سفيان صلاح هلال - الليل وحارس السهر

الليل
قال الدعيُّ
الليل ماخورٌ
لإفشال البكارةِ
وانتصار العارِ
قالت عاريةٌ
الليلُ مصيدتي
على العريانِ
من ربي ستارْ
قال المفارق إنه مأوى
الحزاني
تنتشي فيه المآسي
باجترار الانكسارْ
قال المسافر بل فضاء الريحِ
عربدة البحارِ
قال الوليُّ مدامع عتمة الليلِ
منابع هذه الأنهارِ
حارس السهرة
لليلِ منزلةٌ
كمنزلة النهارِ
له ورودٌ
في مقاطعه
وأقمارٌ
وينمو الحبُّ في أركانهِ
همسًا
وشوقَا
واخْضرارا
واحتضارْ
............
أقاوم الوسواسَ
والأشرارَ
والحمقَى
وأمضي هادئا
متجولًا في ساحتي العظمى
أمرُّ على الشراكِ
فأمنح الأسماكَ للجوعى
وأُرسل في الصباحِ
المارقينَ
أضمُّهم لكتائب الطلَّابِ
تهدمُهم وتبنيهم
مدارسُنا
معابدُنا
طبيعةُ أرضِنا السمراءِ
والناسُ الذين يروضون الريحَ
حتى تستكين إلى جوار فضائهم
ومن فعال الريح ترتاح الديارْ
...................
الليل وقت لي
إليه أفيءُ
يجمعني على روحي التي
وزعتها خدمًا لأركان النهارْ
وحين أمسي واحدا
لا شِلْوَ ينقصني
أعيد قراءتي
والاختيار
...........
لليل معمله
وأهداني الأكاسيرَ التي
عالجْتُ في كيميائها روحي
فبان لها طريقٌ
للنعيمِ
يسدُّ أبوابًا تمر الريح منها
فانفلتُّ من دروب
كم تقلِّبني زلازلها
على الجنبين في أخدودِ نارْ
.............
الليل مرسَى
الذكرياتِ
تهبُّ أنسامًا على أركانهِ
من تحتهِ
موج الحنين يسير رقراقًا
وتأتي مركباتُ الوصلِ
أحلامًا
بها الأحلام تترى
يلتقي فيها الحليمُ بحلمهِ
بعد التلظِّي في جحيم الانتظارْ
...........
لليل سلَّمُهُ
إلى شمس تضيءُ
بلا حريقٍ
يعرف العشاقُ أن شروقها
على زهورٍ
من أريجٍ خالصٍ
تأْسر السياحَ حتى يدركوا
مباهج الغيب المُوَارَى
خلف أضواء المجازِ
وهم على وعْيٍ
بأن صعودهم حربٌ
وأن وصولهم
أَسْمَى
معاني
الانتصارْ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى