الدُّروب مُغْبَرة تَذْرو فِيها الرِّيح أوْراق الْخَريف وَتَنْكات الجُعّة الفارِغَة
السَّماء لَم تُذْرف دَمْعة واحِدة ، شُلّت أذْرُع الطَّواحِين وَغُلَّت أيْدِيها
سِرْب الأَهَالي يَجوب الأَحْياء مُلوِّحاً بِعَرُوس مِغْرَفة عِمْلاقَة حَازَت إِسْم " تاغَنْجا"
لَم تُفْلِح المَساعي الحَميدَة للصَّلَوات وَطَلَبات الإِسْتِرْحام لَم تُحَرِّر دُموع " أنْزَارْ"* .
كانت " تانيرت " قَدْ دَلَّلَت نِساء مَمْلَكة المَلِك الحَزين "أمادّووس" ، فَخَرجْن سَافِرات الوُجُوه
جالَسْن الرِّجال في المَقاهي وَالحَانات وعَلَت أَصْواتُهُن على قَرْع الأَقْداح
وَهَكذا حَلَّت لَعْنة الخالِق عَلى شَعْب "أمادووس" فَجُفِّفت مَنابِيع السَّماء
أثْقَلت الجِبايَات كَواهِل النَّاس ، الكَنائِس وبُيوت الله تَحَوَّلت إِلى بُورْصَات
تَتَطَاوَلَت أبْنِيَة الحُفاة العُراة والُّلصوص والعُشَّار حَتَّى فَاحَت فَوْق السَّحَاب
أَخَد القَيْصر الجِزْية كَامِلة وَلَم يَتْرك مَا لِله ، لِلّه ، وَكَسا العِجْل رِدَاء مِن ذَهَب
أَنَاخَت الخِيام فَارِغَة في الأَسْواق وَهَزُلَت بِطَانَة مَعاطِف الرِّجَال
أَغْلَقَت مَطاعِم " المَاكْدُونَالد" أبْوَابَها وَكَذِلِك كَان مَصِير المَخَابِز و"المُولَات "
وَكَما لَا يَخْلو مَكان من رِجال تُقَاة مُناهِضين لِمَا يُفْسِد صِبْغَة الإِنْسان الطَّبيعِية
كان الرَّجل "أنير" تَقَيّاً وَرِعاً وَمَغْضوباً عَليه مِن بِطانَة القصْر
وَكانَت تَتَوعَّدُه عَرَبات مُصدَّفة بِالياقُوت ، تُقِلّ جُنوداً مُسلَّحين حتَّى الأَسْنان
خَرج مُنْدسّاً داخل مِعْطَف من شَعر الإبِل ومُمْتطِيا عُكّازاً وَحيد القَدَم
أبَانَت القَدم عن بَأْس وَ قُوّة فِي تَفْكِيك قَوافِل الكِلَاب ، وَكان لِلرَّجُل فِيها مَآرِب شَتَّى
فِي صَحْراء لَا تَنْبُت غيْر الشِّيح وَتَدرُز رِمالَها عَقارِب الرِّيح ، أكَل حَبَّات الجَراد
إلَى أَن أَسْعَفَته الكَواسِر بِخُبْز طَازَج وَلَحْم طَيْر مِمَّا تَشْتَهيه البُطُون والأَنْفُس
تضَخَّم بَطْن" أنير" الذي كَان ذا مَخْمَصَة و تَفًزَّر لَحْم حِزامِه الجِلْدي
وَلمّا أرْهَق دَابَّته ، إِهْتَدى إلى وَكْر أَرْمَلة فاضِلَة فِي قَرْيَة إِعْتَزَلَت الكُفْر وَالخَديعَة
وفي رُكْن الكُوخ عَثَر في جُبَّة جُثَّة أَدْمَنَت المَرْأة البُكاء على صَدْرِها الْغِر
قال ׃ أُرْكُض ! هذه تَلَّة تَمَسّح بِوَبَرِها وَأتِنِي حيّاً كَمَا أَنّك لَم تَمُت
عَاد الفَتى الّذي سَيُدْعى فِيما بَعْد "إيدّر" راكضاً يُسابِق "عيدان الريح " .
تَعَلّم العائِد من قِفار المَوْتى حِيَل إِحْياء الأَحْذِية المُخَوْزَقة وَحِرَفاً أخرى
وَحَصّل مِن مُعَلِّمِه ضِعْف مَا كان لَه مِن إِرْث إِنَساني وَإلهِي
كَما وَرِث النُّبُوة واجْتِراح مُعْجِزات غَيْر خَصْف الأَحْذِيَة
ولِكَي يَتِم لَه ذَلِك وَيُمارِس صَلَاحِيات النُّبُوة ، أخْلى لَه الرَّب مَكان مُعَلِّمه
سَاحِباً " إيدر" إِلى السَّماء بِعاصِفَة نَارِيَة لَم يَسْبَقها صَوْت صَفّارة الإِنْذار .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحماد بوتالوحت
" أنْزَارْ"* : إله المطر في المعتقد الأمازيغي
تانيرت ׃ إسم أنثى بالأمازيغية
أمادووس: إسم ذكر بالأمازيغية
أنير : إسم ذكر بالأمازيغية
إيدر ׃إسم ذكر بالأمازيغية
السَّماء لَم تُذْرف دَمْعة واحِدة ، شُلّت أذْرُع الطَّواحِين وَغُلَّت أيْدِيها
سِرْب الأَهَالي يَجوب الأَحْياء مُلوِّحاً بِعَرُوس مِغْرَفة عِمْلاقَة حَازَت إِسْم " تاغَنْجا"
لَم تُفْلِح المَساعي الحَميدَة للصَّلَوات وَطَلَبات الإِسْتِرْحام لَم تُحَرِّر دُموع " أنْزَارْ"* .
كانت " تانيرت " قَدْ دَلَّلَت نِساء مَمْلَكة المَلِك الحَزين "أمادّووس" ، فَخَرجْن سَافِرات الوُجُوه
جالَسْن الرِّجال في المَقاهي وَالحَانات وعَلَت أَصْواتُهُن على قَرْع الأَقْداح
وَهَكذا حَلَّت لَعْنة الخالِق عَلى شَعْب "أمادووس" فَجُفِّفت مَنابِيع السَّماء
أثْقَلت الجِبايَات كَواهِل النَّاس ، الكَنائِس وبُيوت الله تَحَوَّلت إِلى بُورْصَات
تَتَطَاوَلَت أبْنِيَة الحُفاة العُراة والُّلصوص والعُشَّار حَتَّى فَاحَت فَوْق السَّحَاب
أَخَد القَيْصر الجِزْية كَامِلة وَلَم يَتْرك مَا لِله ، لِلّه ، وَكَسا العِجْل رِدَاء مِن ذَهَب
أَنَاخَت الخِيام فَارِغَة في الأَسْواق وَهَزُلَت بِطَانَة مَعاطِف الرِّجَال
أَغْلَقَت مَطاعِم " المَاكْدُونَالد" أبْوَابَها وَكَذِلِك كَان مَصِير المَخَابِز و"المُولَات "
وَكَما لَا يَخْلو مَكان من رِجال تُقَاة مُناهِضين لِمَا يُفْسِد صِبْغَة الإِنْسان الطَّبيعِية
كان الرَّجل "أنير" تَقَيّاً وَرِعاً وَمَغْضوباً عَليه مِن بِطانَة القصْر
وَكانَت تَتَوعَّدُه عَرَبات مُصدَّفة بِالياقُوت ، تُقِلّ جُنوداً مُسلَّحين حتَّى الأَسْنان
خَرج مُنْدسّاً داخل مِعْطَف من شَعر الإبِل ومُمْتطِيا عُكّازاً وَحيد القَدَم
أبَانَت القَدم عن بَأْس وَ قُوّة فِي تَفْكِيك قَوافِل الكِلَاب ، وَكان لِلرَّجُل فِيها مَآرِب شَتَّى
فِي صَحْراء لَا تَنْبُت غيْر الشِّيح وَتَدرُز رِمالَها عَقارِب الرِّيح ، أكَل حَبَّات الجَراد
إلَى أَن أَسْعَفَته الكَواسِر بِخُبْز طَازَج وَلَحْم طَيْر مِمَّا تَشْتَهيه البُطُون والأَنْفُس
تضَخَّم بَطْن" أنير" الذي كَان ذا مَخْمَصَة و تَفًزَّر لَحْم حِزامِه الجِلْدي
وَلمّا أرْهَق دَابَّته ، إِهْتَدى إلى وَكْر أَرْمَلة فاضِلَة فِي قَرْيَة إِعْتَزَلَت الكُفْر وَالخَديعَة
وفي رُكْن الكُوخ عَثَر في جُبَّة جُثَّة أَدْمَنَت المَرْأة البُكاء على صَدْرِها الْغِر
قال ׃ أُرْكُض ! هذه تَلَّة تَمَسّح بِوَبَرِها وَأتِنِي حيّاً كَمَا أَنّك لَم تَمُت
عَاد الفَتى الّذي سَيُدْعى فِيما بَعْد "إيدّر" راكضاً يُسابِق "عيدان الريح " .
تَعَلّم العائِد من قِفار المَوْتى حِيَل إِحْياء الأَحْذِية المُخَوْزَقة وَحِرَفاً أخرى
وَحَصّل مِن مُعَلِّمِه ضِعْف مَا كان لَه مِن إِرْث إِنَساني وَإلهِي
كَما وَرِث النُّبُوة واجْتِراح مُعْجِزات غَيْر خَصْف الأَحْذِيَة
ولِكَي يَتِم لَه ذَلِك وَيُمارِس صَلَاحِيات النُّبُوة ، أخْلى لَه الرَّب مَكان مُعَلِّمه
سَاحِباً " إيدر" إِلى السَّماء بِعاصِفَة نَارِيَة لَم يَسْبَقها صَوْت صَفّارة الإِنْذار .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحماد بوتالوحت
" أنْزَارْ"* : إله المطر في المعتقد الأمازيغي
تانيرت ׃ إسم أنثى بالأمازيغية
أمادووس: إسم ذكر بالأمازيغية
أنير : إسم ذكر بالأمازيغية
إيدر ׃إسم ذكر بالأمازيغية