كالوردة تحتاج مَن يسقيها !
في مدينة الجفاف المعبّأ بالزجاجات، وقبيلة القحط المقنّع، وبلاد صلاة الاستسقاء
هناك حيث تعلّمتْ السجود للمطر
لأنّ المطرَ بعيدٌ كما يبدو في تلك البطاح
وقد ينساها المطر في زحمة الأسماء المنتقاة
وإن تذكّرها متأخّراً، فلن يأتيها رذاذاً وبرداً وسلاماً، بل قد يأتي تهطالاً
وفيضاناً يتلوه
وسيلاً جارفاً يجرفها من جذورها الواهية غير المتجذّرة.
ولو جاءها الغيث كما تشتهي، فكأني به ما عاد كمطر أيام زمان، بل ما عاد يشفي الغليل.
أو أنّ قطيراته العشوائية ما عادت تصيبها ولا تغسلها
تعفّ عنها، وتتعفّف منها
لا بل وكأنّ مطر اليوم يتحاشاها، ويُغيث غيرها، ولا يبلل منها إلا أطرافها تاركاً حواشيها.
كانت لها جلسات حالمة لوحدها مع المطر إنْ ادلهمّ الجوّ
وجلسات حالمة مع الشمس الحارقة على الشطآن
وجلسات حالمة مع الشمعة الذوّابة في العتمة حتى تسيل منها المآق
ومع الظلام الدامس بلا نور، حتى لتسرح من حولها الخيالات وتمرح في مخيّلتها الخصبة
وكل شيء ممكنٌ ومتاحٌ في أحلام اليقظة
وبين كثبان الجسد ونجداته ووهداته وواحاته التي تنبئ بالسراب
يجوز للمحروم أن يتجاوز الحرمات
ويدخل العتبات
بدون خلع النعال.
نعم، كانت تعيش لوحدها
ولكنْ لها الكون كلّه، تسخّره، وتستخدمه، ليكوّن مادّتها الحلمية، مسرحاً وشخوصاً، بإخراجاتٍ مختلفة، تنتهي كلّها بنهاية واحدة هي ..الحب!
الحب، بعزفٍ منفرد على قيثارة الجسد البكر
كالراهبة المستمسكة عن دنس الجنس، وتتنازعها الشياطين في الدير المقدّس.
ها هي، واقفةٌ في عزّ المطر، وتنظر إلى فوق، صارت ترى نقاطه المتساقطة سوداء على خلفيّتها الغيميّة البيضاء أو الرّمادية الملبّدة.
وكلّ الناس تحسب حساباً للمطر، وترتعد للرّعد، وتغضّ الطرف عن البرق، وتفتح المظال اتّقاءً للبلل.
إلا هيَ
فكانت تستعدّ للمطر بتخفيف ثيابها الخارجية.
وكلما اشتدّ الرعد في سمائها، تمنّي النفس بالبلل الذي يبعث على النشوة.
والرعد القاصف الذي يخيف الآخرين، يبعث فيها الطنين.
الذي يصمّ الآذان
والبرق الخاطف، يغلق من عينيها الجفون
فتهيم في الخيال الخصب، منتظرة قوس قزح متعدّد الأطياف، كقوس النصر تخرج من تحته الفرسان برماحها المنتصبة، وسيوفها المشهرة.
في ضجيج الصهيل
ولم يبق إلا أن تقف غير هيّابة للقطيرات القادمة من مجاهيل الغيوم المسترحلة
المسترجلة
إذ لا رجال يسقطون من السماء
اللهمّ، إلا إن كانوا أنبياء
فتسيل قطيرات المطر الباردة من الشعر المسترسل سواقٍ على الجسد الساخن، وتلتصق منها الثياب القليلة التي بقيت عليها، وتبقى مغمَضة العيون تحت المطر، ووجهها نحو السماء حتى يلسعها البرد من أطرافها
فتستفيق عندها
كمن يستفيق من فراشٍ سقطت عنه الأغطية، فيجذب أيَّ شيء يغطّي جسده.
