محمود سلطان - أطفالنا مثل العشب

من بين سنوات عمري "الحلوة" تلك التي عملت فيها أستاذا لمادة " Analytical chemistry" في معهد علوم أساسية للبنات بدولة عربية.. اختاروني من بين العشرات تقدموا للتدريس لهذه المادة.. كنت شاطرا فيها جدا ـ وأنا في الجامعة ـ فضلا عن إجادتي شرحها باللغة الإنجليزية.
كان ـ حينها ـ لي صديق فلسطيني (شاب) وفي نفس عمري، وحاصل على الدكتوراه في الكيمياء، عاودته لمرضه ذات يوم في بيته، استضافني في غرفة، وجدتها مكتظة بالإسرة "سراير" ـ فوقها فوق بعض ـ ويتقافز حولي وعليها.. أطفال كتيرة جدا !!
قلت له من هؤلاء الأطفال؟
قال: أولادي!!
قلت مستغربا: بجد أم بتهزر؟!
قال: والله أولادي !
قلت ساخرا: أيه؟! أنت مجوز "أنثى الأرنب"؟!
قال: هذه فيما يبدو مسألة قدرية مرتبطة بمستقبل الصراع مع العدو
وزاد: اللي لا تعرفه أن المراة الفلسطينية هي أكثر نساء العالم خصوبة
تنجب أعدادا كبيرة من الأطفال.. وأطفالنا مثل "العُشب" كلما "حُشَ" بالمناجل.. ينبت مجددا بعد أيام
تذكرته الليلة .. وأنا أشاهد الأطفال جثثا ولحوما مبعثرة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى