كلف الروائي العجوز نابوكوف، مؤلف رواية لوليتا الشهيرة ، المصور الخاص بأحد شواطئ البحر الاسود ، أن يصور له ، امرأة معينة، فاتنة في العشرين من العمر ، يهواها قلبه الضعيف، حيث تسكن هذه الفتاة، في الغرفة المجاورة لغرفته في الفندق ، كانت قد نزلت الى البحر قبل ساعة لتسبح حيث ستمضي وقتها هناك حتى غروب الشمس. وطلب نابوكوف من المصور، تصوير لقطات أنسانية معبرة، وليست صورا تظهر اجساد السباحين والسباحات، في أوضاع مغرية، بل أن يهتم كيف يتبادل السباحون الأشارات ، والضحكات، وقد يحصل، أن يتبادلوا القبل خلف البراميل، بعيدا عن العيون، ولا بأس من تصوير ذلك، أخبره أن يركز على فتاة في العشرين من عمرها ترتدي البيكني الازرق، مزخرفا بعناكب صفر، من جانب مؤخرتها وصدرها ، وقال له أن شعرها أشقر وعلى وجهها نمش بلون القمح، وسرّ المصور بأن قلبه يهواها، من دون كل النساء، بالرغم من سنوات عمره الستيني، تسكن هذه الفتاة في الغرفة الملاصقة لغرفته، وصرح له، أنه ما إن وقع بصره عليها، حتى أنشغل بها قلبه، وهو هارب من اجواء البيت ورتابته المملة، ليمتع نظره وجسده، في اجواء الشاطئ المزدحم بالنساء الجميلات ، وطلب نابوكوف من المصور أن يكون حذرا جدا، في عدم إنكشاف أمره لالتقاط صور هذه الفتاة بالذات .
مشى المصور باتجاه الشاطئ، وقد رأى أن قرص الشمس البرتقالي، يستعد للغرق بالبحر الواسع الكبير، وأن لديه بضع دقائق، كي يعثر عليها، وهي دقائق معدودة ، بتقديره، ليست كافية، للبحث عن شعر أشقر وبكيني ازرق، وسط زحمة الشقراوات ومرتديات ملابس السباحة.
سار على الرمال وعلق الكاميرا برقبته بالعدسة الزووم التي يستعملها عادة مصورو كرة القدم، ولما أقترب أكثر من جمهرة السباحين، رأى شقراء ترتدي البكيني الازرق، فأقترب منها، لكنه لم يجد العناكب الصفر على مؤخرتها، فقال في نفسه " ليست هذه " ، تأكد من ذلك، أن وجهها لا نمش فيه، تجول باحثا بين النساء الجالسات لوحدهن، يفترشن قطعا من القماش، يستلقين على ظهورهن أو على بطونهن، وما إن مرت دقائق، حتى عثر على شقراء بالبكيني الازرق، بيضاء يتزاحم النمش على وجهها، ألتف من خلفها ، فوجد مؤخرتها العريضة، تطرزها العناكب الصفر، تجلس على صخرة، وتنظر الى الافق ، أبتعد عنها بخطوات، حتى تبقى تحت مرمى عدسته الزووم ، فهي الوحيدة الموجودة بين الشقراوات، يسكنها الصمت والحزن على ما يبدو ، لاحظ إنها تنظر الى يسارها، باتجاه مكان محدد، بإستغراق كامل، نظر من خلال العدسة الى حيث تنظر ، فوجد شاباً يجلس على كرسي صغير، ينظر اليها، ويبادلها الابتسامات، فالتقط صورة لابتسامته، واتجه الى زاوية محددة، ليرى وجهها، كيف تنظر الى الشاب المبتسم، فوجدها تبتسم له ايضا ، فكر المصور ، أن حبيبة قلب الروائي العجوز مشغولة بعالم آخر ، لاحظ أن الشاب بدأ يلوح لها باشارات يدعوها أن تتقدم منه، نجح بالتقاط صورة الاشارة، وأنتظر إستجابتها لتلويحة الشاب، مرت ثوان ، والعدسة تركز على جسد الفتاة ، حتى هزت رأسها بالموافقة، فنهضت، ثم مشت اليه ، صورها وهي تقترب منه، ولما وقفت بقربه، نهض الشاب، تحدث معها قليلا ، ثم أمسك بذراعها، فصورهما، ممسكين بايدي بعضهما البعض ، ثم أخذها من يدها الرقيقة الى كهف قريب، فالتقط صورا عديدة حين وضع الشاب ذراعه على كتفيها، ووضعت خدها على ذراعه، ألتقط هذه الصورة، ولما وصلا الى الكهف، دخلا فيه، وتشوشت الرؤية لدى المصور داخل الكهف، لانه يبدو شبه مظلم، لكنه أستطاع أن يلمح جسدي الفتاة والشاب، وهما يتبادلان القبل، تمكن من ألتقاط هذه الصورة، ثم أستلقيا على الرمل، تدحرجا في المساحة المحددة داخل الكهف، صورهما باوضاع شتى، برغم عتمة المكان وبعده، استلقيا على ظهريهما من التعب، بقي المصور جالسا في مكانه، حابسا أنفاسه، ينتظر خروجهما، مرت دقيقة ، حتى خرجا، وقد نفض الشاب الرمل عن ظهرها، وهي مررت يدها على ظهره أيضا ، ثم تفرقا كل واحد منهما، سلك طريقا معاكسا للاخر .
اكتفى المصور بالصور التي ألتقطها، وذهب بها الى الروائي العجوز الذي كان يجلس في غرفته، فاتحا بابها بانتظار أن تمر الفاتنة التي يهواها قلبه. جاء المصور واراه الصور، فظهر على وجه نابوكوف الحزن والتبرم والضيق ، نقد المصور المبلغ المخصص لجهده، ونقده سعر الفلاش الذي يحتوي على الصور ، ثم أستلقى الروائي على سريره، بعد مغادرة المصور .. اراد الرجل الثري أن يبكي، لكنه لم يستطع ، حسنٌُ فعل أنه لم يخبر المصور، أن الفتاة هي زوجته .
مشى المصور باتجاه الشاطئ، وقد رأى أن قرص الشمس البرتقالي، يستعد للغرق بالبحر الواسع الكبير، وأن لديه بضع دقائق، كي يعثر عليها، وهي دقائق معدودة ، بتقديره، ليست كافية، للبحث عن شعر أشقر وبكيني ازرق، وسط زحمة الشقراوات ومرتديات ملابس السباحة.
سار على الرمال وعلق الكاميرا برقبته بالعدسة الزووم التي يستعملها عادة مصورو كرة القدم، ولما أقترب أكثر من جمهرة السباحين، رأى شقراء ترتدي البكيني الازرق، فأقترب منها، لكنه لم يجد العناكب الصفر على مؤخرتها، فقال في نفسه " ليست هذه " ، تأكد من ذلك، أن وجهها لا نمش فيه، تجول باحثا بين النساء الجالسات لوحدهن، يفترشن قطعا من القماش، يستلقين على ظهورهن أو على بطونهن، وما إن مرت دقائق، حتى عثر على شقراء بالبكيني الازرق، بيضاء يتزاحم النمش على وجهها، ألتف من خلفها ، فوجد مؤخرتها العريضة، تطرزها العناكب الصفر، تجلس على صخرة، وتنظر الى الافق ، أبتعد عنها بخطوات، حتى تبقى تحت مرمى عدسته الزووم ، فهي الوحيدة الموجودة بين الشقراوات، يسكنها الصمت والحزن على ما يبدو ، لاحظ إنها تنظر الى يسارها، باتجاه مكان محدد، بإستغراق كامل، نظر من خلال العدسة الى حيث تنظر ، فوجد شاباً يجلس على كرسي صغير، ينظر اليها، ويبادلها الابتسامات، فالتقط صورة لابتسامته، واتجه الى زاوية محددة، ليرى وجهها، كيف تنظر الى الشاب المبتسم، فوجدها تبتسم له ايضا ، فكر المصور ، أن حبيبة قلب الروائي العجوز مشغولة بعالم آخر ، لاحظ أن الشاب بدأ يلوح لها باشارات يدعوها أن تتقدم منه، نجح بالتقاط صورة الاشارة، وأنتظر إستجابتها لتلويحة الشاب، مرت ثوان ، والعدسة تركز على جسد الفتاة ، حتى هزت رأسها بالموافقة، فنهضت، ثم مشت اليه ، صورها وهي تقترب منه، ولما وقفت بقربه، نهض الشاب، تحدث معها قليلا ، ثم أمسك بذراعها، فصورهما، ممسكين بايدي بعضهما البعض ، ثم أخذها من يدها الرقيقة الى كهف قريب، فالتقط صورا عديدة حين وضع الشاب ذراعه على كتفيها، ووضعت خدها على ذراعه، ألتقط هذه الصورة، ولما وصلا الى الكهف، دخلا فيه، وتشوشت الرؤية لدى المصور داخل الكهف، لانه يبدو شبه مظلم، لكنه أستطاع أن يلمح جسدي الفتاة والشاب، وهما يتبادلان القبل، تمكن من ألتقاط هذه الصورة، ثم أستلقيا على الرمل، تدحرجا في المساحة المحددة داخل الكهف، صورهما باوضاع شتى، برغم عتمة المكان وبعده، استلقيا على ظهريهما من التعب، بقي المصور جالسا في مكانه، حابسا أنفاسه، ينتظر خروجهما، مرت دقيقة ، حتى خرجا، وقد نفض الشاب الرمل عن ظهرها، وهي مررت يدها على ظهره أيضا ، ثم تفرقا كل واحد منهما، سلك طريقا معاكسا للاخر .
اكتفى المصور بالصور التي ألتقطها، وذهب بها الى الروائي العجوز الذي كان يجلس في غرفته، فاتحا بابها بانتظار أن تمر الفاتنة التي يهواها قلبه. جاء المصور واراه الصور، فظهر على وجه نابوكوف الحزن والتبرم والضيق ، نقد المصور المبلغ المخصص لجهده، ونقده سعر الفلاش الذي يحتوي على الصور ، ثم أستلقى الروائي على سريره، بعد مغادرة المصور .. اراد الرجل الثري أن يبكي، لكنه لم يستطع ، حسنٌُ فعل أنه لم يخبر المصور، أن الفتاة هي زوجته .