والحمّام الساخن بعد جلسة المطر تلك، يجعلها تغنّي
وتغنّي
وتتأوّه
وتصيح، كصياح الدجاجة التي أبهرها صوت الديك، فقلّدته، لأنّ نغمته أطرَبَتها
وصوتها جميل في الحمّام كأيّ مستحمٍّ مستطرب، ومسترطب.
ووسط تضاعيف البخار الذي يجلّلها تتراءى لها الخيالات المجنّحة
فتستتر خجلاً
إذ تظنّ أنّ شبحاً ما يراها
وسيتجسّد من خلف غيمات البخار ليفاجئَها، ولن تلحق إلا بالإسراع لإنهاء جلسة البخار تلك.
وجهكِ جميلٌ غضٌّ الآن، لأنه مروّى ومُشبَع بالأمواه، هكذا وجدَت مرآتها تقول لها.
ومنشفتها الكبيرة تلفلفها وتبين منها الكتفين ككرتين مطاطيتين
لندَع منشفة الرأس على الشعر تقمّطه، وأجزاء الجسد ننشّفها رويداً.
لقد خجِلَتْ حتى من مرآتها وأدارت لها ظهرها، عندها ستسقط عنها الأغطية وتدوسها بالقدمين الحافيتين.
لقد أصبحتُ مكشوفةً لكِ يا مرآتي، ولن أرى ما تشاهدين، فلنسرع ونستتر، ونغلق جلسة المرآة تلك.
هي تحتاج الحبّ تأمّلاً وافتتاناً
وخفقاً للرموش المرتعشة
ومسْحَاً لطيفاً على تويجاتها الملوّنة
وتحبّباً بحديقتها من خلف السياج، فلا تمتدّ يدٌ من بين الأسلاك لتقصفَ غصناً، وتطأ تربةً، وتهزّ منها السيقان الغضّة، وتبعثر الوريقات الخضر، وتنتف أوراق الورد.
هي تحتاج الحبّ صلاةً
ووصالاً
روحيّاً طاهراً
إيماناً بها كحبيبٍ أوحد
وزهداً بالآخرين
فلا يكون غيرها آلهةً في معبده، يتعبّد عند ساقيها الرّخاميتين، ويجثو على سجّادتها، ويدقّ الجباه عند موطئ قدميها
ويذوب فيها، ويتذكّرها بمخيّلته كلما عنّت عليه امرأة
ويحجّ إليها دورياً فيطوف بها
ويرمي الجمار على أعدائها
ويقف بعَرَفتها
ويعترف لها بخطاياه فتصفح عن شططه، ويهدي لها شمعة، ويذبح قرباناً، ويحرق بخوراً، ولا .. ولا يُشرِك بها.
فتكون له قدّيسةً، تشفَعُ له كلّما عذّبته نيران الحب، فتضمّه إلى صدرها كالطفل، وتمسح منه الدموع، وترضِعه إرضاع الكبير، وبالتالي تكون محرّمة عليه جسديّاً.
هذا هو الحبّ الذي تحتاجه وترجوه!
فأين أنتَ أيها المتعبّد لفينوس آلهة الحب والخصب؟
وأريدكَ أن تراني تمثالاً كتمثال فينوس
تهيم بجماله، ولو كان معرّى من الثياب، تعشقه فقط، ولا تلوّثه ولا تدنّسه
لأنك تعرف أنه مجرّد حجر.
رأته يطيل النظر إليها
وعلّمَتْ سهام لحظه على جسدها
أثراً يدغدغ حيث تقع عيونه، ويسخن موقع الإصابة منها ويبعث الأمر على الحكّة، فتحكّ فعلاً، وتتحسّس كل نقطة من جسدها
يرصدها ويصيبها، ولا يجرحها
ما باله ينظر إلى صدري؟
فتغلق زرّاً، وتضيّق فرجة قميصها
وبنطالي؟
فتتحسّسه، وقد يكون فيه ما يُعيب
وشعري؟
فتسوّي انسدال خصلاته، وتنفض رأسَها ليعود الانسياب والتزوّي في شعرها، ويعود متربّعاً على الكتفين كالستائر الجميلة تجلل نافذة الوجه البدريّ.
وشفاهي؟
فتعضّ عليها
فيمتقع الوجه بحمرة الخجل، والقلب يرتكض في خفقانه.
لقد مالت الوردة إليك يا دبّور، وسال رحيقها.
فكفاك طنيناً بأجنحتك المرتجفة
ودوراناً
وحوَماناً حولها
لقد أصبْتَها بالدّوار، إذ أعياها الالتفات والتلفّت إلى مواقع عيونك تحاصرها
وتحصرها
وترصدها
وطنين إقبالك وإدبارك يثنيها، فلا تعرف من أين وكيف ومتى تأتيها؟
يراقبها ويرقبها، يفنّدها كأحجية، يحلحلها كلغز، وكمتاهة مستعصية على الولوج، وتسعَد باهتمامه، وتنتظر انفتاح القفل بلا كلمة سر
فتنتهي أحجيتها
وتنفتح عندئذٍ جعبتها
إنه الحب الذي يمارسه الأغيار
الذي ما جرّبته يوماً، ولا ذاقت له مذ خُلقِتْ طعما!
دعاها إليه، فقبِلَتْ الدعوة
وفي طريقها إليه كان يسوقها الحلم الجميل، لكن إلى أين أيتها الوردة؟
والوردة التي تخرج من تربتها ستُباع في محل الورود، وأنتِ كنتِ أرخص من ذلك، لأنكِ اقتطعتِ نفسكِ، ودخلت عشّ الدبابير بقدميك.
وبعد جلسة غير حالمة في عش الدبور خرجت لا تلوي على شيء
لم تكن سعيدة، والدبور الطنّان كان شيئاً مختلفاً عن الحلم.
قالت لي مؤخّراً إنها ما زالت وحيدة
وأنها ما زالت تحلم، لوحدها، وبلا شريك.
في مدينة الجفاف المعبّأ بالزجاجات، وقبيلة القحط المقنّع، وبلاد صلاة الاستسقاء
هناك حيث تعلّمتْ السجود للمطر
لأنّ المطرَ بعيدٌ كما يبدو في تلك البطاح
وقد ينساها المطر في زحمة الأسماء المنتقاة
وإن تذكّرها متأخّراً، فلن يأتيها رذاذاً وبرداً وسلاماً، بل قد يأتي تهطالاً
وفيضاناً يتلوه
وسيلاً جارفاً يجرفها من جذورها الواهية غير المتجذّرة.
ولو جاءها الغيث كما تشتهي، فكأني به ما عاد كمطر أيام زمان، بل ما عاد يشفي الغليل.
أو أنّ قطيراته العشوائية ما عادت تصيبها ولا تغسلها
تعفّ عنها، وتتعفّف منها
لا بل وكأنّ مطر اليوم يتحاشاها، ويُغيث غيرها، ولا يبلل منها إلا أطرافها تاركاً حواشيها.
كانت لها جلسات حالمة لوحدها مع المطر إنْ ادلهمّ الجوّ
وجلسات حالمة مع الشمس الحارقة على الشطآن
وجلسات حالمة مع الشمعة الذوّابة في العتمة حتى تسيل منها المآق
ومع الظلام الدامس بلا نور، حتى لتسرح من حولها الخيالات وتمرح في مخيّلتها الخصبة
وكل شيء ممكنٌ ومتاحٌ في أحلام اليقظة
وبين كثبان الجسد ونجداته ووهداته وواحاته التي تنبئ بالسراب
يجوز للمحروم أن يتجاوز الحرمات
ويدخل العتبات
بدون خلع النعال.
نعم، كانت تعيش لوحدها
ولكنْ لها الكون كلّه، تسخّره، وتستخدمه، ليكوّن مادّتها الحلمية، مسرحاً وشخوصاً، بإخراجاتٍ مختلفة، تنتهي كلّها بنهاية واحدة هي ..الحب!
الحب، بعزفٍ منفرد على قيثارة الجسد البكر
كالراهبة المستمسكة عن دنس الجنس، وتتنازعها الشياطين في الدير المقدّس.
ها هي، واقفةٌ في عزّ المطر، وتنظر إلى فوق، صارت ترى نقاطه المتساقطة سوداء على خلفيّتها الغيميّة البيضاء أو الرّمادية الملبّدة.
وكلّ الناس تحسب حساباً للمطر، وترتعد للرّعد، وتغضّ الطرف عن البرق، وتفتح المظال اتّقاءً للبلل.
إلا هيَ
فكانت تستعدّ للمطر بتخفيف ثيابها الخارجية.
وكلما اشتدّ الرعد في سمائها، تمنّي النفس بالبلل الذي يبعث على النشوة.
والرعد القاصف الذي يخيف الآخرين، يبعث فيها الطنين.
الذي يصمّ الآذان
والبرق الخاطف، يغلق من عينيها الجفون
فتهيم في الخيال الخصب، منتظرة قوس قزح متعدّد الأطياف، كقوس النصر تخرج من تحته الفرسان برماحها المنتصبة، وسيوفها المشهرة.
في ضجيج الصهيل
ولم يبق إلا أن تقف غير هيّابة للقطيرات القادمة من مجاهيل الغيوم المسترحلة
المسترجلة
إذ لا رجال يسقطون من السماء
اللهمّ، إلا إن كانوا أنبياء
فتسيل قطيرات المطر الباردة من الشعر المسترسل سواقٍ على الجسد الساخن، وتلتصق منها الثياب القليلة التي بقيت عليها، وتبقى مغمَضة العيون تحت المطر، ووجهها نحو السماء حتى يلسعها البرد من أطرافها
فتستفيق عندها
كمن يستفيق من فراشٍ سقطت عنه الأغطية، فيجذب أيَّ شيء يغطّي جسده.
والحمّام الساخن بعد جلسة المطر تلك، يجعلها تغنّي
وتغنّي
وتتأوّه
وتصيح، كصياح الدجاجة التي أبهرها صوت الديك، فقلّدته، لأنّ نغمته أطرَبَتها
وصوتها جميل في الحمّام كأيّ مستحمٍّ مستطرب، ومسترطب.
ووسط تضاعيف البخار الذي يجلّلها تتراءى لها الخيالات المجنّحة
فتستتر خجلاً
إذ تظنّ أنّ شبحاً ما يراها
وسيتجسّد من خلف غيمات البخار ليفاجئَها، ولن تلحق إلا بالإسراع لإنهاء جلسة البخار تلك.
وجهكِ جميلٌ غضٌّ الآن، لأنه مروّى ومُشبَع بالأمواه، هكذا وجدَت مرآتها تقول لها.
ومنشفتها الكبيرة تلفلفها وتبين منها الكتفين ككرتين مطاطيتين
لندَع منشفة الرأس على الشعر تقمّطه، وأجزاء الجسد ننشّفها رويداً.
لقد خجِلَتْ حتى من مرآتها وأدارت لها ظهرها، عندها ستسقط عنها الأغطية وتدوسها بالقدمين الحافيتين.
لقد أصبحتُ مكشوفةً لكِ يا مرآتي، ولن أرى ما تشاهدين، فلنسرع ونستتر، ونغلق جلسة المرآة تلك.
هي تحتاج الحبّ تأمّلاً وافتتاناً
وخفقاً للرموش المرتعشة
ومسْحَاً لطيفاً على تويجاتها الملوّنة
وتحبّباً بحديقتها من خلف السياج، فلا تمتدّ يدٌ من بين الأسلاك لتقصفَ غصناً، وتطأ تربةً، وتهزّ منها السيقان الغضّة، وتبعثر الوريقات الخضر، وتنتف أوراق الورد.
هي تحتاج الحبّ صلاةً
ووصالاً
روحيّاً طاهراً
إيماناً بها كحبيبٍ أوحد
وزهداً بالآخرين
فلا يكون غيرها آلهةً في معبده، يتعبّد عند ساقيها الرّخاميتين، ويجثو على سجّادتها، ويدقّ الجباه عند موطئ قدميها
ويذوب فيها، ويتذكّرها بمخيّلته كلما عنّت عليه امرأة
ويحجّ إليها دورياً فيطوف بها
ويرمي الجمار على أعدائها
ويقف بعَرَفتها
ويعترف لها بخطاياه فتصفح عن شططه، ويهدي لها شمعة، ويذبح قرباناً، ويحرق بخوراً، ولا .. ولا يُشرِك بها.
فتكون له قدّيسةً، تشفَعُ له كلّما عذّبته نيران الحب، فتضمّه إلى صدرها كالطفل، وتمسح منه الدموع، وترضِعه إرضاع الكبير، وبالتالي تكون محرّمة عليه جسديّاً.
هذا هو الحبّ الذي تحتاجه وترجوه!
فأين أنتَ أيها المتعبّد لفينوس آلهة الحب والخصب؟
وأريدكَ أن تراني تمثالاً كتمثال فينوس
تهيم بجماله، ولو كان معرّى من الثياب، تعشقه فقط، ولا تلوّثه ولا تدنّسه
لأنك تعرف أنه مجرّد حجر.
رأته يطيل النظر إليها
وعلّمَتْ سهام لحظه على جسدها
أثراً يدغدغ حيث تقع عيونه، ويسخن موقع الإصابة منها ويبعث الأمر على الحكّة، فتحكّ فعلاً، وتتحسّس كل نقطة من جسدها
يرصدها ويصيبها، ولا يجرحها
ما باله ينظر إلى صدري؟
فتغلق زرّاً، وتضيّق فرجة قميصها
وبنطالي؟
فتتحسّسه، وقد يكون فيه ما يُعيب
وشعري؟
فتسوّي انسدال خصلاته، وتنفض رأسَها ليعود الانسياب والتزوّي في شعرها، ويعود متربّعاً على الكتفين كالستائر الجميلة تجلل نافذة الوجه البدريّ.
وشفاهي؟
فتعضّ عليها
فيمتقع الوجه بحمرة الخجل، والقلب يرتكض في خفقانه.
لقد مالت الوردة إليك يا دبّور، وسال رحيقها.
فكفاك طنيناً بأجنحتك المرتجفة
ودوراناً
وحوَماناً حولها
لقد أصبْتَها بالدّوار، إذ أعياها الالتفات والتلفّت إلى مواقع عيونك تحاصرها
وتحصرها
وترصدها
وطنين إقبالك وإدبارك يثنيها، فلا تعرف من أين وكيف ومتى تأتيها؟
يراقبها ويرقبها، يفنّدها كأحجية، يحلحلها كلغز، وكمتاهة مستعصية على الولوج، وتسعَد باهتمامه، وتنتظر انفتاح القفل بلا كلمة سر
فتنتهي أحجيتها
وتنفتح عندئذٍ جعبتها
إنه الحب الذي يمارسه الأغيار
الذي ما جرّبته يوماً، ولا ذاقت له مذ خُلقِتْ طعما!
دعاها إليه، فقبِلَتْ الدعوة
وفي طريقها إليه كان يسوقها الحلم الجميل، لكن إلى أين أيتها الوردة؟
والوردة التي تخرج من تربتها ستُباع في محل الورود، وأنتِ كنتِ أرخص من ذلك، لأنكِ اقتطعتِ نفسكِ، ودخلت عشّ الدبابير بقدميك.
وبعد جلسة غير حالمة في عش الدبور خرجت لا تلوي على شيء
لم تكن سعيدة، والدبور الطنّان كان شيئاً مختلفاً عن الحلم.
قالت لي مؤخّراً إنها ما زالت وحيدة
وأنها ما زالت تحلم، لوحدها، وبلا شريك.