سيد جمعة قديح
13_الش&هيد منتصر جمعة قديح
14_الش&هيد اياد سليمان قديح
15الش&هيد ة شيماء عبدالهادي قديح
16_الش&هيدة سعاد سالم قديح
17_الش&هيد ة حنان ابراهيم قديح
18الش&هيدة امونه شوقي قديح
19_الش&هيدة ماريا شادي قديح
20_الش&هيد ياسين شادي قديح
21الش&هيد اسامة شادي قديح
***
# السادسة صباحا
13أكتوبر 2023..
في هذا الصباح يوم الجمعة، بدأت مرحلة التيمم والصوم، حيث لا ماء يكفي ولا طعام إلا من البسكوتات والأطعمة الخفيفة ( أصلا مافي نفس لشي).
قد يكون الصوم هو الأنجح لتقليل المصروف الذي بدأ ينفد، أتعامل مع الأمر بجدية مفرطة، فالجسم يجب أن يتعود على هذا الخط الجديد (بكفي دلع).
القصف لا يهدأ، في كل مكان، والأسعار ترتفع، والمدارس مكتظة لحد الامتلاء.
يقولون أن غدا السبت سيكون يوما شتائيا ماطرا، ليتها لا تمطر، أمهلنا أيها الشتاء أياما أخرى، لماذا لا تريح نفسك من عناء عملك هذا العام، أو انتقل إلى بلاد أخرى، ألا يكفينا الزائر الثقيل المسمى (الليل).
سمعنا أن الكيان يريد أن ينتقل أهل الشمال ومدينة غزة إلى الجنوب وعددهم مليون ومئتي ألف غزاوي، إلى أين!!!!!
يقول لي صديق على المسنجر؛ لماذا لا تخرج من غزة؟ أتنهد وأصمت قائلا: الله كريم، مع علمي أن الإجابة أقلها صرخة ااااااااه
وآخر يتكلم معي بلغة الإشارات على بعد10متر، لعدم سماع الصوت من ضوضاء المتواجدين في المدرسة.
لعنكم الله ياعرب.
طلعت قديح
***
معكم من انترنت شوارع غير معروف المصدر "بطاقات"، المهم في نت ومابنعرف لمتى...
الوضع لا يوصف، لا احنا عارفين ايش في ولا متى ولا كيف.
على فيض الله.
القصف لا يتوقف وسيارات الإسعاف القليلة لا تتوقف، لا حياة، الآن بدأ الناس في شرب المياه المالحة، مش مهم الطعم المهم مية!
ونرجع ونقول حسبنا الله ونعم الوكيل.
طلعت قديح
***
14 أكتوبر2023
الساعة1 ظهرا
أسبوع على بدء المعركة
لم أعد أحس بالوقت، أتمنى أن يطول النهار ولا يأتي الليل، الليل متآمر مع الخوف، والخوف ابن لقيط لرهبة الصوت.
لم أتوقع وجود نت شوارع، ودعت ابني شاهر في اليونان على المسنجر ليلا وقلت له: الك الله يابا، وأقفلت والقلب يئن ويصرخ ااااااااااااه.
الناس يتكلمون مع بعضهم فقط ليمارسوا تحريك أفواههم، بدل أن يسكتهم القهر، يحاولون التنقيب عن الحكايا القديمة، يحللون، يثرثرون ....
في المدرسة الحال شيء فظيع، كل شيء بالدور، ولا شيء هناك.
الكل خائف، والصلاة جماعات جماعات، الناس يمشون في الشارع لتأمين أي شيء يقيهم العوز، والتجار لا دين لهم، الوقود نفد في محطات التعبئة، والغاز غير موجود، اليوم وبالأمس حركة نزوح نحو الجنوب.
المعبر أقفل بالباطون، ننظر إلى السماء كي تظل زرقاء اللون، لا نحب أن تتوشح بلون الغيم، الأمر سيسوء جدا.
كانت توزع وكالة الأنروا الخبز مع علب مرتديلا، اليوم لا خبز.
سمعنا في التحليل السياسي أن الحرب في أقل تقدير تحتاج لشهرين!
لن تبقى غزة خلال الشهرين، لن تجدوا حيا أو حائطا قائما، ومن سيعيش لن يكون كما كان، الحال بكل تفاصيله جنون في جنون.
حسبنا الله ونعم الوكيل.
طلعت قديح
***
15 أكتوبر 2023
الثامنة صباحا
الكتابة= ما زلت حيا
بدأت الحفلة الليلة مبكرا بعد المغرب مباشرة، قصف على المنازل وكلية الأقصى في خانيونس، كانت المنازل تقصف على ساكنيها، وصوت الإسعافات لا يهدأ، سرعتها كانت مخيفة، وهذا يدل على وجود شهداء وجرحى كثر.
النزوح للجنوب مازال مستمرا، حتى أن رقما لا أعرفه طلب شقة لـ5 أشخاص في الوقت الذي امتلأت المدارس فكيف بالشقق، إنما يتعلق الناس بقشة.
وأنا على فراشي لم أستطع النوم، صوت الانفجارات في كل مكان، وأحاديث الناس المستمر لا يعطي مجالا للنوم إلا إن كنت منهكا، فتنام غصبا عنك.
الصحو فجرا ثم الاتصال لتفقد العائلة، منهم من يرد ومنهم لا، إما لانقطاع الشبكة أو نومه أو لا شحن للجوال.
صباحا خرجت، المنظر اليومي هو الطابور؛ طابور على المخابز التي تكاد تسد حاجة، طابور الحمام، طابور شحن الجوالات لحين مجيء ريحة كهرباء، طابور السيارات المتزاحمة، طوابير وطوابير، والطابور الأكبر هو طابور الانتظار إلى ما ستؤول إليه الحال، والتفكير في جملة "قد تستغرق الحرب أسابيع"!.
كل منا يفكر في شيئين؛ حياة أفراد العائلة وبيته، لأن إنتفاء أحدهما يعني نكبة ومعاناة مدى الحياة.
لا ندري مانفعل سوى الانتظار، بالأمس وزعوا "حرامات خفيفة" كتلك التي تشتهر بها وكالة الغوث"الحرام الرصاصي".
بتنا لا نريد معرفة مايحدث، فقط نريد تهدئة لننام، لنتفقد، لنفكر في شيء آخر غير النظر للسماء خوفا من القصف.
حسبنا الله ونعم الوكيل.
طلعت قديح
***
***
16أكتوبر 2023
الساعة 3 بعد الظهر.
بعض الكلام لا يُكتب.
غزة تدخل عتمات لا يعلمها إلا الله.
طلعت قديح
***
17 أكتوبر2023
فجرا
ما زلت حيا؛ وأكتب.
حالنا:
رأيت رجلا يكلّم نفسه، وهو ينظر برأسه للأرض!
هل يكلم الأرض؟
هل يناجي رب الأرض؟
هل يعود إلى الطين الذي نحن منه بطريقته؟
لا أدري.
ما أعرفه أن كل من في غزة لن يكون كما قبل الحدث!
طلعت قديح
***
·
18أكتوبر 2023
يوم دموي والسيد الدولاr يدعم
والع ر ب: كاسك يادم، والصفقات من تحت الطاولة.
والع د و لا يبالي بأي قوة على الأرض إلا من غزة
عفية غزة.
طلعت قديح
***
19أكتوبر 2023
الساعة 6:55
واقف؛ أشاهد السماء وأدعو ألا تكون بيضاء، فما زلنا نلبس ملابس صيفية، والناس بدأوا بالحركة؛ انفجار ضخم هز المكان، دقيقة واحدة، هرعت سيارات الإسعاف، المكان مكتظ جدا بالسكان والمحلات تماما كـ (العتبة) في القاهرة، حجم الضحايا كبير جدا.
أحسست بشيء يرتطم بقدمي فإذا به حجر جرّاء الانفجاء، ومسافته تبعد1ك!
طلعت قديح
***
20أكتوبر2023
فجرا
قصف مركز على مدينة خانيونس طيلة الليل، والوضع يزداد سوءا، الأنا الإنسانية طاغية على كل شيء، "غريزة البقاء" هي المسيطرة.
يتساءل الناس: لماذا يدفع أهل غزة الثمن دوما؟!
بعيدا عن التنظير الفلسفي والوطني؛ هل الأقصى لأهل غزة فقط، هل سيبقى أهلها يبنون نفس البيت بعد هدمه عدة مرات!
لو سألت أي واحد من غزة؛ ماذا فعلت في حياتك؟ سيكون جوابه: بنيت بيتا!!!
طلعت قديح
***
#تحت ال ق ص ف
لا نعوّل على أحد إلا أنت يا الله.
لا نعلم كيف أو متى، لكننا نعلم أنك القادر على كل شيء قدير، في أن تُقلب موازين المواجهة.
هذا الوهم المسمى "كيان" بات عبئا ثقيلا على الدولة الغربية وعبئا توظيفيا على موظفي الدول العربية، وكشفا لأقنعة مطاطية.
هذا الجيل الطليعي كشف وهن بيت العنكبوت بوجه صارخ، وكشف عن منظومة الترهل الع ر ب ي المعروفة.
طلعت قديح
***
24أكتوبر2023
فجرا
لم أستطع النوم أو لم تسمح لي أصوات الانفجارات بذلك، الطائرات تلقي حممها وسيارات الإسعاف تواجهها بصوتها المنذر بكوارث طيلة الليل حتى مطلع الفجر؛ سيارات الإسعاف مقابل الطائرات الحربية، معادلة عجيبة.
الحديث يدور عن (محاولة) إدخال مساعدات، وكأن الساسة في مدرسة إبتدائية، يطالبون بالأقلام وليس هناك دفاتر!
يبدأ يوم الغزّاوي بالطابور الصباحي للخبز الذي أصبح همّا كبيرا في وجود أطفال، والطابور لا يحسب بالساعات، فقد يضيع نصف يومك للحصول على نصف ربطة!
شخصيا لا أبالي بالأكل، بضع بسكوتات مع كاسة (ليس مهما أن تكون قهوة أو نسكافيه أو شاي أو دون ذلك كله)، بالمناسبة لست مغرما بالقهوة، فبرحيل أمي2012 لم أستطعم بأي نوع منها.
أعيش حياة تقشفية (أمرن نفسي على ذلك)، أمشي مسافات طويلة متأملا في المشي حال غزة!
أستغرب ممن يبتسمون في هذه الحرب، هل يمرنون وجوههم على شيء قد لا يفعلونه لاحقا، أم أنهم يفعلون ذلك اعتقادا بأن لا سبيل إلا أن يحاولوا التأقلم خوفا من مستقبل أسود!
إن أردت أن تحوز على نصف ربطة في 3 أوو4ساعات؛ يجب عليك أن تكون واقفا في الدور فجرا؛ فجرا وفقط.
أعتقد بأننا إن خرجنا من هذه الحرب؛ سنكون لا مبالين، ومهما بلغت خسارات المستقبل، سنقيسها بما كان في حرب2023، أي شيء سيكون رخيصا في نظر الغزاوي أمام حياة أو مأوى! لن نكون مهتمين بالحصول على نوع هاتف محمول جديد أو أي نوع من كماليات التكنولوجيا، لن يكون لأي شيء قيمة إزاء الحياة والمأوى (الأمان).
أكتب لأنني ما زلت حيا...
طلعت قديح
***
25أكتوبر2023
صباحا
علمت من موظف محطة وقود مغلقة أن اليوم هو اليوم الـ20 للحرب، 20 يوما ونحن نذبح من الوريد للوريد، وبساطير ال ع ر ب يشاهدوننا على التلفاز، عشرون يوما ولم يتوقف شلال الموت والقتل والدمار، عشرون يوما ويشرب نخب إبادتنا ال ع رب.
لم يعد يهم أحد إلا 3 أشياء: الخبز-الماء-شحن بطارية الجوال (للإطمئنان عند وجود ق ص ف)؛ من حازها في غزة فقد حاز شيئا عظيما ومميزا، أخبار الحرب لم تعد تهمنا، ننتظر خبرا ما، دون أن يكون خبرا للموت.
فجرا أتم تدمير مربع كاااامل بكل مافيه، عشرات البيوت على رؤوس ساكنيها، الدمار هائل، الناس لا تأمن أي مكان في غزة.
يقينا؛ لن يوقف الحرب إلا الله، كيف ومتى، لا نعلم.
ليس لنا إلا الله.
وحسبنا الله ونعم الوكيل عليكم يا ع ر ب.
طلعت قديح
***
12 اكتوبر 2023..فجرا
بعد قصف عنيف.
في المدرسة التابعة للأنروا تمارس الحياة في أسوأ حالاتها، لن يختلف شيء مما ترى أو تسمع عما كان قبلا من تناحر من أجل المبدأ السائد "نفسي نفسي".
الأغطية لا تكفي، لانوم إلا إعياء، فأصوات القصف لا تتوقف، الناس قسموا أماكن المبيت قسمان:
الصفوف للنساء والأطفال الأصغر من غيرهم، وأما أسفل المبنى الأرضى المحمي بسقف باطون مفتوح هو للشباب فما فوق والأطفال الكبار الذين لم يبلغوا الحلم.
الغالبية لا يمتلكون فرشات، معظمهم لديهم بطانيات خفيفة لا تقي جوا عاديا، فما بالكم بجو أجراس الشتاء!
الوصف يتراوح بين مزري فأكثر، لن تحصل على علامة يمكن وصفها بالسيء، هي أسوأ مما يتصوره عقل.
هناك من لا يملك شيئا إلا بضعا من الأوراق المالية القليلة، فهذه المرة لا تقدم وكالة الأنروا للاجئين شيئا من المساعدات الغذائية، ناهيك عن عدم الاكتراث بإحصاء الموجودين، فقط لمن لديهم أطفال رضع "بامبرز" .
الأفق مغلق تماما، الكل يراهن على حدث يجعل الكيان ال ص ه ي و ن ي يطلب من أمريكا عبر مجلس الأمن إصدار قرار وقف إطلاق النار، لكنهم يعلمون أن هذا الأمر مستبعد في هذه الأيام.
هناك من يراهن على صحوة لحكام دول خوفا من الغضب الشعبي بالضغط نحو إدخال مساعدات غذائية أو الضغط لنيل بضع ساعات من التهدئة اليومية.
نحن في غزة فقدنا الإحساس بالزمن، المحلات أغلقت باستثناء المحلات الغذائية وبسطات الخضار والفواكه، والمخابز، والالكترونيات التي تبيع شواحن الجوالات والبطاريات والباور بانك وهي قليلة والأسعار ارتفعت جدا، وهناك القليل من المحال.
في آخر المطاف الناس تريد أن تعيش، تشتري وتبيع وتأكل وتشرب، هم معتادون على هذا النمط البائس، لكنهم يعلمون أن هذه المرة مختلفة تماما عما سبق، ستكون شديدة وستصل القلوب الحناجر، لكننا متيقنون أن مع العسر يسرا، لا نعلم ماهية اليسر، فنحن غارقون في العسر، يبدو أنه يسر سيبقينا أحياء ونمتلك بعض العقل لإكمال الحياة إن عشنا، أو أنه الذاكرة "إن رحلنا" أن عشنا الأيام التي انكشف وهن بيت العنكبوت بكل وضوح.
أولى إنجازات مابعد هذه الحرب:
1-تبيض السجون ال ص ه ي و ن ي ة كاملا.
2: التعهد بوقف اقتحامات الأقصى ووجود رقابة دولية على شكل مجموعات أمنية أو شرطية أو أي صيغة.
3-توجه الدول الغربية والعربية إلى تحريك ملف التفاوض بشكل جدي قد ينشأ عنه واقع جغرافي جديد.
4-ستستمر سنوات طوال في ملف إعمار غزة وستمارس ضغوطات مابين مدد متفاوتة وبين مراقبة حسن سير السلوك أثناء ذلك.
لا أعلم متى ستتوقف الحرب، لكني أحس بأن الكيان ال ص ه ي و ن ي لن يكون مسيطرا على كل ماكان تحت سيطرته.
قد أكون كتبت ما كتبت من إحساس بأنه تنفيس من حالة الملل والقرف والتفكير المستمر حتى في إغفاءات الحال.
في يوم ما، كانوا يقولون أن الشيكل لا قيمة له؛ اليوم الشيكل يبقيك حيا لمدة يوم كامل= (سندويتش فلافل)، مع ماء من حنفيات الوكالة.
وبس.
طلعت قديح
****
***
شهداء عائلة قديح هم حتى اللحظه
1_الش&هيد حماد خضر قديح
2_الش&هيد سيف حماد قديح
3_الش&هيد عبود سليمان قديح
4_الش&هيد أحمد ابراهيم قديح
5_الشهيد سلمان جلال قديح
6_الش&هيد علاء فؤاد قديح
7_الش&هيدة جواهر سلمان قديح
8_الش&هيد رجب ابراهيم قديح
9_الش&هيد صلاح ابراهيم قديح
10_الش&هيد ايمن صلاح قديح
11_الش&هيد شوقي رجب قديح
12_الش&هيد سيد جمعة قديح
13_الش&هيد منتصر جمعة قديح
14_الش&هيد اياد سليمان قديح
15الش&هيد ة شيماء عبدالهادي قديح
16_الش&هيدة سعاد سالم قديح
17_الش&هيد ة حنان ابراهيم قديح
18الش&هيدة امونه شوقي قديح
19_الش&هيدة ماريا شادي قديح
20_الش&هيد ياسين شادي قديح
21الش&هيد اسامة شادي قديح
***
# السادسة صباحا
13أكتوبر 2023..
في هذا الصباح يوم الجمعة، بدأت مرحلة التيمم والصوم، حيث لا ماء يكفي ولا طعام إلا من البسكوتات والأطعمة الخفيفة ( أصلا مافي نفس لشي).
قد يكون الصوم هو الأنجح لتقليل المصروف الذي بدأ ينفد، أتعامل مع الأمر بجدية مفرطة، فالجسم يجب أن يتعود على هذا الخط الجديد (بكفي دلع).
القصف لا يهدأ، في كل مكان، والأسعار ترتفع، والمدارس مكتظة لحد الامتلاء.
يقولون أن غدا السبت سيكون يوما شتائيا ماطرا، ليتها لا تمطر، أمهلنا أيها الشتاء أياما أخرى، لماذا لا تريح نفسك من عناء عملك هذا العام، أو انتقل إلى بلاد أخرى، ألا يكفينا الزائر الثقيل المسمى (الليل).
سمعنا أن الكيان يريد أن ينتقل أهل الشمال ومدينة غزة إلى الجنوب وعددهم مليون ومئتي ألف غزاوي، إلى أين!!!!!
يقول لي صديق على المسنجر؛ لماذا لا تخرج من غزة؟ أتنهد وأصمت قائلا: الله كريم، مع علمي أن الإجابة أقلها صرخة ااااااااه
وآخر يتكلم معي بلغة الإشارات على بعد10متر، لعدم سماع الصوت من ضوضاء المتواجدين في المدرسة.
لعنكم الله ياعرب.
طلعت قديح
***
معكم من انترنت شوارع غير معروف المصدر "بطاقات"، المهم في نت ومابنعرف لمتى...
الوضع لا يوصف، لا احنا عارفين ايش في ولا متى ولا كيف.
على فيض الله.
القصف لا يتوقف وسيارات الإسعاف القليلة لا تتوقف، لا حياة، الآن بدأ الناس في شرب المياه المالحة، مش مهم الطعم المهم مية!
ونرجع ونقول حسبنا الله ونعم الوكيل.
طلعت قديح
***
14 أكتوبر2023
الساعة1 ظهرا
أسبوع على بدء المعركة
لم أعد أحس بالوقت، أتمنى أن يطول النهار ولا يأتي الليل، الليل متآمر مع الخوف، والخوف ابن لقيط لرهبة الصوت.
لم أتوقع وجود نت شوارع، ودعت ابني شاهر في اليونان على المسنجر ليلا وقلت له: الك الله يابا، وأقفلت والقلب يئن ويصرخ ااااااااااااه.
الناس يتكلمون مع بعضهم فقط ليمارسوا تحريك أفواههم، بدل أن يسكتهم القهر، يحاولون التنقيب عن الحكايا القديمة، يحللون، يثرثرون ....
في المدرسة الحال شيء فظيع، كل شيء بالدور، ولا شيء هناك.
الكل خائف، والصلاة جماعات جماعات، الناس يمشون في الشارع لتأمين أي شيء يقيهم العوز، والتجار لا دين لهم، الوقود نفد في محطات التعبئة، والغاز غير موجود، اليوم وبالأمس حركة نزوح نحو الجنوب.
المعبر أقفل بالباطون، ننظر إلى السماء كي تظل زرقاء اللون، لا نحب أن تتوشح بلون الغيم، الأمر سيسوء جدا.
كانت توزع وكالة الأنروا الخبز مع علب مرتديلا، اليوم لا خبز.
سمعنا في التحليل السياسي أن الحرب في أقل تقدير تحتاج لشهرين!
لن تبقى غزة خلال الشهرين، لن تجدوا حيا أو حائطا قائما، ومن سيعيش لن يكون كما كان، الحال بكل تفاصيله جنون في جنون.
حسبنا الله ونعم الوكيل.
طلعت قديح
***
15 أكتوبر 2023
الثامنة صباحا
الكتابة= ما زلت حيا
بدأت الحفلة الليلة مبكرا بعد المغرب مباشرة، قصف على المنازل وكلية الأقصى في خانيونس، كانت المنازل تقصف على ساكنيها، وصوت الإسعافات لا يهدأ، سرعتها كانت مخيفة، وهذا يدل على وجود شهداء وجرحى كثر.
النزوح للجنوب مازال مستمرا، حتى أن رقما لا أعرفه طلب شقة لـ5 أشخاص في الوقت الذي امتلأت المدارس فكيف بالشقق، إنما يتعلق الناس بقشة.
وأنا على فراشي لم أستطع النوم، صوت الانفجارات في كل مكان، وأحاديث الناس المستمر لا يعطي مجالا للنوم إلا إن كنت منهكا، فتنام غصبا عنك.
الصحو فجرا ثم الاتصال لتفقد العائلة، منهم من يرد ومنهم لا، إما لانقطاع الشبكة أو نومه أو لا شحن للجوال.
صباحا خرجت، المنظر اليومي هو الطابور؛ طابور على المخابز التي تكاد تسد حاجة، طابور الحمام، طابور شحن الجوالات لحين مجيء ريحة كهرباء، طابور السيارات المتزاحمة، طوابير وطوابير، والطابور الأكبر هو طابور الانتظار إلى ما ستؤول إليه الحال، والتفكير في جملة "قد تستغرق الحرب أسابيع"!.
كل منا يفكر في شيئين؛ حياة أفراد العائلة وبيته، لأن إنتفاء أحدهما يعني نكبة ومعاناة مدى الحياة.
لا ندري مانفعل سوى الانتظار، بالأمس وزعوا "حرامات خفيفة" كتلك التي تشتهر بها وكالة الغوث"الحرام الرصاصي".
بتنا لا نريد معرفة مايحدث، فقط نريد تهدئة لننام، لنتفقد، لنفكر في شيء آخر غير النظر للسماء خوفا من القصف.
حسبنا الله ونعم الوكيل.
طلعت قديح
***
***
16أكتوبر 2023
الساعة 3 بعد الظهر.
بعض الكلام لا يُكتب.
غزة تدخل عتمات لا يعلمها إلا الله.
طلعت قديح
***
17 أكتوبر2023
فجرا
ما زلت حيا؛ وأكتب.
حالنا:
رأيت رجلا يكلّم نفسه، وهو ينظر برأسه للأرض!
هل يكلم الأرض؟
هل يناجي رب الأرض؟
هل يعود إلى الطين الذي نحن منه بطريقته؟
لا أدري.
ما أعرفه أن كل من في غزة لن يكون كما قبل الحدث!
طلعت قديح
***
·
18أكتوبر 2023
يوم دموي والسيد الدولاr يدعم
والع ر ب: كاسك يادم، والصفقات من تحت الطاولة.
والع د و لا يبالي بأي قوة على الأرض إلا من غزة
عفية غزة.
طلعت قديح
***
19أكتوبر 2023
الساعة 6:55
واقف؛ أشاهد السماء وأدعو ألا تكون بيضاء، فما زلنا نلبس ملابس صيفية، والناس بدأوا بالحركة؛ انفجار ضخم هز المكان، دقيقة واحدة، هرعت سيارات الإسعاف، المكان مكتظ جدا بالسكان والمحلات تماما كـ (العتبة) في القاهرة، حجم الضحايا كبير جدا.
أحسست بشيء يرتطم بقدمي فإذا به حجر جرّاء الانفجاء، ومسافته تبعد1ك!
طلعت قديح
***
20أكتوبر2023
فجرا
قصف مركز على مدينة خانيونس طيلة الليل، والوضع يزداد سوءا، الأنا الإنسانية طاغية على كل شيء، "غريزة البقاء" هي المسيطرة.
يتساءل الناس: لماذا يدفع أهل غزة الثمن دوما؟!
بعيدا عن التنظير الفلسفي والوطني؛ هل الأقصى لأهل غزة فقط، هل سيبقى أهلها يبنون نفس البيت بعد هدمه عدة مرات!
لو سألت أي واحد من غزة؛ ماذا فعلت في حياتك؟ سيكون جوابه: بنيت بيتا!!!
طلعت قديح
***
#تحت ال ق ص ف
لا نعوّل على أحد إلا أنت يا الله.
لا نعلم كيف أو متى، لكننا نعلم أنك القادر على كل شيء قدير، في أن تُقلب موازين المواجهة.
هذا الوهم المسمى "كيان" بات عبئا ثقيلا على الدولة الغربية وعبئا توظيفيا على موظفي الدول العربية، وكشفا لأقنعة مطاطية.
هذا الجيل الطليعي كشف وهن بيت العنكبوت بوجه صارخ، وكشف عن منظومة الترهل الع ر ب ي المعروفة.
طلعت قديح
***
24أكتوبر2023
فجرا
لم أستطع النوم أو لم تسمح لي أصوات الانفجارات بذلك، الطائرات تلقي حممها وسيارات الإسعاف تواجهها بصوتها المنذر بكوارث طيلة الليل حتى مطلع الفجر؛ سيارات الإسعاف مقابل الطائرات الحربية، معادلة عجيبة.
الحديث يدور عن (محاولة) إدخال مساعدات، وكأن الساسة في مدرسة إبتدائية، يطالبون بالأقلام وليس هناك دفاتر!
يبدأ يوم الغزّاوي بالطابور الصباحي للخبز الذي أصبح همّا كبيرا في وجود أطفال، والطابور لا يحسب بالساعات، فقد يضيع نصف يومك للحصول على نصف ربطة!
شخصيا لا أبالي بالأكل، بضع بسكوتات مع كاسة (ليس مهما أن تكون قهوة أو نسكافيه أو شاي أو دون ذلك كله)، بالمناسبة لست مغرما بالقهوة، فبرحيل أمي2012 لم أستطعم بأي نوع منها.
أعيش حياة تقشفية (أمرن نفسي على ذلك)، أمشي مسافات طويلة متأملا في المشي حال غزة!
أستغرب ممن يبتسمون في هذه الحرب، هل يمرنون وجوههم على شيء قد لا يفعلونه لاحقا، أم أنهم يفعلون ذلك اعتقادا بأن لا سبيل إلا أن يحاولوا التأقلم خوفا من مستقبل أسود!
إن أردت أن تحوز على نصف ربطة في 3 أوو4ساعات؛ يجب عليك أن تكون واقفا في الدور فجرا؛ فجرا وفقط.
أعتقد بأننا إن خرجنا من هذه الحرب؛ سنكون لا مبالين، ومهما بلغت خسارات المستقبل، سنقيسها بما كان في حرب2023، أي شيء سيكون رخيصا في نظر الغزاوي أمام حياة أو مأوى! لن نكون مهتمين بالحصول على نوع هاتف محمول جديد أو أي نوع من كماليات التكنولوجيا، لن يكون لأي شيء قيمة إزاء الحياة والمأوى (الأمان).
أكتب لأنني ما زلت حيا...
طلعت قديح
***
25أكتوبر2023
صباحا
علمت من موظف محطة وقود مغلقة أن اليوم هو اليوم الـ20 للحرب، 20 يوما ونحن نذبح من الوريد للوريد، وبساطير ال ع ر ب يشاهدوننا على التلفاز، عشرون يوما ولم يتوقف شلال الموت والقتل والدمار، عشرون يوما ويشرب نخب إبادتنا ال ع رب.
لم يعد يهم أحد إلا 3 أشياء: الخبز-الماء-شحن بطارية الجوال (للإطمئنان عند وجود ق ص ف)؛ من حازها في غزة فقد حاز شيئا عظيما ومميزا، أخبار الحرب لم تعد تهمنا، ننتظر خبرا ما، دون أن يكون خبرا للموت.
فجرا أتم تدمير مربع كاااامل بكل مافيه، عشرات البيوت على رؤوس ساكنيها، الدمار هائل، الناس لا تأمن أي مكان في غزة.
يقينا؛ لن يوقف الحرب إلا الله، كيف ومتى، لا نعلم.
ليس لنا إلا الله.
وحسبنا الله ونعم الوكيل عليكم يا ع ر ب.
طلعت قديح
***